لفرط ما بكينا ... هجرتنا المقابر
ولفرط ما ضحكنا استاءت منا المجالس
وبتنا بين هذا وذاك على طرقات لا تعرف مسالكها ، أوينا إليها لتدلنا على دفئ أسرتنا وضياء باحاتنا ، خذلتنا وألقت بنا على قارعتها ، ننوء كطائر ذبيح سالت منه دماء علتها فقاعات تنفثيء فتطلي الرصيف بالأحمر القاني .
رصيف يغص بالمشردين البائسين المعطلة أدمغتهم ، غانيات ملونات بقبح كأن رساما فاشلا تولى مهمة الطلاء .
جرذان تفر القطط من شراستها ، أنواع من الحشرات السمان ويافطة ملقاة كتب التافهون عليها يوما " أنصفوا الكلاب "
وأنا أبحث في هذه الفوضى عن زوايا عينين تلملم أوجاعي ، عن أنامل تتخلل شعري وفم يطالبني بالنهوض .
عبثا تحاول أن تنام وعبثا تحاول النهوض .
لذلك أتناول دفتري وقلمي وأشرع بتخاريف الرجل النائم ...
ما طلبت منك أن توضح لي ؛ لماذا ...... ****** خارج جسدك ، أو لماذا يملأ الشعر منخريك !
لكن من فضلك إشرح لي ؛ لماذا تبدأ بالعطاس لمجرد دخول شعيرة حقيرة فتحة أنفك ، بينما لا يحدث ذلك وأنت تمارس هواية إقحام السبابة في فتحته ، في رحلة التنقيب عن شيء بالتأكيد هو ليس نفطاً ؟
هل يجبرك حينها الملل للجلوس أمام شاشة التلفاز لمتابعة الشريط التافه في تلك المحطة التافهة ، والذي تقول فيه إحدى النسوة - الأكثر تفاهة – أن عائلتها لم تتناول طعام الغداء ولا العشاء لسبب عظيم جدا ، وهو أن الشغالة مريضة ... كم تمنيت أن أتصف لحظتها بصفاتهم التافهة وأرسل لهم لعناتي وامتعاضي ، وأقول لهذه السيدة غير المحترمة : أني أشم رائحة قذرة تنبعث من تفاهتك وارتخائك أمام أزرار الهاتف النقال ، أن أقول لها : أكاد أن أرى بقايا طعام في زبالتكم تكفي عائلة في عاصمة عربية أخرى ، وأنكم ما امتلكتم هذه النعم إلا لأن أضعافكم من البشر قد حرموا منها ... لكن بما أن ذلك سيشكل دعما لهذه القناة التافهة سيخصم من رصيدي عدلت عن الفكرة وأدرت المحطة ...
سيدة فاتنة محجبة وفي الوقت نفسه ملونة بكل ألوان الطيف ، في ملابسها وفي ماكياجها وعدسات عيونها ، يقابلها الشيخ فلان مفسر الأحلام الذي يعرف كل شيء عن أي حلم ... يجلس بكل أدب ووقار ، وعيناه لا ترتفع عن الأرض لشدة ورعه ولأن المفروض أن يغض البصر عن هذه الألوان التي تغري إبليس بأن ينهي هذه الجلسة بما لا تحمد عقباه ، المنتظرون على خط الهاتف – من النسوة طبعا – أكثر من المشاهدين ... ولا أعرف ما السبب الوجيه الذي يمنع جنس الرجال من التواصل في هكذا برامج عظيمة ، هل يخجل الرجل من أن يروي أنه وذات حلم كان مع الرفيق تشي جيفارا في أدغال بوليفيا يحاربون الهكسوس ، وفي زخة من الكلاشنكوف أطاح بالإمبراطورية الرومانية ، وبعد قليل انضم إليهم الثائر منجاش بسلاحه المحمول على الكتف ، وبضغطة على الزناد أطاح بإيوان كسرى ؟ أم أنه يترك المجال لزوجته الثرثارة في أن تقص حلمها الذي رأت فيه أنها ذات جلسة نسائية انتفضت ابنة عمها وخرج من فمها سحلية سرعان ما تحولت إلى أمير فاتن ، ومالبثت أن تحولت الغرفة إلى صالة أفراح يزف فيها الأمير إلى أختها العانس ؟
ماذا تقول في هذا الحلم يا شيخ ؟ فيشرع الرجل بالحديث عن العريس المنتظر للشقيقة العانس ... وأنها ستتزوج في غضون شهر أو شهرين من ابن عم الجميل بن جلال الملياردير غير المعروف ، فتصرخ السيدة المتصلة : لكن أختي هذه ماتت منذ سنتين ! لكن صاحبنا وبالرغم من محاولته إخفاء علامات الحرج عن وجهه الأسمر ، لديه تفسير جاهز آخر ، إذن هذا الحلم سيفسر على إحدى قريباتك العانسات ، وفي قرارة نفسه يريد أن يلعن هذه السيدة الخبيثة التي لم تقل منذ البداية أن شقيقتها متوفاة .
