لا يحق للفقراء قراءة هذا الموضوع ولا المواضيع التي بجانبه !!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أدري ما السبب !!
الذي جعل والدتي تتأخر عن الخروج في تلك الليلة ؟
ربما أن الحفلة لم تنتهي بعد .
انتظرتها عند الباب .. ومرت عشر دقائق
عشرون دقيقة .. مضت نصف ساعة لكنها لم تخرج !!
.
.
دعاني أحد السائقين للجلوس في بساطهم الذي فرشوه أمام السيارات
لقد رآني واقفا كعمود النور المقابل لهم , وأراد أن ينقذني من ورطتي
أقبلت عليهم على استحياء .. سلمت على الجميع ..
رتبوا لي المكان .. جلست بينهم .. جلسة مؤدبة ..
كانوا من جنسيات مختلفة :
فيهم الأسمر والأبيض .. الطويل والقصير .. السمين والنحيل
لسان بعضهم عربي .. وبعضهم لسانه أعجمي .. جميعهم من الفقراء .
لكن جميع قلوبهم عربية !! لكن قلوبهم جميعها إسلامية !!
.
.
لم يعرني بعضهم اهتمامه في البداية
فأنا ففي نظرهم الغني الذي لا يحبهم !
ولماذا يحبهم وهم لا يحبونه ؟ !!
جلست مستمعا إلى أحاديثهم ومرحهم البريء .
دار بيني وبين الذي دعاني حوار هادف
تكلمنا عن الجوال ووسائل الاتصال
وثورة المعلومات !!
( اتصدقون أن السائقين يتحدثون عن الانفجار المعرفي )
لا شك أن الحديث قادنا في النهاية إلى الشعر والشعراء !!
و بالمصادفة كان بيننا شاعر من السودان
أشار إليه صديقي ..
(( نعم لقد اصبح صديقي فهو الذي دعاني للجلوس ))
أشار إلى عبدالرحيم وقال : بيننا شاعر !!
نظرت إليه وكلي شفقة على شعرة ..!!
فهو مجرد سائق ينتظر ( عمته ) ليعيدها إلى بيتها
توقعت أن شعره لن يخرج إلا على قدر ثروته
والمسكين ليس لديه إلا الكفاف , وسيكون شعره كفافا .
فلن يؤبه به , ولا بشعره في زمن ٍ تقاس فيه المعاني بالأرقام !
فالمروءة تعرف بالرصيد والأخلاق نعرفها بكم تملك وكم لديك !!
الشهامة في هذا الزمن هي المال والصدق هو الهندام
أما الخيانة والكذب والغش والخداع وسوء الخلق والحسد والسرقة فهي من ملابس الفقراء
يخلع منها ثوبا في النهار ويلبس في الليل ثوبا آخر !!
الفقير هو الذي يسرق دائما , وهو الذي يتهم بالسرقة بالكذب بالغش بالخيانة ... !!
إنه مجرد سائق أو حارس أو خادم او خادمة أو عاطل ... إلخ .
كلهم خونه !! (( في نظر المنحرفين عن الحق ))
وهذا زمن الميل والإنحراف كما هو مشاهد .
.
.
.
قلت له : أسمعنا من شعرك
قال : لن تفهمه لأنه باللهجة السودانية .. وحقا لم أفهمه
ولما رأى حيرتي في بعض المفردات وأحس بأني لم أفهم
قال لي هذه القصيدة الفائقة ..
قال :
يمشي الفقير وكل شئ ضـــــده .. والناس تقفل دونه أبوابــــــها
وتراه مبغوضا وليس بمذنب .. ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذو ثــروة .. خضعت إليه وحركت أذيالـــها
وإذا رأت يوما فقيرا عابــــــرا .. نبحت عليه وكشرت أنيابــــها
أعجبتني القصيدة .. كتبتها في ساعتها
فرح الرجل لأني طلبت منه القصيدة
وكأنه لم يتصدق علي بتلك الأبيات الذهبية
وكأن الصدقة لا تكون إلا بالمال
وكأن الصدقة لا تكون إلا من الغني على الفقير
لقد فات الفقير انه تصدق !!
كما يفوتنا دائما :
((( أن ابتسامتك في وجه أخيك المؤمن صدقة )))
سألته عن مبدعها : من قائل القصيدة ؟
قال أخذتها من مجلة كانت عندي في السودان
ولا أتذكر اسم الشاعر .
.
.
مرت ساعة ووالدتي لم تخرج !
أريد الرجوع إلى البيت .. أريد الدخول على الانترنت
اريد ان أطمئن على رصيدي هنا .. إلى أحبابي
إريد أن اشاهدكم أريد أن أشاهد إباعاتكم
لقد اشتقت إليكم وإلى حروفكم وإلى نزف أقلامكم .
.
.
حاولت مع بعض الأطفال أن يخبرها بأني على الباب أنتظرها
لكنه رفض بشدة , وباءت جميع محاولاتي لإغرائه بالفشل
عندها قال أحد السائقين أنا سوف أخبرها ..
