اخوتي الاعزاء انعي اليكم في هذا الموضوع احد اصدقائي المقربين ورفيقي في العمل مدة تجاوزت ثمانية عشر عاماً الاستاذ عمر احمد قزاز والذي توفي نتيجة ازمة قلبية فجر يوم امس الاول الاربعاء الموافق 21-5-1431 هـ ، انا لله وانا اليه راجعون
----------------------
رحمك الله يا عمر قزاز
الحمد لله الذي جعل الموت راحة لأبدان المؤمنين
كان صباحاً حزيناً ذلك الصباح الذي سمعت فيه رنين هاتفي الجوال لاتلقى الخبر الصاعقة : انا لله وانا اليه راجعون، لقد توفي اخونا عمر قزاز فجراً
مشاعر من الاضطراب والذهول والحزن واللوعة مجتمعة اصابتني والرجاء بأن تكون هذه مجرد مزحة سمجة يمكنها ان تبدد هذا الخبر المروع ، لكن محدثي جزم بأن أمر الله قد جاء وان الاخ عمر قزاز قد توفي ولا حول ولا قوة الا بالله
تراجعت مرتبكاً فزعاً واجماً حزيناً على اريكتي وانا غير مصدق لما اسمع ، عمر ، اخي وصديقي ورفيقي مات!!
انا لله وانا اليه راجعون
رحمك الله يا عمر رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وتقبلك في الصالحين مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
عاد بي شريط العمر لما قبل تمانية عشرة عاماً في لقائي الاول بعمر احمد قزاز عندما كان وكيلاً حينها لثانوية الشاطيء بجدة في رحلة صداقة متينة استمرت حتى وفاته رحمه الله
ذلك اللقاء الأول مع اخي عمر قزاز والذي ادركت فيه كم هو انسان لطيف المعشر حسن الطبع والخلق والتعامل ، ليحصل بيننا التآلف والارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف
مرت الايام والاسابيع والشهور ليزداد تواصلي مع عمر وتتوطد العلاقة بيننا حباً واحتراماً متبادل يحكمه طبيعة العمل الذي كنا نمارس دون ان يحصل التقارب المنشود بيننا حتى اسندت لي مهمة جديدة سمحت باقترابي اكثر من فريق العمل الاداري والذي كان عمر قزاز احد اهم اقطابه ، لتكون هذه هي بداية الصفحة الحقيقية لعلاقتي وصحبتي وصداقتي مع اخي المرحوم بإذن الله عمر
لقد اصبحنا قريبين الى بعضنا جداً بحكم العمل والمهام والمسؤليات المشتركة المناطة بنا وكان هذا تقريباً قد حدث بحلول عام 1416 هجرية
مرت بنا الايام والسنين وانا اعمل مع هذا الانسان بكل ما تحمله كلمة انسان من معنى ، انسان جمع الخصال والاخلاق الفاضلة سليل الشرف والعائلة الكريمة ، الرجل صاحب الحياء والادب البعيد كل البعد عن الفحش والفجور
يا للوعة يا عمر ، دموع العبرات اسكبها وانا اكتب هذه السطور الآن ، يا لهف قلبي وانا اتذكر سهرك وبقاءك معي ونحن نعمل معاً مواصلين الليل بالنهار لانجاز عملنا المشترك ، من كان يعلم عنا يا صديقي سوى الله ، اناشده يا عمر اذهب واخلد للراحة قليلاً قبل ان يحل موعد دوام اليوم التالي فيرفض الخروج حتى تنتهي جميع الاعمال بشكل كامل ، سنين طويلة كان هذا هو دأبه فيها، ذهبت الآن وبقيت ذكراها في عقلي وقلبي