تسألني زوجتي ذات غداء : لو قدر للزمن أن يعود للوراء ، فما هي مواصفات الزوجة التي ستختارها ؟
لا أدري ماذا أصابني ساعتها فهرولت للحمام .
أقلب القنوات فأبحث عن الإعلانات ... ولهذه الإعلانات قصص لم تكتب في ألف ليلة ولا في كليلة ودمنة ...
مسحوق غسيل ، تتخيل لفرط تنظيفه أنه قادر حتى على تنقية النفس من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، بالرغم من أنك جربته عدة مرات ولم يستطع أن يزيل السواد عن جوربي ولدك المراهق ... معقم ليس كمثله معقم ، يطهر النفس من الخطايا ... أستغفر الله ... علكة الأبطال ، بمجرد أن يحرك الممثل فكيه مضغا بها حتى يصبح سوبر مان وكأن المشاهد سوبر حمار يصدق ذلك ... وشركات الاتصالات التي تضخ الملايين من جيوبنا إلى القنوات في سبيل أن توضح لنا أن الشركة المنافسة تافهة وحقيرة ولا تستحق أن تزهق أرواح دراهمك في الاشتراك في خدماتها ، أما هم فحاشا لله فكل قرش تدفعه لهم سيعتبر زكاة لأموالك سوف يجزيك الله بها في الآخرة بأضعاف مضاعفة ... تذكرت حينها أيام خلت ... كنت أدخل البقالة وأقول للعم أبو نشيط أعطني زجاجة بيبسي فيعطيني أي مشروب غازي لونه أسود ، وإن طلبت ميرندا يعطيني مشروبا برتقاليا حتى لو كان كراش ... فكان كل مشروب أسود إسمه بيبسي ... وكل ماء معدني إسمه صحة ... وكل شيء يخص الفتيات والنسوة ويوضع في كيس أسود إسمه ساندريلا ، بالمناسبة لماذا هذا التعتيم على هذه المادة العجيبة ؟ بالرغم من أن أغلب الرجال يحسدون النساء اللاتي يخصهن الكيس الأسود من ناحية سقوط فرض الصلاة ... صحيح أننا ناقصين عقل ودين ...
وللحديث بقية ............
ماكتب أعلاه محاولة غير جادة للعودة للكتابة الأدبية ... لذلك قد لا يكون للحديث بقية .
ما كتب أعلاه أيضا ليس بالضرورة أن يعبر عن وجهة نظر الكاتب أثناء اليقظة ... وإذا أردت أن تعرف لماذا ، إقرأ العنوان جيدا .
ولفرط ما ضحكنا استاءت منا المجالس
وبتنا بين هذا وذاك على طرقات لا تعرف مسالكها ، أوينا إليها لتدلنا على دفئ أسرتنا وضياء باحاتنا ، خذلتنا وألقت بنا على قارعتها ، ننوء كطائر ذبيح سالت منه دماء علتها فقاعات تنفثيء فتطلي الرصيف بالأحمر القاني .
رصيف يغص بالمشردين البائسين المعطلة أدمغتهم ، غانيات ملونات بقبح كأن رساما فاشلا تولى مهمة الطلاء .
جرذان تفر القطط من شراستها ، أنواع من الحشرات السمان ويافطة ملقاة كتب التافهون عليها يوما " أنصفوا الكلاب "
وأنا أبحث في هذه الفوضى عن زوايا عينين تلملم أوجاعي ، عن أنامل تتخلل شعري وفم يطالبني بالنهوض .
عبثا تحاول أن تنام وعبثا تحاول النهوض .
لذلك أتناول دفتري وقلمي وأشرع بتخاريف الرجل النائم ...
ما طلبت منك أن توضح لي ؛ لماذا ...... ****** خارج جسدك ، أو لماذا يملأ الشعر منخريك !
لكن من فضلك إشرح لي ؛ لماذا تبدأ بالعطاس لمجرد دخول شعيرة حقيرة فتحة أنفك ، بينما لا يحدث ذلك وأنت تمارس هواية إقحام السبابة في فتحته ، في رحلة التنقيب عن شيء بالتأكيد هو ليس نفطاً ؟
هل يجبرك حينها الملل للجلوس أمام شاشة التلفاز لمتابعة الشريط التافه في تلك المحطة التافهة ، والذي تقول فيه إحدى النسوة - الأكثر تفاهة – أن عائلتها لم تتناول طعام الغداء ولا العشاء لسبب عظيم جدا ، وهو أن الشغالة مريضة ... كم تمنيت أن أتصف لحظتها بصفاتهم التافهة وأرسل لهم لعناتي وامتعاضي ، وأقول لهذه السيدة غير المحترمة : أني أشم رائحة قذرة تنبعث من تفاهتك وارتخائك أمام أزرار الهاتف النقال ، أن أقول لها : أكاد أن أرى بقايا طعام في زبالتكم تكفي عائلة في عاصمة عربية أخرى ، وأنكم ما امتلكتم هذه النعم إلا لأن أضعافكم من البشر قد حرموا منها ... لكن بما أن ذلك سيشكل دعما لهذه القناة التافهة سيخصم من رصيدي عدلت عن الفكرة وأدرت المحطة ...
