Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثلاث قصائد لسيدي أمل دنقل يرحمه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثلاث قصائد لسيدي أمل دنقل يرحمه الله

    هذه ثلاث قصائد لشاعري المفضل رقم واحد في قلبي مع أبي العلاء و أبي الطيب
    أرجو أن تستمعتوا بهاو هي منقولة من موقع عجيب الكتب في عجيب ( كتاب في جريدة )
    http://books.ajeeb.com


    الطيور
    (1)

    الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,
    ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,
    ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
    ربما تتنزلُ..
    كي تَستريحَ دقائقَ..
    فوق النخيلِ - النجيلِ - التماثيلِ -
    أعمِدةِ الكهرباء -
    حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
    والأَسْطحِ الخرَسانية.
    (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً,
    والفمُ العذبُ تغريدةً
    والقطِ الرزق..)
    سُرعانَ ما تتفزّعُ..
    من نقلةِ الرِّجْل,
    من نبلةِ الطّفلِ,
    من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,
    من حَصوات الصَّياح!)
    ***

    الطيورُ معلّقةٌ في السموات
    ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
    مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
    للشمس,
    (رفرفْ..
    فليسَ أمامَك -
    والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -
    ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
    الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
    (2)

    والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,
    مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
    فانتخَتْ,
    وبأعينِها.. فارتخَتْ,
    وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
    ما الذي يَتَبقي لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,
    غيرُ انتظارِ النهايه.
    إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
    تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!
    (3)

    الطيورُ.. الطيورْ
    تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
    والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
    طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ
    هل تُرى علِمتْ
    أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ?!
    الجناحُ حَياة
    والجناحُ رَدى.
    والجناحُ نجاة.
    والجناحُ.. سُدى!


    من أوراق أبونواس


    (الورقة الأولى)

    "ملِكٌ أم كتابهْ?"
    صاحَ بي صاحبي; وهو يُلْقى يدرهمهِ في الهَواءْ
    ثم يَلْقُفُهُ..
    (خَارَجيْن من الدرسِ كُنّا.. وحبْرُ الطفْولةِ فوقَ الرداءْ
    والعصافيرُ تمرقُ عبرَ البيوت,
    وتهبطُ فوق النخيلِ البعيدْ!)
    "ملِك أم كتابه?"
    صاح بي.. فانتبهتُ, ورفَّتْ ذُبابه
    حولَ عينيْنِ لامِعتيْنِ..!
    فقلتْ: "الكِتابهْ"
    ... فَتَحَ اليدَ مبتَسِماً; كانَ وجهُ المليكِ السَّعيدْ
    باسماً في مهابه!
    ***

    "ملِكٌ أم كتابة?"
    صحتُ فيهِ بدوري..
    فرفرفَ في مقلتيهِ الصِّبا والنجابه
    وأجابَ: "الملِكْ"
    (دون أن يتلعثَمَ.. أو يرتبكْ!)
    وفتحتُ يدي..
    كانَ نقشُ الكتابه
    بارزاً في صَلابه!
    دارتِ الأرضُ دورتَها..
    حَمَلَتْنا الشَّواديفُ من هدأةِ النهرِ
    ألقتْ بنا في جداولِ أرضِ الغرابه
    نتفرَّقُ بينَ حقولِ الأسى.. وحقولِ الصبابه.
    قطرتيْنِ; التقينا على سُلَّم القَصرِ..
    ذاتَ مَساءٍ وحيدْ
    كنتُ فيهِ: نديمَ الرشِيد!
    بينما صاحبي.. يتولى الحِجابه!!
    (الورقة الثانية)

    من يملكُ العملةَ
    يُمسكُ بالوجهيْن!
    والفقراءُ: بَيْنَ.. بيْنْ!
    (الورقة الثالثة)

    نائماً كنتُ جانبَه; وسمعتُ الحرسْ
    يوقظون أبي!..
    - خارجيٌّ?.
    - أنا.. ?!
    - مارقٌ?
    - منْ? أنا!!
    صرخَ الطفلُ في صدر أمّي..
    (وأمّيَ محلولةُ الشَّعر واقفةٌ.. في ملابِسها المنزليه)
    - إخرَسوا
    واختبأنا وراءَ الجدارِ,
    - إخرَسوا

    وتسللَ في الحلقِ خيطٌ من الدمِ.
    (كان أبي يُمسكُ الجرحَ,
    يمسكُ قامته.. ومَهابَتَه العائليه!)
    - يا أبي
    - اخرسوا
    وتواريتُ في ثوب أمِّيَ,
    والطِّفلُ في صدرها ما نَبَسْ
    ومَضوا بأبي
    تاركين لنا اليُتم.. متَّشِحاً بالخرَس!!
    (الورقة الرابعة)

