بسم الله الرحمن الرحيم
هذه من مجموعة اسميتها لحظات غريبة ،لحظات غربة نعيشها جميعاً نتشارك فيها باحزاننا ،ساكتب المقدمة الخاصة بهذه المجموعة إن شاء الله اذا اعبجتكم هذه القصة .
هموم خجلة
نظرتُ من نافذة السيارة إلى لا شئ ، تجلس هى بجوارى وهى تقود السيارة بعصبية ، المح فى عينيها نظرة التبرم ، باردة هى تجاهى وشعور بالنفور يملئ ذرات الهواء بيننا كلما نظرت لوجهها لم أصدق ، كل هذا التغيير يا بنيتى ؟!
كم كُنت طفلة رائعة ، كنت تمتلكين ابتسامة تضىء لى الحياة المريرة وتزرع فى قلب أمك المريضة الأمل فى مستقبل أفضل ، كم عانينا من أجلك أنتِ و أخويكِ ، هل هذه الابتسامة ماتت للأبد ؟؟ أم أنها لم تصبح من حقى بعد الآن ؟؟ فيما أخطأت إذاً ؟ هل فعلت ما يحزنك ؟ هل دست على طرفٍ لكِ ؟
كلها أسئلة تنطلق من رأسى تدور فى الهواء ، تخرج مع زفرات صدرى الحزين لتملئ الجو من حولى بهذا الحزن الدفين ، أحاول كسب مودتها قليلاً بفتح باب الحديث فقلت لها باسماً :
- أولادك اصبحوا كالعفاريت ، وخصوصاً احمد هذا الولد الشقى الصغير .
- نعم .
قالتها باقتضاب ، قالتها بنفور وضيق جعلونى آسف على عبارتى ، أخذت ألوم نفسى فربما هى لا تحب نعت أولادها بالعفاريت ، أخذت ابحث عن كلمات ابرر بها خطأ لم ارتكبه فلم أجد فلذت بصمتى مرة أخرى أراقب من وراء حزنى الدفين الزحام الذى وراء زجاج السيارة ، ومن بعيد ألاحظ حديقة غناء …… خضراء …… مزهرة …… يانعة .
يختفى الزحام وراء الحديقة لأراها بوضوح ، أرى أطفال يلعبون مع أبيهم ، يجرون جميعاً فى مرح ، أم حانية تمسك يد ابنتها لتقودها الى جدها ، تنظر له باسمة كنت تقول له لن أرد معروفك أبداً ، كمن تقول له احبك كثيراً ، كمن تقول له ليتنى أستطيع إسعادك للأبد .
- هذه الصغيرة ، تشبهك كثيراً يا أبى .
تقولها بمرح فيرد ابيها ضاحكاً :
- بعد الشر
فيتدخل الزوج قائلاً :
- بل هى فعلاً تشبهك ، حتى حركاتها مثلك ، إنها نسخة منك يا عمى .
فيرد الرجل العجوز قائلاً
- كلا بالطبع ، إنها تشبه أمها وهى صغيرة ،كلما نظرت لهذه العفريتة الصغيرة تذكرت أمها حين كانت فى مثل سنها .
يعلو حوارهم وتعلو الضحكات فى الجو ، ثم تعلو وتعلو حتى تغطى على الزحام ، على أصوات السيارات ، على أصوات المارة ، كل شىء أصبح سعيداً مرحاً ، وأخذ صوت يتسلل بين الضحكات ويعلو ثم بدأ يغطى عليها ، وأسبح لحوح مزعج زاعق هاتف ، يقول لى :
- لقد وصلنا . نظرت لابنتى وقلت لها :
- حسناً .
