اولا محدش يفهمنى غلط دى احدى قصص الكاتب التركى الساخر عزيز نيسن
ثانيا الموضوع طويل حبه لكن بجد لو قراته هتحب
زمان فيكم ناس بتقول مين عزيز نيسن ده يا عمنا ؟؟؟
كلكم تتذكرون مسلسل "الدغري" بطولة دريد لحام هذا المسلسل مأخوذ من رواية "زوبك" تأليف الكاتب التركي الساخر الشهير عزيز نيسن كما أن الكثير من مسلسل "مرايا" لياسر العظمة مأخوذة من قصص قصيرة تأليف هذا الكاتب
لم نعرف ايضا من حضرته ؟
عزيز نيسين (1915- 1995) اسمه الحقيقي محمد نصرت نيسين من مواليد تركيا عام 1915 في جزيرة قرب استانبول و استخدم اسم عزيز نيسن الذي عرف به فيما بعد كاسم مستعار كنوع من الحماية ضد مطاردات الأمن السياسي في تركيا و رغم ذلك فقد دخل السجون مرات عديدة
يعتبر عزيز نيسن واحد من أفضل كتاب ما يعرف بالكوميديا السوداء في العالم او ما تسمى بالقصص المضحكة المبكية و المضحك المبكيو برغم شهرته الواسعة في كل ارجاء العالم كمبدع فذ الا ان بلده الأم تركيا لم تعطه من حقه سوى القليل توفي عزيز نيسن في تموز عام 1995
خلق عزيز نيسن عالماً أدبياً متميزاً، له ملامحه الجمالية الخاصة به، وفي مجموعته القصصية "آه منا نحن معشر الحمير"
و انا هكتب لكم بعض القصص منهم اذا عجبكم ممكن ابقى اكتب لكم باقى القصص لوحد حب يقراء باقى قصصه
القصه الاولى:- اظنها تصف كثير حال ....
كنا، نحن معشر الحمير، سابقاً نتحدث بلغة خاصة بنا، أسوة بكم معشر البشر، هذه اللغة كانت جميلة وغنية، ولها وقع موسيقي جذاب كنا نتكلم ونغني . لم نكن ننهق مثلما عليه الحال الآن. لأن النهيق بدأ عندنا فيما بعد، وتعلمون أن جميع حاجاتنا ورغباتنا وحتى عواطفنا، نعبر عنها الآن بالنهيق.
ولكن ما هو النهيق؟ هاق، هاق.
هو عبارة عن مقطعين صوتيين، أحدهما غليظ وثخين، والآخر رفيع، يصدران الواحد إثر الآخر.
هذا هو النهيق.. الذي بقي في لغتنا ، لغة الحمرنة، لكن كيف تغيرت هذه اللغة حتى أصبحت بهذا الشكل؟
ألا يهمك معرفة هذه الحكاية وكيف حدثت؟
حسناً إذاً ، بما أنكم تهتمون بذلك، سأرويها لكم باختصار، لجم الخوف ألسنتنا وذهب بعقولنا ، وبسبب الخوف نسبنا للغتنا الحميرية.
في غابر الزمان كان يلهو حمار هرم وحده في الغابة، يغني بعض الأغاني بلغة الحمير ويأكل الأعشاب الغضة الطرية، وبعد فترة من اللهو تناهت إلى منخريه رائحة ذئب قادم، من بعيد. رفع الحمار رأسه عالياً وعبّ الهواء ملء رئتيه وقال: لا يوجد رائحة ذئب، لا، لا ليست رائحة ذئب ، وتابع لهوه قافزاً من مكان إلى آخر، ولكن الرائحة أخذت تزداد كلما دنا الذئب أكثر. هذا يعني أن المنية تقترب.
- قد لا يكون ذئباً، قد لا يكون، ولذلك حاول الحمار الهرم أن يطمئن نفسه، إلا أن الرائحة كانت تزداد باطراد، فلما ازداد الذئب اقتراباً، كانت فرائص الحمار ترتعد رعباً، ومع ذلك كان يحاول إقناع نفسه بأن القادم ليس ذئباً.
