Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أعتقد أنني سبب الأزمة العالمية !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أعتقد أنني سبب الأزمة العالمية !

    مقال رائع
    ----------------

    أتذكر عندما كان والدى رحمه الله فى مصر يتعارك معنا لأننا تركنا نور الحمام أو المطبخ بدون أن نغلقه، وكان يتخانق معنا بشدة لترك صنبور المياه على الفاضى وعلى المليان، وكان من رابع المستحيلات أن نلقى طعاما فائضا، لأنه لم يكن هناك فائضا من ناحية، ومن ناحية أخرى كنا نرسل الطعام الفائض (إن وجد) إلى فقراء الحى، والذين لم يكونوا أكثر منا فقرا بكثير، ولكننا كنا سعداء إن وجدنا من هم أفقر منا فى الحى، أما إذا لم يرض بفائض الطعام الفقراء فمصير الفائض إلى عشة الفراخ فى السطوح، و فى هذا الوقت إذا أردت أن تبحث فى صفحية الزبالة لدينا فلن تجد الكثير، وكان الزبال يأتى إلينا مرة فى الأسبوع، وقلما كان يجد تلك الصفيحة ملآنه.

    ولما بدأت فى محاولة تطبيق ما تعلمته من والدى فى الإقتصاد فى إستهلاك الكهرباء والمياه مع بناتى وزوجتى فى أمريكا، وجدت حربا نفسية شعواء بقيادة زوجتى وكان أقل إتهام فى تلك الحرب هو إتهامى بالبخل الشديد، ولما كنت أحاول أفهامهن بأن التبذير علاوة على أنه ضار بالجيب إلا أنه أيضا ضار بالبيئة لم أجد آذانا صاغية، وكانت صفيحة الزبالة الأمريكية لدينا تمتلأ يوميا، ونقوم بتفريغها فى صفيحة قمامة ضخمة فى جراج السيارة حتى تأتى شركة القمامة لجمعها، وكنا نلقى أسبوعيا من بواقى الطعام مايكفى لإطعام أسرتين فى أفريقيا، وكنت أحس بتأنيب الضمير كل مرة ألقى ببواقى الطعام ولم يكن حولنا أى فقراء لأننا نسكن فى حى الطبقة الوسطى حيث يتوهمون أنهم يعيشون عصر الوفرة الأمريكية.

    وكنت أدخل غرفة إبنتى الكبرى فأكاد أعد أكثر من عشرين زوجا من الأحذية، وهى مازالت طالبة فى الجامعة، وأقول لها يابنتى أنا شخصيا عندى ثلاث أحذية فقط: واحدة بنى وواحدة سوداء وجزمة كاوتش لزوم الرياضة، وكان ردها دائما أن الرجال لا يفهمون فى فن الموضة والأزياء، وكنت فى كل مرة أشعر بالهزيمة وكنت أدفع الفواتير زى الباشا، وبدأت بالتدريج إلى الإندراج نحو الشراء والموضة،وكان الفضل فى هذا إلى نظام التقسيط والسلف الأمريكى