رحمك الله ايها الرجل الأمين النزيه .. كنت نزيهاً لا يقبل أي نوع من التلاعب او التهاون ، يشهد الله اني لم اسمع منك يوماً يا عمر كلمة تحمل معنى للتفريط او التقصير .. كنت رجلاً اميناً صادقاً في علانيتك امام الناس وفي سريرتك معي ، اعرف الكراهة والغضب في وجهك عندما تشعر بأن هناك من يرغب في ارتكاب مخالفة ، اعرف انك كنت ساخطا على الاوضاع الخاطئة ولا تقبل بها ابداً
كم كان يطيب لي يا صديقي ممازحتك ومراجعتك ، كنت اشعر بأني مهما تماديت واسرفت في المزاح معك لن اجد منك سوى القبول ، فعلاً لم تخذلني يا عمر ، ثمانية عشر عاماً لم تحصل بيننا خصومة على طول لقاءنا وكثرة اختلافنا
قصة حياة حافلة يا عمر لا يمكنني نسيانها ، ولئن كنت قد مت فذلك هو قدر الله ولا راد لقضائه ، لكن حسبي انك انتقلت الى جوار رب غفور رحيم هو ارحم بعباده المؤمنين من الام بوليدها
حتى وانت تموت يا عمر تصر على ان تبقى على لطفك المعهود عنك ، خرجت من الدنيا بصمت وكأنك لا تريد ان ترهق او تشق على احد ممن حولك، تغادر هذه الدنيا في لحظات تاركاً خلفك الذكرى الحسنة والصيت الطيب والصنيع الجميل
تركتنا وكانت الحياة امامك طويلة يا عمر ، خمسون ربيعاً اكتفيت بها لتلقى وجه ربك راضياً مرضياً بإذن الله ، غادرت وتركت هذه الدنيا الفانية لتلتحق بالدار الباقية ، كأنك تقول لنا : وما عند الله خير للأبرار
يا للوعتي وانا ادرك الآن بأني لن اعود قادراً على لقياك والجلوس معك والاستماع لصوتك وحديثك العذب
انا لله وانا اليه راجعون ، لا نقول يا عمر الا ما يرضي ربنا، وانا على فراقك يا عمر لمحزونون
رحماك يارب بعمر
اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ، وارحمنا اللهم اذا صرنا الى ما صاروا اليه ، والحمد لله على كل حال.
----------------------
رحمك الله يا عمر قزاز
الحمد لله الذي جعل الموت راحة لأبدان المؤمنين
كان صباحاً حزيناً ذلك الصباح الذي سمعت فيه رنين هاتفي الجوال لاتلقى الخبر الصاعقة : انا لله وانا اليه راجعون، لقد توفي اخونا عمر قزاز فجراً
مشاعر من الاضطراب والذهول والحزن واللوعة مجتمعة اصابتني والرجاء بأن تكون هذه مجرد مزحة سمجة يمكنها ان تبدد هذا الخبر المروع ، لكن محدثي جزم بأن أمر الله قد جاء وان الاخ عمر قزاز قد توفي ولا حول ولا قوة الا بالله
تراجعت مرتبكاً فزعاً واجماً حزيناً على اريكتي وانا غير مصدق لما اسمع ، عمر ، اخي وصديقي ورفيقي مات!!
