Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نحن و رمضان ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نحن و رمضان ؟

    فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان : الحمد لله على فضله وإحسانه ، تفضل علينا ببلوغ شهر رمضان ومكننا فيه من الأعمال الصالحة التي تقربنا إليه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد كان أول سابق إلى الخيرات وعلى آله وأصحابه ؛ ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ، أما بعد :
    فأوصيكم ونفسي - في هذا الشهر المبارك - بتقوى الله - وفي غيره من الشهور - ، ولكن هذا الشهر له مزية خصه الله بها . فهو موسم الخيرات ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله ببلوغ رمضان ، فكان يقول إذا دخل شهر رجب : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ؛ وبلغنا رمضان ) ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدومه ويبين لهم مزاياه ، فيقول : ( أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ) ، ويحث أصحابه على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحة من فرائض ونوافل ، من صلوات وصدقات ، وبذل معروف وإحسان ، وصبر على طاعة الله ، وعمارة نهاره بالصيام ، وليله بالقيام ، وساعاته بتلاوة القرآن وذكر الله - عز وجل - ، فلا تضيعون بالغفلة والإعراض ، كحال الأشقياء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، فلا يستفيدون من مرور مواسم الخير ولا يعرفون لها حرمة ولا يقدرون لها قيمة .
    كثير من الناس لا يعرفون هذا الشهر إلا أنه شهر لتنويع المآكل والمشارب ، فيبالغون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي ، ويكثرون من شراء الكماليات من الأطعمة والأشربة ، ومعلوم أن الإكثار من المآكل والمشارب يكسل عن الطاعة ، والمطلوب من المسلم أن يقلل من الطعام والشراب حتى ينشط للطاعة .
    وبعض من الناس لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهر النوم في النهار والسهر في الليل على ما لا فائدة فيه أو ما فيه مضرة ، فيسهر معظم ليله أو كله ثم ينام النهار حتى عن الصلوات المفروضة فلا يصلي مع الجماعة ولا في أوقات الصلوات .
    وفئة من الناس تجلس على مائدة الإفطار وتترك صلاة المغرب مع الجماعة ، هذه الفئات من الناس لا تعرف لشهر رمضان قيمة ولا تتورع عن انتهاك حرمته بالسهر الحرام ، وترك الواجبات ، وفعل المحرمات .
    وإلى جانب هؤلاء جماعة لا يعرفون شهر رمضان إلا أنه موسم للتجارة وعرض السلع وطلب الدنيا العاجلة ؛ فينشطون على البيع والشراء فيلازمون الأسواق ويهجرون المساجد ، وإن ذهبوا إلى المساجد فهم على عجل ومضض لا يستقرون فيها لأن قرة أعينهم في الأسواق .

    عباد الله لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في هذا الشهر أكثر مما يجتهد في غيره ، وإن كان - عليه الصلاة والسلام - مجدًا في العبادة في جميع أوقاته ، فكان يتفرغ في هذا الشهر من كثير من المشاغل التي هي في الحقيقة عبادة ، لكنه يتفرغ من العمل الفاضل لما هو أفضل منه .
    وكان السلف الصالح يقتدون به في ذلك ؛ فيخصون هذا الشهر بمزيد اهتمام ، ويتفرغون فيه للأعمال الصالحة ، ويعمرون ليله بالتهجد ونهاره بالصيام والذكر وتلاوة القرآن ، ويعمرون المساجد بذلك ، فلنقارن بين حالنا وحالهم وما هو مبلغ شعورنا بهذا الشهر . ولنعلم أنه كما تضاعف فيه الحسنات فإنها أيضًا تغلظ السيئات وتعظم عقوبتها ، فلنتق الله سبحانه ونعظم حرماته : ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ . [ الحج : 30 ] .
    وفق الله الجميع لصالح القول والعمل .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

    انتهى كلامه حفظه الله


    و أريد أن أضيف أنه لا ينبغي لنا أن يشغلنا التصميم و الجرافيكس عن اغتنام هذا الشهر العظيم فما يدرينا أننا سنعيش لرمضان المقبل، و والله لعجبت أن مسابقة المنابر نظمت في هذا الوقت بالذات ( أعلم أن كلامي هذا لن يعجب البعض ) فقد كنت أتمنى أن نغتنم شهرنا في ما يقربنا إلى الله و يعود علينا و على أمتنا بالنفع في الدنيا و الآخرة، فتلك الساعات التي نضيعها في التصميم و أؤكد على كلمة نضيعها كان من الأجدر بنا اغتنامها في فعل الخيرات كتلاوة القرآن و غيرها من الأعمال الصالحة، فمن كان يختم مرة في الشهر، لم لا يجعلها ثلاثا أو أربع ختمات، فوالله إنه خير عظيم نحن عنه غافلون أو لنقل متغافلون، فكلنا نعلم كيف كان سلفنا مع رمضان فمنهم من كان يختم كل يوم مرة وهم كثر كالشافعي و أحمد و غيرهم و منهم من كان يدع حلقات العلم و يتفرغ لقرآءة
    القرآن كالإمام مالك...وهذا دون ذكر حال الصحابة رضوان الله عليهم، بالفعل هم قوم عرفوا قدر رمضان و قدر وقتهم فاغتمنوه و لم يهدروه فرفعهم الله و ذل أعدائهم .
    فما بالنا نحن هل إذا دخل رمضان نتوجه للجرافيكس؟ ياللسخرية، و كل العام و نحن ندندن حول متابعتنا للسلف و كيف نرجع فلسطين و لا أدري ماذا؟ و الحل سهل و بسيط وهو الرجوع إلى ربنا و متابعة سلفنا فلن يسعنا إلا ما وسعهم و إغتنام أوقاتنا في طاعة ربنا و جعل شهر رمضان بداية لذلك.
    و لا يأتي أحد و يتفلسف و يقول أن ندع الجرافيكس و.....و....و...
    أنا لا أقول هذا و لكن لكل مقام مقال، فالتصميم هو هواية البعض و مصدر رزق البعض، و لكن أن نضيع شهرا كرمضان في الجرافيكس فهو الخسران بعينه و أذكركم و نفسي بحديث النبي صلى الله عليه و سلم
    فعن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين
    رواه ابن حبان في صحيحه .

    و كما قال أحد السلف رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر
    أسأل الله أن نكون من الرابحين و تعتق رقابنا من النار.

    أتمنى أن لا أكون أثقلت عليكم و لكنها كلمات في صدري أردت أن أقولها لما رأيت من تهاون و ضياع للأوقات في هذا الشهر، فهي نصيحة و تذكير أولا لنفسي ثم لكم أرجو أن تقبلوها و بارك الله فيكم.

    قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس الناس إليهم . قال : ( من جلس للناس جلس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ؛ لأنهم أحيوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ).

    وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ؛ لأنهم شانوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فبترهم الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) . مختصر الاستغاثة 1/175



  • #2
    جزاك الله خيرا اخي
    ^_^

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي

      قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس الناس إليهم . قال : ( من جلس للناس جلس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ؛ لأنهم أحيوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ).

      وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ؛ لأنهم شانوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فبترهم الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) . مختصر الاستغاثة 1/175


      تعليق

      يعمل...
      X