- إنه ليس ذئباً، إن شاء الله كذلك، ولم يكون كذلك؟ ومن أين سيأتي وماذا سيفعل؟ وهكذا ظل الحمار الهرم يخدع نفسه، حتى بات يسمع صوتاً غير مستحب، صوت دبيب الذئب القادم.
- إنه ليس ذئباً، لا ليس صوت ذئب، ولا يمكن أن يكون كذلك، وماذا سيعمل الذئب هنا، ولمَ سيأتي؟؟؟
ومع اقتراب الذئب أكثر فأكثر أخذ قلب الحمار يخفق وعيناه ترتجفان، وعندما حدّق عالياً صوب الجبل، رأى ذئباً مندفعاً مخلفاً وراءه سحباً من الغبار.
- آه آه.. آه إنه ذئب، وكنت أحلم بذلك؟ قد يكون خيّل إليّ أن ما أراه ذئب أو كنت أحلم بذلك.
وبعد فترة ليست طويلة رأى ذباً قادماً من بين الأشجار، مرة ثانية حاول أن يطمئن نفسه قائلاً:
- أتمنى أن لا يكون ما أراه ذئباً، إن شاء الله لن يكون كذلك، ألم يجد هذا اللعين مكاناً آخر غير هذا المكان؟ لقد أصاب الوهن عيني، لذلك أخذت أرى هذا الشيء ذئباً قادماً.
تقلصت المسافة بينه وبين الذئب حتى أصبحت خمسين متراً. أيضاً حاول طمأنة نفسه قائلاً:
- إن شاء الله أن يكون ما أراه ليس ذئباً، قد يكون حملاً أو فيلاً أو أي شيء آخر. ولكن لمَ أرى كلّ شيء بهيئة ذئب؟
- أعرف تماماً أن ما أراه ليس ذئباً ، ولكن لمَ لا أبتعد قليلاً.
أخذ الحمار الهرم يبتعد قليلاً ناظراً إلى الوراء، أما الذئب فقد اقترب منه فاغراً فاه.
- حتى لو كان القادم ذئباً ماذا سيحصل... لا، لا لن يكون ذئباً، ولكن لم ترتعد فرائصي؟
جهد الحمار الهرم أن تكون خطواته أسرع، حتى بات يركض بأقصى سرعة أمام الذئب المندفع.
- آه كم أنا أحمق فقد صرت أظن القطّ ذئباً وأركض هكذا كالمعتوه، لا ليس ذئباً... زاد الحمار من سرعته حتى أخذت ساقاه ترتطمان ببطنه ومع ذلك استمر في خداع نفسه قائلاً:
- حتى لو كان الذي أراه ذئباً ، فهو ليس كذلك، إن شاء الله لن يكون كذلك.
نظر الحمار الهرم وراءه فرأى عيني الذئب تشعان وتطلقان سهاماً نارية، وتابع ركضه مطمئناً نفسه بقوله:
- لا ، لا يمكن أن يكون ذئباً.
نظر الحمار خلفه عندما شعر بأنف الذئب يلامس ظهره المبلل، فوجده فاغراً فمه فوق ظهره.
حاول الركض إلا أنه لم يستطع ذلك لأن قواه خانته، فأصبح عاجزاً عن الحراك تحت ثقل الذئب، ولكي لا يراه فقد عمد على إغلاق عينيه وقال:
- أعرف تماماً أنك لست ذئباً.
لا تدغدغ مؤخرتي إني لا أحب مزاح اليد.
غرز الذئب الجائع أسنانه في ظهر الحمار الهرم، ونهش منه قطعة كبيرة، ومن حلاوة الروح، كما يقولون، إرتبط لسان الحمار ونسي لغته.
- آه آه إنه ذئب آه، هو آه هو .....
تابع الذئب النهش من لحم الحمار الهرم ذي اللسان المربوط، حيث لا يصدر منه سوى آه هو ... هاق .... هاق.
منذ ذاك اليوم نسينا أيها السادة ، ولم نستطع التعبير عن رغباتنا وأفكارنا إلا بالنهيق.
ولو أن ذاك الحمار لم يخدع نفسه، لكنا نجيد الحديث بلغتنا إلى الآن. ولكن ماذا أقول آه منا نحن معشر الحمير.. هاق ... هاق ...
