Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهيد فوق العادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهيد فوق العادة

    هذه قصة غير عادية لشهيد غير عادى من أبناء القوات الجوية المصرية حصل باستحقاق لأول مرة فى تاريخ العسكرية المصرية - على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى عن عمل غير عادى خارج إطار الحرب.

    فى اليوم الأول من سبتمبر 1975 تقلع قاذفتان من قاعدة غرب القاهرة فى مهمة تدريبية عادية بالذخيرة الحية. يقود إحداهما المقدم طيار محمد عبدالوهاب كريدى ومعه مساعدوه النقيب طيار عادل الفقى والرائد ملاح سمير عبدالفتاح والنقيب ملاح المنشاوى.

    فجأة يدوى صوت انفجار فى القاذفة. على سبيل الاحتياط يقرر كريدى أنه سيهبط بالقاذفة فى مطار بنى سويف، أقرب المطارات إليه بينما هو لم يبلغ المنيا بعد. لكنّ بنى سويف صارت فجأةً حلماً بعيد المنال بعدما اشتعلت النيران فى المحرك الأيسر.

    لم تكن الشجاعة تنقص هذا الطيار؛ ففى يوم 8 يونيو 1967 انفصل بطائرته عن التشكيل (مما بقى فى ترسانة مصر الجوية أيامها) وتابع رتلاً من دبابات العدو فى شمال سيناء حتى دمره عن بكرة أبيه فوق كوبرى الفردان. ولم يكن ينقصه هدوء الأعصاب؛ ففى اللحظات الأولى لحرب أكتوبر 1973 دك بسبعة صواريخ مركز القيادة والسيطرة الإسرائيلى فى بئر العبد ورادار ومحطة تشويش الطاسة.

    «نزّل العجَل يا عادل هننزل فى المنيا»، هتف كريدى فى مساعده الذى لا بد أنه تساءل: «أين فى المنيا؟» فى هذه اللحظات تنفجر أسطوانات الأوكسجين فى قمرة القيادة وتتجمد يدا النقيب ملاح المنشاوى إيذاناً بعودة روحه إلى بارئها. تترنح الطائرة بينما تلتهم النيران عجلات الهبوط. يهتف كريدى مرةً أخرى بمساعده النقيب طيار عادل الفقى أن يضغط على زر القفز بالمظلة، فيرفض: «لا يا كابتن، أنا معاك للآخر». يغلّظ من نبرته وهو يوجه له وللرائد ملاح سمير عبدالفتاح أمراً عسكرياً فيستجيبا على مضض ويتبخرا فجأة من الطائرة وهى على وشك الانفجار.

    شريط طويل من الذكريات والبطولات يتداخل مع هدف واحد ذى طبيعة مختلفة يسيطر فى هذه اللحظات على عقله وقلبه: ألا يموت أحد من أبناء المنيا وهو فى منزله أو وهو يعبر الشارع بينما هو يمكن أن يفعل شيئاً، أى شىء، للحيلولة دون وقوع ذلك.

    لم يعد هناك من بديل آخر فيفوض أمره إلى الله ويجبر عصا القيادة على وضع الغطس فى اتجاه صفحة النيل. سبحان الله؛ نشرب منه ونأكل منه ونحيا به والآن يحترق حتى نعيش. قبيل لحظة الارتطام يقفز البطل من طائرته ويتعلق بالهواء حتى يلتقى هو أيضاً بصفحة النيل بعد قليل.

    يقترب أحد الصيادين لانتشاله فيتبين وجهاً مألوفاً رغم الحروق البالغة وقواماً قوى البنية رغم انكسار فى العمود الفقرى. كان كريدى قائده عندما كان هذا مجنداً فى قاعدة بنى سويف الجوية أيام حرب الاستنزاف.

    يتمدد الآن على متن الطائرة المروحية التى هرولت لنقله إلى المستشفى ويغمغم بالسؤال: «إحنا فين دلوقتى؟» فيرد قائدها: «إحنا فى الإحداثى كذا مع الإحداثى كذا يافندم». ينظر كريدى إلى ساعته البريتلينج التى كان أهداه إياها الملك حسين بعد حرب أكتوبر ويستنتج: «يعنى فاضل لنا تسع دقايق ونص على المستشفى». يلتفت قائد الطائرة إليه فى احترام: «تمام يافندم، بالثانية».

