الفن
أنواع الفنانين
في أغلب الأحيان يكون الفن ثلاثة أنواع:
- فن الطفل الكبير
- فن عبدة الشيطان
- فن الفنان المفيد
و من الممكن أن 99 بالمائة من الفنانون هم أطفال كبار يغوصون في وحل الشياطين، بينما الفنان المفيد نادر و يعاني غالبا من الفقر أو المشاكل، خاصة المشاكل النفسية التي أهمها الإحباط.
فن الطفل الكبير:
هو الشخص البالغ الذي يقتحم الفن التشكيلي مثلا، ويقوم بفن عبثي، ويمكن أن يشتهر ويلقى إعجاب الكثير، ولكن هو في الحقيقة نوع من الهلوسة و الجنون، مثل الطفل الصغير الذي يلعب ويرسم في المدرسة. حيث يرسم خربشات عشوائية، و يقوم بمحاولات فاشلة لتقليد الواقع، مستلهما من الطبيعة اللأأشكال و الألوان و الأفكار، لكن يفشل فيعود للفن العبثي التجريدي، وهو في حقيقة الأمر ليس فنانا، وإنما له شهوة و إحساس فني عبثي طفولي يريد إفراغه. و الكثير من الناس يمكنهم أن يكونوا غدا فنانون، لكن لن يصلوا إلى الفن الحقيقي، و يتحول إندفاعهم نحو الفن إلى حزن.
فن عبدة الشيطان:
هو الفنان الذكي، لكن يسخر قدراته من أجل الشرور، فيظهر غريزة حيوانية شهوانية في فنه، ويكرر ذلك مرارا، و يتكون أعماله مصحوبة بفكرة الحرية الطلقة التي يمكن أن تضر الآخر، تحت شعار (( إفعل ما شئت)) تماما مثل أول سطر لكتاب عبدة الشيطان (( الإنجيل الأسود))!
و غالبا ما يكون هذا الفنان لا يدرك خطورة ما يفعل.
بل و من الممكن بعد تنبيهه أن يبرر طرق رسماته، ويبحث عن أفكار واهية لإسكاتنا، و يستمر في نشر أعماله التي تتعدى حدود الأدب، و الأخلاق، و تصل إلى حد الغرابة و الوساخة!
و من شدة ذكاء بعض الفنانين، يصل بهم الأمر إلى إخفاء الحقائق في رسماتهم، و الميل نحو الحث على الشرور بطرق غريبة و ملتوية، مثل الرسائل الخفية méssage subliminal .
وهذا الفنان الشيطاني، سواء أدرك خطورة ما يفعل، أو لم يدرك فهو من أسعد الناس في هذا العصر، عصر اللئام.
و في بعض الأحيان يفرح شرار الناس بأفكاره المجنونة فيدعمونه دعما لفكرته.
مثلا يضع فنان شيطاني لوحة بيضاء فارغة، و يريد بيعها بثمن خيالي، و يأتي شخص غني لئيم، و يعلم أن الثمن غير معقول مقارنة بفراغ اللوحة!
ولكن لكي يبين أنه غني، و يحب التبذير، و أنه يحب العبث و الحرية المطلقة يشتري اللوحة وهو سعيد، ويحرص على الظهور إعلاميا، و كأنه في محفل شيطاني لحرق المال بدل مساعدة الفقراء، و أيضا هو حر طليق لا يخضع للأخلاق و للقوانين ولا للأعراف!
ومثال آخر لمغنية مثلا ترقص شبه عارية، و تخترع حركات بليدة لم يعتد عليها الناس، فيتفاعل معها الناس حبا في الجنون و الحرية المطلقة، فيقوم الكثير بالرقص مثلها وتقليدها حرفيا!
مثال آخر خطير، وهو أن يقصد المستهلك للمواد الفنية الهابطة إلى عبادة مغني أو ممثل، وهو تعبير عن التمرد!
فن الفنان المفيد:
طبعا إيجاد الإفادة في الفن أمر شبه مستحيل، لأن أغلب الفن لهو ولعب، و تكبر.
لكن الفنان الحقيقي نجده يبحث عن الإفادة، من أجل إثبات جدوى فنه كحرفة مفيدة للمجتمع، و ليثبت ذاته و فكره الذي يراه نيرا، وأيضا يمكن أن يبدع بلوحات جميلة ذات أسلوب جديد و في نفس الوقت مريح نفسيا للناظر، و يبث البهجة في النفوس.
لكن بسبب الإحاساس بعدم الرضا، يصاب بالإحباط، كما أنه يتفاعل مع هموم و مشاكل مجتمعه، حتى يصبح مثل محرار، للمجتمع، يظهر لنا درجة الحرارة وهل حالنا سيء أم لا!
و يمكن أن يكون الفنان الحقيقي عنيد، وها العناد يمكن أن يضره.
يبحث الفنان الطيب عن الأخلاق الحسنة، و يحاول أن يجعل فنه مفيد، فيمزج مثلا بين الفائدة العلمية و الرسمة الجميلة...
بنقدور نبيل
تعليق