    أيها الشِعرُ.. يا أيُها الفَرحُ. المُخْتَلَسْ!!
    (كلُّ ما كنتُ أكتبُ في هذهِ الصفحةِ الوَرَقيّه
    صادرته العَسسْ!!)
    (الورقة الخامسة)

    ... وأمّي خادمةٌ فارسيَّه
    يَتَنَاقَلُ سادتُها قهوةَ الجِنسِ وهي تدير الحَطبْ
    يتبادلُ سادتُها النظراتِ لأردافِها..
    عندما تَنْحني لتُضيءَ اللَّهبْ
    يتندَّر سادتُها الطيِّبون بلهجتِها الأعجميَّه!
    نائماً كنتُ جانبَها, ورأيتُ ملاكَ القُدُسْ
    ينحني, ويُرَبِّتَ وجنَتَها
    وتراخى الذراعانِ عني قليلاً
    قليلا..
    وسارتْ بقلبي قُشَعْريرةُ الصمتِ:
    - أمِّي;
    وعادَ لي الصوتُ!
    - أمِّي;
    وجاوبني الموتُ!
    - أمِّي;
    وعانقتُها.. وبكيتْ!
    وغامَ بي الدَّمعُ حتى احتَبَسْ!!
    (الورقة السادسة)

    لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ
    مخلوقاً.. أو أزَليّ.
    بل سَلْني إن كان السُّلطانْ
    لِصّاً.. أو نصفَ نبيّ!!
    (الورقة السابعة)

    كنتُ في كَرْبلاءْ
    قال لي الشيخُ إن الحُسينْ
    ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!
    وتساءلتُ
    كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ
    فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:
    إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ.
    إن تكُن كلماتُ الحسينْ..
    وسُيوفُ الحُسينْ..
    وجَلالُ الحُسينْ..
    سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ?
    أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?
    والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ?!
    ***

    ماتَ من أجل جرعة ماءْ!
    فاسقني يا غُلام.. صباحَ مساء
    اسقِني يا غُلام..
    علَّني بالمُدام..
    أتناسى الدّماءْ!!
    سامح النجار = Promethis = iamsameh = القديس = أبو الحسين كلهم واحد

  • #2
    سفر ألف دال

    القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!

    والسماءُ: رمادٌ;.. به صنعَ الموتُ قهوتَهُ,

    ثم ذَرّاه كي تَتَنَشَّقَه الكائناتُ,

    فينسَلّ بينَ الشَّرايينِ والأفئِده.

    كلُّ شيءٍ - خلال الزّجاج - يَفِرُّ:

    رذاذُ الغبارِ على بُقعةِ الضَّوءِ,

    أغنيةُ الرِّيحِ,

    قَنْطرةُ النهرِ,

    سِربُ العَصافيرِ والأعمِدهْ.

    كلُّ شيءٍ يفِرُّ,

    فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,

    والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ.

    ***


    والقطاراتُ تَرحلُ, والراحلونْ..

    يَصِلُونَ.. ولا يَصلُونْ!

    (الإصحاح الثاني)


    سنترال:

    أعطِ للفتياتِ

    - اللواتي يَنَمْنَ الى جانب الآلةِ الباردةِ -

    (شارداتِ الخيالْ)

    رقمي; رقمَ الموتِ; حتى أجيءَ الى العُرْسِ..

    ذي الليلةِ الواحِدهْ!

    أَعطِه للرجالْ..

    عِندما يلثُمُون حَبيباتهم في الصَّباحِ, ويرتحلونَ

    الى جَبَهاتِ القِتالْ!!

    (الإصحاح الثالث)


    الشُهورُ: زُهُورٌ; على حافَةِ القَلبِ تَنْمو.

    وتُحرقُها الشَّمسُ ذاتُ العُيون الشَّتائيَّةِ المُطفأهْ.

    ***


    زهرةٌ في إناءْ

    تتوهَّجُ - في أوَّلِ الحبِّ - بيني وبينَكِ..

    تُصبحُ طفلاً.. وأرجوحةً.. وامرأة.

    زهرةً في الرِّداء

    تَتَفَتَّحُ أوراقُها في حَياءْ

    عندما نَتَخَاضرُّ في المشْيةِ الهادِئه.

    زهرةُ من غِناء
    تَتَورَّدُ فوق كَمنجاتِ صوتكِ

    حين تفاجئكِ القُبلةُ الدافِئه.

    زهرةٌ من بُكاء

    تتجمَّدُ - فوقَ شُجيرةِ عينيكِ - في لحظاتِ الشِّجارِ الصغيرةِ,

    أشواكُها: الحزنُ.. والكِبرياءْ.

