السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله هذا تصميم لمطوية بالأسود والأحمر وهذا موضوعها
بسم الله الرحمن الرحيم
تموج في المسلمين اليوم فتنٌ كثيرة ومحنٌ خطيرة ،لا يعرفون لهم طريقاً يخرجون منها ،ولا يعلمون لهم سبيلاً ينقذهم من بين براثنها ، فبعض هذه المحن اقتصادية شُلت بها حركتهم وخَارت منها قواهم وبعض هذه المحن اجتماعية دُمرت من خلالها أخلاقهم وعُطلت عبرها مصالحهم ، وبعض هذه المحن فردية ذهبت نتيجتها عقولهم وانمحت إثرها تواريخهم وختامها أزمات سياسية تأكل الأخضر واليابس -ولا حول ولا قوة إلا بالله- وهذا كله مُجَتمِعًا انعكس على وجودهم، وصار أثراً مُؤثراً في كيانهم فصار المسلمون جراء ذلك ألعوبة بأيدي أعدائهم ،وأُرجوحة تروح وتجيء كما تأخذها الريح لا تملك من أمرها شيئاً !! وأصبح المسلمون اليوم كالأيتام على موائد اللئام .
ينظرون يميناً. . لعلهم يجدون ملجأ أو مغارات ، ينظرون شمالاً . . لعلهم يرون مفراً أو مؤتمرات!!
ينظرون أمامهم . . لعل طريقا تسوق بهم للنجاة ! ينظرون خلفهم . . لعل فارسًا على حصان أبيض ! يشق الأرض ليتناوشهم !!ينظرون من فوقهم . .لعل باباً يفتح من السماء يكون فيه مخرج مما هم فيه ، وينظرون تحت أقدامهم .. لعل الأرض تبتلعهم ليعيشوا حياة خيراً مما هم عليه اليوم !! إنها أوهام يعيشون عليها.. أوهام يؤملون أنفسهم بها .. أوهام يُنعشون فيها خيالاتهم .. وكل ذلك هباء يطير في الهواء ! إن الحل أيها القوم بين أيديكم وأمام نواظركم وجاهز بانتظاركم !! فهل من مقبل إليه ؟! وهل من سائر عليه ؟! إنه الإسلام بصفائه ونقائه وشموليته ويسره ، وعجباً !!-والعجائب كثيرة – إنهم جربوا الكثير الكثير من شيوعية إلى بعثيه إلى قومية إلى إقليمية إلى ديمقراطية…الخ فلم يُجدِ ذلك فيهم شيئًا !! ولم يصلح لهم شأنًا !! بل هم جميعًا في ازديادٍ من السوء ،على جميع الاتجاهات والنواحي " المادية والمعنوية " الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية . . . الخ .
ولا عجب !!فقد صدق فيهم قول ربنا : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وقال جل ذكره :
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُون نسأل الله العفو والعافية ، أخوة الإسلام كان العرب في الجاهلية أمة على هامش التاريخ قبائل متناثرة متناحرة متفرقة ، يعيشون جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ،منهم من يدين بالولاء لفارس وقبائل أخرى تدين بولائها للروم .. وكانوا كلهم يعيشون في ذلٍ وهوان ولا خير في أمة جعلت ولائها لغير ربها !! وقدوتها لغير نبيها ! !
فلما جاء الإسلام واعتنقوه وآمنوا به أعزهم الله بهِ وأيدهم بنصرٍ من عندهِ قال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " فقاموا بالإسلام وبالإسلام قاموا " .
قاموا بالكلمة الطيبة كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " جعلوها عقيدة وشريعة ومنهج حياة ، بها يدينون وإليها يدعون وفي سبيلها يقاتلون .. فلما أخلصوا لله دينهم وصدقوا الله في اتباعهم لنبيهم جمعهم الله بهذا الدين من بعد الفُرقة ، وأعزهم بهِ من بعد الذِلة ، فأصبحوا ملوك الأرض بهذا الدين ،حتى بلغوا بلاد مورو ( الفلبين ) شرقاً والأندلس غرباً وروسيا شمالاً وأفريقيا جنوباً قال جل ذكره :وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نعم إخواني في الله إنه الإسلام دين الله الخالد ، قال تعالى آمراً نبيه : فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ أي شرف لك ولقومك وَسَوْفَ تُسْأَلونَ أي وسوف تسألون عن هذا القرآن وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له ؟! فمن أعرض عن الإسلام فالنار موعده ، والذل مصيره ، والهوان مآله … إنه الإسلام دين الله الخالد الذي قال عنه عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلو أبتغينا العزة في غيره أذلنا الله " وها نحن يا أمة الإسلام من مصائب إلى هزائم إلى نكبات - ولا حول ولا قوة إلا بالله - .
