مصطفي بكري
هذه حرب صليبية مجنونة، يقودها رجال يؤمنون بأن 'إسرائيل' مشروع إلهي لابد أن يسيطر ويتحكم، وأن علوّها محطة تاريخية لازمة لعودة المسيح، وأن هذه الحرب لابد أن تجتاح العالم الإسلامي بأسره.
بالأمس كانت أفغانستان، واليوم العراق، وقبل ذلك فلسطين، فلسطين التي تذبح صباح مساء، فلسطين التي يتآمر ضدها الجميع.
إن خطة العدوان علي العراق هي خطة إسرائيلية وضعها الصهيوني الأمريكي ريتشارد بيرل الذي يترأس مجلس السياسات الدفاعية بالبنتاجون ويعمل مستشارا لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
لقد أعد هذه الخطة بمشاركة عناصر هامة من اللوبي اليهودي الصهيوني وجري إقناع الرئيس بوش بتبنيها، باعتبارها بداية تحقيق الحلم الإلهي الكبير بقيام دولة إسرائيل الكبري التي ستمهد لعودة المسيح ونشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء علي الإسلام.
اقرأوا مانشرته مجلة النيوزويك في عدد 10 مارس الماضي عندما قالت " إن أنصار بوش من الإنجيليين يأملون أن تكون الحرب القادمة علي العراق فاتحة لنشر المسيحية في بغداد" ..!!
نعم إن أمريكا تتحرك الآن وفي يدها الصليب الذي تحمّله دعاوي وتفسيرات زائفة، وهل هناك أخطر من شهادة القس الأمريكي 'فريتس ريتسش' الذي كتب مقالا في الواشنطن بوست عن 'الرب والإنسان في المكتب البيضاوي'!!
لقد قال 'فريتس': 'لم يحدث في التاريخ أن كانت أمريكا مسيحية سياسيا وبشكل علني مثل ماهي اليوم، وأن تقديم ُورُ بوش تبريرات دينية لحربه علي العراق لهو أمر مقلق بل ومرعب لكثيرين'
وأهم مايقلق القس 'فريتس' في ذلك هو أن هذه الظاهرة تقلب العلاقة التقليدية بين الكنيسة والدولة في التاريخ الأمريكي رأسا علي عقب، وتجعل رجل الدين في خدمة رجل الدولة، بكل مايعنيه ذلك من استغلال المسيحية في تبرير الغزو والاستعمار وإشعال الحروب مع ديانات أخري وخصوصا الإسلام.
هذا كلام خطير يعكس الحقيقة ويكشف أن مجموعة الهوس الديني داخل البيت الأبيض قررت أن تشن حربا دينية مرتبطة بمخطط استراتيجي هدفه القضاء علي الأمة وعقيدتها والسيطرة علي كل مناحي الحياة علي أرضها.
ومجموعة الهوس الديني التي تسمي نفسها اليمين المسيحي الصهيوني وجدت علي حد تعبير القس فريتس قائدا علي منوال شخصية داود الانجيلية يوحد مطامحهم السياسية مع رؤاهم الدينية، وهذا القائد هو ُورُ بوش الذي يؤمن بالفعل بأنه مبعوث العناية الإلهية!!
وهذه الحرب تستهدف المسلمين وأيضا المسيحيين في الشرق علي السواء، كلنا مستهدفون وتعالوا نقرأ التفاصيل المرعبة ..
كان للكنيسة فضل كبير في علاج ُورُ بوش 'الابن' من إدمان الخمور والكوكايين، وبعد ذلك أصبح ُورُ انسانا مختلفا عن ذي قبل، يذهب إلي الكنيسة يوميا ويتتلمذ علي أيدي كبار القساوسة المتشددين خاصة القس المتطرف بيلي جراهام الذي يؤمن بالمسيحية الصهيونية.
تأثر بوش كثيرا بأفكار القس جراهام وأصبح واحدا من مريديه المقربين، وكان يبدو مقتنعا بما يردده جراهام من أن المسلمين هم الذين يشكلون الخطر الأكبر علي عودة المسيح إلي الأرض، وأن هؤلاء المسلمين لايتبعون ملة دينية وانما يتبعون رجلا اسمه محمد صلي الله عليه وسلم.. الخ
وكان يقول له دائما ان المسيحية تعرضت للكثير من التغيير والتبديل علي يد المسيحيين الذين أرادوا تحويلها لمنافع شخصية لهم.