القصه الثانيه :-
إصطاد رجل سمكة، فسارع بها الى زوجته طالبا منها أن تقليها...
لكن الزوجة اعتذرت لعدم وجود زيت...
فقال الرجل لها: إشويها...
فاعتذرت الزوجة لعدم وجود مشواة...
فطلب منها أن تسلقها...
فصرخت فيه الزوجة: لا نملك غازا...
فحمل الرجل السمك وراح الى البحر وألقاها في الماء...
فهتفت السمكة: "تعيش الحكومة" !!!
قصه تعيش الحكومه هى احدى القصص التى رشحت عزيز نيسن لجائزة القنفذ الذهبى لافضل كاتب ساخر فى لغاريا 1966
القصه الثالثه :-
كان في قديم الزمان.. بلد، الغربال في التبن، والجمل دلاّل، والجربوع حلاق، وأنا في حضن أمي اهتز، وبكري مصطفى شيخ الاسلام، والجاويش انجلي قائد عام، وكركوز رئيس وزراء، وكان حاكم سلطان،البلاد التي كانت تحت نفوذ هذا السلطان أشرقن شمس الحرية عليها، واخضوضرت شجرة الديمقراطية في تربتها.. الخير كثير والراحة أكثر، سكانها لا هم لهم ولا غم.
راحت ايام جاءت أيام، حل فيها -وقاكم الله – قحط لا يوصف. الذين كانو يأكلون الكثير واللذيذ أصبحوا محرومين حتى من كسرة الخبز اليابس.
وجد السلطان أن المجاعة ستفتك بالرعية فبحث عن طريق للخلاص. أطلق المنادين في أنحاء البلاد، دارها بلدة بلدة، قرية قرية، حارة حارة، كان القرار الذي نادى به هكذا :
– يا أهالي البلد !الحاضر يعلم الغايب ! كل من قدم خدمة للسلطنة أو نفعا للوطن، فليسرع إلى القصر ليقدم له مولانا السلطان وساماَ.
نسي الناس جوعهم، حرمانهم، همومهم، ديونهم،مصاريفهم... وهرعوا إلى السلطان هائمين بأوسمته.. فلكل وسام حسب حجم خدماته.. وسام المرتبه الاولى مطلي بالذهب، وسام المرتية الثانية بماء الذهب، وسام المرتية الثالثة بالفضة، وسام المرتبه الرابعة بالقصدير، والخامس توتياء والسادس تنك وهكذا.. وهكذا فالأوسمة أنواع.. الذاهب يحصل على وسام والآيب يحصل على وسام.
وبقي الحال على هذا حتى انه، من فرط صنع الأوسمة، لم يبق في بلاد السلطان ذاك شيء من خردة الحديد أو توتياء أو تنك.. وكما أن (الجنجل) المعلق في رقبة البغل يصدر باهتزازه صوتا (شنغر شنغر) هكذا أخذت الاوسمة تهتز على الصدور المنفوخة كالمنافيخ.
سمعت بقرة عن الأوسمة، شنغر شنغر، تقرقع على صدور الناس، وأن السلطان يمنح قاصديه أوسمة، ففكرت .. "الوسام في الواقع من حقي أنا" !! ووضعت في ذهنها فكرة الحصول على الوسام.
وبالرغم من كون عمودها الفقري وقفصها الصدري ناقبين، وأنها تطب على الأرض كمن يزحف زحفا، فقد حضرت إلى باب القصر ركضاَ، قالت لرئيس البوابين :
– اخبروا السلطان بأن بقرة تريد مقابلته.
أرادوا صرفها فبدأت تخور:
- لا أخطو خطوة واحدة من أمام الباب قبل أن أواجه السلطان !
أرسلوا للسلطان:
- مولانا، بقرة من رعيتكم تسأل المثول أمامكم.
- لتأت لنرى بأية حال هي هذه البقرة !
قال السلطان :
– خوري لنرى ما ستخورين به !
قالت البقرة :
– مولاي، سمعت بأنك توزع أوسمة أريد وساما.
