تويت
إن الشباب حيال وقت الفراغ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام رئيسية_ كتاب للصم و البكم أعجبني,
السلام عليكم و رحمة اله و بركاته,
كتاب للصم و البكم أعجبني,
من تأيف الدكتور عبد الكريم بكار,
----
إن الشباب حيال وقت الفراغ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
*قسم يستغل أوقات فراغه على نحو جيد وموزون ومثمر .
وهذا القسم يحتاج إلى مساعدة للاستمرار في ذلك ،ويساعده على اكتشاف أنشطة جديدة يملأ بتا وقته قد تكون أنفع له من الأنشطة الحالية .
*قسم يستغل أوقات فراغه على نحو جزئي فهو كثيراً ما يضيع بعض الأوقات النفيسة في غير فائدة ترتجى.
وهذا القسم يحتاج إلى من يرشده إلى تحسين استثماره لأوقاته،ويساعده على الإستفادة منها لنحو أفضل .
*قسم أودى به الفراغ إلى المهالك وصار عاملاً مهماً في تأخره وانحرافه وفساده.
وهذا القسم أكثر الأقسام حاجة إلى المعونة،ويحتاج منا أكثر من غيره إلى الشفقة والرحمة والمؤازرة.
إن ما سأذكره من حلول وطرق وأفكار لاستثمار أوقات الفراغ يصلح لمساعدة الأقسام الثلاثة ولكن ذلك لا يجدي إذا تعاملنا معه على أنه أفكار ورؤى وتأملات جيدة،حيث أننا سنستفيد مما يطرح في هذا الشأن وغيره إذا تعاملنا معه على أنه دواء يجب تناوله ،كما أنه يجب تهيئة المرضى لتناوله ومساعدتهم على ذلك ،فكما نُهيأ المريض لتناول الدواء علينا أن نُهيأ أنفسنا لتناول هذه الحلول ودراستها والعمل على تطبيقها في حياتنا على نحو عملي ملموس.
وللتعامل مع أوقات الفراغ عدة محاور هي:
أولا:
معرفة قيمة العمل وقيمة العمر والحياة والوقت ومعرفة خطورة الفراغ على وجودنا ومستقبلنا .
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:{مارُأي النبي قط فارغاً في بيته}.
أي لم يشاهده أحد فارغا من عمل في بيته عليه الصلاة والسلام.
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه:{إني أكره الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة}.
أي فارغاً بل توسوس له نفسه بأشكال الوسوسة ويوسوس له شيطانه .
رأى شريح القاضي جيراناً له يتجولون،فقال :مالكم!قالوا:فرغنا اليوم ,فقال:أبهذا أُمر الفارغ!
فكأن شريحاً يستحضر وصية الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في شأن الفراغ في قوله تعالى:{فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب }.
وقال الشافعي رحمه الله راسماً للأجيال القادمة قاعدة تربوية مهمة : (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل).
وقال أبو الوفاء الحنبلي وهو من أذكياء العالم الذين يفاخر بهم أهل الإسلام: (لو لم يكن في طلب العلم والاشتغال به إلا تنظيف الوقت من الاشتغال برعونات الطباع التي تتقطع بها أوقات الرعاع لكفى ).
فانظر إلى عمق دلالة هذه العبارة .
وقد توفي أبو الوفاء في بدايات القرن السادس وكان رحمه الله يقول حاكياً لحاله: (إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة وتعطل بصري عن مطالعة أعملت فكري وأنا منطرح فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره وأكتبه وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة)أي أنه رحمه الله يجد شهية للعلم وهو في الثمانينات من عمره وحرص على التعلم أشد مما كان عليه وهو في العشرين من عمره .
ويقول أيضاً رحمه الله :{وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي حتى إني لأختار سف الكعك وتحسيه بالماء على أكل الخبز من أجل ما بينهما من تفاوت المضغ }, وذلك من أجل التفرغ للعلم والمطالعة وتسطير الفائدة .
إن أجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص فالتكاليف كثيرة والأوقات خاطفة ، هؤلاء هم الذين شيدوا تاريخ الإسلام فهو عبارة عن جهود لرجال من عظماء وكبار يعرفون معنى النعمة ومعنى الوقت وكيف يستفيدون منه .
وقد قال أحدهم :
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الإنفاق في غير واجب
فبين اختلاف في الليل والصبح معركٌ يكر علينا جيشه بالعجائــــــــب
وقد أدرك عقلاء الأمم الأخرى وفلاسفتها قيمة الوقت مثل ما أدركنا .
يقول سقراط : (إن وقت الفراغ لهو أثمن ما نمتلك ).
ويقول شيشرون : (إن تمضية وقت الفراغ بكرامة لهو المطلب الأول لجميع الرجال العقلاء والشرفاء ) .
يقول أحد المربيين الغربيين المعاصرين : ( لا تقع على التعليم مسؤولية أكبر من الإعداد الكافي للناشئة من أجل الاستفادة والاستمتاع بوقت الفراغ والترويح لا بسبب الفائدة الصحية المباشرة لذلك ولكن لتأثيره الدائم على عادات العقل والتفكير وعادات الإنتاج ).