صعدنا الدرج حتى وصلنا للدور الثانى وهى تحمل حقيبتى التى بها ملابسى ، أنزلت الحقيبة وقرعت الجرس مرتين ، ليفتح أخيها الباب بعد قليل وعلى وجهة ابتسامة واسعة ، اعلم أنها تغطى خلفها خيبة أمل فادحة ، قبلنى على عجل وأخذ الحقيبة ثم أدخلنى معها لغرفة جانبية قائلاً :
- سأتركك لتغير ملابسك ، ثم اغلق الباب ومن خلف الباب سعت أطفاله يصيحون بسعادة :
- جدو جِه ، جِدو جِه ، فينهرهم ابنى بعنف يأمرهم أن يعودوا لغرف نومهم حتى يستيقظوا مبكراً ، عادوا كما أخبرهم أبيهم بعد أن قبلتهم خالتهم كنوع من أداَء الواجب .
- لقد كان موعدنا بعد الغد . هكذا صاح بعصبية ، فردت عليه قائلة :
- لن تفرق كثيراً من اليوم للغد .
- كنا نرتب للخروج اليوم .
- اسمع ، زوجى لديه عمل بالإسكندرية ، وسألحق به مع أولادى فى قطار المساء .
- لكننا اتفقنا على شهر .
- أنت المسئول أساسا ،إن هذا هو بيته وأنت الذى تزوجت فيه ، كان من المفروض أن يظل هنا دائماً .
- هل سنعود لهذا الحديث مرة أخرى ؟ ألم يكن هذا هو اقتراحك أصلا ؟
- اقتراحى أو اقتراحك لن يحدث هذا فارقاً كبيراً ، اعتبره قضى عندى شهراً قصيراً .
بدأ يغلبنى البكاء رغماً عنى ،أخذ صدرى يعلوا ويهبط ،كتمت صوتى ،أخذت زفرات ساخنة تتصارع لتخرج من فمى ،أخذت أعب الهواء فى صدرى ليخرج ساخناً بصوت أجش عالٍ ،أحاول جاهداً كتم البكاء ،لكنه أبى إلا أن يجعلنى طفلاً صغيراً أخذت دموعى تهطل لتنزلق على تجاعيد صنعها الزمن ،أخذت ارجوا نفسى ألا تعلوا بالبكاء أكثر ،لكنها أبت إلا أن تستمر وتعلوا بالبكاء .
شعور بالمهانة يغزوا روحى ، اسمع صوته من الخارج يقول :
-انه صوت أبى ، يبدوا أنه سمعنا .
- كلا إنه هكذا دائماً ،يجلس وحيداً بغرفته وحيداً ،يبكى ثم ينام كالأطفال الرضع .
قالتها باشمئزاز ،لا أستطيع التفكير من كثرة ما بى من تفكير ،أرحت صدرى على السرير ، ثم أخذت أتنفس بسرعة ،بصوت عالٍ أن هذا يجعلنى اهدأ كثيراً ،اسمع صوت صغيرته تلح أن يدعها تنام معى ، فينهرها معلناً أننى متعب من المشوار ويجب أن ارتاح ، صوت باب الشقة ينفتح وينغلق معلناً عن خروج ابنتى ،ومازالت حفيدتى الصغيرة تلح على أبيها حتى بدأ يتراجع عن موقفه قائلاً انتظرى لنرى إن كان مازال مستيقظاً فنسأله .
فتح معها الباب واطل برأسه متسائلاً ،هل مازلت مستيقظاً يا أبى ؟
أجبت بصوت حاولت أن اجعله ثابت أن نعم ،كنت قد جففت دموعى قبل دخوله ،قال لى :
- البنت المفعوصة دى ،تريد النوم معك .
طارت هى بلا استئذان لتستقر بجوارى على السرير ،اغلق هو الباب ،أخذت حفيدتى تقبلنى ،ثم نامت فى حضنى وطلبت منى أن احكى لها حدوته ،ضممتها لصدرى بسعاده ونا احكى لها عن حديقة غناء …… خضراء …… مزهرة …… يانعة ،عن أطفال يلعبون مع أبيهم ،وطفلة تشبه جدها .