وقد آمن بوش بهذه الأفكار وراح يرددها أمام زوجته والمقربين منه وكان يقول لها: 'المسلمون ليسوا أصحاب ديانة والمسيحيون أصحاب ديانة تعرضت للتغيير والرب غاضب علي هذا العالم الذي غير دينه'.
كانت رؤية بوش للإسلام أنه دجل ديني، وأن المختلفين والمتعصبين هم الذين يحركون الناس نحو هذا الإسلام وقد دفعت هذه القناعة ُورُ بوش إلي الاقتناع الكامل بمقولات القس جراهام وابنه فرانكلين.. الذي أصبح فيما بعد من أعز اصدقاء بوش، وكذلك رفيقه في كل خطواته الدينية والسياسية.
وقد استطاع القس جراهام إقناع بوش بالإنضمام إلي طائفة 'الميسوديت' المعبرة عن التحالف الصهيوني المسيحي.
وقد سار بوش مع هذه الطائفة حتي صار أحد أعمدتها الأساسية، بل إن نجاح بوش في حياته السياسية بعد ذلك توقف علي هذه الطائفة التي تشكل خليطا من الصهيونية والمسيحية.
وتشير المعلومات إلي أن بوش تدرج في المراتب الدينية لهذه الطائفة حتي وصل إلي مرتبة عالية يطلق عليها 'المعلم'، من يحصل علي هذه المرتبة لابد وأن يكون قد درس باستفاضة متناهية مبادئ 'الميسوديت' وبدأ يطبقها ويدعو إليها عمليا.
وقد نجح بوش في اجتذاب مئات الشباب للإنضمام إلي الميسوديت، وكذلك برع في قدرته علي إقناع الآخرين بهذه الأفكار.
وقد تسببت هذه التطورات الفكرية التي طرأت علي ُورُ الابن في قلق بوش الأب علي المستقبل السياسي لنجله خاصة بعد تلك النزعة الدينية الغالبة التي قلبت حياته رأسا علي عقب.
في البداية كان ُورُ بوش الابن رافضا للطريق السياسي بحجة أن الرب يريده للعبادة والتدين ونشر المذهب الديني الصحيح في العالم كله، وأن السياسة ستأخذه من هذا الطريق، ولكن بعد حوارات عدة اقتنع بأهمية السياسة لنشر الدين.
في البداية كان ُورُ بوش يريد أن يكون داعية 'للميسوديت' في البلدان الإسلامية والعربية إلا أن جراهام وفرانكلين أقنعاه بأن المهمة الأولي هي تطهير المسيحية والرجوع إلي أصولها الأولي، بينما كان بوش يخالفهم ويري أهمية القضاء علي المسلمين أولا قبل التفكير في إصلاح أحوال المسيحيين.
وأيا كانت الخلافات في هذا الشأن، إلا أن بوش كان ينفي دائما في جلساته مسألة الوجود الديني للإسلام وكان يقر بأن المسيحية الحقة ستنتصر في النهاية.
وكان بوش دائم التردد علي إسرائيل لأن 'الميسوديت' تعتبر أن أرض إسرائيل هي البقعة المباركة في هذا العالم، وأن المسيحية الحقة جاءت لتقيم التحالف الروحي لانقاذ العالم من خلال الاعتماد علي التوراة التي تمثل قيمة دينية عليا وأن العالم لابد وأن يبعث علي اساس من التوراة والانجيل الحق، ولهذا فإن بوش عندما يقرأ كل يوم في كتابه المقدس فهو لايقرأ الإنجيل المتداول بين المسيحيين، وإنما يقرأ الكتاب المقدس للميسوديت الذي يجمع بين التوراة والانجيل في مزيج مشترك، حتي ان صلواته التي يؤديها كل يوم وبانتظام تعبر عن فكر الميسوديت والتحالف الصهيوني _ المسيحي، ولاتعبر عن المسيحية المعروفة في الشرق أو الفاتيكان.
والمتتبع لنشاط طائفة 'الميسوديت' يري أن أعدادها في تزايد مستمر بين الطوائف المسيحية وأن هذه الزيادة تعود أساسا إلي نشاط الجماعات الصهيونية اليهودية المنتشرة في الولايات المتحدة والدول الأوربية، حيث أن هؤلاء هم بالأساس أصحاب هذه الفكرة في إقامة التحالف المسيحي الصهيوني ضد الإسلام
هذه حرب صليبية مجنونة، يقودها رجال يؤمنون بأن 'إسرائيل' مشروع إلهي لابد أن يسيطر ويتحكم، وأن علوّها محطة تاريخية لازمة لعودة المسيح، وأن هذه الحرب لابد أن تجتاح العالم الإسلامي بأسره.
