صرخت بوجهه عبر ( الأنترنيت ) :
- كفى ؟؟!! لقد انتهى كل شيء يا صالح!!.
فصديقك من صدَقك , وليس من صدَّقك !!
ووضعت له هذا الرمز
كانت علاقة من الصداقة والود قد نمت بينهما من خلال الحوار المتبادل في أحد المنتديات ,وذلك
بعد ان ارتاحت( كاميليا ) لأدبه ولطفه ومحاولته مد يد العون للغير ,ووجدت في أعماله ورسوماته بعض الإبداع,
والكثير من الرقة والإرهاف , ولكن أكثر ما لفت انتباهها هو مسحة الحزن والوحدة والإكتئاب التي
تُغلّف هذه الأعمال وشعور صاحبها أنَّ لا أحد يُعيرها الإهتمام الذي تستحق . فتعاطفت معه .
وبدأت ( كاميليا ) تزور مواضيع صالح , وتعلق عليها مشجعة , فتمدح الجيد منها وتظهره , وتلمح
بشكل خفي ولبق لمواطن الضعف لكي لا تخدش احاسيسه , عساه يفهم ما ترمي إليه , فيتجنّبه .
كانت سعادة( صالح ) بهذا الزائر لمواضيعه سعادة لا توصف, ووجد فيه ضالته ,- وحيث أنه لم يكن
يعرف أن هذا الزائر فتاة أجبرتها بعض العادات والتقاليد على ان تختار لها اسما ذكوريا في المنتدى
فراح يتعامل معها - وكما يفعل جميع الأعضاء - على انها( كمال ) وليست ( كاميليا ) ,
وكتب لِ ( كمال ) معبرا عن امتنانه البالغ , وإعجابه الشديد بثقافته وسعة اطلاعه ومقدرته الفائقة على قراءة ما بين
السطور , وما خلفها ؟؟!! وكأنه يعرفه عن قرب بل أكثرمن ذلك .. كأنه يقرا افكاره !!
فعرض على( كمال ) ان يصبحا أصدقاء , واتفقا على ذلك .
شعر ( صالح ) بالإرتياح العميق ,وأصبحت أعماله أقل اكتئاباً , وأخذت بعض الألوان الزاهية تزين
على استحياء أعماله الرمادية , وانتظمت بعض الفوضى بها , ولكن بقيت أفكاره مشتتة , والهدف
غير واضح ؟؟ , وبقي مصرا على أداته الأدبية الوحيدة في التعبير , رغم ان للكتابة الأدبية الكثير من الأدوات .
حاولت كامليا ان تَفهم َ( صالح ) أكثر , حتى تساعده بشكل أفضل , فاستعملت خاصية البحث في المنتدى
عن مواضيعه وكتاباته , ودرستها بعمق , فوجدت أن مايعيبها هو التسرع الذي لا يسمح له بترتيب أفكاره , واعتقاده
الراسخ ان حجم اطلاعاته الكبير يجيز له ألاّ يصعد درجات السلم درجة , درجة , وأنه يستحق أن يقفز الى القمة مباشرة؟!
لولا المحسوبية , وجهل الناشرين و وغدر الزمان .
فكتبت في المنتدى تخاطبه بلباقة:
- أرى أن تجرب يا صديقي كتابة القصة القصيرة أو السيناريو وبذلك ستتمكن وبشكل سلس من ان تقول ما تريد , و
توصله للمتلقي بسهولة وجمال , وأنا واثقة بأنك ستنجح , وخاصة ان هذه الألوان الأدبية أصبحت مطلوبة اكثر في
هذا العصر .
فأجابها ( صالح ) بتسرع ودونما أي تفكير في كلامها :
- لا أستطيع , لأنه ليس لديّ الوقت لذلك ؟! , ثمّ أنني معجب بأداتي الأدبية التي طورتها بنفسي ,
وخالفت بها كل المؤسسين , والتابعين و والمبدعين ؟؟!!
وعاد يزج إليها- مكررا عليها - أحد اعماله السابقة كمثالٍ وبرهان على مايقول ..
ولكن كاميليا لم تيأس وقامت بنقد بنّاء وخفيف لهذا العمل مبّينة بعض عيوبه , وبدلائل لا تقبل الشك !!.
فاعترف صالح بأنه كان قد تسرع قي هذا العمل و ولذلك لم يتنبه لهذه الاخطاء , وأن فيه بعض الضعف , ولكنه يبقى عمل متميز ومجتهَد ؟؟؟ .
ولم ينس ان يشكر ( كمال ) على نقده البناء .