هذه من مجموعة اسميتها لحظات غريبة ،لحظات غربة نعيشها جميعاً نتشارك فيها باحزاننا ،ساكتب المقدمة الخاصة بهذه المجموعة إن شاء الله اذا اعبجتكم هذه القصة .
هموم خجلة
نظرتُ من نافذة السيارة إلى لا شئ ، تجلس هى بجوارى وهى تقود السيارة بعصبية ، المح فى عينيها نظرة التبرم ، باردة هى تجاهى وشعور بالنفور يملئ ذرات الهواء بيننا كلما نظرت لوجهها لم أصدق ، كل هذا التغيير يا بنيتى ؟!
كم كُنت طفلة رائعة ، كنت تمتلكين ابتسامة تضىء لى الحياة المريرة وتزرع فى قلب أمك المريضة الأمل فى مستقبل أفضل ، كم عانينا من أجلك أنتِ و أخويكِ ، هل هذه الابتسامة ماتت للأبد ؟؟ أم أنها لم تصبح من حقى بعد الآن ؟؟ فيما أخطأت إذاً ؟ هل فعلت ما يحزنك ؟ هل دست على طرفٍ لكِ ؟
كلها أسئلة تنطلق من رأسى تدور فى الهواء ، تخرج مع زفرات صدرى الحزين لتملئ الجو من حولى بهذا الحزن الدفين ، أحاول كسب مودتها قليلاً بفتح باب الحديث فقلت لها باسماً :
- أولادك اصبحوا كالعفاريت ، وخصوصاً احمد هذا الولد الشقى الصغير .
- نعم .
قالتها باقتضاب ، قالتها بنفور وضيق جعلونى آسف على عبارتى ، أخذت ألوم نفسى فربما هى لا تحب نعت أولادها بالعفاريت ، أخذت ابحث عن كلمات ابرر بها خطأ لم ارتكبه فلم أجد فلذت بصمتى مرة أخرى أراقب من وراء حزنى الدفين الزحام الذى وراء زجاج السيارة ، ومن بعيد ألاحظ حديقة غناء …… خضراء …… مزهرة …… يانعة .
يختفى الزحام وراء الحديقة لأراها بوضوح ، أرى أطفال يلعبون مع أبيهم ، يجرون جميعاً فى مرح ، أم حانية تمسك يد ابنتها لتقودها الى جدها ، تنظر له باسمة كنت تقول له لن أرد معروفك أبداً ، كمن تقول له احبك كثيراً ، كمن تقول له ليتنى أستطيع إسعادك للأبد .
- هذه الصغيرة ، تشبهك كثيراً يا أبى .
تقولها بمرح فيرد ابيها ضاحكاً :
- بعد الشر
فيتدخل الزوج قائلاً :
- بل هى فعلاً تشبهك ، حتى حركاتها مثلك ، إنها نسخة منك يا عمى .
فيرد الرجل العجوز قائلاً
- كلا بالطبع ، إنها تشبه أمها وهى صغيرة ،كلما نظرت لهذه العفريتة الصغيرة تذكرت أمها حين كانت فى مثل سنها .
يعلو حوارهم وتعلو الضحكات فى الجو ، ثم تعلو وتعلو حتى تغطى على الزحام ، على أصوات السيارات ، على أصوات المارة ، كل شىء أصبح سعيداً مرحاً ، وأخذ صوت يتسلل بين الضحكات ويعلو ثم بدأ يغطى عليها ، وأسبح لحوح مزعج زاعق هاتف ، يقول لى :
- لقد وصلنا . نظرت لابنتى وقلت لها :
- حسناً .