فصرخ السلطان :
– بأي حق ؟ وماذا قدمت ؟ ما نفعك للوطن حتى نعطيك وساما !؟
قالت البقرة :
– إذا لم أعط أنا وساما فمن يعطاه ؟؟؟ ماذا أقدم للإنسان بعد كل هذا ؟ تأكلون لحمي وتشربون حليبي وتلبسون جلدي. حتى روثي لا تتركونه.. بل تستعملونه فمن أجل وسام من التنك ماذا أعمل أيضا ؟؟؟
وجد السلطان الحق في طلب البقرة فأعطاها وساما من المرتبة الثانية.
علقت البقرة الوسام في رقبتها وبينما هي عائدة من القصر، ترقص فرحا َ، التقت البغل:
– مرحبا يا اختي البقرة ؟
– مرحبا يا أخي البغل!
– ما كل هذا الانشراح ؟من أين أنت قادمة ؟
– شرحت البقرة كل شيء بالتفصيل، وإذ قالت أنها أخذت وساما من السلطان، هاج البغل، وبهياجه، وبنعاله الأربعة، ذهب إلى قصر السلطان :
- سأواجه مولانا السلطان
- ممنوع
إلا أنه وبعناده الموروث عن أبيه، حرن وتعاطى على قائميه الخلفيين. أبى التراجع عن باب القصر. نقلوا الصورة إلى السلطان فقال :
– البغل أيضا من رعيتي، فليأت ونرى ؟؟
مثل البغل بين يديه. أخذ سلاما بغلياًَ، قبّل اليد والثوب، ثم قال أنه يريد وساما فسأله السلطان :
– ما الذي قدمته حتى تحصل على وسام ؟؟
– آ... يا مولاي.. ومن قدم أكثر مما قدمت ؟ ألست من يجمل مدافعكم وبنادقكم على ظهره أيام الحرب ؟ ألست من يركب أطفالكم وعيالكم ظهره أيام السلم ؟؟ لولاي ما استطعتم فعل شيء.
أصدر السلطان -إذ رأى البغل على حق- قرارا :
أعطوا مواطني البغل وساما من المرتبة الأولى !
وبينما كان البغل عائدا من القصر بنعاله الأربعة، وهو في حالة فرح قصوى.. التقى بالحمار. قال الحمار :
– مرحبا يا ابن الاخ
قال البغل:
- مرحبا أيها العم.
– من أين أنت قادم والى أين أنت ذاهب ؟
حكى له البغل حكايته .قال الحمار :
– ما دام الأمر هكذا سأذهب إنا الآخر إلى سلطاننا وآخذ وساماً!
وركض بنعاله الأربعة إلى القصر.
صاح حراس القصر : داه.. جي.. لكنهم لم يستطيعوا صده بشكل من الأشكال، فذهبوا إلى السلطان :
– مواطنكم الحمار يريد المثول بين أيديكم. هلا تفضلتم بقبوله أيها السلطان ؟؟
قال السلطان:
– ماذا تبغي يا مواطننا الحمار ؟
فاخبر الحمار السلطان رغبته. فقال السلطان وقد وصلت روحه إلى أنفه :
– البقرة تنفع الوطن والرعية بلحمها وحليبها وجلدها وروثها، وإذا قلت البغل، فانه يحمل الأحمال على ظهره في الحرب والسلم، ومن ثم فانه ينفع وطنه، ماذا قدمت أنت حتى تأتي بحمرنتك وتمثل أمامي، دون حياء، وتطلب وساماً؟.. ما هذا الخلط الذي تخلطه ؟
فقال الحمار وهو يتصدر مسرورا ً:
– رحماك يا مولاي السلطان. ان أعظم الخدمات هي تلك التي تقدم إليكم من رعاياكم الحمير، فلو لم يكن الألوف من الحمير مثلي بين رعيتكم، أفكنتم تستطيعون الجلوس على العرش ؟ هل كانت استمرت سلطتكم ؟ إحمد ربك على كون رعيتكم حمير مثلي تماما، ومن ثم على استمرار سلطنتكم !
أيقن السلطان أن الحمار الذي أمامه لن يرضى بوسام من التنك كغيره فقال:
- إيه يا مواطني الحمار، ليس عندي وسام يليق بخدماتكم الجليلة، لذا آمر بأن يقدم لك عدل من التبن يوميا في إسطبل القصر. كل، كل، كل، حتى تستمر سلطنتي...