    عند هذه النقطة يدخل فى غيبوبة، لكن عقله كان لا يزال كما اتضح بعد ذلك مشغولاً بما حدث، بينما كان قلبه متعلقاً بأولاده. كان لا يزال فاقد الوعى عندما هرعوا به إلى غرفة العناية المركزة، ولم يفق من غيبوبته إلا حين أحس كفاً على جبينه وصوتاً لا يخطئه صوت زميله وصديق عمره المقدم طيار أحمد مصطفى حسن.

    يفيق لوهلة كى يسأل: «أحمد، الطيارة موتت حد؟ ما تكدبش علىّ» فيرد أحمد: «وحياة أولادى وأولادك لأ يا محمد، إنت أنقذتهم». وبينما كانت روحه فى طريقها إلى بارئها لفظ آخر كلماته: «نفسى أشوف أولادى أحمد وعمر دلوقتى، مش عارف ليه».
    تحية تقدير وعرفان إلى روح البطل محمد عبدالوهاب كريدى، فاللهم اغفر له وارحمه وارحمنا واملأ بلادنا بأمثاله.

  • #2
    اللهم احشره مع الشهداء والصديقين واجعل ما عمل شفيعا له يوم القيامة

    اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

    قال ابن القيم رحمه الله :
    المحبة شجرة في القلب
    ، عروقها الذل للمحبوب ، وساقها معرفته ، وأغصانها خشيته ، وورقها الحياء منه ، وثمرتها طاعته ، ومادتها التي تسقيها ذكره

    تعليق


    • #3
      اللهم آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

      تعليق


      • #4
        شكرا لكي على الموضوع الثاني ومنتظر البقية.....يمكن أن نطلق على تلك المواضيع ..... رجالا بحق




        من المحن يخرج الرجال........لذلك نحن في حاجة إلي محنة قوية لتعديل الأمور...غريبة أمور تلك الحياة.........والآن جاري إنتظار المحنة....رجاء تعديل وضع المقعد وربط الأحزمة.......
        E=mc2

        تعليق


        • #5
          أخي funboy هل هناك محنة أكبر مما نعيشه ؟!!!


          هذا مقال آخر للأستاذ يسري فودة عن البطل الشهيد محمد عبد الوهاب كريدي

          «تِسْلم البطن اللى شالت»

          غمرنى رد الفعل على قصة البطل الشهيد العقيد طيار محمد عبد الوهاب كريدى التى عرضنا جانباً منها الأسبوع الماضى حباً ووفاءً، وأكد لدىّ إحساساً يتحدى واقعاً صعباً نعيشه جميعاً بأن فى مصر خيراً كثيراً لا يزال.

          كنا نتساءل، وربما مازلنا، عن أين ذهبت روح أكتوبر، وعما حدث لذلك الرجل الشهم الذى كان يترك مقعده فى الأوتوبيس لرجل عجوز أو لامرأة حامل، وعن هؤلاء الشبان الذين يتوقفون لمساعدة غريب تعطلت سيارته لأن «اللى يحب النبى يزق»، وعن هؤلاء الذين إذا سمعوا صوت سيارة إسعاف تنافسوا فى إخلاء الطريق أمامها، وعن ابن الحارة الذى يفور دمه إذا رأى جارته تخرج من سيارة رجل غريب، وحتى عن اللص الذى كان يدعو الله أن يسترها معه ولا يسرق «الولايا والشقيانين».

          فى قصة البطل محمد كريدى محطات متعددة لقيم كبرى من الواضح أنها لمست أوتاراً حساسة لدى من عرفوه بشكل مباشر أو قرأوا عنه ما كتبناه، دعونا نبدأ بعائلته؛ فوالدته الكريمة ذات الخمسة والثمانين ربيعاً، وسط عاطفة جياشة ودعاء مستجاب بإذن الله أن تلحق به فى جنة الخلد، لا تنسى أن تدعو أيضاً لرفاقه الشهداء، وزوجته المخلصة التى ترملت صغيرة تختار أن تفتخر بما ينبغى لمثلها أن تفتخر به: «ترك ولديه طفلين صغيرين فغرستُ فيهما حب أبيهما حتى صارا رجلين أفتخر بهما»، وهذان، أحمد وعمر، ولدان من صلب بطل يبران أمهما وجدّتْهما ويستنسخان بطولة أبيهما فى صور مختلفة ويدينان، كما يدين باقى أفراد الأسرة الكريمة، بالامتنان والحب لكل هؤلاء من القراء الذين اقتطعوا من وقتهم كى يدعوا لفقيدهم، فقيد مصر كلها، بالرحمة وجنة الشهداء.

