الأخوه الكرام,
كنت قد شاهدت في هذا المنتدى الطيب من ابناء المسلمين, من انبهر بالغرب و حضارته الماديه المعاصره, الى درجة ان البعض نسي أو كاد ينسى هويته, فلم يعد يعرف من هو و لا ما هي غايته, و اضاع الهدف الذي وجد من اجله, و اختلطت عليه الامور الى الحد الذي كاد فيه ان يذوب في الغرب. لذى قررت ان أفرد هذا الموضوع, للتذكير ليس ألا, قال تعالى( و ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ) الذاريات, 55. هذا الموضوع هو لعرض صفحات من تاريخنا المشرق, الذي ما عرف العالم له من مثيل, كي يستفيد الاخوه و يتعلم النشئ الصغير من هو و من هم اجداده العظام الذين سطروا بصفحات من نور أعظم الانجازات في مختلف جوانب الحياة, و ليحد من شعوره بالنقص اما التفوق الغربي, وليكسر عقدة التفوق اليهوديه, و يدفعه للعمل المتواصل, و للتشبه بؤلائك الكرام الذين دانت لهم الدنيا باسرها باعتراف المؤرخين الغربيين قبل غيرهم. و أني أرجو من كل من لديه المام و معرفة
بتاريخنا الاسلامي بالمشاركه في هذا الموضوع لفائدة الجميع, و تجنب الاطاله و الأملال, مع اختيار عنوان مناسب للموضوع. و بارك الله في الجميع.
مقتطفات من سيرة ابن الخطاب رضي الله عنه
في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم..
و ها هو الليل الدامس.. يخيم على العاصمة المركزية..
و ها هو أمير المؤمنين.. عملاق الحق و الحقيقه..
عمر ابن الخطاب .. يطوف في أرجائها سرا .. و معه مولاه (( أسلم))..
يتفقد شؤون الرعية.. كما هو شأنه طيلة خلافته..
و حين يمشي ((عمر)) على الأرض .. أنما تهتز طربا .. ان مشى عليها .. اعدل خليفة .. مشى على ظهرها!
و استند عمر الى جدار بيت, في جوف الليل .. ليهدأ قليلا من جهد الطواف ..
فسمع امرأة داخل ذلك البيت تقول لابنتها
(( يابنتاه. قومي الى اللبن فامذقيه بالماء..
امذقيه: تعني اخلطيه.
((فانك قد أصبحت))!
قالت الفتاة
(( أو ما علمت يا أماه بما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم))؟
عزمة: تعني أمر.
قالت الأم
((و ماذا كان من عزمته يا بنيتي))؟
قالت الفتاة
((لقد أمر مناديه..فنادى في الناس....ألا يشاب اللبن بالماء))؟
يشاب:أي يخلط.
فقالت الأم
((قومي يا ابنتي الى اللبن .. فامذقيه بالماء .. فانك بموضع لا يراك فيه عمر و لا منادي عمر)) !
فاحمر وجه وجه الفتاة غضبا, و قالت لأمها:
((يا أماه .. والله ما كنت لأطيعه في الملا .. و اعصيه في الخلا..
(( و ان كان عمر لا يرى.., فرب عمر يرى..
((والله ما كنت لأفعله .. و قد نهى عنه)) !
و سمع عملاق الحق و الحقيقه الحديث.. فبكى!
و قلوب هؤلاء العظماء .. على أعلى ما يتصور من الأدراك..
بكى العملاق .. الذي لم تلد النساء مثله..
و عزم في نفسه على أمر خطير!
و قال ل((أسلم)) همسا, اعرف هذا المكان .. و ميز هذا البيت..
ثم واصل عملاق العدل .. تفقد الشعب .. الذي سعد بحكمه..
فلما أصبح الصباح قال لأسلم
((امض الى ذلك الموضع .. فانظر من القائلة .. و من المقول لها.. و هل لهما بعل))؟!
قال أسلم
((فأتيت الموضع.. فنظرت فاذا الجارية أيم لا بعل لها.. و اذا تيك أمها.. و اذا ليس لهما رجل.. فأتيت عمر بن الخطاب فاخبرته))!
فماذا صنع أعدل خليفة مشى على ظهرها!
جمع اولاده فقال لهم
((هل فيكم من يحتاج الى امرأة ازوجه؟
(( و لو كان بأبيكم حركة الى النساء ما سبقه احد منكم الى هذه الجارية))!
تلألأ.. تلألأ.. يا عمر !
ان عمر.. حاكم العالم كله.. على استعداد .. ليتزوج بائعة لبن .. لا تملك شيئا!!
فماذا تشهدين فيه يا دنيا!