ثانيا الموضوع طويل حبه لكن بجد لو قراته هتحب
زمان فيكم ناس بتقول مين عزيز نيسن ده يا عمنا ؟؟؟
كلكم تتذكرون مسلسل "الدغري" بطولة دريد لحام هذا المسلسل مأخوذ من رواية "زوبك" تأليف الكاتب التركي الساخر الشهير عزيز نيسن كما أن الكثير من مسلسل "مرايا" لياسر العظمة مأخوذة من قصص قصيرة تأليف هذا الكاتب
لم نعرف ايضا من حضرته ؟
عزيز نيسين (1915- 1995) اسمه الحقيقي محمد نصرت نيسين من مواليد تركيا عام 1915 في جزيرة قرب استانبول و استخدم اسم عزيز نيسن الذي عرف به فيما بعد كاسم مستعار كنوع من الحماية ضد مطاردات الأمن السياسي في تركيا و رغم ذلك فقد دخل السجون مرات عديدة
يعتبر عزيز نيسن واحد من أفضل كتاب ما يعرف بالكوميديا السوداء في العالم او ما تسمى بالقصص المضحكة المبكية و المضحك المبكيو برغم شهرته الواسعة في كل ارجاء العالم كمبدع فذ الا ان بلده الأم تركيا لم تعطه من حقه سوى القليل توفي عزيز نيسن في تموز عام 1995
خلق عزيز نيسن عالماً أدبياً متميزاً، له ملامحه الجمالية الخاصة به، وفي مجموعته القصصية "آه منا نحن معشر الحمير"
و انا هكتب لكم بعض القصص منهم اذا عجبكم ممكن ابقى اكتب لكم باقى القصص لوحد حب يقراء باقى قصصه
القصه الاولى:- اظنها تصف كثير حال ....
آه منا نحن معشر الحمير
كنا، نحن معشر الحمير، سابقاً نتحدث بلغة خاصة بنا، أسوة بكم معشر البشر، هذه اللغة كانت جميلة وغنية، ولها وقع موسيقي جذاب كنا نتكلم ونغني . لم نكن ننهق مثلما عليه الحال الآن. لأن النهيق بدأ عندنا فيما بعد، وتعلمون أن جميع حاجاتنا ورغباتنا وحتى عواطفنا، نعبر عنها الآن بالنهيق.
ولكن ما هو النهيق؟ هاق، هاق.
هو عبارة عن مقطعين صوتيين، أحدهما غليظ وثخين، والآخر رفيع، يصدران الواحد إثر الآخر.
هذا هو النهيق.. الذي بقي في لغتنا ، لغة الحمرنة، لكن كيف تغيرت هذه اللغة حتى أصبحت بهذا الشكل؟
ألا يهمك معرفة هذه الحكاية وكيف حدثت؟
حسناً إذاً ، بما أنكم تهتمون بذلك، سأرويها لكم باختصار، لجم الخوف ألسنتنا وذهب بعقولنا ، وبسبب الخوف نسبنا للغتنا الحميرية.
في غابر الزمان كان يلهو حمار هرم وحده في الغابة، يغني بعض الأغاني بلغة الحمير ويأكل الأعشاب الغضة الطرية، وبعد فترة من اللهو تناهت إلى منخريه رائحة ذئب قادم، من بعيد. رفع الحمار رأسه عالياً وعبّ الهواء ملء رئتيه وقال: لا يوجد رائحة ذئب، لا، لا ليست رائحة ذئب ، وتابع لهوه قافزاً من مكان إلى آخر، ولكن الرائحة أخذت تزداد كلما دنا الذئب أكثر. هذا يعني أن المنية تقترب.
- قد لا يكون ذئباً، قد لا يكون، ولذلك حاول الحمار الهرم أن يطمئن نفسه، إلا أن الرائحة كانت تزداد باطراد، فلما ازداد الذئب اقتراباً، كانت فرائص الحمار ترتعد رعباً، ومع ذلك كان يحاول إقناع نفسه بأن القادم ليس ذئباً.
- إنه ليس ذئباً، إن شاء الله كذلك، ولم يكون كذلك؟ ومن أين سيأتي وماذا سيفعل؟ وهكذا ظل الحمار الهرم يخدع نفسه، حتى بات يسمع صوتاً غير مستحب، صوت دبيب الذئب القادم.