          وهؤلاء، وأنا واحد منهم، نشكرهم مرتين: مرة لأن بطلاً كهذا ينتمى إليهم، ومرة لأنهم بعثوا فينا روحاً افتقدناها من زمان، منذ استشهاده يوم 1 سبتمبر 1975 إلى اليوم حدثت أشياء كثيرة أثرت بدرجات متفاوتة فى منظومة القيم لدى الشعب المصرى حتى صار كثير منا يأنف من حياة اليوم ويجد ملاذاً فى حياة الأمس. بل إن بعضاً منا يقسو على نفسه وعلينا، كما جاء فى أحد التعليقات، فيقول: «أنا عندى إحساس إننا ما نستحقش اللى الناس دى عملته علشانّا»، والحقيقة أن مجرد وجود إنسان قادر على كتابة تعليق كهذا يعتبر فى حد ذاته دليلاً على عرفان شديد بما قدمه الأولون وعلى أن من بيننا مَن هو قادر على استيعاب معنى ما قدموه.

          صحيح أننا نعيش فى زمن صعب، لكنّ المعدن الأصيل لا يبين إلا فى الزمن الصعب، ومعدن الشعب المصرى بشهادة العالم كله معدن أصيل. فقط فى الليلة الظلماء يُفتقد البدر، والحمد لله أن للبدر دورةً لا يفارقنا أثناءها إلا كى يعود إلينا مرةً أخرى، طالما أن فينا محمد كريدى والحمد لله أن أبطال مصر الذين لا نعرفهم أكثر بكثير من هؤلاء الذين نعرفهم سيبقى بيننا دائماً ما نحتفل به ونلتف جميعاً حوله.

          سنأخذ من كريدى شعلة الشجاعة وروح الإباء وفورة التحدى فى أحلك لحظة من تاريخنا المعاصر عندما انفصل بطائرته يوم 8 يونيو 1967 مقتفياً أثر رتل من دبابات العدو كى يدمره عن بكرة أبيه فوق كوبرى الفردان، وسنأخذ منه حلاوة الصبر وعمق الإيمان وهدوء الأعصاب حين طار بأمة العرب جميعاً فوق قناة السويس يوم 6 أكتوبر 1973 كى يدك مركز قيادة العدو فى بئر العبد وراداراته فى الطاسة. ثم سنأخذ منه جميعاً إيثاره الفذ وتضحيته التى لا تقدر بثمن عندما رفض، وقد اشتعلت طائرته أثناء التدريب يوم 1 سبتمبر 1975، أن يقفز منها خوفا من أن تؤذى فى طريقها أحد أبناء بلده فغطس بها فى نهر النيل.
          سنأخذ هذا كله منه، لكننا سنأخذ أيضاً منه فضيلة إخلاص النية وقيمة إتقان العمل لأن هذه كانت شيمته وفوق هذا لأن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه. وسنأخذ منه أخيراً حب الوطن وأصالة الأرض بعيداً عن الأغانى، وحب الأهل وصلة الرحم بعيداً عن الرياء، وسنقول جميعاً لأمه الكريمة ولأمهات أمثاله جميعهن: «تِسْلم البطن اللى شالت».

          المصدر
          http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=150030

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا على المعلومات الجميله
            لا اله ألا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
            .......................................
            www.facebook.com/karakeebanimation3d

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أم محمد مشاهدة المشاركة
              أخي funboy هل هناك محنة أكبر مما نعيشه ؟!!!

