:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
أحبتي ..
بدأت أشك أخيرا .. أن لحظات حزني ومللي .. أصبحت الوحيدة
التي تجعلني صعلوكا أديبا .. أو هاويا للكتابة .. خصوصا الخواطر والأقصوصات ..
أظنكم عرفتم الآن أن الموضوع يدور حول قصة فلسفية .. سوداء ..
أترككم على أمل أن تستمتعول ..
.. مع العلم بأن القصة خيالية ..
وكأني أعيش بأوروبا ..
دمتم بود ..
..:: لعنة حبّي ::..
.. الأرجاء حالكة السّواد .. الرياح تهز الأشجار لتتحرك بعنف كفتيان تشد إحداهنّ شعر الأخرى ..
الأرض تلمع .. الغيوم أصبحت تغطي المكان .. كأن الأرض تودّ أن تنام .. فقد كلّت البشر ..
.. لتطلق شرارات الغضب .. تصرخ رعدا حزنا على تلوث فيه نغوص .. تبكي علينا مطرا ..
هكذا كنت أهلع متوجها صوب المكان الذي أنتظر فيه الحافلة .. لأتقي مطرا كالرصاص عليّ ينهال ..
أحمل في إحداي يديّ جريدة قد ابتلّت .. وفي الأخرى عصاة أحكَمَت تقييد قطعة من البلاستيك
تحميني من ذاك الرصاص المائيّ .. وأخيرا وصلت مكان الإنتظار ..
.. أتت تلك السفينة الضخمة ذات الأربع إطارات .. تشق المياه الراكدة التي خلفها المكر ..
فتح ذاك العجوز الباب بشده العصاة الهيدروليكية .. لأدخل كالملك قصره .. أقصد الحافلة
التي سأضّطر للخروج رغما عنّي .. فأمي في البيت مستيقظة تنتظرني تحضّر لي فطيرة
أصبحت لمربّى التفاح بيتا تحويه .. وأخيرا توجهت لإحدى الكراسي لأريح نفسي ..
جلست .. انغمست في ذاك الكرسي حتى أصبحت منه جزءً .. أدرت وجهي
ناظرا للظلام .. أقصد لأحلامي .. فقد تكونت في ذاك الفراغ .. خلقت خيالي
بعقلي الصغير الذي يحوي خيالا قد ينافس الكون في اتساعه .. هكذا أظنّ ودون غرور ..
سمعت صوت عطاس رقيق .. أو هكذا هيّأ عقلي ذلك .. فالحافلة خالية .. فقط أنا
والسائق وفتاة هناك في الأخير تسند راسها على قبضة يدها تنظر عبر النافذة ..
نظرت إليها .. فقمت بجسدي المدمر إثر طاقة قد انهكت .. لأتوجه صوبها ..
أدخلت يدي في إحدى جيوب الجينز الذي ألبس .. فأخرجت منديلا .. مناولا إياه لهَا ..
نظرت لي .. وبصوت منخفض قالت : شكرا لك ..
ومباشرة قلت : لاشكر على واجب .. هل يمكنني الجلوس ؟
نظرت باستغراب قائلة .. بالطبع .. تفضّل ..
جلست بتلقائية سريعة .. نظرت إلي بتعجب قائلة : اسمي كريستين ..
رددت قائلا : محمد ! ..
قالت .. هل أنت عربي ..
قلت .. مصري الأصل ..
قالت .. لقد عرفت ذلك .. فوجهك عربي الشكل .. هل تحب النمسا ؟؟
قلت .. بالطبع .. لطالما تمنيت في صغري زيارتها .. إنها حلمي الأزليّ ..
قالت : أين تقطن ..
قلت : الحي الثامن ..
هكذا ظللنا نثرثر .. حتى اقتربت من محطّتي التي عندها سأحطّ على الأرض ..
فقلت .. هل تعودين غدا في نفس الحافلة .. لتجيب بنعم ..
فأقلع قلبي من مكانه فرحا ..
نزلت .. توجهت للمنزل .. فتحت الباب وقلبي يرقد في مكانه حالماً ..
قيدت المقبض بكفي ليكون حبيس أصابعي .. فتحت الباب ..