- إنه ليس ذئباً، لا ليس صوت ذئب، ولا يمكن أن يكون كذلك، وماذا سيعمل الذئب هنا، ولمَ سيأتي؟؟؟
ومع اقتراب الذئب أكثر فأكثر أخذ قلب الحمار يخفق وعيناه ترتجفان، وعندما حدّق عالياً صوب الجبل، رأى ذئباً مندفعاً مخلفاً وراءه سحباً من الغبار.
- آه آه.. آه إنه ذئب، وكنت أحلم بذلك؟ قد يكون خيّل إليّ أن ما أراه ذئب أو كنت أحلم بذلك.
وبعد فترة ليست طويلة رأى ذباً قادماً من بين الأشجار، مرة ثانية حاول أن يطمئن نفسه قائلاً:
- أتمنى أن لا يكون ما أراه ذئباً، إن شاء الله لن يكون كذلك، ألم يجد هذا اللعين مكاناً آخر غير هذا المكان؟ لقد أصاب الوهن عيني، لذلك أخذت أرى هذا الشيء ذئباً قادماً.
تقلصت المسافة بينه وبين الذئب حتى أصبحت خمسين متراً. أيضاً حاول طمأنة نفسه قائلاً:
- إن شاء الله أن يكون ما أراه ليس ذئباً، قد يكون حملاً أو فيلاً أو أي شيء آخر. ولكن لمَ أرى كلّ شيء بهيئة ذئب؟
- أعرف تماماً أن ما أراه ليس ذئباً ، ولكن لمَ لا أبتعد قليلاً.
أخذ الحمار الهرم يبتعد قليلاً ناظراً إلى الوراء، أما الذئب فقد اقترب منه فاغراً فاه.
- حتى لو كان القادم ذئباً ماذا سيحصل... لا، لا لن يكون ذئباً، ولكن لم ترتعد فرائصي؟
جهد الحمار الهرم أن تكون خطواته أسرع، حتى بات يركض بأقصى سرعة أمام الذئب المندفع.
- آه كم أنا أحمق فقد صرت أظن القطّ ذئباً وأركض هكذا كالمعتوه، لا ليس ذئباً... زاد الحمار من سرعته حتى أخذت ساقاه ترتطمان ببطنه ومع ذلك استمر في خداع نفسه قائلاً:
- حتى لو كان الذي أراه ذئباً ، فهو ليس كذلك، إن شاء الله لن يكون كذلك.
نظر الحمار الهرم وراءه فرأى عيني الذئب تشعان وتطلقان سهاماً نارية، وتابع ركضه مطمئناً نفسه بقوله:
- لا ، لا يمكن أن يكون ذئباً.
نظر الحمار خلفه عندما شعر بأنف الذئب يلامس ظهره المبلل، فوجده فاغراً فمه فوق ظهره.
حاول الركض إلا أنه لم يستطع ذلك لأن قواه خانته، فأصبح عاجزاً عن الحراك تحت ثقل الذئب، ولكي لا يراه فقد عمد على إغلاق عينيه وقال:
- أعرف تماماً أنك لست ذئباً.
لا تدغدغ مؤخرتي إني لا أحب مزاح اليد.
غرز الذئب الجائع أسنانه في ظهر الحمار الهرم، ونهش منه قطعة كبيرة، ومن حلاوة الروح، كما يقولون، إرتبط لسان الحمار ونسي لغته.
- آه آه إنه ذئب آه، هو آه هو .....
تابع الذئب النهش من لحم الحمار الهرم ذي اللسان المربوط، حيث لا يصدر منه سوى آه هو ... هاق .... هاق.
منذ ذاك اليوم نسينا أيها السادة ، ولم نستطع التعبير عن رغباتنا وأفكارنا إلا بالنهيق.
ولو أن ذاك الحمار لم يخدع نفسه، لكنا نجيد الحديث بلغتنا إلى الآن. ولكن ماذا أقول آه منا نحن معشر الحمير.. هاق ... هاق ...
القصه الثانيه :-
تعيش الحكومة
إصطاد رجل سمكة، فسارع بها الى زوجته طالبا منها أن تقليها...