صعدنا الدرج حتى وصلنا للدور الثانى وهى تحمل حقيبتى التى بها ملابسى ، أنزلت الحقيبة وقرعت الجرس مرتين ، ليفتح أخيها الباب بعد قليل وعلى وجهة ابتسامة واسعة ، اعلم أنها تغطى خلفها خيبة أمل فادحة ، قبلنى على عجل وأخذ الحقيبة ثم أدخلنى معها لغرفة جانبية قائلاً :
- سأتركك لتغير ملابسك ، ثم اغلق الباب ومن خلف الباب سعت أطفاله يصيحون بسعادة :
- جدو جِه ، جِدو جِه ، فينهرهم ابنى بعنف يأمرهم أن يعودوا لغرف نومهم حتى يستيقظوا مبكراً ، عادوا كما أخبرهم أبيهم بعد أن قبلتهم خالتهم كنوع من أداَء الواجب .
- لقد كان موعدنا بعد الغد . هكذا صاح بعصبية ، فردت عليه قائلة :
- لن تفرق كثيراً من اليوم للغد .
- كنا نرتب للخروج اليوم .
- اسمع ، زوجى لديه عمل بالإسكندرية ، وسألحق به مع أولادى فى قطار المساء .
- لكننا اتفقنا على شهر .
- أنت المسئول أساسا ،إن هذا هو بيته وأنت الذى تزوجت فيه ، كان من المفروض أن يظل هنا دائماً .
- هل سنعود لهذا الحديث مرة أخرى ؟ ألم يكن هذا هو اقتراحك أصلا ؟
- اقتراحى أو اقتراحك لن يحدث هذا فارقاً كبيراً ، اعتبره قضى عندى شهراً قصيراً .
بدأ يغلبنى البكاء رغماً عنى ،أخذ صدرى يعلوا ويهبط ،كتمت صوتى ،أخذت زفرات ساخنة تتصارع لتخرج من فمى ،أخذت أعب الهواء فى صدرى ليخرج ساخناً بصوت أجش عالٍ ،أحاول جاهداً كتم البكاء ،لكنه أبى إلا أن يجعلنى طفلاً صغيراً أخذت دموعى تهطل لتنزلق على تجاعيد صنعها الزمن ،أخذت ارجوا نفسى ألا تعلوا بالبكاء أكثر ،لكنها أبت إلا أن تستمر وتعلوا بالبكاء .
شعور بالمهانة يغزوا روحى ، اسمع صوته من الخارج يقول :
-انه صوت أبى ، يبدوا أنه سمعنا .
- كلا إنه هكذا دائماً ،يجلس وحيداً بغرفته وحيداً ،يبكى ثم ينام كالأطفال الرضع .
قالتها باشمئزاز ،لا أستطيع التفكير من كثرة ما بى من تفكير ،أرحت صدرى على السرير ، ثم أخذت أتنفس بسرعة ،بصوت عالٍ أن هذا يجعلنى اهدأ كثيراً ،اسمع صوت صغيرته تلح أن يدعها تنام معى ، فينهرها معلناً أننى متعب من المشوار ويجب أن ارتاح ، صوت باب الشقة ينفتح وينغلق معلناً عن خروج ابنتى ،ومازالت حفيدتى الصغيرة تلح على أبيها حتى بدأ يتراجع عن موقفه قائلاً انتظرى لنرى إن كان مازال مستيقظاً فنسأله .
فتح معها الباب واطل برأسه متسائلاً ،هل مازلت مستيقظاً يا أبى ؟
أجبت بصوت حاولت أن اجعله ثابت أن نعم ،كنت قد جففت دموعى قبل دخوله ،قال لى :
- البنت المفعوصة دى ،تريد النوم معك .
طارت هى بلا استئذان لتستقر بجوارى على السرير ،اغلق هو الباب ،أخذت حفيدتى تقبلنى ،ثم نامت فى حضنى وطلبت منى أن احكى لها حدوته ،ضممتها لصدرى بسعاده ونا احكى لها عن حديقة غناء …… خضراء …… مزهرة …… يانعة ،عن أطفال يلعبون مع أبيهم ،وطفلة تشبه جدها .
تعليق