هذا رأي خاص
"السلام عليكم
سأبدأ رأيي الخاص و الذي أعتقد أنه سيكون مطولا بعض الشيئ،سأقول رأيي استنادا إلى المثل التونسي المعروف (اسمع كلام الي يبكيك و ما تسمع كلام الي يضحكك).
أنا بكل صراحة أقولها و للأسف الشديد منذ اطلاعي على منتديات الغرافيك و المونتاج و الإخراج الأخرى،استنتجت أن العقلية السينمائية العربية أضعف مما كنت أتصور،أنا لا أتكبر على أحد لأنني مازلت مجرد هاوي سينمائي،فالعقلية العربية في السينما و السمعي البصري تعتمد بالأساس و للأسف الشديد على التجارة السينمائية و صناعة الأفلام التسويقية،و هو أكبر خطأ جعل السينما تفقد كل مبادئها الأساسية،و جعلتنا نبتعد كل البعد عن السينما الكلاسيكية الصحيحة و سينما الروسي "دزيغا فارتوف" الذي أعطى في فلمه شهير "The man on the camera" كل الأساسيات التي فقدناها الآن.لا تعتقدوا بذلك أنني أعود إلى المطالبة بالسينما الكلاسيكية كعدم القدرة على التجديد و التغيير بل أفعل ذلك لأن الجميع قد تناسى المبادئ الكلاسيكية الصحيحة للسينما،وأنا أطالب بالعودة إليها حتى تأخذوا المنهج الذي أضاعه الجميع و بذلك تقومون ببناء مناهج التجديد على خطى المنهج الكلاسيكي الأول حتى يكون المنهج الجديد مرسوما على خطى صحيحة و لا تتحول السينما إلى سينما اليوم،سينما السوق و التجارة و السينما التافهة التي امتلأت بأوساخ الغرافيك و تقنيات الثريدي التي لم تزد في أفلام اليوم إلا قباحة و تفاهة.
أصدقائي،إن العنصر الأهم الذي يجب المطالبة به و الذي فقدناه اليوم في السينما هو الفكرة الأساسية للفيلم،فبالعقل نصنع فيلمنا حتى ولو كان ذلك بهاتف جوال،فالسينما لم تكن و لا يمكن أن تكون مجرد أدوات تافهة لبناء سينما صحيحة بل العقل هو كل شيئ،فأنا أؤمن بأن السينمائي العربي الشهم الذي يحافض على النظرة السينمائية الصحيحة يستطيع صناعة فيلمه بأبسط ما يكون و بأقل ما يكون من الوسائل السمعية البصرية.
فبالنسبة للمونتاج مثلا و هو عنصر هام في الفيلم و الذي يعد مرحلة أساسية
لتوضيح الصورة الأخيرة المكتملة للفيلم السينمائي،فقد ترسخت في أفكار اخواننا العرب اليوم فكرة مغلوطة عن المونتاج مائة بالمائة و هي من العناصر الهامة في الإبتعاد عن السينما ذات الأرضية الثقافية و الدخول في سينما السوق التجارية،فالمونتاج لم يكن أبدا مجرد خدع سينمائية و ترنزلايشنات و سباشل إيفاكت متراكمة فوق بعضها،المونتاج الصحيح هو الذي يُبنى بالعقل،فالتركيب هو بناء قصة الفيلم و حسن ترتيب الأحداث حتى نتحصل على الصورة الختامية للفيلم،فلا تستعمل أي نوعية من الإيفاكتس إلا إذا كان لها سبب مقنع لوضعها،فأكثر ترونزلايشن يستعمل في الأفلام مثلا هو الفوندو نوار بالفرنسية و بالإنقليزية البلاك فايد،و ذلك للتعبير عن مرور الزمن.كذلك الصورة في الفيلم فأساسها ليس بالأساس تلك الفيلترات التي نستعملها ببرامج المونتاج بل أساسها الإضاءة التي تستعمل أثناء التصوير.
