ما يجعلنا نتسائل بشكل دائم ومستمر, لماذا يكون واقع المبدع العربي مظلماً بوجه عام وطريقة شائكة, في حين نرى المبدع الغربي محاطاً بالرعاية والاهتمام منذ الطفولة؟
لماذا على المبدع العربي أن يشق طريقه بنفسه والغير مبدع الغربي يجد الطريق معبداً
لا يخفى علينا وخاصة ممن عاصر آواخر القرن العشرين وبداية انتشار الكمبيوترات والنظم المعلوماتية في العالم العربي كيف كانت الطريق مظلمة ومحتاجة إلى أكثر من جهد إضافي, وتعليق ملاحظات العوام الساخرة أسفل الطاولة حول جهاز الألعاب هذا المدعو بالسيد كمبيوتر (ربما يكون سكان الأرياف أدرى بمقصدي من هذا الكلام من سكان المدن) ...
لازلت أذكر العام 1989, كنت طالباً متفوقا في المدرسة ووعدني والدي بهدية لو حققت امتيازاً وبالفعل حققت تفوقاً وكان ترتيبي الأول على المدرسة وجاء موعد طلب الهدية. طبعاً أنتم تعلمون ما كان طلبي : جهاز كمبيوتر صخر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شو بدك يا ملعون الوالدين, كمبيوتر !!!!!! وعينكم ما تشوف شو صار, نمت ليلتها برا البيت.
والدي مقتدر والغريب أيضاً أنه متعلم ووالدتي مدرسة لكن طلبي قوبل بالرفض لأن الكمبيوتر من عمل الشيطان. صدقوا أو لا تصدقوا...
بعد أيام حصلت على أجمل دراجة سباق (مستوردة) يعني كنت أبو زيد زماني بالحارة ونسيت موضوع الكمبيوتر.
في عام 2000 أنهيت خدمتي العسكرية, طلبوا مني الرجوع للجامعة بس عارفين بعد الحياة العسكرية لثلاث سنوات صعب ترجع لحياة الطالب وتتكيف معها من جديد فكرت أشتري كمبيوتر وطبعاً ما كان حد بقدر يمنعني بشكل صريح بس شوفوا كلام الأهل والجيران :
- جاب كمبيوتر الأخ, بدل ما يروح يشتغل جاب أتاري يلعب عليها
- شو أخينا بالله جايب جهاز بطلع أفلام ؟؟؟؟؟ عارفين أفلام شو
- شو كمبيوتر , ما ظل إلا يفتح بيت دعارة والله
- الله لا يعطيه العافية. ميت ألف ثمن كمبيوتر وطابعة ومدري هاذ سكنر ولا شو اسمو. كان بتجوز فيهم
خلال هذه الفترة كانت الكمبيوترات قد بدأت بالانتشار في المنطقة ودخلت بالمناهج الدراسية وبدأت العامة تتعرف إلى الجهاز أكثر فأكثر وبدأت عملية شراء الأجهزة ومعها بدأت المدخولات المادية تنهال على خاصة أني كنت أكثر الأشخاص خبرة في شراء وتحديد المواصفات والفرمتة ....
لاحظوا المدة من عام 1989 إلى عام 2000 أي إحدى عشر سنة وأنا وغيري يحلم بجهاز كمبيوتر ولم يتمكن من مشاهدته سوى في الصور والمجلات. كم لغة برمجة كان بإمكاني تعلمها منذ عام 1989 إلى الآن ؟ وكيف أتمكن أنا وغيري من الإبداع التقني بعد أن ولى زمن الشباب وما ظل من العمر قد ما مضى مثل ما بقولوا
ولماذا مجتمعنا العربي كان وما زال المحارب الأول للعلم والتقنية الحديثة. ربما تقولون أنه عهد قديم لم يعد له وجود, أقول لكم مازال قائما كما كان ولكن تغيرت الظروف المحيطة فما كان بدعة أصبح واقعاُ وما هو بدعة اليوم سيغدو واقعاً غداُ ولكن بعد أن تفوت فرصة امتلاكه واستثماره ملايين من الشباب العربي.
