اختفت صديقتي : أين انت يا صديقتي الغالية .... !!!!
فتحت الماسنجر في احد الأيام وكالعادة أجد إيميلات تنتظر قبولي ((Rarw????@hotmail.com ))
لإضافتها ....
يا ترى لمن هذا الإيميل
طيب وين المشكلة نقبل ونضيف ونشوف لمن الإيميل ؟!!
عرفتني على نفسها ، تدعى ( ؟؟؟؟ ) في ١٥ من عمرها ، تدرس في
مدارس (بدولة عربية) ، وحصلت على إيميلي من فتاة في مثل عمرها تعرفني
..
الفارق بيننا شاسع في العمر أنا في ٢٠ من عمري لا بأس نتعرف عليها
ونحاول تحذيرها من السقوط في شباك الصيادين داخل بحر الإنترنت الواسع..
أصبحت تكلمني باستمرار .. وتسأل عني .. وتخبرني عن حياتها !!
ومعارفها ... حتى ألفنا بعضنا البعض ..
عاتبتها عندما علمت بأنها قد أعطت إيميلي لأصدقائها وصديقاتها
وأعلمتها بأني لن أقبل إضافة أي شخص .. حاولت إقناعي بان هناك
شخصاً لطيفاً تعرفه وتريد أن تعرفني عليه ..
تحدثت معها وأقنعتها أن الماسنجر ضياع للوقت ، وخطر عليها .
أصغت لكلامي باهتمام وأعطتني وعداً بأن تحاول التخلص من
إيميلات الشباب ، وأرسلت لي أغنية تعبر لي عن حبها..
يا ( ؟؟؟؟ ) أنا احبك وأريد الخير لك .. لكن لماذا لاتحبيني؟؟
لا ..ااااااااااااااا..اموت ياعمري من بعدك ..
(( هذا كان ردها في الشات عندما سألتها ذاك السؤال )) ،
من يحبني يريد الخير لي ويخاف علي من العقبات
والهموم ..
لكنك أرسلت لي أغنية تجلب لي الهم وتضيق بصدري وتمحو البركة
من حياتي..
أخبرتني بأنها تعشق سماعها .. وترددها دوما .. أعطيتها تحد مع
نفسها بأن تحاول التخفيف من سماعها وتجرب كيف يكون يومها بدونها..
أعجبتني قوتها وإرادتها .. في كل مرة كانت تحدثني عن محاولات
الفشل والتحسن في التخلص من سماع الأغاني وقدرتها على حذف الشباب
من إيميلها بعد أن تنهي العلاقة ..
فلم يتم خلال أيام
بل ٦ أشهر تحت صراع نشأ بين رغباتها ونفسها.
ما الذي يدفعك للاستمرار بالحديث معي ومغالبة هواك يا ( ؟؟؟؟ ) مع
أن مجتمعكِ يتوافق معكِ فيما تفعلينه.؟
كان هناك شعور يراودها ويجعلها تستمر بالحديث معي .. شعرت بأن
حياتها بدأت تتغير .. مشاكلها تخف شيئا فشيئا ..
ذاقت طعم راحة نفسية لم تعرفها من قبل .. وغير ذلك من أشياء
دفعتها للاستمرار في الصراع والبحث عن الصح .
مرت علي فترة انقطعت فيها عن الإنترنت لظروف الدراسة وانقطعت
عني أخبارها ..
في الإجازة أسرعت بفتح الماسنجر وكلي شوق لأسمع آخر أخبارها
وأتسلى بالدردشة معها وأسمع حكاويها الممتعة ..
لم أجدها كانت حالة الاتصال ( غير متصل ) .. يا للخسارة
تركت الماسنجر على (حالة الخروج) لعلها تدخل فتراني وتتحدث معي .
أرسلت لها عدة إيميلات لكي تدخل لنتحدث سويا ولكن ، لا ردود ..
ما الذي يشغلها .. لم أعهدها تترك الإنترنت يومين متتاليين أو أسبوع
كامل ..