سيدة فاتنة محجبة وفي الوقت نفسه ملونة بكل ألوان الطيف ، في ملابسها وفي ماكياجها وعدسات عيونها ، يقابلها الشيخ فلان مفسر الأحلام الذي يعرف كل شيء عن أي حلم ... يجلس بكل أدب ووقار ، وعيناه لا ترتفع عن الأرض لشدة ورعه ولأن المفروض أن يغض البصر عن هذه الألوان التي تغري إبليس بأن ينهي هذه الجلسة بما لا تحمد عقباه ، المنتظرون على خط الهاتف – من النسوة طبعا – أكثر من المشاهدين ... ولا أعرف ما السبب الوجيه الذي يمنع جنس الرجال من التواصل في هكذا برامج عظيمة ، هل يخجل الرجل من أن يروي أنه وذات حلم كان مع الرفيق تشي جيفارا في أدغال بوليفيا يحاربون الهكسوس ، وفي زخة من الكلاشنكوف أطاح بالإمبراطورية الرومانية ، وبعد قليل انضم إليهم الثائر منجاش بسلاحه المحمول على الكتف ، وبضغطة على الزناد أطاح بإيوان كسرى ؟ أم أنه يترك المجال لزوجته الثرثارة في أن تقص حلمها الذي رأت فيه أنها ذات جلسة نسائية انتفضت ابنة عمها وخرج من فمها سحلية سرعان ما تحولت إلى أمير فاتن ، ومالبثت أن تحولت الغرفة إلى صالة أفراح يزف فيها الأمير إلى أختها العانس ؟
ماذا تقول في هذا الحلم يا شيخ ؟ فيشرع الرجل بالحديث عن العريس المنتظر للشقيقة العانس ... وأنها ستتزوج في غضون شهر أو شهرين من ابن عم الجميل بن جلال الملياردير غير المعروف ، فتصرخ السيدة المتصلة : لكن أختي هذه ماتت منذ سنتين ! لكن صاحبنا وبالرغم من محاولته إخفاء علامات الحرج عن وجهه الأسمر ، لديه تفسير جاهز آخر ، إذن هذا الحلم سيفسر على إحدى قريباتك العانسات ، وفي قرارة نفسه يريد أن يلعن هذه السيدة الخبيثة التي لم تقل منذ البداية أن شقيقتها متوفاة .
تسألني زوجتي ذات غداء : لو قدر للزمن أن يعود للوراء ، فما هي مواصفات الزوجة التي ستختارها ؟
لا أدري ماذا أصابني ساعتها فهرولت للحمام .
أقلب القنوات فأبحث عن الإعلانات ... ولهذه الإعلانات قصص لم تكتب في ألف ليلة ولا في كليلة ودمنة ...
مسحوق غسيل ، تتخيل لفرط تنظيفه أنه قادر حتى على تنقية النفس من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، بالرغم من أنك جربته عدة مرات ولم يستطع أن يزيل السواد عن جوربي ولدك المراهق ... معقم ليس كمثله معقم ، يطهر النفس من الخطايا ... أستغفر الله ... علكة الأبطال ، بمجرد أن يحرك الممثل فكيه مضغا بها حتى يصبح سوبر مان وكأن المشاهد سوبر حمار يصدق ذلك ... وشركات الاتصالات التي تضخ الملايين من جيوبنا إلى القنوات في سبيل أن توضح لنا أن الشركة المنافسة تافهة وحقيرة ولا تستحق أن تزهق أرواح دراهمك في الاشتراك في خدماتها ، أما هم فحاشا لله فكل قرش تدفعه لهم سيعتبر زكاة لأموالك سوف يجزيك الله بها في الآخرة بأضعاف مضاعفة ... تذكرت حينها أيام خلت ... كنت أدخل البقالة وأقول للعم أبو نشيط أعطني زجاجة بيبسي فيعطيني أي مشروب غازي لونه أسود ، وإن طلبت ميرندا يعطيني مشروبا برتقاليا حتى لو كان كراش ... فكان كل مشروب أسود إسمه بيبسي ... وكل ماء معدني إسمه صحة ... وكل شيء يخص الفتيات والنسوة ويوضع في كيس أسود إسمه ساندريلا ، بالمناسبة لماذا هذا التعتيم على هذه المادة العجيبة ؟ بالرغم من أن أغلب الرجال يحسدون النساء اللاتي يخصهن الكيس الأسود من ناحية سقوط فرض الصلاة ... صحيح أننا ناقصين عقل ودين ...
وللحديث بقية ............
ماكتب أعلاه محاولة غير جادة للعودة للكتابة الأدبية ... لذلك قد لا يكون للحديث بقية .
ما كتب أعلاه أيضا ليس بالضرورة أن يعبر عن وجهة نظر الكاتب أثناء اليقظة ... وإذا أردت أن تعرف لماذا ، إقرأ العنوان جيدا .
تعليق