بالأمس كانت أفغانستان، واليوم العراق، وقبل ذلك فلسطين، فلسطين التي تذبح صباح مساء، فلسطين التي يتآمر ضدها الجميع.
إن خطة العدوان علي العراق هي خطة إسرائيلية وضعها الصهيوني الأمريكي ريتشارد بيرل الذي يترأس مجلس السياسات الدفاعية بالبنتاجون ويعمل مستشارا لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
لقد أعد هذه الخطة بمشاركة عناصر هامة من اللوبي اليهودي الصهيوني وجري إقناع الرئيس بوش بتبنيها، باعتبارها بداية تحقيق الحلم الإلهي الكبير بقيام دولة إسرائيل الكبري التي ستمهد لعودة المسيح ونشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء علي الإسلام.
اقرأوا مانشرته مجلة النيوزويك في عدد 10 مارس الماضي عندما قالت " إن أنصار بوش من الإنجيليين يأملون أن تكون الحرب القادمة علي العراق فاتحة لنشر المسيحية في بغداد" ..!!
نعم إن أمريكا تتحرك الآن وفي يدها الصليب الذي تحمّله دعاوي وتفسيرات زائفة، وهل هناك أخطر من شهادة القس الأمريكي 'فريتس ريتسش' الذي كتب مقالا في الواشنطن بوست عن 'الرب والإنسان في المكتب البيضاوي'!!
لقد قال 'فريتس': 'لم يحدث في التاريخ أن كانت أمريكا مسيحية سياسيا وبشكل علني مثل ماهي اليوم، وأن تقديم ُورُ بوش تبريرات دينية لحربه علي العراق لهو أمر مقلق بل ومرعب لكثيرين'
وأهم مايقلق القس 'فريتس' في ذلك هو أن هذه الظاهرة تقلب العلاقة التقليدية بين الكنيسة والدولة في التاريخ الأمريكي رأسا علي عقب، وتجعل رجل الدين في خدمة رجل الدولة، بكل مايعنيه ذلك من استغلال المسيحية في تبرير الغزو والاستعمار وإشعال الحروب مع ديانات أخري وخصوصا الإسلام.
هذا كلام خطير يعكس الحقيقة ويكشف أن مجموعة الهوس الديني داخل البيت الأبيض قررت أن تشن حربا دينية مرتبطة بمخطط استراتيجي هدفه القضاء علي الأمة وعقيدتها والسيطرة علي كل مناحي الحياة علي أرضها.
ومجموعة الهوس الديني التي تسمي نفسها اليمين المسيحي الصهيوني وجدت علي حد تعبير القس فريتس قائدا علي منوال شخصية داود الانجيلية يوحد مطامحهم السياسية مع رؤاهم الدينية، وهذا القائد هو ُورُ بوش الذي يؤمن بالفعل بأنه مبعوث العناية الإلهية!!
وهذه الحرب تستهدف المسلمين وأيضا المسيحيين في الشرق علي السواء، كلنا مستهدفون وتعالوا نقرأ التفاصيل المرعبة ..
كان للكنيسة فضل كبير في علاج ُورُ بوش 'الابن' من إدمان الخمور والكوكايين، وبعد ذلك أصبح ُورُ انسانا مختلفا عن ذي قبل، يذهب إلي الكنيسة يوميا ويتتلمذ علي أيدي كبار القساوسة المتشددين خاصة القس المتطرف بيلي جراهام الذي يؤمن بالمسيحية الصهيونية.
تأثر بوش كثيرا بأفكار القس جراهام وأصبح واحدا من مريديه المقربين، وكان يبدو مقتنعا بما يردده جراهام من أن المسلمين هم الذين يشكلون الخطر الأكبر علي عودة المسيح إلي الأرض، وأن هؤلاء المسلمين لايتبعون ملة دينية وانما يتبعون رجلا اسمه محمد صلي الله عليه وسلم.. الخ
وكان يقول له دائما ان المسيحية تعرضت للكثير من التغيير والتبديل علي يد المسيحيين الذين أرادوا تحويلها لمنافع شخصية لهم.