كتاب للصم و البكم أعجبني,
من تأيف الدكتور عبد الكريم بكار,
----
إن الشباب حيال وقت الفراغ ينقسمون إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
*قسم يستغل أوقات فراغه على نحو جيد وموزون ومثمر .
وهذا القسم يحتاج إلى مساعدة للاستمرار في ذلك ،ويساعده على اكتشاف أنشطة جديدة يملأ بتا وقته قد تكون أنفع له من الأنشطة الحالية .
*قسم يستغل أوقات فراغه على نحو جزئي فهو كثيراً ما يضيع بعض الأوقات النفيسة في غير فائدة ترتجى.
وهذا القسم يحتاج إلى من يرشده إلى تحسين استثماره لأوقاته،ويساعده على الإستفادة منها لنحو أفضل .
*قسم أودى به الفراغ إلى المهالك وصار عاملاً مهماً في تأخره وانحرافه وفساده.
وهذا القسم أكثر الأقسام حاجة إلى المعونة،ويحتاج منا أكثر من غيره إلى الشفقة والرحمة والمؤازرة.
إن ما سأذكره من حلول وطرق وأفكار لاستثمار أوقات الفراغ يصلح لمساعدة الأقسام الثلاثة ولكن ذلك لا يجدي إذا تعاملنا معه على أنه أفكار ورؤى وتأملات جيدة،حيث أننا سنستفيد مما يطرح في هذا الشأن وغيره إذا تعاملنا معه على أنه دواء يجب تناوله ،كما أنه يجب تهيئة المرضى لتناوله ومساعدتهم على ذلك ،فكما نُهيأ المريض لتناول الدواء علينا أن نُهيأ أنفسنا لتناول هذه الحلول ودراستها والعمل على تطبيقها في حياتنا على نحو عملي ملموس.
وللتعامل مع أوقات الفراغ عدة محاور هي:
أولا:
معرفة قيمة العمل وقيمة العمر والحياة والوقت ومعرفة خطورة الفراغ على وجودنا ومستقبلنا .
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:{مارُأي النبي قط فارغاً في بيته}.
أي لم يشاهده أحد فارغا من عمل في بيته عليه الصلاة والسلام.
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه:{إني أكره الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة}.
أي فارغاً بل توسوس له نفسه بأشكال الوسوسة ويوسوس له شيطانه .
رأى شريح القاضي جيراناً له يتجولون،فقال :مالكم!قالوا:فرغنا اليوم ,فقال:أبهذا أُمر الفارغ!
فكأن شريحاً يستحضر وصية الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام في شأن الفراغ في قوله تعالى:{فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب }.
وقال الشافعي رحمه الله راسماً للأجيال القادمة قاعدة تربوية مهمة : (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل).
وقال أبو الوفاء الحنبلي وهو من أذكياء العالم الذين يفاخر بهم أهل الإسلام: (لو لم يكن في طلب العلم والاشتغال به إلا تنظيف الوقت من الاشتغال برعونات الطباع التي تتقطع بها أوقات الرعاع لكفى ).
فانظر إلى عمق دلالة هذه العبارة .
وقد توفي أبو الوفاء في بدايات القرن السادس وكان رحمه الله يقول حاكياً لحاله: (إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة وتعطل بصري عن مطالعة أعملت فكري وأنا منطرح فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره وأكتبه وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة)أي أنه رحمه الله يجد شهية للعلم وهو في الثمانينات من عمره وحرص على التعلم أشد مما كان عليه وهو في العشرين من عمره .
ويقول أيضاً رحمه الله :{وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي حتى إني لأختار سف الكعك وتحسيه بالماء على أكل الخبز من أجل ما بينهما من تفاوت المضغ }, وذلك من أجل التفرغ للعلم والمطالعة وتسطير الفائدة .
إن أجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص فالتكاليف كثيرة والأوقات خاطفة ، هؤلاء هم الذين شيدوا تاريخ الإسلام فهو عبارة عن جهود لرجال من عظماء وكبار يعرفون معنى النعمة ومعنى الوقت وكيف يستفيدون منه .
وقد قال أحدهم :
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الإنفاق في غير واجب
فبين اختلاف في الليل والصبح معركٌ يكر علينا جيشه بالعجائــــــــب
وقد أدرك عقلاء الأمم الأخرى وفلاسفتها قيمة الوقت مثل ما أدركنا .
يقول سقراط : (إن وقت الفراغ لهو أثمن ما نمتلك ).
ويقول شيشرون : (إن تمضية وقت الفراغ بكرامة لهو المطلب الأول لجميع الرجال العقلاء والشرفاء ) .
يقول أحد المربيين الغربيين المعاصرين : ( لا تقع على التعليم مسؤولية أكبر من الإعداد الكافي للناشئة من أجل الاستفادة والاستمتاع بوقت الفراغ والترويح لا بسبب الفائدة الصحية المباشرة لذلك ولكن لتأثيره الدائم على عادات العقل والتفكير وعادات الإنتاج ).
تعليق