لكن الزوجة اعتذرت لعدم وجود زيت...
فقال الرجل لها: إشويها...
فاعتذرت الزوجة لعدم وجود مشواة...
فطلب منها أن تسلقها...
فصرخت فيه الزوجة: لا نملك غازا...
فحمل الرجل السمك وراح الى البحر وألقاها في الماء...
فهتفت السمكة: "تعيش الحكومة" !!!
قصه تعيش الحكومه هى احدى القصص التى رشحت عزيز نيسن لجائزة القنفذ الذهبى لافضل كاتب ساخر فى لغاريا 1966
القصه الثالثه :-
الحمار الحائز على وسام
كان في قديم الزمان.. بلد، الغربال في التبن، والجمل دلاّل، والجربوع حلاق، وأنا في حضن أمي اهتز، وبكري مصطفى شيخ الاسلام، والجاويش انجلي قائد عام، وكركوز رئيس وزراء، وكان حاكم سلطان،البلاد التي كانت تحت نفوذ هذا السلطان أشرقن شمس الحرية عليها، واخضوضرت شجرة الديمقراطية في تربتها.. الخير كثير والراحة أكثر، سكانها لا هم لهم ولا غم.
راحت ايام جاءت أيام، حل فيها -وقاكم الله – قحط لا يوصف. الذين كانو يأكلون الكثير واللذيذ أصبحوا محرومين حتى من كسرة الخبز اليابس.
وجد السلطان أن المجاعة ستفتك بالرعية فبحث عن طريق للخلاص. أطلق المنادين في أنحاء البلاد، دارها بلدة بلدة، قرية قرية، حارة حارة، كان القرار الذي نادى به هكذا :
– يا أهالي البلد !الحاضر يعلم الغايب ! كل من قدم خدمة للسلطنة أو نفعا للوطن، فليسرع إلى القصر ليقدم له مولانا السلطان وساماَ.
نسي الناس جوعهم، حرمانهم، همومهم، ديونهم،مصاريفهم... وهرعوا إلى السلطان هائمين بأوسمته.. فلكل وسام حسب حجم خدماته.. وسام المرتبه الاولى مطلي بالذهب، وسام المرتية الثانية بماء الذهب، وسام المرتية الثالثة بالفضة، وسام المرتبه الرابعة بالقصدير، والخامس توتياء والسادس تنك وهكذا.. وهكذا فالأوسمة أنواع.. الذاهب يحصل على وسام والآيب يحصل على وسام.
وبقي الحال على هذا حتى انه، من فرط صنع الأوسمة، لم يبق في بلاد السلطان ذاك شيء من خردة الحديد أو توتياء أو تنك.. وكما أن (الجنجل) المعلق في رقبة البغل يصدر باهتزازه صوتا (شنغر شنغر) هكذا أخذت الاوسمة تهتز على الصدور المنفوخة كالمنافيخ.
سمعت بقرة عن الأوسمة، شنغر شنغر، تقرقع على صدور الناس، وأن السلطان يمنح قاصديه أوسمة، ففكرت .. "الوسام في الواقع من حقي أنا" !! ووضعت في ذهنها فكرة الحصول على الوسام.
وبالرغم من كون عمودها الفقري وقفصها الصدري ناقبين، وأنها تطب على الأرض كمن يزحف زحفا، فقد حضرت إلى باب القصر ركضاَ، قالت لرئيس البوابين :
– اخبروا السلطان بأن بقرة تريد مقابلته.
أرادوا صرفها فبدأت تخور:
- لا أخطو خطوة واحدة من أمام الباب قبل أن أواجه السلطان !
أرسلوا للسلطان:
- مولانا، بقرة من رعيتكم تسأل المثول أمامكم.
- لتأت لنرى بأية حال هي هذه البقرة !
قال السلطان :
– خوري لنرى ما ستخورين به !
قالت البقرة :
– مولاي، سمعت بأنك توزع أوسمة أريد وساما.