    تعرفت لأول مرة إلى نظام التقسيط فى شراء الأشياء فى أمريكا منذ حوالى عشرين سنة عندما ذهبت إلى شراء سيارة بالتقسيط، وفوجئت البائع يسألنى عن تاريخى فى الإستدانة، فقلت له بفخر مصرى شديد:"أنا عمرى ما إستلفت فلوس فى حياتى" ونظر إلى نظرة غريبة وكأنه يقول لى:"ومبسوط قوى ياخويا"، وسألنى عن السبب العجيب الذى من أجله لم أقترض فى حياتى وأننى إنسان خال من الديون فقلت له أننى أشترى كل ما أحتاجه نقدا وعدا عملا بنصيحة أمى رحمها الله:"إللى ما عندوش ما يلزموش" فسألنى بأدب مصطنع لبائع سيارات أمريكى ماذا تقصد بتلك المقولة، فقلت له:معناها أنك إذا لم تملك المال لشراء الأشياء التى تعتقد أنك فى إحتياج لها فإن هذه الأشياء لا تلزمك، فرفع حاجبا وخفض حاجبا آخر وقال لى:" فلسفة غريبة ومن شأنها هدم الإقتصاد الأمريكى القائم على السلف"، فقلت له:"هات من الآخر... حأقدر أشترى السيارة ولا لأ؟" فقال:"إنت حالتك صعبة لأنك عمرك ما إستلفت حاجة، ومادام لم يكن أى سابقة إقتراض فاأنت بالنسبة لنا زبون مجهول"، فقلت له:"ولكن عندنا فى مصر بنقول يابخت من بات داين ولا بات مديون"، فقال:"الكلام ده عندكم فى مصر.. إحنا هنا فى أمريكا كلنا بنبات مديونيين ومبسوطين، أنا رأى تروح تبدأ بشراء أشياء بسيطة بالأجل مثل شراء بنزين عن طريق كارت بنزين وبعدين تطلع فيزا كارت وشوية شوية يبقى عندك سوابق فى السلف وساعتها تيجى وإنت صاحب سوابق فى السلف وأحنا نقدر نسلفك سيارة على طول".

    وهكذا بدأت رحلة الحلم الأمريكى ذات الألف ميل والتى تبدأ بخطوة صغيرة وهى إستصدار كارت فيزا لشراء أشياء بسيطة بالسلف، ثم إشتريت السيارة بالسلف وسيارة أخرى بسلف آخر، ثم إشتريت منزلا جميلا بالسلف، وبنيت حمام سباحة خلف المنزل بالسلف ونستخدمه مرة فى السنة ولكنه لزوم المنظرة، وكنت أسافر لأوروبا فى الأجازات بالسلف واشترى تذاكر للذهاب إلى مصر بالسلف، ثم تطورت الأمور وصرت أذهب للأكل فى المطاعم الفاخرة بالسلف، ثم إشتريت اللبن والخبز بالسلف، ونسيت تماما نصائح أمى أن:"على قد لحافك مد رجليك" وبدلا من هذا إشتريت بالسلف ليس لحافا واحدا بل ألحفة كثيرة تكفى لكل أرجل أفراد الأسرة، وكنت كلما على وشك الوصول إلى الحد الأعلى للفيزا كارت تسارع الشركة برفع سقف الحد الأعلى لأننى أصبحت "زبونا" لقطة فى فن السلف، ثم دخل عالم الإنترنت وأصبحت أشترى اشياء كثيرة بالسلف حتى بدون أن أغادر بيتى، ثم تعرفت على المكاسب الهائلة والتى جناها البعض فى البورصة، فبدأت أستلف للمضاربة فى البورصة وصرت أشترى أسهما لا أدرى ماهى وما الذى تنتجه، ولم أبال حتى إن كانت شركات حقيقية أم وهمية؟؟

    ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن بدأت فى السلف لشراء عقارات للمضاربة فيها، وكنت أقلد مثل الببغاء ما يفعله الآخرون حولى سواء جيراننا فى السكن أو زملاء العمل، فإذا إشترى جارى سيارة جديدة فلا بد أن أشترى أنا سيارة جديدة، ودخلنا فى سباق جهنمى فى السلف والشراء وكأننا نعيش ليوم واحد، وعملت بالنصيحة الأخرى القائلة: "إصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب"، وفى الواقع أننى كنت بالفعل أصرف ما فى الجيب، ليس ما فى جيبى أنا ولكن ما فى جيوب الآخرين، وكنت دائما أسدد الحد الأدنى من الفاتورة المطلوبة للفيزا كارت، وكنت سعيدا بالصرف اللامحدود، والبنك سعيد لأننى أدفع الفوائد البنكية المرتفعة بإنتظام، وأصحاب المحلات والمطاعم وصانعى السيارات سعداء لأننى أستلف وأشترى، والكل كان سعيدا بالحلم الأمريكى، وكنت أقول لنفسى:"الأمريكان دول هبل بشكل، بآخد منهم أى حاجة نفسى فيها مقابل كارت بلاستيك "، وإنتقلت عدوى الحلم الأمريكى إلى كل أنحاء العالم وظل الجميع يصرف ما فى الجيب وكان يأتيهم دائما فلوسا مافى الغيب، وفجأة وبدون سابق إنذار جفت ينابيع فلوس (الغيب) وتحول الحلم الأمريكى إلى كابوس، ووجدتنى بسوء تصرفاتى وبمخالفة نصائح أمى متسببا فى أكبر أزمة عالمية ربما فى التاريخ الإنسانى.