لماذا على المبدع العربي أن يشق طريقه بنفسه والغير مبدع الغربي يجد الطريق معبداً
لا يخفى علينا وخاصة ممن عاصر آواخر القرن العشرين وبداية انتشار الكمبيوترات والنظم المعلوماتية في العالم العربي كيف كانت الطريق مظلمة ومحتاجة إلى أكثر من جهد إضافي, وتعليق ملاحظات العوام الساخرة أسفل الطاولة حول جهاز الألعاب هذا المدعو بالسيد كمبيوتر (ربما يكون سكان الأرياف أدرى بمقصدي من هذا الكلام من سكان المدن) ...
لازلت أذكر العام 1989, كنت طالباً متفوقا في المدرسة ووعدني والدي بهدية لو حققت امتيازاً وبالفعل حققت تفوقاً وكان ترتيبي الأول على المدرسة وجاء موعد طلب الهدية. طبعاً أنتم تعلمون ما كان طلبي : جهاز كمبيوتر صخر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شو بدك يا ملعون الوالدين, كمبيوتر !!!!!! وعينكم ما تشوف شو صار, نمت ليلتها برا البيت.
والدي مقتدر والغريب أيضاً أنه متعلم ووالدتي مدرسة لكن طلبي قوبل بالرفض لأن الكمبيوتر من عمل الشيطان. صدقوا أو لا تصدقوا...
بعد أيام حصلت على أجمل دراجة سباق (مستوردة) يعني كنت أبو زيد زماني بالحارة ونسيت موضوع الكمبيوتر.
في عام 2000 أنهيت خدمتي العسكرية, طلبوا مني الرجوع للجامعة بس عارفين بعد الحياة العسكرية لثلاث سنوات صعب ترجع لحياة الطالب وتتكيف معها من جديد فكرت أشتري كمبيوتر وطبعاً ما كان حد بقدر يمنعني بشكل صريح بس شوفوا كلام الأهل والجيران :
- جاب كمبيوتر الأخ, بدل ما يروح يشتغل جاب أتاري يلعب عليها
- شو أخينا بالله جايب جهاز بطلع أفلام ؟؟؟؟؟ عارفين أفلام شو
- شو كمبيوتر , ما ظل إلا يفتح بيت دعارة والله
- الله لا يعطيه العافية. ميت ألف ثمن كمبيوتر وطابعة ومدري هاذ سكنر ولا شو اسمو. كان بتجوز فيهم
خلال هذه الفترة كانت الكمبيوترات قد بدأت بالانتشار في المنطقة ودخلت بالمناهج الدراسية وبدأت العامة تتعرف إلى الجهاز أكثر فأكثر وبدأت عملية شراء الأجهزة ومعها بدأت المدخولات المادية تنهال على خاصة أني كنت أكثر الأشخاص خبرة في شراء وتحديد المواصفات والفرمتة ....
لاحظوا المدة من عام 1989 إلى عام 2000 أي إحدى عشر سنة وأنا وغيري يحلم بجهاز كمبيوتر ولم يتمكن من مشاهدته سوى في الصور والمجلات. كم لغة برمجة كان بإمكاني تعلمها منذ عام 1989 إلى الآن ؟ وكيف أتمكن أنا وغيري من الإبداع التقني بعد أن ولى زمن الشباب وما ظل من العمر قد ما مضى مثل ما بقولوا
ولماذا مجتمعنا العربي كان وما زال المحارب الأول للعلم والتقنية الحديثة. ربما تقولون أنه عهد قديم لم يعد له وجود, أقول لكم مازال قائما كما كان ولكن تغيرت الظروف المحيطة فما كان بدعة أصبح واقعاُ وما هو بدعة اليوم سيغدو واقعاً غداُ ولكن بعد أن تفوت فرصة امتلاكه واستثماره ملايين من الشباب العربي.
تعليق