              والله يا أختنا الكريمة أنا أرى المحنة القادمة محنة قاتمة السواد ..سواد لم نعهده من قبل

              وما نحن فيه اليوم ليس إلا مقدمة البداية.........فالرجاء من الجميع التأكد من ربطه للأحزمة والتمسك بأي شيء ثابت

              رغم إنه لا يوجد ثوابت.........لإننا........لإننا.......لإننا مازلنا في مرحلة التدريب وقريبا سنبدأ الإقلاع متوجهين إلى السواد الأعظم بأقصى سرعة ممكنة.



              عذرا إن كانت نظرتي سوداوية ولكن هذا هو الواقع بلا تجميل ........فالقادم لا يبشر بأي خير حتى ولو من باب التمني والرجاء
              E=mc2

              تعليق


              • #8
                الأخ mybaby أشكرك على المرور والتعليق
                أخي funboy
                لا يوجد أثبت من الدين لنتمسك به في أي ظروف ولو كنا تمسكنا به ماكان هذا حالنا

                تعليق


                • #9
                  أختنا الفاضلة

                  أرضنا ليست بعاقر ... فهي أنجبت ومازالت الكثير من الأبطال ... لكن من يكافئ هؤلاء ويجزل لهم هو الله ... أما الأنظمة ... فلا تريد أن يذكر هؤلاء لأنهم شوكة في حلقها ...
                  سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

                  لاريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه . لكن .. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟

                  FACEBOOK

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أم محمد مشاهدة المشاركة
                    الأخ mybaby أشكرك على المرور والتعليق
                    أخي funboy
                    لا يوجد أثبت من الدين لنتمسك به في أي ظروف ولو كنا تمسكنا به ماكان هذا حالنا
                    طبعا كلامك صحيح
                    ولكن ليس هذا مقصدي أقصد شيء آخر
                    E=mc2

                    تعليق


                    • #11
                      مرحبا أستاذ أكتوم
                      بالظبط ماذكرته حضرتك واقع ونأمل بإعادة ذكراهم أن نبث روح الفداء والتضحية لدى الشباب الصغير حتى يجد له قدوة أفضل من أقذام هذا الوقت
                      أخي fun boy لم أفهم ماتقصد بلا يوجد ثوابت أرجو التوضيح لو أمكن

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أم محمد مشاهدة المشاركة
                        أخي fun boy لم أفهم ماتقصد بلا يوجد ثوابت أرجو التوضيح لو أمكن
                        أقصد إنه لا يوجد شيء في الكون ثابت فعندما قلت تمسكوا بشيء ثابت وليكن المقعد من باب التشبيه والفكاهة في نفس الوقت
                        فالمقعد غير ثابت لأن الطيارة وإن كانت على الأرض واقفة فالأرض نفسها غير ثابتة حتى وإن وقفت الأرض عن دورانها فالمجرة كلها متحركة
                        أي أنه لا يوجد ما يسمى بالثبات المطلق بينما الموجود هو ثبات نسبي


                        أما من ناحية الدين أو حتى القيم والمباديء فلم أقصدها أبدا عندما تحدثت

                        ولكن إن كان الدين ثابت وهذا لا خلاف عليه طبعا فنحن غير ثابتين عليه أي إننا بالنسبة له غير ثابتين نسبيا

                        لا تؤاخذيني في كلامي إن لم يفهم جيدا فأنا مجنون بالنسبية ......والنسبية درب من الجنون
                        E=mc2

                        تعليق


                        • #13
                          أرجو ألا تعتقدي إنني من الناس الذين يتهجمون على الدين والذين كثروا هذه الأيام بل أصبحت وسيلة من وسائل الظهور

                          فعندما تحدثت لم أكن أبدا أبدا أقصد الدين

                          قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الامم ان تداعى عليكم
                          كما تداعى الاكلة الى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل انتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يارسول الله، وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت.
                          E=mc2

                          تعليق


                          • #14



                            أما من ناحية الدين أو حتى القيم والمباديء فلم أقصدها أبدا عندما تحدثت

                            ولكن إن كان الدين ثابت وهذا لا خلاف عليه طبعا فنحن غير ثابتين عليه أي إننا بالنسبة له غير ثابتين نسبيا


                            [/quote]


                            ماختلفناش رغم ان بعض كلماتك ممكن ان تفهم خطأ لكن الحمد لله بقية حديثك وضحت المقصد
                            جزاك الله خيرا

                            تعليق

                            يعمل...
                            X