السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي ..
دون أن أكثر الكلام ..
كتبت هذه الآن ..
1:51 صباحاً يتوقيت القاهرة
في يوم 16 من فبراير عام 2011 م ..
أتمنى أن تعجبكم .. وأرجو التركيز عند قراءتها لفهم المبتغى ..
.. ضفاف الحرية ..
.. استقيظت داخل لحاف يعانقني .. أو ربما يقيدني على آذان الفجر الحنون ..
فتحت عيناي أحدق في لا شئ .. أو ربما في خيال لا يكتمل دوما ..
قمت من فراشي بكسل .. ظللت أسير ببطئ في الظلام صوب الحمام ..
دخلت وأفرغت خزان السموم ..
ثم فتحت المياه الساخنة لأتوضأ ..
أعادت المياه فيَّ الروح من جديد ..
ارتديت ملابس أنيقة وتعطرت ..
نزلت وسرت نحو المسجد ..
أنهيت الصلاة مع قلة من البشر ..
ثم خرجت من المسجد ..
الجو بارد والأجواء مظلمة تشوبها بعض بقع الضوء هنا وهناك ..
الهدوء يسود .. لاصوت إلا أذكاري التي أتلوها كالعادة ..
ظللت أسير وأسير بخطى رشيقة وبعض الإتزان الرزين ..
أحمل في إحدى يدي كتب الهندسة المملة ..
والأخرى تتحرك للأمام والخلف كبندول يوازن الحركة ..
وصلت محطة الباص لأنتظر الحافلة التي تقلني للجامعة ..
هناك شيخ أنيق جالس يحمل صحيفة يقرأها ..
نظر لي فابتسمت وألقيت التحية وجلست ..
سددت أذناي كالعادة بسماعة الجوال الصغيرة لأغيــــب مع الألحان ..
ومر الوقت ببطأ ..
أتت الحافلة أخيرا .. فقمت لأصعد .. ولكنني توقفت ..
فوليت عنها وظللت أسير ..
نزعت السماعة ..
السماء واسعة تلطخها بعض الحمرة الهادئة ..
وألحان العصافير متناسقة تثير الشجون ..
تظل تطير راقصة في الهواء مستمتعةٌ عابثةْ ..
والشمس ظهر طرفها لتعلن عن قيامها من أحشاء السماء ..
تابعت سيري حتى وصلت فوق النيل ..
ثم على سور الجسر اتّكأت ..
نسمات الهواء عليلة تبعث على النشاط ..
ظهرت الشمس أخيرا .. وظل ضوءها يتناثر على صفحة مياه النيل
التي اختلطت ألوانه ببعضها لتشكل لوحة من الذكريات ..
المياه هادئة تعزف ألحانا هادئةً حزينةْ ..
لقد تحمل الكثير .. دماء الخلق في أعماقه تذوب ..
وحرية قُيِّدت على ضفافه ..
وأعلام الظلم ترفرف .. والخلق حولها يجثون ..
سقطت دمعة حارة حزينة من عيني في مياهه ..
فعلت أمواج غضبه وهاج ..
نثرت دفاتري وكتبي في الهواء .. وصرخت عاليا ..
التفت وإذا حولي قوم يرتدون السواد .. بأيديهم عصي ومن أعينهم بنبعث الدخان ..
وابتسامات مخيفة تظهر على أوجههم ..
وظلوا يتحركون تجاهي ببطأ ..
تراجعت للخلف خطوة .. فإذا بهم تزيد سرعتهم ..
سألت المساعدة .. فإذا بهم يركضون نحوي ..
أطلقت العنان لقدماي .. وظللت أركض مغمض العينان صوبهم ..
فاستقبلني أولهم فضربته فسقط .. ونظرت أمامي فإذا بهم يفرُّون ..
تعجبت !!
نظرت خلفي فإذا بجموع على مد البصر متّحدون ..
قادمون نحوي يبتسمون ..
صحنا صيحة واحدة فإذا بالسّود يتبخرون ..
رفعنا أيدينا نحو السماء مكبرين ..
نزعت عني ثياب الذل .. وفي أحضان النيل قفزت ..
ومن الحرية ارتويت ..
واخضرت الأرض .. واستنارت السماء ..
وانتصر الخلق ..
.. النهاية ..
أحبتي ..