    والكثيرون وأنا واحد منهم نرى أن الأزمة المالية أعمق بكثير ولن ينفع معها أوباما ولا خطته الخرافية، وسوف تأخذ تلك الأزمة عدة سنوات قبل أن تفرج، والحل هو أن نكف جميعا عن سياسة التبذير المالى والتى وصلت إلى حد السفه، وأن يعمل العالم كله بنصيحة أمى رحمها الله:" على قد لحافك مد رجليك"!
    www.ali-cv.com موقعي ومعرض اعمالي

    www.ne3na3.net شاي بالنعناع !

    follow me

  • #2
    مؤثر جدا جدا جدا



    ول نعيد المجد العظيم لأمة * كانت منارا للعلوم قديما

    تعليق


    • #3
      جميل شكرااااا

      تعليق


      • #4
        تعرفت لأول مرة إلى نظام التقسيط فى شراء الأشياء فى أمريكا منذ حوالى عشرين سنة عندما ذهبت إلى شراء سيارة بالتقسيط، وفوجئت البائع يسألنى عن تاريخى فى الإستدانة، فقلت له بفخر مصرى شديد:"أنا عمرى ما إستلفت فلوس فى حياتى" ونظر إلى نظرة غريبة وكأنه يقول لى:"ومبسوط قوى ياخويا"، وسألنى عن السبب العجيب الذى من أجله لم أقترض فى حياتى وأننى إنسان خال من الديون فقلت له أننى أشترى كل ما أحتاجه نقدا وعدا عملا بنصيحة أمى رحمها الله:"إللى ما عندوش ما يلزموش" فسألنى بأدب مصطنع لبائع سيارات أمريكى ماذا تقصد بتلك المقولة، فقلت له:معناها أنك إذا لم تملك المال لشراء الأشياء التى تعتقد أنك فى إحتياج لها فإن هذه الأشياء لا تلزمك، فرفع حاجبا وخفض حاجبا آخر وقال لى:" فلسفة غريبة ومن شأنها هدم الإقتصاد الأمريكى القائم على السلف"، فقلت له:"هات من الآخر... حأقدر أشترى السيارة ولا لأ؟" فقال:"إنت حالتك صعبة لأنك عمرك ما إستلفت حاجة، ومادام لم يكن أى سابقة إقتراض فاأنت بالنسبة لنا زبون مجهول"، فقلت له:"ولكن عندنا فى مصر بنقول يابخت من بات داين ولا بات مديون"، فقال:"الكلام ده عندكم فى مصر.. إحنا هنا فى أمريكا كلنا بنبات مديونيين ومبسوطين، أنا رأى تروح تبدأ بشراء أشياء بسيطة بالأجل مثل شراء بنزين عن طريق كارت بنزين وبعدين تطلع فيزا كارت وشوية شوية يبقى عندك سوابق فى السلف وساعتها تيجى وإنت صاحب سوابق فى السلف وأحنا نقدر نسلفك سيارة على طول".