    زهرةٌ فوق قبرٍ صغيـرْ

    تنحني; وأنا أتحاشى التطلعَ نحوكِ..

    في لحظات الودَاعِ الأَخيرْ.

    تَتَعرَّى; وتلتفُّ بالدَّمعِ - في كلِّ ليلٍ - إذا الصَّمتُ جاءْ.

    لم يَعُدْ غيرُها.. من زهورِ المسَاء

    هذه الزهرةُ - اللؤلؤه!

    (الإصحاح الرابع)


    تحبلُ الفتياتْ

    في زيارات أعمامِهنَّ الى العائله.

    ثم.. يُجْهِضُهُنَّ الزحامُ على سُلَّم "الحافِله"

    وترام الضَّجيج!

    ***


    تذهبُ السَّيداتْ

    ليُعَالجْنَ أسنانَهنَّ فَيُؤْمِنَّ بالوحْدَة الشامله!

    ويُجِدْنَ الهوى بلِسانِ "الخليج"!

    ***


    يا أبانا الذي صارَ في الصَّيدليَّات والعُلَبِ العازله

    نجّنا من يدِ "القابِلهْ"

    نَجنّا.. حين نقضُم - في جنَّة البؤسِ - تفّاحَةَ العَربات وثيابِ الخُروجْ!!

    (الإصحاح الخامس)


    تصْرخين.. وتخترقينَ صُفوفَ الجُنودْ.

    نتعانقُ في اللحظاتِ الأخيرةِ,..

    في الدرجاتِ الأخيرةِ.. من سلّم المِقصلَهْ.

    أتحسَّسُ وجهَكِ!

    (هل أنت طِفلتيَ المستحيلةُ أم أمِّيَ الأرملةْ?)

    أتحسسُ وجهَكِ!

    (لمْ أكُ أعمى;.

    ولكنَّهم أرفقُوا مقلتي ويدي بمَلَفِّ اعترافي

    لتنظرَه السلُطاتُ..

    فتعرفَ أنِّيَ راجعتهُ كلمةً.. كلمةً..

    ثم وَقَّعتُهُ بيدي..

    - ربما دسَّ هذا المحقِّقُ لي جملةً تنتهي بي الى الموتِ!

    لكنهمْ وعدوا أن يُعيدوا اليَّ يديَّ وعينيَّ بعدَ

    انتهاءِ المحاكمة العادِلهْ!)

    زمنُ الموتِ لا ينتهي يا ابنتي الثاكلهْ

    وأنا لستُ أوَّلَ من نبَّأ الناسَ عن زمنِ الزلزلهْ

    وأنا لستُ أوَّلَ من قال في السُّوقِ..

    إن الحمامةَ - في العُشِّ - تحتضنُ القنبلهْ!.

    قَبّلبيني;.. لأنقلَ سرِّي الى شفتيك,

    لأنقل شوقي الوحيد

    لك, للسنبله,

    للزُهور التي تَتَبرْعمُ في السنة المقبلهْ

    قبّليني.. ولا تدْمعي..

    سُحُبُ الدمعِ تَحجبني عن عيونِك..

    في هذه اللَّحظةِ المُثقله

    كثُرتْ بيننا السُّتُرُ الفاصِله

    لا تُضيفي إليها سِتاراً جديدْ!

    (الإصحاح السابع)


    أشعر الآنَ أني وحيدٌ;..

    وأن المدينةَ في الليلِ..

    (أشباحَها وبناياتِها الشَّاهِقه)

    سُفنٌ غارقه

    نهبتْها قراصنةُ الموتِ ثم رمتْها الى القاعِ.. منذُ سِنينْ.

    أسندَ الرأسَ ربَّانُها فوقَ حافتِها,

    وزجاجةُ خمرٍ مُحطّمةٌ تحت أقدامهِ;

    وبقايا وسامٍ ثمين.

    وتشَبَّث بحَّارةُ الأمسِ فيها بأعمدةِ الصَّمتِ في الأَروِقه

    يتسلَّل من بين أسمالِهم سمكُ الذكريات الحزينْ.

    وخناجرُ صامتهٌ,..

    وطحالبُ نابتهٌ,

    وسِلالٌ من القِططِ النافقه.

    ليس ما ينبضُ الآنَ بالروحِ في ذلك العالمِ المستكينْ

    غير ما ينشرُ الموجُ من عَلَمٍ.. (كان في هبّةِ الريحِ)

    والآن يفركُ كفَّيْهِ في هذه الرُّقعةِ الضيِّقه!

    سَيظلُّ.. على السَّارياتِ الكَسيرةِ يخفقُ..

    حتى يذوبَ.. رويداً.. رويداً..