سلمت على والدتي .. ثم اتجهت لغرفتي مغلقا الباب .. لأقفز على سريري
منغمسا فيه منفردا بعقلي الحالم .. وبعض من الخيال .. ليطبق الجفن على الآخر ..
وأفقد الوعي .. وتنطفأ روحي جزئيا فترجع لي صباحا باكرا .. لأستيقذ في الصباح البارد ..
شاربا بعض الشاي الحار الذي أضفت عليه النعناع كسائر الفلّاحين بمصر ..
توجهت لعملي ..
أنهيت دوامي .. وكعادتي توجهت لانتظار الحافلة .. مرت ساعة وأخرى لحقتها ..
نظرت لساعتي .. عقارب الساعة تمر على الأرقام بملل وكلل .. وكأنها تودّ أن تقف ..
فقد تعبت وأصابها الدوار .. مرت سيارة سوداء تقودها فتاة .. وقفت ..
تنزل النّافذة لتدخل الباب .. نظرت إلي الفتاة قائلة هلاّ أوصلك ؟
أجبت بالنّفي متبعا ذلك شكرا ثم قلت : أنتظر الحافلة علّها تأتي ..
ضحكت بسخرية قائلة : لقد انزلقت الحافلة بالأمس فوقعت في أحد الأودية ..
ذهلت .. رفعت حاجباي واثنان من جفوني .. قلت وهل أصيب أحدهم ؟؟
قالت : لقد ماتت فتاة في الثالثة والعشرين وعجوز كان يقود الحافلة ..
نزلت من عيناي دمعة .. فتحت الباب ودخلت ..
تكلمت وإياها قليلا .. وأخيرا وصلت .. نزلت ..
ومشيت صوب المنزل .. ومشيت هي ..
أدرت ظهري لأسمع صوت فرامل قويّة وارتطام شديد ..
إنها هي .. انقلبت السيارة .. هرعت لهناك .. أخرجتها فإذا هي توفيت ..
فظللت أبكي .. فقد كانت العاشرة التي ماتت بسببي ..
فأنا لعنة كل من أحب ..
النهاية ..
أحبتي ..
بدأت أشك أخيرا .. أن لحظات حزني ومللي .. أصبحت الوحيدة
التي تجعلني صعلوكا أديبا .. أو هاويا للكتابة .. خصوصا الخواطر والأقصوصات ..
أظنكم عرفتم الآن أن الموضوع يدور حول قصة فلسفية .. سوداء ..
أترككم على أمل أن تستمتعول ..

وكأني أعيش بأوروبا ..

دمتم بود ..

..:: لعنة حبّي ::..
.. الأرجاء حالكة السّواد .. الرياح تهز الأشجار لتتحرك بعنف كفتيان تشد إحداهنّ شعر الأخرى ..
الأرض تلمع .. الغيوم أصبحت تغطي المكان .. كأن الأرض تودّ أن تنام .. فقد كلّت البشر ..
.. لتطلق شرارات الغضب .. تصرخ رعدا حزنا على تلوث فيه نغوص .. تبكي علينا مطرا ..
هكذا كنت أهلع متوجها صوب المكان الذي أنتظر فيه الحافلة .. لأتقي مطرا كالرصاص عليّ ينهال ..
أحمل في إحداي يديّ جريدة قد ابتلّت .. وفي الأخرى عصاة أحكَمَت تقييد قطعة من البلاستيك
تحميني من ذاك الرصاص المائيّ .. وأخيرا وصلت مكان الإنتظار ..
.. أتت تلك السفينة الضخمة ذات الأربع إطارات .. تشق المياه الراكدة التي خلفها المكر ..
فتح ذاك العجوز الباب بشده العصاة الهيدروليكية .. لأدخل كالملك قصره .. أقصد الحافلة
التي سأضّطر للخروج رغما عنّي .. فأمي في البيت مستيقظة تنتظرني تحضّر لي فطيرة
أصبحت لمربّى التفاح بيتا تحويه .. وأخيرا توجهت لإحدى الكراسي لأريح نفسي ..
