من النصوص التي حفظناها في المدرسة هذا النص الرائع
" وهؤلاء الواهنة يحقّ لهم أن تشقّ عليهم مفارقة حالات ألفوها عمرهم، كما قد يألف الجسم السقم، فلا تلذ له العافية، فإنهم منذ نعومة أظفارهم تعلموا الأدب مع الكبير، يقبلون يده أو ذيله أو رجله، وألفوا الاحترام فلا يدوسون الكبير ولو داس رقابهم، وألفوا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق، وألفوا الانقياد ولو إلى المهالك، وألفوا أن تكون وظيفتهم في الحياة دون النبات ذاك يتطاول وهم يتقاصرون، ذاك يطلب السماء وهم يطلبون الأرض كأنهم للموت مشتاقون.
وهكذا طول الألفة على هذه الخصال قلب في فكرهم الحقائق، وجعل عندهم المخازي مفاخر فصاروا يسمون التصاغر أدبا والتذلل لطفا والتملق فصاحة، واللكنة رزانة، وترك الحقوق سماحة، كما يسمون دعوى الاستحقاق غرورا، والخروج عن الشأن الذاتي فضولا، ومدّ النظر إلى الغد أملا، والإقدام تهورا، والحمية حماقة، والشهامة شراسة، وحرية القول وقاحة، وحب الوطن جنونا "
عبد الرحمن الكواكبي
حمل كتاب عن هذا الرجل من هنــــــــــــــــــــــا
" وهؤلاء الواهنة يحقّ لهم أن تشقّ عليهم مفارقة حالات ألفوها عمرهم، كما قد يألف الجسم السقم، فلا تلذ له العافية، فإنهم منذ نعومة أظفارهم تعلموا الأدب مع الكبير، يقبلون يده أو ذيله أو رجله، وألفوا الاحترام فلا يدوسون الكبير ولو داس رقابهم، وألفوا الثبات ثبات الأوتاد تحت المطارق، وألفوا الانقياد ولو إلى المهالك، وألفوا أن تكون وظيفتهم في الحياة دون النبات ذاك يتطاول وهم يتقاصرون، ذاك يطلب السماء وهم يطلبون الأرض كأنهم للموت مشتاقون.
وهكذا طول الألفة على هذه الخصال قلب في فكرهم الحقائق، وجعل عندهم المخازي مفاخر فصاروا يسمون التصاغر أدبا والتذلل لطفا والتملق فصاحة، واللكنة رزانة، وترك الحقوق سماحة، كما يسمون دعوى الاستحقاق غرورا، والخروج عن الشأن الذاتي فضولا، ومدّ النظر إلى الغد أملا، والإقدام تهورا، والحمية حماقة، والشهامة شراسة، وحرية القول وقاحة، وحب الوطن جنونا "
عبد الرحمن الكواكبي
حمل كتاب عن هذا الرجل من هنــــــــــــــــــــــا
تعليق