        ههههه ده فعلا ما حدث بالظبط بس للأسف ما أرتكب الخطاء من من أقترضو من البنوك عاشو حياتهم ولم يسددو سوى القليل من ديونهم .

        فى حين جت على دماغ الفقراء الذين ليس لهم يد فى هذه المشكله فى أفريقا خصوصا ..

        حسبى الله ونعم الوكيل , ثبت فشل نظامهم المالى قطعا ولا أفضل من النظام الأسلامى .

        تعليق


        • #5
          مقال جامد
          على فكرة أنا من نوعية اللي معهوش ميلزمهوش

          تعليق


          • #6
            أنا أساسا لا أعرف كيف يستطيع أحدهم أن ينام وعليه دين ... ثقافة غريبة جدا .. كيف يعيشون وهم معرضون في اي لحظة لكي يفقدوا وظائفهم ومعها حريتهم في حين عدم إيجاد وظيفة بديلة وبنفس الدخل سريعا وإلا فالسجن هو البديل !

            صدق من قال : الدين هم بااليل ومذلة بالنهار
            www.ali-cv.com موقعي ومعرض اعمالي

            www.ne3na3.net شاي بالنعناع !

            follow me

            تعليق


            • #7
              ناس عجب واللي يعيش ياما يشوف واللي يشوف ياما هيتنح

              عاجبني اوي المثل بتاع "على قد لحافك مد رجليك"
              543212345
              خالد ماهر
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              My Animations


              تعليق


              • #8
                شكرا أخي علي ...

                الأزمة العالمية تصنعها أمريكا متى شاءت وتنهيها متى شاءت ...

                وفي كل الأحوال تمتلئ جيوب تجار النفط في تكساس بالمليارات ...
                سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

                لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

                FACEBOOK

                تعليق


                • #9
                  وانا سبب خروج السعوديه من كاس العالم

                  تعليق


                  • #10
                    وانا سبب خروج السعوديه من كاس العالم
                    هههههه .. فهمتك


                    فلاشاوي : المقاله حقاً اثرت في بشكل كبير .. لكن من الصعب تطبيقها

                    تعليق


                    • #11
                      شكرا أخي علي ...

                      الأزمة العالمية تصنعها أمريكا متى شاءت وتنهيها متى شاءت ...

                      وفي كل الأحوال تمتلئ جيوب تجار النفط في تكساس بالمليارات ...
                      لا أظن يا أستاذ أكرم .. أمريكا في ورطة فعلا .. ما الذي يجعل أمريكا تخترع أزمة تتسبب في أفلاس 90 بنك من بنوكهم غير الشركات الضخمة مثل جنرال موتورز وتعطي فرصة للصين للسيطرة على هذه الشركات وتقييد وتهديد الولايات المتحدة أكثر وأكثر ..

                      ما الذي يجعل أمريكا تخترع أزمة تتسبب في بطالة الملايين الذي سيتسبب في عدم قدرتهم على سداد الديون لهم ! .. ويجعل الضغط عليهم أكثر لسحب قواتهم من الخارج لانها تكلفهم الكثير من المال هم في حاجة له أكثر من تبديده في تطبيق الديمقراطية في بلد لا يعرفونه - من وجه نظر الشعب الأمريكي المغفل - بدلا من أن يصرفوه على أنفسهم ..

                      أمريكا ليست بهذه القوة التي تجعلها تتلاعب بالعالم بهذه السهولة .. دعك منا كدول عربية .. هناك الصين وروسيا والهند ودول أوروبا
                      www.ali-cv.com موقعي ومعرض اعمالي

                      www.ne3na3.net شاي بالنعناع !

                      follow me

                      تعليق


                      • #12
                        قال صلى الله عليه و سلم : (( يُغفرُ للشهيد كل ذنب إلا الدين ))

                        تعليق


                        • #13
                          مقال رائع جدا يا فلاشاوى...

                          تعليق

                          يعمل...
                          X