هل يمكن أن تكون ( حذفتني ) أو عملت لي ( حظر ) ، لا أعتقد ..
ربما هناك ما يشغلها ، مرت أشهر وحالة اتصالها ( غير متصل ) .
تناسيت أمرها لأنني في كل مرة تكون لي صداقات جديدة مع غيرها
الكثير من البنات ..
لكن أمر ( ؟؟؟؟ ) كان يطرأ على بالي كل فترة..
تذكرت صديقتي التي أعطتها إيميلي منذ البداية .. وبادرت بالإتصال
وسألتها ..
كيف حال ( ؟؟؟؟ ) لماذا لم نعد نراها على الإنترنت؟
تبين أنها لم تفهم سؤالي !! ( ؟؟؟؟ ) صديقتك من البلد .. التي
أعطيتها إيميلي منذ سنة تقريبا .. لم أعد أراها ...
صاحت صديقتي مستغربة ؟؟ أنت ما عرفت ؟
أدري بماذا ؟؟ ماذا تقصدين ؟
في الإجازة السابقة نزلت في إجازة مع أهلها على بلدهم وحصل لهم
حادث في الطريق وتوفيت .... ماذاااااااااااااااااااااااااااا؟؟
أعيدي...
يعني ماتت .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. يا عزيزتي تأكدي يمكن غلطانة ..
يمكن الخبر كذب ... أكدت لي قولها ومصدر المعلومة..
( ؟؟؟؟ ) فتاة في عمر الزهور .. لم أرها إلا في الصور التي كانت ترسلها
لي ...
لم أعرفها على ارض الواقع ولكنها حصلت على مكان في ماسنجري
وقلبي .. فتاة تسعى لرضا ربها.
ماتت وتركت روحها على جهازي ( غير متصل ) للأبد .. للأبد
ترى هل استطاعت الانتصار على نفسها ؟؟ ! هل تمكنت من الابتعاد
عن تلك الأغاني الساقطة؟؟
هل تخلت عن الشاب الذي أحبته واراهن انه كان يلعب بها ؟
ما علمته فيما بعد أن مواضيع المشاركة في المنتدى تغيرت على آخر
أيامها لتتحول إلى مواضيع لتنمية النفس والحياة الطيبة
و أثار الذنوب
فرحت لذلك لأن العبد ينقطع عمله الصالح إلا من ثلاث منها علم ينتفع به .. كل
من سيقرأ مواضيعها ويستفيد سيكون لها أجره..
وكانت قد أسرٌت لي يوماً خوفها من الموت وانتهاء العمر ..
فأجبتها قائلة : إن شاء الله العمر أمامك .. لكن أنت اِبدئي من اليوم وحاولي تغيير
نفسك ليبارك الله في حياتك القادمة..
هل كانت تعلم بأن أجلها قريب ...
قلت سبحان الذي دلّها على طريق
الصواب وأراد لها خيراً قبل أن يحين أجلها ..
سبحان من يرحم عباده ويخاف عليهم من الوقوع في ملاعب الشياطين .. وييسر لهم طريق الخير ..
حصلت على رقم أمها وأخبرتني بأنها كانت تدعو لإبنتها باستمرار في
آخر الليل ..
فقلت هي سهام الليل تصيب و لا تخطئ ... فحمى الله ابنتك..
وفتحت ماسنجري ونظرت إلى إيميلات صديقاتي .. فقلت لا نعلم ماذا
يكون بشأننا في الغد ..
وكلامنا كله مكتوب ومحسوب .. وعمرنا دقائق
معدودة و لا تحتاج أن نقصرها أكثر من أنها قصيرة ..
نظرت إليه طبعاً .. ( ؟؟؟؟ )
تأملت في إيميل Rarw????@hotmail.com
مازال ( غير متصل ) ... إلى متى؟!
فقمت بحذفه من القائمة وسألت الله الرحمة والغفران لها ....
تعليق