    ويصدأُ فيه الحنينْ

    دون أن يلثمَ الريحَ.. ثانيةً,

    أو.. يرى الأرضَ,

    أو.. يتنهَّدَ من شَمسِها المُحرِقه!

    (الإصحاح الثامن)


    آهِ.. سَيدتي المسبلهْ.

    آه.. سيدةَ الصّمتِ واللفتاتِ الوَدودْ.

    ***


    لم يكنْ داخلَ الشقَّةِ المُقفله

    غيرُ قطٍ وحيدْ.

    حين عادت من السُّوق تحملُ سلَّتها المُثقله

    عرفتْ أن ساعي البريدْ

    مَرَّ..

    (في فُتحةِ البابِ..

    كان الخِطابُ,

    طريحاً..
    ككابِ الشَّهيدْ!)

    .. قفز القِطٌ في الولوله!

    قفزت من شبابيكِ جيرانِها الأَسئِله

    آه.. سيدةَ الصمتِ والكلماتِ الشَّرُودْ

    آه.. أيتُها الأَرملَه!

    (الإصحاح التاسع)


    دائماً - حين أمشي - أرى السُّتْرةَ القُرمزيَّةَ

    بينَ الزحام.

    وأرى شعرَكِ المتهدِّلَ فوقَ الكتِف.

    وأرى وجهَك المتبدِّلَ..

    فوق مرايا الحوانيتِ,

    في الصُّور الجانبيَّةِ,

    في لفتاتِ البناتِ الوحيداتِ,

    في لمعانِ خدودِ المُحبين عندَ حُلول الظلامْ.

    دائماً أتحسَّسُ ملمَسَ كفِّك.. في كلِّ كفّ.

    المقاهي التي وهبَتْنَا الشَّرابَ,

    الزوايا التي لا يرانا بها الناس,

    تلكَ الليالي التي كانَ شعرُكِ يبتلُّ فيها..

    فتختبيئينَ بصدري من المطرِ العَصَبي,

    الهدايا التي نتشاجرُ من أجلِها,

    حلقاتُ الدخانِ التي تتجَمَّعُ في لحظاتِ الخِصام

    دائماً أنتِ في المُنتصف!

    أنتِ بيني وبين كِتابي,

    وبيني وبينَ هدُوئي,

    وبيني وبينَ الكَلامْ.

    ذكرياتُكِ سِّجني, وصوتكِ يجلِدني

    ودمي: قطرةٌ - بين عينيكِ - ليستْ تجِفْ!

    فامنحيني السَّلام!

    امنحيني السَّلامْ!

    (الإصحاح العاشر)


    الشوارعُ في آخرِ اللّيل... آه..

    أراملُ متَّشحاتٌ.. يُنَهْنِهْنَ في عَتباتِ القُبورِ - البيوتْ.

    قطرةً.. قطرةً; تتساقطُ أدمُعُهنَّ مصابيحَ ذابلةً,

    تتشبث في وجْنةِ الليلِ, ثم.. تموتْ!

    الشوارعُ - في آخر الليلِ - آه..

    خيوطٌ من العَنْكبوتْ.

    والمَصابيحُ - تلكَ الفراشاتُ - عالقةٌ في مخالبِها,

    تتلوَّى.. فتعصرها, ثم تَنْحَلُّ شيئاً.. فشيئا..

    فتمتصُّ من دمها قطرةً.. قطرةً;

    فالمصابيحُ: قُوتْ!

    الشوارعُ - في آخرِ الليلِ - آه..

    أفاعٍ تنامُ على راحةِ القَمرِ الأبديّ الصَّموتْ

    لَمَعانُ الجلودِ المفضَّضةِ المُسْتَطيلةِ يَغْدُو.. مصابيحَ..

    مَسْمومةَ الضوءِ, يغفو بداخلِها الموتُ;

    حتى إذا غَرَبَ القمرُ: انطفأتْ,

    وغَلى في شرايينها السُّمُّ

    تَنزفُه: قطرةً.. قطرةً; في السُكون المميتْ!

    وأنا كنتُ بينَ الشوارعِ.. وحدي!

    وبين المصابيحِ.. وحدي!

    ------------- * * * * * * ----------------

    و للعلم هذا الشاعر مصري مسلم سني و ليس شيعي أو مسيحي حتى لا يفهم أحد ما قاله على غير ما أراد فهو يورد الكثير من الرموز التي قد يظنه البعض بسببها غير مسلم أو غير ذلك
    التعديل الأخير تم بواسطة IAMSAMEH; 11 / 08 / 2003, 09:51 AM.
    سامح النجار = Promethis = iamsameh = القديس = أبو الحسين كلهم واحد

    تعليق

    يعمل...
    X