ارتاحت كاميليا لأن ( صالح ) قد تقبّل النقد واعتبره بناءً , وحتى أنه قام بشكرها على ذلك , فكبر ت مكانته لديها ,
واعتبرت أن هذا الإعتراف سيكون الخطوة الاولى والأهم على طريق نجاح صالح وتصحيح مساره الأدبي .
وكتبت له في نفس الصفحة :
- أحييك على شجاعتك يا صديقي العزيز, وأرى أن مستقبلاً مشرقاً ينتظرك , واتمنى من كل قلبي ان تكون متميزاً ومبدعاً .
وأن ذلك سيتحقق - بإذن الله - لو أعدتَ النظر بأدواتك الأدبية , وتريثتَ في مواضيعك , وصعدتَ السلم درجة..درجة
إن الإعتراف بالأخطاء فضيلة , وإنه والتواضع من أهم أسس النجاح !! , والإجتهاد لا يأتي إلا بعد
أن نتمكن تماما من القواعد والأصول ونبدع عليها .
لك خالص أمنياتي بالنجاح ياصديقي .
وكادت كاميليا ان تكتب رسالة خاصة الى صالح تطلعه فيها على حقيقة أنها أنثى, لأن واجب الصداقة يحتم عليها مصارحته هو وحده بذلك , ولأنها ..... ربما.. ؟؟
ولكنها تريثت , وفضلت أن تفعل ذلك بعد ان تقرأ جواب ( صالح ) على تعليقها الأخير .
وصفعها الرد...!!
كان ( صالح ) متواجدا في المنتدى , وما أن قرأ ما كتبته ( كاميليا ) حتى استُفزَّ , ولأن غروره كان قدعماه ,
فإنه لم يرّ في نصائحها الصادقة والطيبة إلاّ ماينتقص من هذا الغرور, فكتب - كعادته - متسرعاً :
- من انت يا ( كمال ) لكي لا تسمح لي بأن اجتهد وأبدع ؟؟ . فأنا أملك من العلم وسعة الثقافة والإطلاع ما يخوّلني
ليس فقط لذلك بل لأكثر منه , ولكن يظهر انك لم تقرأ جيدا كل ما كتبته انا من إبداع وإعجاز .
وعاد ليزج- في ختام رده - عملا قديما له مليء بالتسرع والخلط والأخطاء , ولكن لا يُبشّر - رغم بعض الجمال والإبداع -
بأيّ مستقبلٍ أو نجاح .
- كفى ؟؟!! لقد انتهى كل شيء يا صالح!!.
فصديقك من صدَقك , وليس من صدَّقك !!
ووضعت له هذا الرمز
كانت علاقة من الصداقة والود قد نمت بينهما من خلال الحوار المتبادل في أحد المنتديات ,وذلك
بعد ان ارتاحت( كاميليا ) لأدبه ولطفه ومحاولته مد يد العون للغير ,ووجدت في أعماله ورسوماته بعض الإبداع,
والكثير من الرقة والإرهاف , ولكن أكثر ما لفت انتباهها هو مسحة الحزن والوحدة والإكتئاب التي
تُغلّف هذه الأعمال وشعور صاحبها أنَّ لا أحد يُعيرها الإهتمام الذي تستحق . فتعاطفت معه .
وبدأت ( كاميليا ) تزور مواضيع صالح , وتعلق عليها مشجعة , فتمدح الجيد منها وتظهره , وتلمح
بشكل خفي ولبق لمواطن الضعف لكي لا تخدش احاسيسه , عساه يفهم ما ترمي إليه , فيتجنّبه .
كانت سعادة( صالح ) بهذا الزائر لمواضيعه سعادة لا توصف, ووجد فيه ضالته ,- وحيث أنه لم يكن
يعرف أن هذا الزائر فتاة أجبرتها بعض العادات والتقاليد على ان تختار لها اسما ذكوريا في المنتدى
فراح يتعامل معها - وكما يفعل جميع الأعضاء - على انها( كمال ) وليست ( كاميليا ) ,
وكتب لِ ( كمال ) معبرا عن امتنانه البالغ , وإعجابه الشديد بثقافته وسعة اطلاعه ومقدرته الفائقة على قراءة ما بين
السطور , وما خلفها ؟؟!! وكأنه يعرفه عن قرب بل أكثرمن ذلك .. كأنه يقرا افكاره !!
فعرض على( كمال ) ان يصبحا أصدقاء , واتفقا على ذلك .
شعر ( صالح ) بالإرتياح العميق ,وأصبحت أعماله أقل اكتئاباً , وأخذت بعض الألوان الزاهية تزين
على استحياء أعماله الرمادية , وانتظمت بعض الفوضى بها , ولكن بقيت أفكاره مشتتة , والهدف
غير واضح ؟؟ , وبقي مصرا على أداته الأدبية الوحيدة في التعبير , رغم ان للكتابة الأدبية الكثير من الأدوات .