جلست .. انغمست في ذاك الكرسي حتى أصبحت منه جزءً .. أدرت وجهي
ناظرا للظلام .. أقصد لأحلامي .. فقد تكونت في ذاك الفراغ .. خلقت خيالي
بعقلي الصغير الذي يحوي خيالا قد ينافس الكون في اتساعه .. هكذا أظنّ ودون غرور ..
سمعت صوت عطاس رقيق .. أو هكذا هيّأ عقلي ذلك .. فالحافلة خالية .. فقط أنا
والسائق وفتاة هناك في الأخير تسند راسها على قبضة يدها تنظر عبر النافذة ..
نظرت إليها .. فقمت بجسدي المدمر إثر طاقة قد انهكت .. لأتوجه صوبها ..
أدخلت يدي في إحدى جيوب الجينز الذي ألبس .. فأخرجت منديلا .. مناولا إياه لهَا ..
نظرت لي .. وبصوت منخفض قالت : شكرا لك ..
ومباشرة قلت : لاشكر على واجب .. هل يمكنني الجلوس ؟
نظرت باستغراب قائلة .. بالطبع .. تفضّل ..
جلست بتلقائية سريعة .. نظرت إلي بتعجب قائلة : اسمي كريستين ..
رددت قائلا : محمد ! ..
قالت .. هل أنت عربي ..
قلت .. مصري الأصل ..
قالت .. لقد عرفت ذلك .. فوجهك عربي الشكل .. هل تحب النمسا ؟؟
قلت .. بالطبع .. لطالما تمنيت في صغري زيارتها .. إنها حلمي الأزليّ ..
قالت : أين تقطن ..
قلت : الحي الثامن ..
هكذا ظللنا نثرثر .. حتى اقتربت من محطّتي التي عندها سأحطّ على الأرض ..
فقلت .. هل تعودين غدا في نفس الحافلة .. لتجيب بنعم ..
فأقلع قلبي من مكانه فرحا ..
نزلت .. توجهت للمنزل .. فتحت الباب وقلبي يرقد في مكانه حالماً ..
قيدت المقبض بكفي ليكون حبيس أصابعي .. فتحت الباب ..
سلمت على والدتي .. ثم اتجهت لغرفتي مغلقا الباب .. لأقفز على سريري
منغمسا فيه منفردا بعقلي الحالم .. وبعض من الخيال .. ليطبق الجفن على الآخر ..
وأفقد الوعي .. وتنطفأ روحي جزئيا فترجع لي صباحا باكرا .. لأستيقذ في الصباح البارد ..
شاربا بعض الشاي الحار الذي أضفت عليه النعناع كسائر الفلّاحين بمصر ..
توجهت لعملي ..
أنهيت دوامي .. وكعادتي توجهت لانتظار الحافلة .. مرت ساعة وأخرى لحقتها ..
نظرت لساعتي .. عقارب الساعة تمر على الأرقام بملل وكلل .. وكأنها تودّ أن تقف ..
فقد تعبت وأصابها الدوار .. مرت سيارة سوداء تقودها فتاة .. وقفت ..
تنزل النّافذة لتدخل الباب .. نظرت إلي الفتاة قائلة هلاّ أوصلك ؟
أجبت بالنّفي متبعا ذلك شكرا ثم قلت : أنتظر الحافلة علّها تأتي ..
ضحكت بسخرية قائلة : لقد انزلقت الحافلة بالأمس فوقعت في أحد الأودية ..
ذهلت .. رفعت حاجباي واثنان من جفوني .. قلت وهل أصيب أحدهم ؟؟
قالت : لقد ماتت فتاة في الثالثة والعشرين وعجوز كان يقود الحافلة ..
نزلت من عيناي دمعة .. فتحت الباب ودخلت ..
تكلمت وإياها قليلا .. وأخيرا وصلت .. نزلت ..
ومشيت صوب المنزل .. ومشيت هي ..
أدرت ظهري لأسمع صوت فرامل قويّة وارتطام شديد ..
إنها هي .. انقلبت السيارة .. هرعت لهناك .. أخرجتها فإذا هي توفيت ..
فظللت أبكي .. فقد كانت العاشرة التي ماتت بسببي ..
فأنا لعنة كل من أحب ..
النهاية ..

تعليق