هل مشى على الأرض.. مثل عمر!
و اذا ذكر عمر .. فليسحق الناس جميعا.. فما هم بالنسبة اليه الا هباء!!
قال ابنه عبدالله
((لي زوجة)).
و قال عبدالرحمن مثل هذا..
و قال عاصم
(( يا أبت .. انه لا زوجة لي.. فزوجني))!
فقال عمر:
((أذهب يا بني.. فتزوجها.. فما أحراها ان تأتي بفارس يسود العرب!))
و ارسل عمر الى الفتاة..
فاذا هي من بني هلال..
فعقد لها على عاصم ابنه..
انظر الى تكريم.. عمر.. للمواهب العليا في الانسان!
انه يتحقق بقوله تعالى:
(( ان اكرمكم عند الله اتقاكم..))!
فهذه الفتاة.. بائعة اللبن.. التي لا تجد قوت يومها..
يرفعها الى اعلى مقام اجتماعي.. و تصبح زوجة عاصم.. ابن أمير المؤمنين!
فلتتعلم الدنيا.. فانها امام عمر!
و ولدت الفتاة لعاصم بنتا اسمها ((ليلى))..
و كنيتها المشهورة ((أم عاصم))
و تزوج عبدالعزيز بن مروان.. ليلى..
فولدت له.. عمر بن عبدالعزيز!
تأمل.. وتعجب.. وتعلم!
التقط الفاروق الحوار.. بين المرأتين..
و ادرك على الفور.. ان الابنة من أهل مقام الاحسان
((أن تعبد الله كأنك تراه ..فأن لم تكن تراه فأنه يراك))..
و انها لذلك جديرة بأعلى أنواع التكريم..
فرفعها فورا.. الى أعلى مستوى اجتماعي..
فعلة يا لها من فعلة!
تتصاعد.. عند الله.. الى ما شاء الله..
و قرت عيون قلوب اهل الله..
و كان لسان حالهم يقول,
(( ان الله لا يضيع أهله ))!
عليك.. سلام الله.. يا عمر!
عن كتاب
حياة عمر بن عبدالعزيز لمحود شلبي.
و أقول من ذا الذي يزايد علينا بالحضاره؟, والله لو وزنت الغرب بحضاراته البائدة و الحاضرة ما وزن ظفر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه, فعليك سلام الله يا عمر.
أخوكم النابغه
كنت قد شاهدت في هذا المنتدى الطيب من ابناء المسلمين, من انبهر بالغرب و حضارته الماديه المعاصره, الى درجة ان البعض نسي أو كاد ينسى هويته, فلم يعد يعرف من هو و لا ما هي غايته, و اضاع الهدف الذي وجد من اجله, و اختلطت عليه الامور الى الحد الذي كاد فيه ان يذوب في الغرب. لذى قررت ان أفرد هذا الموضوع, للتذكير ليس ألا, قال تعالى( و ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ) الذاريات, 55. هذا الموضوع هو لعرض صفحات من تاريخنا المشرق, الذي ما عرف العالم له من مثيل, كي يستفيد الاخوه و يتعلم النشئ الصغير من هو و من هم اجداده العظام الذين سطروا بصفحات من نور أعظم الانجازات في مختلف جوانب الحياة, و ليحد من شعوره بالنقص اما التفوق الغربي, وليكسر عقدة التفوق اليهوديه, و يدفعه للعمل المتواصل, و للتشبه بؤلائك الكرام الذين دانت لهم الدنيا باسرها باعتراف المؤرخين الغربيين قبل غيرهم. و أني أرجو من كل من لديه المام و معرفة
بتاريخنا الاسلامي بالمشاركه في هذا الموضوع لفائدة الجميع, و تجنب الاطاله و الأملال, مع اختيار عنوان مناسب للموضوع. و بارك الله في الجميع.
مقتطفات من سيرة ابن الخطاب رضي الله عنه
في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم..
و ها هو الليل الدامس.. يخيم على العاصمة المركزية..
و ها هو أمير المؤمنين.. عملاق الحق و الحقيقه..
عمر ابن الخطاب .. يطوف في أرجائها سرا .. و معه مولاه (( أسلم))..
يتفقد شؤون الرعية.. كما هو شأنه طيلة خلافته..
و حين يمشي ((عمر)) على الأرض .. أنما تهتز طربا .. ان مشى عليها .. اعدل خليفة .. مشى على ظهرها!
و استند عمر الى جدار بيت, في جوف الليل .. ليهدأ قليلا من جهد الطواف ..
فسمع امرأة داخل ذلك البيت تقول لابنتها
(( يابنتاه. قومي الى اللبن فامذقيه بالماء..