دون أن أكثر الكلام ..
كتبت هذه الآن ..
1:51 صباحاً يتوقيت القاهرة
في يوم 16 من فبراير عام 2011 م ..
أتمنى أن تعجبكم .. وأرجو التركيز عند قراءتها لفهم المبتغى ..
.. ضفاف الحرية ..
.. استقيظت داخل لحاف يعانقني .. أو ربما يقيدني على آذان الفجر الحنون ..
فتحت عيناي أحدق في لا شئ .. أو ربما في خيال لا يكتمل دوما ..
قمت من فراشي بكسل .. ظللت أسير ببطئ في الظلام صوب الحمام ..
دخلت وأفرغت خزان السموم ..
ثم فتحت المياه الساخنة لأتوضأ ..
أعادت المياه فيَّ الروح من جديد ..
ارتديت ملابس أنيقة وتعطرت ..
نزلت وسرت نحو المسجد ..
أنهيت الصلاة مع قلة من البشر ..
ثم خرجت من المسجد ..
الجو بارد والأجواء مظلمة تشوبها بعض بقع الضوء هنا وهناك ..
الهدوء يسود .. لاصوت إلا أذكاري التي أتلوها كالعادة ..
ظللت أسير وأسير بخطى رشيقة وبعض الإتزان الرزين ..
أحمل في إحدى يدي كتب الهندسة المملة ..
والأخرى تتحرك للأمام والخلف كبندول يوازن الحركة ..
وصلت محطة الباص لأنتظر الحافلة التي تقلني للجامعة ..
هناك شيخ أنيق جالس يحمل صحيفة يقرأها ..
نظر لي فابتسمت وألقيت التحية وجلست ..
سددت أذناي كالعادة بسماعة الجوال الصغيرة لأغيــــب مع الألحان ..
ومر الوقت ببطأ ..
أتت الحافلة أخيرا .. فقمت لأصعد .. ولكنني توقفت ..
فوليت عنها وظللت أسير ..
نزعت السماعة ..
السماء واسعة تلطخها بعض الحمرة الهادئة ..
وألحان العصافير متناسقة تثير الشجون ..
تظل تطير راقصة في الهواء مستمتعةٌ عابثةْ ..
والشمس ظهر طرفها لتعلن عن قيامها من أحشاء السماء ..
تابعت سيري حتى وصلت فوق النيل ..
ثم على سور الجسر اتّكأت ..
نسمات الهواء عليلة تبعث على النشاط ..
ظهرت الشمس أخيرا .. وظل ضوءها يتناثر على صفحة مياه النيل
التي اختلطت ألوانه ببعضها لتشكل لوحة من الذكريات ..
المياه هادئة تعزف ألحانا هادئةً حزينةْ ..
لقد تحمل الكثير .. دماء الخلق في أعماقه تذوب ..
وحرية قُيِّدت على ضفافه ..
وأعلام الظلم ترفرف .. والخلق حولها يجثون ..
سقطت دمعة حارة حزينة من عيني في مياهه ..
فعلت أمواج غضبه وهاج ..
نثرت دفاتري وكتبي في الهواء .. وصرخت عاليا ..
التفت وإذا حولي قوم يرتدون السواد .. بأيديهم عصي ومن أعينهم بنبعث الدخان ..
وابتسامات مخيفة تظهر على أوجههم ..
وظلوا يتحركون تجاهي ببطأ ..
تراجعت للخلف خطوة .. فإذا بهم تزيد سرعتهم ..
سألت المساعدة .. فإذا بهم يركضون نحوي ..
أطلقت العنان لقدماي .. وظللت أركض مغمض العينان صوبهم ..
فاستقبلني أولهم فضربته فسقط .. ونظرت أمامي فإذا بهم يفرُّون ..
تعجبت !!
نظرت خلفي فإذا بجموع على مد البصر متّحدون ..
قادمون نحوي يبتسمون ..
صحنا صيحة واحدة فإذا بالسّود يتبخرون ..
رفعنا أيدينا نحو السماء مكبرين ..
نزعت عني ثياب الذل .. وفي أحضان النيل قفزت ..
ومن الحرية ارتويت ..
واخضرت الأرض .. واستنارت السماء ..
وانتصر الخلق ..
.. النهاية ..
بقلم .. محمد عمارة ..
تعليق