عندما رسم الفنان بيكاسو لوحته الشهيرة (بالوما)، تأكد وترسخ في العالم أن الحمامة هي رمز (السلام) ـ مع أن ذلك ليس صحيحاً على كل حال ـ خصوصاً إذا عرفنا كيف استغلت الحمامة المسكينة في الحروب، وكيف أنها حملت الرسائل لشن الهجمات وقتل الأعداء، واستعملها الفرس والرومان قبل الميلاد من أجل هذا، واستمرت الحمامة من ذلك الوقت إلى الحرب العالمية الثانية، وهي تقوم بهذه المهمة الخطيرة والمدمّرة، وكل من قرأ التاريخ يعرف أن ألمانيا عندما اجتاحت بلجيكا، أنزلت جنوداً مظليين خلف الخطوط الخلفية وقد ربطوا في صدورهم حمائم، بهدف إطلاقها فيما بعد لتعود إلى موطنها حاملة نتائج التجسس، وهذا ما حصل وكان لتلك الرسائل الدور الحاسم في احتلال فرنسا بهذه السرعة الفائقة. وفعلت جيوش الحلفاء نفس الشيء، بل إنه يوجد الآن نصب في بريطانيا منحوتة عليه أسماء حمامات الزاجل التي أبلت بلاءً حسناً في الحرب، وقد كتب عليه: تحت هذا النصب ترقد رفات الحمامات الشجاعات.
تحياتي
تحياتي
تعليق