وقد آمن بوش بهذه الأفكار وراح يرددها أمام زوجته والمقربين منه وكان يقول لها: 'المسلمون ليسوا أصحاب ديانة والمسيحيون أصحاب ديانة تعرضت للتغيير والرب غاضب علي هذا العالم الذي غير دينه'.
كانت رؤية بوش للإسلام أنه دجل ديني، وأن المختلفين والمتعصبين هم الذين يحركون الناس نحو هذا الإسلام وقد دفعت هذه القناعة ُورُ بوش إلي الاقتناع الكامل بمقولات القس جراهام وابنه فرانكلين.. الذي أصبح فيما بعد من أعز اصدقاء بوش، وكذلك رفيقه في كل خطواته الدينية والسياسية.
وقد استطاع القس جراهام إقناع بوش بالإنضمام إلي طائفة 'الميسوديت' المعبرة عن التحالف الصهيوني المسيحي.
وقد سار بوش مع هذه الطائفة حتي صار أحد أعمدتها الأساسية، بل إن نجاح بوش في حياته السياسية بعد ذلك توقف علي هذه الطائفة التي تشكل خليطا من الصهيونية والمسيحية.
وتشير المعلومات إلي أن بوش تدرج في المراتب الدينية لهذه الطائفة حتي وصل إلي مرتبة عالية يطلق عليها 'المعلم'، من يحصل علي هذه المرتبة لابد وأن يكون قد درس باستفاضة متناهية مبادئ 'الميسوديت' وبدأ يطبقها ويدعو إليها عمليا.
وقد نجح بوش في اجتذاب مئات الشباب للإنضمام إلي الميسوديت، وكذلك برع في قدرته علي إقناع الآخرين بهذه الأفكار.
وقد تسببت هذه التطورات الفكرية التي طرأت علي ُورُ الابن في قلق بوش الأب علي المستقبل السياسي لنجله خاصة بعد تلك النزعة الدينية الغالبة التي قلبت حياته رأسا علي عقب.
في البداية كان ُورُ بوش الابن رافضا للطريق السياسي بحجة أن الرب يريده للعبادة والتدين ونشر المذهب الديني الصحيح في العالم كله، وأن السياسة ستأخذه من هذا الطريق، ولكن بعد حوارات عدة اقتنع بأهمية السياسة لنشر الدين.
في البداية كان ُورُ بوش يريد أن يكون داعية 'للميسوديت' في البلدان الإسلامية والعربية إلا أن جراهام وفرانكلين أقنعاه بأن المهمة الأولي هي تطهير المسيحية والرجوع إلي أصولها الأولي، بينما كان بوش يخالفهم ويري أهمية القضاء علي المسلمين أولا قبل التفكير في إصلاح أحوال المسيحيين.
وأيا كانت الخلافات في هذا الشأن، إلا أن بوش كان ينفي دائما في جلساته مسألة الوجود الديني للإسلام وكان يقر بأن المسيحية الحقة ستنتصر في النهاية.
وكان بوش دائم التردد علي إسرائيل لأن 'الميسوديت' تعتبر أن أرض إسرائيل هي البقعة المباركة في هذا العالم، وأن المسيحية الحقة جاءت لتقيم التحالف الروحي لانقاذ العالم من خلال الاعتماد علي التوراة التي تمثل قيمة دينية عليا وأن العالم لابد وأن يبعث علي اساس من التوراة والانجيل الحق، ولهذا فإن بوش عندما يقرأ كل يوم في كتابه المقدس فهو لايقرأ الإنجيل المتداول بين المسيحيين، وإنما يقرأ الكتاب المقدس للميسوديت الذي يجمع بين التوراة والانجيل في مزيج مشترك، حتي ان صلواته التي يؤديها كل يوم وبانتظام تعبر عن فكر الميسوديت والتحالف الصهيوني _ المسيحي، ولاتعبر عن المسيحية المعروفة في الشرق أو الفاتيكان.
والمتتبع لنشاط طائفة 'الميسوديت' يري أن أعدادها في تزايد مستمر بين الطوائف المسيحية وأن هذه الزيادة تعود أساسا إلي نشاط الجماعات الصهيونية اليهودية المنتشرة في الولايات المتحدة والدول الأوربية، حيث أن هؤلاء هم بالأساس أصحاب هذه الفكرة في إقامة التحالف المسيحي الصهيوني ضد الإسلام
تعليق