بقي شيئ آخر هام جدا في السينما و هو الذي أعتقد أن الكثير منكم لن يتقبله أبدا،و أعتقد أن كثيرا منكم سيواجهني بذلك،أعتقد أنني أتحدث عن الدين،ليس الدين فقط بل المؤسسة الإجتماعية التي نعيش بها و الذان تعلمنا منهما القيم و الأخلاق الخاصة بنا.أنا لم أكن يوما لا متعصبا دينيا و لا أخالف الدين أبدا.و لكن و بكل صراحة لاحظت أن العديد من إخواننا العرب يدخلون القيود الدينية و الإجتماعية في خلق فكرة الفيلم و السيناريو و حتى صناعته أيضا.أريد أن أسأل سؤالا واحدا فقط.إذا كنتم متأثرين بدينكم و قيمكم الإجتماعية فلما تدخلون إلى عالم السينما و السمعي البصري؟.أعتقد على كل سينمائي سواء كان هاويا أو محترفا أن يتجرد من كل الضغوطات و القيود الدينية و الإجتماعية حتى يكون الفيلم لا يشكو من أي نقص إبداعي.طبعا أنا لا أقصد بذلك التشجيع على الإبتعاد عن الدين بل أنا على عكس ذلك أريد أن نصحح قيمنا الأصلية للدين الإسلامي،و يمكن أن يكون ذلك بالسينما طبعا،فبالسينما نصنع كل شيئ.أنا لا أشجع أثناء صناعة الفيلم على التجرد من القيم الدينية بل أشجع على التجرد من الضوابط لأن الضوابط تمنعنا من إضافة اللمسة الإبداعية للفيلم.
فالسينما يا إخوتي هي نابعة من ذواتكم و من تجاربكم الشخصية حتى تكون بذلك سينما صادقة تفعل فعلها في المجتمع و تكون مرآة لأصالتنا العربية و الثقافية و الدينية الأصيلة.أما تلك الوسائل الثانوية و هي أدوات صناعة الفيلم هي مجرد وسائل بسيطة نستعملها في صناعة الفكرة الأساسية الصحيحة للفيلم التي لم تكن يوما أقل أهمية من تلك الوسائل،فبالبساطة نصنع الإبداع.
و كما قلت أنا مجرد سينمائي هاوي إلا أنني أؤمن بسحر السينما الحقيقية التي تعتمد على الأرضية الثقافية و التي تخرج من ذات الشخصية و من مجتمعها الأصيل و المعيش
وشكرا لكم
يحيى بنحورية
"السلام عليكم
سأبدأ رأيي الخاص و الذي أعتقد أنه سيكون مطولا بعض الشيئ،سأقول رأيي استنادا إلى المثل التونسي المعروف (اسمع كلام الي يبكيك و ما تسمع كلام الي يضحكك).
أنا بكل صراحة أقولها و للأسف الشديد منذ اطلاعي على منتديات الغرافيك و المونتاج و الإخراج الأخرى،استنتجت أن العقلية السينمائية العربية أضعف مما كنت أتصور،أنا لا أتكبر على أحد لأنني مازلت مجرد هاوي سينمائي،فالعقلية العربية في السينما و السمعي البصري تعتمد بالأساس و للأسف الشديد على التجارة السينمائية و صناعة الأفلام التسويقية،و هو أكبر خطأ جعل السينما تفقد كل مبادئها الأساسية،و جعلتنا نبتعد كل البعد عن السينما الكلاسيكية الصحيحة و سينما الروسي "دزيغا فارتوف" الذي أعطى في فلمه شهير "The man on the camera" كل الأساسيات التي فقدناها الآن.لا تعتقدوا بذلك أنني أعود إلى المطالبة بالسينما الكلاسيكية كعدم القدرة على التجديد و التغيير بل أفعل ذلك لأن الجميع قد تناسى المبادئ الكلاسيكية الصحيحة للسينما،وأنا أطالب بالعودة إليها حتى تأخذوا المنهج الذي أضاعه الجميع و بذلك تقومون ببناء مناهج التجديد على خطى المنهج الكلاسيكي الأول حتى يكون المنهج الجديد مرسوما على خطى صحيحة و لا تتحول السينما إلى سينما اليوم،سينما السوق و التجارة و السينما التافهة التي امتلأت بأوساخ الغرافيك و تقنيات الثريدي التي لم تزد في أفلام اليوم إلا قباحة و تفاهة.