وإن مثل الأمة الإسلامية اليوم في ذلك كمثل قوم كانوا يعيشون في أرض خصبة ، ومياه عذبة ، وهواء نقي ، وثمار طيبة ، فصحت أجسامهم وقويت أبدانهم ، فكان عدوهم يهابهم ويحسب حسابهم ، لأنه كلما هاجمهم قهروه وردوه على أعقابه خائباً خاسرا ، ثم طال عليهم الأمد فأصبحوا يلقون زبالتهم وأوساخهم في نهرهم الجاري فتكدر ماءه - بعد أن كان صافياً نقيا - فسقوا أرضهم منه فأصبحت ثمارهم سيئة ، وشربوا منه فصارت أجسامهم عليلة هزيلة ، فطمع بهم عدوهم فغزاهم - حتى في عقر دارهم - وأخذ بعض ما في أيديهم وأذلهم ، ثم جاءت أجيال فرأوا ما هم عليه من ضعف وذل وصَغار فأرادوا أن يغيروا ذلك الواقع المُر الأليم !! فتشاوروا ثم صاروا طرائق قدداً !!
قال بعضهم لا بد أن نقلد أعدائنا !! في كل شيء في خيرهم وشرهم حتى نصبح أقوياء مثلهم " فهذا واقع لا بد أن نسلم به " ولو صدقوا القول لقالوا نستسلم لهم !!، وقال بعضهم : لا بد أن نفتح المشافي ونحضر الأدوية ، لمقاومة المرض ومعالجة المرضى ، وهذا وإن كان مبدأه حقاً ولكن ! كيف يشفى الناس وما زالت أسباب المرض موجودة ؟!وقال آخرون – وهم في هذه الحالة من الضعف والهوان - : لا بد من مناجزة أعدائنا ، فالموت خير من حياة الذل والصغار !!فهذه وإن كانت نية طيبة ولكن ! لا بد لها من شروط ومقومات " مادية ومعنوية " حتى تتحقق الغاية التي من أجلها شُرِعَ الجهاد ألا وهي إعلاء كلمة الله وأن يُمكن لها في الأرض قال تعالى: إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وكيف يتحقق التغيير ونحن ما غيرنا ما بأنفسنا ؟! قال تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ وهذا من أهم شروط النصر والتمكين فكيف بنا ونحن متفرقون !!مختلفون !!متحزبون !! ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ! وضرب آخرون أخماساً بأسداس ،ولم يستطيعوا حيلة ولم يهتدوا سبيلاً ، وعقلاء القوم ينظرون ويتفكرون .. فلما رأوا إفلاس قومهم ! وخلو جعبتهم من الحق والصواب الخالص !!
قالوا لهم ناصحين : إن أجدادكم وأسلافكم ، كانوا يشربون من ماء النهر " الذي هو مصدر عزكم وقوتكم " فلوثتموه فصرتم إلى ما ترون ، فإن كنتم تريدون حقاً أن يرجع إليكم مجد أسلافكم وقوتهم وعزهم ، فلا بد أن تكونوا على ما كانوا عليه ، لا بد أن تذهبوا جميعاً إلى مصدر النهر الصافي فترتوو منه ،وتعيشوا حوله ، لتصح أجسامكم وتتعافى أبدانكم ،وعندئذ تقهروا عدوكم .. هذه هي الحقيقة إخواني في الله أن تعود الأمة الإسلامية .. نعم .. أن تعود الأمة إلى مصدر النهر الذي نعني به " الدين الإسلامي بصفائه ونقاءه ، بشموليته ويسره " قبل أن يلوث ، وتلقى فيه الأوساخ والقاذورات ، ونفايات الأمم الهالكة من" البدع والمحدثات والمعاصي والمنكرات … " .قال " تَركْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا " .
اخواني في الله هذا تصميم لمطوية بالأسود والأحمر وهذا موضوعها
بسم الله الرحمن الرحيم
تموج في المسلمين اليوم فتنٌ كثيرة ومحنٌ خطيرة ،لا يعرفون لهم طريقاً يخرجون منها ،ولا يعلمون لهم سبيلاً ينقذهم من بين براثنها ، فبعض هذه المحن اقتصادية شُلت بها حركتهم وخَارت منها قواهم وبعض هذه المحن اجتماعية دُمرت من خلالها أخلاقهم وعُطلت عبرها مصالحهم ، وبعض هذه المحن فردية ذهبت نتيجتها عقولهم وانمحت إثرها تواريخهم وختامها أزمات سياسية تأكل الأخضر واليابس -ولا حول ولا قوة إلا بالله- وهذا كله مُجَتمِعًا انعكس على وجودهم، وصار أثراً مُؤثراً في كيانهم فصار المسلمون جراء ذلك ألعوبة بأيدي أعدائهم ،وأُرجوحة تروح وتجيء كما تأخذها الريح لا تملك من أمرها شيئاً !! وأصبح المسلمون اليوم كالأيتام على موائد اللئام .
ينظرون يميناً. . لعلهم يجدون ملجأ أو مغارات ، ينظرون شمالاً . . لعلهم يرون مفراً أو مؤتمرات!!
ينظرون أمامهم . . لعل طريقا تسوق بهم للنجاة ! ينظرون خلفهم . . لعل فارسًا على حصان أبيض ! يشق الأرض ليتناوشهم !!ينظرون من فوقهم . .لعل باباً يفتح من السماء يكون فيه مخرج مما هم فيه ، وينظرون تحت أقدامهم .. لعل الأرض تبتلعهم ليعيشوا حياة خيراً مما هم عليه اليوم !! إنها أوهام يعيشون عليها.. أوهام يؤملون أنفسهم بها .. أوهام يُنعشون فيها خيالاتهم .. وكل ذلك هباء يطير في الهواء ! إن الحل أيها القوم بين أيديكم وأمام نواظركم وجاهز بانتظاركم !! فهل من مقبل إليه ؟! وهل من سائر عليه ؟! إنه الإسلام بصفائه ونقائه وشموليته ويسره ، وعجباً !!-والعجائب كثيرة – إنهم جربوا الكثير الكثير من شيوعية إلى بعثيه إلى قومية إلى إقليمية إلى ديمقراطية…الخ فلم يُجدِ ذلك فيهم شيئًا !! ولم يصلح لهم شأنًا !! بل هم جميعًا في ازديادٍ من السوء ،على جميع الاتجاهات والنواحي " المادية والمعنوية " الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية . . . الخ .
ولا عجب !!فقد صدق فيهم قول ربنا : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وقال جل ذكره :
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُون نسأل الله العفو والعافية ، أخوة الإسلام كان العرب في الجاهلية أمة على هامش التاريخ قبائل متناثرة متناحرة متفرقة ، يعيشون جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ،منهم من يدين بالولاء لفارس وقبائل أخرى تدين بولائها للروم .. وكانوا كلهم يعيشون في ذلٍ وهوان ولا خير في أمة جعلت ولائها لغير ربها !! وقدوتها لغير نبيها ! !
فلما جاء الإسلام واعتنقوه وآمنوا به أعزهم الله بهِ وأيدهم بنصرٍ من عندهِ قال تعالى : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " فقاموا بالإسلام وبالإسلام قاموا " .
قاموا بالكلمة الطيبة كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " جعلوها عقيدة وشريعة ومنهج حياة ، بها يدينون وإليها يدعون وفي سبيلها يقاتلون .. فلما أخلصوا لله دينهم وصدقوا الله في اتباعهم لنبيهم جمعهم الله بهذا الدين من بعد الفُرقة ، وأعزهم بهِ من بعد الذِلة ، فأصبحوا ملوك الأرض بهذا الدين ،حتى بلغوا بلاد مورو ( الفلبين ) شرقاً والأندلس غرباً وروسيا شمالاً وأفريقيا جنوباً قال جل ذكره :وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نعم إخواني في الله إنه الإسلام دين الله الخالد ، قال تعالى آمراً نبيه : فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ أي شرف لك ولقومك وَسَوْفَ تُسْأَلونَ أي وسوف تسألون عن هذا القرآن وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له ؟! فمن أعرض عن الإسلام فالنار موعده ، والذل مصيره ، والهوان مآله … إنه الإسلام دين الله الخالد الذي قال عنه عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلو أبتغينا العزة في غيره أذلنا الله " وها نحن يا أمة الإسلام من مصائب إلى هزائم إلى نكبات - ولا حول ولا قوة إلا بالله - .