حاولت كامليا ان تَفهم َ( صالح ) أكثر , حتى تساعده بشكل أفضل , فاستعملت خاصية البحث في المنتدى
عن مواضيعه وكتاباته , ودرستها بعمق , فوجدت أن مايعيبها هو التسرع الذي لا يسمح له بترتيب أفكاره , واعتقاده
الراسخ ان حجم اطلاعاته الكبير يجيز له ألاّ يصعد درجات السلم درجة , درجة , وأنه يستحق أن يقفز الى القمة مباشرة؟!
لولا المحسوبية , وجهل الناشرين و وغدر الزمان .
فكتبت في المنتدى تخاطبه بلباقة:
- أرى أن تجرب يا صديقي كتابة القصة القصيرة أو السيناريو وبذلك ستتمكن وبشكل سلس من ان تقول ما تريد , و
توصله للمتلقي بسهولة وجمال , وأنا واثقة بأنك ستنجح , وخاصة ان هذه الألوان الأدبية أصبحت مطلوبة اكثر في
هذا العصر .
فأجابها ( صالح ) بتسرع ودونما أي تفكير في كلامها :
- لا أستطيع , لأنه ليس لديّ الوقت لذلك ؟! , ثمّ أنني معجب بأداتي الأدبية التي طورتها بنفسي ,
وخالفت بها كل المؤسسين , والتابعين و والمبدعين ؟؟!!
وعاد يزج إليها- مكررا عليها - أحد اعماله السابقة كمثالٍ وبرهان على مايقول ..
ولكن كاميليا لم تيأس وقامت بنقد بنّاء وخفيف لهذا العمل مبّينة بعض عيوبه , وبدلائل لا تقبل الشك !!.
فاعترف صالح بأنه كان قد تسرع قي هذا العمل و ولذلك لم يتنبه لهذه الاخطاء , وأن فيه بعض الضعف , ولكنه يبقى عمل متميز ومجتهَد ؟؟؟ .
ولم ينس ان يشكر ( كمال ) على نقده البناء .
ارتاحت كاميليا لأن ( صالح ) قد تقبّل النقد واعتبره بناءً , وحتى أنه قام بشكرها على ذلك , فكبر ت مكانته لديها ,
واعتبرت أن هذا الإعتراف سيكون الخطوة الاولى والأهم على طريق نجاح صالح وتصحيح مساره الأدبي .
وكتبت له في نفس الصفحة :
- أحييك على شجاعتك يا صديقي العزيز, وأرى أن مستقبلاً مشرقاً ينتظرك , واتمنى من كل قلبي ان تكون متميزاً ومبدعاً .
وأن ذلك سيتحقق - بإذن الله - لو أعدتَ النظر بأدواتك الأدبية , وتريثتَ في مواضيعك , وصعدتَ السلم درجة..درجة
إن الإعتراف بالأخطاء فضيلة , وإنه والتواضع من أهم أسس النجاح !! , والإجتهاد لا يأتي إلا بعد
أن نتمكن تماما من القواعد والأصول ونبدع عليها .
لك خالص أمنياتي بالنجاح ياصديقي .
وكادت كاميليا ان تكتب رسالة خاصة الى صالح تطلعه فيها على حقيقة أنها أنثى, لأن واجب الصداقة يحتم عليها مصارحته هو وحده بذلك , ولأنها ..... ربما.. ؟؟
ولكنها تريثت , وفضلت أن تفعل ذلك بعد ان تقرأ جواب ( صالح ) على تعليقها الأخير .
وصفعها الرد...!!
كان ( صالح ) متواجدا في المنتدى , وما أن قرأ ما كتبته ( كاميليا ) حتى استُفزَّ , ولأن غروره كان قدعماه ,
فإنه لم يرّ في نصائحها الصادقة والطيبة إلاّ ماينتقص من هذا الغرور, فكتب - كعادته - متسرعاً :
- من انت يا ( كمال ) لكي لا تسمح لي بأن اجتهد وأبدع ؟؟ . فأنا أملك من العلم وسعة الثقافة والإطلاع ما يخوّلني
ليس فقط لذلك بل لأكثر منه , ولكن يظهر انك لم تقرأ جيدا كل ما كتبته انا من إبداع وإعجاز .
وعاد ليزج- في ختام رده - عملا قديما له مليء بالتسرع والخلط والأخطاء , ولكن لا يُبشّر - رغم بعض الجمال والإبداع -
بأيّ مستقبلٍ أو نجاح .
قصة لِ K . MUKABEL