سؤال كل عام يتبادر إلى ذهني و لا أعرف له إجابة، هل رمضان شهر للهو و اللعب، أم نحن جعلناه كذلك أو أريد لنا أن نفهمه كذلك.
لماذا تكثر المسلسلات، الأفلام، البرامج التغفيلية و المسابقات في رمضان بالذات، يعني سبحان الله هل من كثرة عبادتنا لله تعالى العام كاملا و اجتهادنا يأتي رمضان لكي نرتاح فيه و نرفه عن أنفسنا !؟
إن كان كذلك فهي إحدى اثنتين أننا إما أننا أفقه و أعلم من الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضوان الله عليهم و التابعين أو أننا من شدة غفلتنا و حمقنا صدقنا أن رمضان شهر للترويح عن النفس.
سؤال آخر و هو الذي من أجله كتبت هذا الموضوع، يعني حال قنوات "صرف المياه" الفضائية معروف تبرمج المسلسلات و المسابقات لتبقينا بعيدين عن ديننا و تفسد صيامنا و عبادتنا بمظاهر العري و الفجور؛ لكن لماذا منتدى المنابر يبرمج مسابقة في رمضان يعني هل للمسابقة طعم آخر في رمضان أم أنها إذا برمجت في وقت لاحق لن تكون مسابقة أم أنها تحذو حذو القنوات الأخرى لتزيدنا غفلة عن غفلتنا و نضيع أوقاتا ثمينة كان ينبغي اغتنامها في ما هو أفضل.
عزيزي القارئ هل تعلم أن أشد ما يندم عليه العبد يوم القيامة هو ندمه على أنه لم يكثر من ذكر الله أو أنه مر عليه وقت لم يذكر فيه الله، فما بالكم برمضان تلك الساعات التي تضيعها في التصميم من الأحسن أن تستغلها في قراءة القرآن فهذا شهر القرآن فعوضا أن تختم مرة اجعلها ثلاثا أو أربع و أكثر فكله خير لك. ومايدريك أنك ستدرك رمضان مرة أخرى فكم من أخ و حبيب كان معنا العام الماضي منهم من أعضاء المنابر وهم الآن تحت الثرى لا أنيس معهم إلا أعمالهم.
فلنغتنم شهرنا في ما يقربنا إلى الله و يعود علينا و على أمتنا بالنفع في الدنيا و الآخرة فليس الجرافيكس الذي سيرفع شأننا ولكنه ديننا الذي رفع من قبلنا، أنا لا أقول أن نترك التصميم و لكن لكل مقام مقال، فالتصميم هو هواية البعض و مصدر رزق البعض، و لكن أن نضيع شهرا كرمضان في الجرافيكس فهو الخسران بعينه.
أخيرا أذكركم و نفسي بحديثين للنبي صلى الله عليه و سلم في فضل رمضان:
فعن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فلما رقي عتبة قال آمين ثم رقي أخرى فقال آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين ثم قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين
رواه ابن حبان في صحيحه .
حدثنا محمد بن رمح أنبأنا الليث بن سعد عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله : أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إلي فقال ارجع فإنك لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال من أي ذلك تعجبون فقالوا يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد مكث هذا بعده سنة قالوا بلى قال وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة قالوا بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض
رواه ابن ماجه
قال الشيخ الألباني : صحيح
رواه ابن حبان في صحيحه .
حدثنا محمد بن رمح أنبأنا الليث بن سعد عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله : أن رجلين من بلى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعا فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي قال طلحة فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجع إلي فقال ارجع فإنك لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث فقال من أي ذلك تعجبون فقالوا يا رسول الله هذا كان أشد الرجلين اجتهادا ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد مكث هذا بعده سنة قالوا بلى قال وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة قالوا بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض
رواه ابن ماجه
قال الشيخ الألباني : صحيح
و كما قال أحد السلف رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر
أسأل الله أن نكون من الرابحين و تعتق رقابنا من النار.
أتمنى أن لا أكون أثقلت عليكم و لكنها كلمات في صدري أردت أن أقولها لما رأيت من تهاون و ضياع للأوقات في هذا الشهر، فهي نصيحة و تذكير أولا لنفسي ثم لكم أرجو أن تقبلوها و بارك الله فيكم.
تعليق