وإن مثل الأمة الإسلامية اليوم في ذلك كمثل قوم كانوا يعيشون في أرض خصبة ، ومياه عذبة ، وهواء نقي ، وثمار طيبة ، فصحت أجسامهم وقويت أبدانهم ، فكان عدوهم يهابهم ويحسب حسابهم ، لأنه كلما هاجمهم قهروه وردوه على أعقابه خائباً خاسرا ، ثم طال عليهم الأمد فأصبحوا يلقون زبالتهم وأوساخهم في نهرهم الجاري فتكدر ماءه - بعد أن كان صافياً نقيا - فسقوا أرضهم منه فأصبحت ثمارهم سيئة ، وشربوا منه فصارت أجسامهم عليلة هزيلة ، فطمع بهم عدوهم فغزاهم - حتى في عقر دارهم - وأخذ بعض ما في أيديهم وأذلهم ، ثم جاءت أجيال فرأوا ما هم عليه من ضعف وذل وصَغار فأرادوا أن يغيروا ذلك الواقع المُر الأليم !! فتشاوروا ثم صاروا طرائق قدداً !!
قال بعضهم لا بد أن نقلد أعدائنا !! في كل شيء في خيرهم وشرهم حتى نصبح أقوياء مثلهم " فهذا واقع لا بد أن نسلم به " ولو صدقوا القول لقالوا نستسلم لهم !!، وقال بعضهم : لا بد أن نفتح المشافي ونحضر الأدوية ، لمقاومة المرض ومعالجة المرضى ، وهذا وإن كان مبدأه حقاً ولكن ! كيف يشفى الناس وما زالت أسباب المرض موجودة ؟!وقال آخرون – وهم في هذه الحالة من الضعف والهوان - : لا بد من مناجزة أعدائنا ، فالموت خير من حياة الذل والصغار !!فهذه وإن كانت نية طيبة ولكن ! لا بد لها من شروط ومقومات " مادية ومعنوية " حتى تتحقق الغاية التي من أجلها شُرِعَ الجهاد ألا وهي إعلاء كلمة الله وأن يُمكن لها في الأرض قال تعالى: إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وكيف يتحقق التغيير ونحن ما غيرنا ما بأنفسنا ؟! قال تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ وهذا من أهم شروط النصر والتمكين فكيف بنا ونحن متفرقون !!مختلفون !!متحزبون !! ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ! وضرب آخرون أخماساً بأسداس ،ولم يستطيعوا حيلة ولم يهتدوا سبيلاً ، وعقلاء القوم ينظرون ويتفكرون .. فلما رأوا إفلاس قومهم ! وخلو جعبتهم من الحق والصواب الخالص !!
قالوا لهم ناصحين : إن أجدادكم وأسلافكم ، كانوا يشربون من ماء النهر " الذي هو مصدر عزكم وقوتكم " فلوثتموه فصرتم إلى ما ترون ، فإن كنتم تريدون حقاً أن يرجع إليكم مجد أسلافكم وقوتهم وعزهم ، فلا بد أن تكونوا على ما كانوا عليه ، لا بد أن تذهبوا جميعاً إلى مصدر النهر الصافي فترتوو منه ،وتعيشوا حوله ، لتصح أجسامكم وتتعافى أبدانكم ،وعندئذ تقهروا عدوكم .. هذه هي الحقيقة إخواني في الله أن تعود الأمة الإسلامية .. نعم .. أن تعود الأمة إلى مصدر النهر الذي نعني به " الدين الإسلامي بصفائه ونقاءه ، بشموليته ويسره " قبل أن يلوث ، وتلقى فيه الأوساخ والقاذورات ، ونفايات الأمم الهالكة من" البدع والمحدثات والمعاصي والمنكرات … " .قال " تَركْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا " .
تعليق