أصدقائي،إن العنصر الأهم الذي يجب المطالبة به و الذي فقدناه اليوم في السينما هو الفكرة الأساسية للفيلم،فبالعقل نصنع فيلمنا حتى ولو كان ذلك بهاتف جوال،فالسينما لم تكن و لا يمكن أن تكون مجرد أدوات تافهة لبناء سينما صحيحة بل العقل هو كل شيئ،فأنا أؤمن بأن السينمائي العربي الشهم الذي يحافض على النظرة السينمائية الصحيحة يستطيع صناعة فيلمه بأبسط ما يكون و بأقل ما يكون من الوسائل السمعية البصرية.
فبالنسبة للمونتاج مثلا و هو عنصر هام في الفيلم و الذي يعد مرحلة أساسية
لتوضيح الصورة الأخيرة المكتملة للفيلم السينمائي،فقد ترسخت في أفكار اخواننا العرب اليوم فكرة مغلوطة عن المونتاج مائة بالمائة و هي من العناصر الهامة في الإبتعاد عن السينما ذات الأرضية الثقافية و الدخول في سينما السوق التجارية،فالمونتاج لم يكن أبدا مجرد خدع سينمائية و ترنزلايشنات و سباشل إيفاكت متراكمة فوق بعضها،المونتاج الصحيح هو الذي يُبنى بالعقل،فالتركيب هو بناء قصة الفيلم و حسن ترتيب الأحداث حتى نتحصل على الصورة الختامية للفيلم،فلا تستعمل أي نوعية من الإيفاكتس إلا إذا كان لها سبب مقنع لوضعها،فأكثر ترونزلايشن يستعمل في الأفلام مثلا هو الفوندو نوار بالفرنسية و بالإنقليزية البلاك فايد،و ذلك للتعبير عن مرور الزمن.كذلك الصورة في الفيلم فأساسها ليس بالأساس تلك الفيلترات التي نستعملها ببرامج المونتاج بل أساسها الإضاءة التي تستعمل أثناء التصوير.
بقي شيئ آخر هام جدا في السينما و هو الذي أعتقد أن الكثير منكم لن يتقبله أبدا،و أعتقد أن كثيرا منكم سيواجهني بذلك،أعتقد أنني أتحدث عن الدين،ليس الدين فقط بل المؤسسة الإجتماعية التي نعيش بها و الذان تعلمنا منهما القيم و الأخلاق الخاصة بنا.أنا لم أكن يوما لا متعصبا دينيا و لا أخالف الدين أبدا.و لكن و بكل صراحة لاحظت أن العديد من إخواننا العرب يدخلون القيود الدينية و الإجتماعية في خلق فكرة الفيلم و السيناريو و حتى صناعته أيضا.أريد أن أسأل سؤالا واحدا فقط.إذا كنتم متأثرين بدينكم و قيمكم الإجتماعية فلما تدخلون إلى عالم السينما و السمعي البصري؟.أعتقد على كل سينمائي سواء كان هاويا أو محترفا أن يتجرد من كل الضغوطات و القيود الدينية و الإجتماعية حتى يكون الفيلم لا يشكو من أي نقص إبداعي.طبعا أنا لا أقصد بذلك التشجيع على الإبتعاد عن الدين بل أنا على عكس ذلك أريد أن نصحح قيمنا الأصلية للدين الإسلامي،و يمكن أن يكون ذلك بالسينما طبعا،فبالسينما نصنع كل شيئ.أنا لا أشجع أثناء صناعة الفيلم على التجرد من القيم الدينية بل أشجع على التجرد من الضوابط لأن الضوابط تمنعنا من إضافة اللمسة الإبداعية للفيلم.
فالسينما يا إخوتي هي نابعة من ذواتكم و من تجاربكم الشخصية حتى تكون بذلك سينما صادقة تفعل فعلها في المجتمع و تكون مرآة لأصالتنا العربية و الثقافية و الدينية الأصيلة.أما تلك الوسائل الثانوية و هي أدوات صناعة الفيلم هي مجرد وسائل بسيطة نستعملها في صناعة الفكرة الأساسية الصحيحة للفيلم التي لم تكن يوما أقل أهمية من تلك الوسائل،فبالبساطة نصنع الإبداع.
و كما قلت أنا مجرد سينمائي هاوي إلا أنني أؤمن بسحر السينما الحقيقية التي تعتمد على الأرضية الثقافية و التي تخرج من ذات الشخصية و من مجتمعها الأصيل و المعيش
وشكرا لكم
يحيى بنحورية
تعليق