امذقيه: تعني اخلطيه.
((فانك قد أصبحت))!
قالت الفتاة
(( أو ما علمت يا أماه بما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم))؟
عزمة: تعني أمر.
قالت الأم
((و ماذا كان من عزمته يا بنيتي))؟
قالت الفتاة
((لقد أمر مناديه..فنادى في الناس....ألا يشاب اللبن بالماء))؟
يشاب:أي يخلط.
فقالت الأم
((قومي يا ابنتي الى اللبن .. فامذقيه بالماء .. فانك بموضع لا يراك فيه عمر و لا منادي عمر)) !
فاحمر وجه وجه الفتاة غضبا, و قالت لأمها:
((يا أماه .. والله ما كنت لأطيعه في الملا .. و اعصيه في الخلا..
(( و ان كان عمر لا يرى.., فرب عمر يرى..
((والله ما كنت لأفعله .. و قد نهى عنه)) !
و سمع عملاق الحق و الحقيقه الحديث.. فبكى!
و قلوب هؤلاء العظماء .. على أعلى ما يتصور من الأدراك..
بكى العملاق .. الذي لم تلد النساء مثله..
و عزم في نفسه على أمر خطير!
و قال ل((أسلم)) همسا, اعرف هذا المكان .. و ميز هذا البيت..
ثم واصل عملاق العدل .. تفقد الشعب .. الذي سعد بحكمه..
فلما أصبح الصباح قال لأسلم
((امض الى ذلك الموضع .. فانظر من القائلة .. و من المقول لها.. و هل لهما بعل))؟!
قال أسلم
((فأتيت الموضع.. فنظرت فاذا الجارية أيم لا بعل لها.. و اذا تيك أمها.. و اذا ليس لهما رجل.. فأتيت عمر بن الخطاب فاخبرته))!
فماذا صنع أعدل خليفة مشى على ظهرها!
جمع اولاده فقال لهم
((هل فيكم من يحتاج الى امرأة ازوجه؟
(( و لو كان بأبيكم حركة الى النساء ما سبقه احد منكم الى هذه الجارية))!
تلألأ.. تلألأ.. يا عمر !
ان عمر.. حاكم العالم كله.. على استعداد .. ليتزوج بائعة لبن .. لا تملك شيئا!!
فماذا تشهدين فيه يا دنيا!
هل مشى على الأرض.. مثل عمر!
و اذا ذكر عمر .. فليسحق الناس جميعا.. فما هم بالنسبة اليه الا هباء!!
قال ابنه عبدالله
((لي زوجة)).
و قال عبدالرحمن مثل هذا..
و قال عاصم
(( يا أبت .. انه لا زوجة لي.. فزوجني))!
فقال عمر:
((أذهب يا بني.. فتزوجها.. فما أحراها ان تأتي بفارس يسود العرب!))
و ارسل عمر الى الفتاة..
فاذا هي من بني هلال..
فعقد لها على عاصم ابنه..
انظر الى تكريم.. عمر.. للمواهب العليا في الانسان!
انه يتحقق بقوله تعالى:
(( ان اكرمكم عند الله اتقاكم..))!
فهذه الفتاة.. بائعة اللبن.. التي لا تجد قوت يومها..
يرفعها الى اعلى مقام اجتماعي.. و تصبح زوجة عاصم.. ابن أمير المؤمنين!
فلتتعلم الدنيا.. فانها امام عمر!
و ولدت الفتاة لعاصم بنتا اسمها ((ليلى))..
و كنيتها المشهورة ((أم عاصم))
و تزوج عبدالعزيز بن مروان.. ليلى..
فولدت له.. عمر بن عبدالعزيز!
تأمل.. وتعجب.. وتعلم!
التقط الفاروق الحوار.. بين المرأتين..
و ادرك على الفور.. ان الابنة من أهل مقام الاحسان
((أن تعبد الله كأنك تراه ..فأن لم تكن تراه فأنه يراك))..
و انها لذلك جديرة بأعلى أنواع التكريم..
فرفعها فورا.. الى أعلى مستوى اجتماعي..
فعلة يا لها من فعلة!
تتصاعد.. عند الله.. الى ما شاء الله..
و قرت عيون قلوب اهل الله..
و كان لسان حالهم يقول,
(( ان الله لا يضيع أهله ))!
عليك.. سلام الله.. يا عمر!
عن كتاب
حياة عمر بن عبدالعزيز لمحود شلبي.
و أقول من ذا الذي يزايد علينا بالحضاره؟, والله لو وزنت الغرب بحضاراته البائدة و الحاضرة ما وزن ظفر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه, فعليك سلام الله يا عمر.
أخوكم النابغه
تعليق