انا لله وانا اليه راجعون
رحمك الله يا عمر رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وتقبلك في الصالحين مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
عاد بي شريط العمر لما قبل تمانية عشرة عاماً في لقائي الاول بعمر احمد قزاز عندما كان وكيلاً حينها لثانوية الشاطيء بجدة في رحلة صداقة متينة استمرت حتى وفاته رحمه الله
ذلك اللقاء الأول مع اخي عمر قزاز والذي ادركت فيه كم هو انسان لطيف المعشر حسن الطبع والخلق والتعامل ، ليحصل بيننا التآلف والارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف
مرت الايام والاسابيع والشهور ليزداد تواصلي مع عمر وتتوطد العلاقة بيننا حباً واحتراماً متبادل يحكمه طبيعة العمل الذي كنا نمارس دون ان يحصل التقارب المنشود بيننا حتى اسندت لي مهمة جديدة سمحت باقترابي اكثر من فريق العمل الاداري والذي كان عمر قزاز احد اهم اقطابه ، لتكون هذه هي بداية الصفحة الحقيقية لعلاقتي وصحبتي وصداقتي مع اخي المرحوم بإذن الله عمر
لقد اصبحنا قريبين الى بعضنا جداً بحكم العمل والمهام والمسؤليات المشتركة المناطة بنا وكان هذا تقريباً قد حدث بحلول عام 1416 هجرية
مرت بنا الايام والسنين وانا اعمل مع هذا الانسان بكل ما تحمله كلمة انسان من معنى ، انسان جمع الخصال والاخلاق الفاضلة سليل الشرف والعائلة الكريمة ، الرجل صاحب الحياء والادب البعيد كل البعد عن الفحش والفجور
يا للوعة يا عمر ، دموع العبرات اسكبها وانا اكتب هذه السطور الآن ، يا لهف قلبي وانا اتذكر سهرك وبقاءك معي ونحن نعمل معاً مواصلين الليل بالنهار لانجاز عملنا المشترك ، من كان يعلم عنا يا صديقي سوى الله ، اناشده يا عمر اذهب واخلد للراحة قليلاً قبل ان يحل موعد دوام اليوم التالي فيرفض الخروج حتى تنتهي جميع الاعمال بشكل كامل ، سنين طويلة كان هذا هو دأبه فيها، ذهبت الآن وبقيت ذكراها في عقلي وقلبي
رحمك الله ايها الرجل الأمين النزيه .. كنت نزيهاً لا يقبل أي نوع من التلاعب او التهاون ، يشهد الله اني لم اسمع منك يوماً يا عمر كلمة تحمل معنى للتفريط او التقصير .. كنت رجلاً اميناً صادقاً في علانيتك امام الناس وفي سريرتك معي ، اعرف الكراهة والغضب في وجهك عندما تشعر بأن هناك من يرغب في ارتكاب مخالفة ، اعرف انك كنت ساخطا على الاوضاع الخاطئة ولا تقبل بها ابداً
كم كان يطيب لي يا صديقي ممازحتك ومراجعتك ، كنت اشعر بأني مهما تماديت واسرفت في المزاح معك لن اجد منك سوى القبول ، فعلاً لم تخذلني يا عمر ، ثمانية عشر عاماً لم تحصل بيننا خصومة على طول لقاءنا وكثرة اختلافنا
قصة حياة حافلة يا عمر لا يمكنني نسيانها ، ولئن كنت قد مت فذلك هو قدر الله ولا راد لقضائه ، لكن حسبي انك انتقلت الى جوار رب غفور رحيم هو ارحم بعباده المؤمنين من الام بوليدها
حتى وانت تموت يا عمر تصر على ان تبقى على لطفك المعهود عنك ، خرجت من الدنيا بصمت وكأنك لا تريد ان ترهق او تشق على احد ممن حولك، تغادر هذه الدنيا في لحظات تاركاً خلفك الذكرى الحسنة والصيت الطيب والصنيع الجميل
تركتنا وكانت الحياة امامك طويلة يا عمر ، خمسون ربيعاً اكتفيت بها لتلقى وجه ربك راضياً مرضياً بإذن الله ، غادرت وتركت هذه الدنيا الفانية لتلتحق بالدار الباقية ، كأنك تقول لنا : وما عند الله خير للأبرار
يا للوعتي وانا ادرك الآن بأني لن اعود قادراً على لقياك والجلوس معك والاستماع لصوتك وحديثك العذب
انا لله وانا اليه راجعون ، لا نقول يا عمر الا ما يرضي ربنا، وانا على فراقك يا عمر لمحزونون
رحماك يارب بعمر
اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ، وارحمنا اللهم اذا صرنا الى ما صاروا اليه ، والحمد لله على كل حال.
تعليق