بسم الله الرحمن الرحيم .
ماذا أقول وما ذا سأكتب وأنا لست أدري هل سيطول بي العمر
حتى أطبع هذه الكلمات على الجهاز لأضعها أمام أعينكم
فالوقت يجري بنا و يمضي وكأننا فيه في فيلم سينمائي قصته :
( الانسان ) وأبطاله (الليالي الايام )
ولست أدري أنحن في مطلع هذا الفلم أم في منتصفه أم في آخره !
فالقصة لم تكتمل بعد وباقي فصولها في علم الغيب .
وهاهي الأيام تدور بنا واليالي تقلبنا والدنيا ما زالت تحتضننا
ونحن فيها كهبائة صغيرة جدا محلقة بين السماء والارض
فلا الارض تستطيع أن تجتذبها ولا السماء تستطيع أن تبتلعها
حتى تصل الى غايتها .
ولي غايةٌ يجري إليها تنفسي
إذا ما انقضت تنفيستٌ لي تقربت
أوليس الامر غريب ؟ أوليس الامر رهيب ؟
إننا الآن نمضي ! فهل يعود الماضي ؟ ؟
هيهات هيهات .
أين مني سنوات مضت بما فيها من صحبة انتهت وأحزان انجلت
وأفراح اتنهت وأتراح تمددت ثم تبددت
بل أين من كنت أهواه ويهواني
وأين أبي وجدي
وأين من أحببت
ومن أحبني
وأين أنا والى أين والى متى !!! ...
إن الامر عجيب جدا أن يموت بعضي وأنا لا أشعر به ولا أدري
ففي رحمة الله يا أمس ِ
لقد مات َ وماتت قبله سنوات وسنوات .. فآه ٍ لهم .
وها أنا اليوم أودعهم على أمل القاء بهم ....
تأملوا معي كيف يقتطع الانسان جزء من مستقبله ليتذكر ما مضى وهل الماضي إلا لحظة ! ّ!!
فلماذا نضيع ساعات المستقبل في تذكر هذه الحظة ؟؟ .
إن لحظاتي الآن تسوقني نحو المستقبل وذاكرتي تسافر بي
إلى الماضي فأين أنا الآن ؟
وهل أنا أسير على طرفي نقيض
وهل يلتقي النقيضان في نقطة واحده ؟
أم أني أسير في درب واحد
فإلى أين وإلى متى !!! ...
هل الحقيقه أغرب من الخيال ؟
إن كل ما مضى كلحظة عين وانتباهتها ونحن نضيع الساعات في تذكر تلك اللحظة ! !
والعجب أن الساعات التي استعرناها من المستقبل لنتذكر فيها تلك اللحظة
قد انقضت هي الاخرى ودخلت في حساب تلك اللحظة ! !
فإلى متى !!! ...
يالعظمة اللحظة
إنها لحظة لكنها تبتلع آلاف السنين .
إنها لحظة لكنها تبتلع الزمان حتى آخر لحظة من لحظات الدنيا
إنها لحظة لكنها لن تبقي من الدنيا ولا لحظة .
ثم ماذا بعد هذا ؟
ثم تقوم الساعة فتتبدل الارض غير الارض والسماوات
ويتبدل الزمان غير الزمان
فيوم بألف سنة
ويوم بخمسين ألف سنة ...
ويوم يقوم الناس لرب العالمين
فآخذ كتابه باليمين وآخر بالشمال
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ثم يدخل الجنة اهلها زمرا
ويدخل أهل النار الى النار أعذنا لله منها زمرا
ثم يأتي زمان جديد ما كان أبدا في الحسبان
زمان أخروي سرمدي أبدي لا نهائي
إنه (( الخلود )) .
فهل تستطيع يا قارئي أن تتصور هذا الخلود و تتخيلة ؟
إن الامر صعب للغاية بل إنه مستحيل أن تحيط عقولنا المحدوده بشئ غير محدود .
نعم نستطيع أن نتخيل الألف سنة أو المليون سنة وحتى المليار سنة لأن لها نهاية محدوده
لكن الخلود ؟؟
لا نستطيع حتى تخيله
لنعمل في هذه اللحظة لدار الخلود
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين .
..........
فيصل سعد اللذيذ
تعليق