فصرخ السلطان :
– بأي حق ؟ وماذا قدمت ؟ ما نفعك للوطن حتى نعطيك وساما !؟
قالت البقرة :
– إذا لم أعط أنا وساما فمن يعطاه ؟؟؟ ماذا أقدم للإنسان بعد كل هذا ؟ تأكلون لحمي وتشربون حليبي وتلبسون جلدي. حتى روثي لا تتركونه.. بل تستعملونه فمن أجل وسام من التنك ماذا أعمل أيضا ؟؟؟
وجد السلطان الحق في طلب البقرة فأعطاها وساما من المرتبة الثانية.
علقت البقرة الوسام في رقبتها وبينما هي عائدة من القصر، ترقص فرحا َ، التقت البغل:
– مرحبا يا اختي البقرة ؟
– مرحبا يا أخي البغل!
– ما كل هذا الانشراح ؟من أين أنت قادمة ؟
– شرحت البقرة كل شيء بالتفصيل، وإذ قالت أنها أخذت وساما من السلطان، هاج البغل، وبهياجه، وبنعاله الأربعة، ذهب إلى قصر السلطان :
- سأواجه مولانا السلطان
- ممنوع
إلا أنه وبعناده الموروث عن أبيه، حرن وتعاطى على قائميه الخلفيين. أبى التراجع عن باب القصر. نقلوا الصورة إلى السلطان فقال :
– البغل أيضا من رعيتي، فليأت ونرى ؟؟
مثل البغل بين يديه. أخذ سلاما بغلياًَ، قبّل اليد والثوب، ثم قال أنه يريد وساما فسأله السلطان :
– ما الذي قدمته حتى تحصل على وسام ؟؟
– آ... يا مولاي.. ومن قدم أكثر مما قدمت ؟ ألست من يجمل مدافعكم وبنادقكم على ظهره أيام الحرب ؟ ألست من يركب أطفالكم وعيالكم ظهره أيام السلم ؟؟ لولاي ما استطعتم فعل شيء.
أصدر السلطان -إذ رأى البغل على حق- قرارا :
أعطوا مواطني البغل وساما من المرتبة الأولى !
وبينما كان البغل عائدا من القصر بنعاله الأربعة، وهو في حالة فرح قصوى.. التقى بالحمار. قال الحمار :
– مرحبا يا ابن الاخ
قال البغل:
- مرحبا أيها العم.
– من أين أنت قادم والى أين أنت ذاهب ؟
حكى له البغل حكايته .قال الحمار :
– ما دام الأمر هكذا سأذهب إنا الآخر إلى سلطاننا وآخذ وساماً!
وركض بنعاله الأربعة إلى القصر.
صاح حراس القصر : داه.. جي.. لكنهم لم يستطيعوا صده بشكل من الأشكال، فذهبوا إلى السلطان :
– مواطنكم الحمار يريد المثول بين أيديكم. هلا تفضلتم بقبوله أيها السلطان ؟؟
قال السلطان:
– ماذا تبغي يا مواطننا الحمار ؟
فاخبر الحمار السلطان رغبته. فقال السلطان وقد وصلت روحه إلى أنفه :
– البقرة تنفع الوطن والرعية بلحمها وحليبها وجلدها وروثها، وإذا قلت البغل، فانه يحمل الأحمال على ظهره في الحرب والسلم، ومن ثم فانه ينفع وطنه، ماذا قدمت أنت حتى تأتي بحمرنتك وتمثل أمامي، دون حياء، وتطلب وساماً؟.. ما هذا الخلط الذي تخلطه ؟
فقال الحمار وهو يتصدر مسرورا ً:
– رحماك يا مولاي السلطان. ان أعظم الخدمات هي تلك التي تقدم إليكم من رعاياكم الحمير، فلو لم يكن الألوف من الحمير مثلي بين رعيتكم، أفكنتم تستطيعون الجلوس على العرش ؟ هل كانت استمرت سلطتكم ؟ إحمد ربك على كون رعيتكم حمير مثلي تماما، ومن ثم على استمرار سلطنتكم !
أيقن السلطان أن الحمار الذي أمامه لن يرضى بوسام من التنك كغيره فقال:
- إيه يا مواطني الحمار، ليس عندي وسام يليق بخدماتكم الجليلة، لذا آمر بأن يقدم لك عدل من التبن يوميا في إسطبل القصر. كل، كل، كل، حتى تستمر سلطنتي...
تعليق