ذهب ووقف أمام الباب .. اتصل بأحد الخادمات على أن تخبر أمي
لكنها أيضا لم تخبرها وبقيت نصف ساعة أخرى مع السائقين
لقد تعودت عليهم .. أحببتهم .. رأيت شيئا جديدا
رايت شيئا لم أكن لاراه وأنا على شاشتي هذه
رأيت الناس
رايت الناس
رأيت الناس
كان الوقت الذي أمضيته معهم مسلياً مسليا
وقد استلطفوني جدا واستلطفتهم أكثر
اريد الآن أن أغادر المنتدى
أريد العودة إليهم
لقد اشتقتهم
اين أمي ؟
إنها نائمه !
لا حفلة لديها اليوم
لعل ذلك يكون في زواجي إن شاء الله
<(( يظن بانه سيأخذ أمه لحفلة زواجه ! ولم لا ؟
.............................
فيصل سعد اللذيذ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أدري ما السبب !!
الذي جعل والدتي تتأخر عن الخروج في تلك الليلة ؟
ربما أن الحفلة لم تنتهي بعد .
انتظرتها عند الباب .. ومرت عشر دقائق
عشرون دقيقة .. مضت نصف ساعة لكنها لم تخرج !!
.
.
دعاني أحد السائقين للجلوس في بساطهم الذي فرشوه أمام السيارات
لقد رآني واقفا كعمود النور المقابل لهم , وأراد أن ينقذني من ورطتي
أقبلت عليهم على استحياء .. سلمت على الجميع ..
رتبوا لي المكان .. جلست بينهم .. جلسة مؤدبة ..
كانوا من جنسيات مختلفة :
فيهم الأسمر والأبيض .. الطويل والقصير .. السمين والنحيل
لسان بعضهم عربي .. وبعضهم لسانه أعجمي .. جميعهم من الفقراء .
لكن جميع قلوبهم عربية !! لكن قلوبهم جميعها إسلامية !!
.
.
لم يعرني بعضهم اهتمامه في البداية
فأنا ففي نظرهم الغني الذي لا يحبهم !
ولماذا يحبهم وهم لا يحبونه ؟ !!
جلست مستمعا إلى أحاديثهم ومرحهم البريء .
دار بيني وبين الذي دعاني حوار هادف
تكلمنا عن الجوال ووسائل الاتصال
وثورة المعلومات !!
( اتصدقون أن السائقين يتحدثون عن الانفجار المعرفي )
لا شك أن الحديث قادنا في النهاية إلى الشعر والشعراء !!
و بالمصادفة كان بيننا شاعر من السودان
أشار إليه صديقي ..
(( نعم لقد اصبح صديقي فهو الذي دعاني للجلوس ))
أشار إلى عبدالرحيم وقال : بيننا شاعر !!
نظرت إليه وكلي شفقة على شعرة ..!!
فهو مجرد سائق ينتظر ( عمته ) ليعيدها إلى بيتها
توقعت أن شعره لن يخرج إلا على قدر ثروته
والمسكين ليس لديه إلا الكفاف , وسيكون شعره كفافا .
فلن يؤبه به , ولا بشعره في زمن ٍ تقاس فيه المعاني بالأرقام !
فالمروءة تعرف بالرصيد والأخلاق نعرفها بكم تملك وكم لديك !!
الشهامة في هذا الزمن هي المال والصدق هو الهندام
أما الخيانة والكذب والغش والخداع وسوء الخلق والحسد والسرقة فهي من ملابس الفقراء
يخلع منها ثوبا في النهار ويلبس في الليل ثوبا آخر !!
الفقير هو الذي يسرق دائما , وهو الذي يتهم بالسرقة بالكذب بالغش بالخيانة ... !!
إنه مجرد سائق أو حارس أو خادم او خادمة أو عاطل ... إلخ .
كلهم خونه !! (( في نظر المنحرفين عن الحق ))
وهذا زمن الميل والإنحراف كما هو مشاهد .
.
.
.
قلت له : أسمعنا من شعرك
قال : لن تفهمه لأنه باللهجة السودانية .. وحقا لم أفهمه
ولما رأى حيرتي في بعض المفردات وأحس بأني لم أفهم
قال لي هذه القصيدة الفائقة ..
قال :
يمشي الفقير وكل شئ ضـــــده .. والناس تقفل دونه أبوابــــــها
وتراه مبغوضا وليس بمذنب .. ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذو ثــروة .. خضعت إليه وحركت أذيالـــها
وإذا رأت يوما فقيرا عابــــــرا .. نبحت عليه وكشرت أنيابــــها
أعجبتني القصيدة .. كتبتها في ساعتها
فرح الرجل لأني طلبت منه القصيدة
وكأنه لم يتصدق علي بتلك الأبيات الذهبية
وكأن الصدقة لا تكون إلا بالمال
وكأن الصدقة لا تكون إلا من الغني على الفقير
لقد فات الفقير انه تصدق !!
كما يفوتنا دائما :
((( أن ابتسامتك في وجه أخيك المؤمن صدقة )))
سألته عن مبدعها : من قائل القصيدة ؟
قال أخذتها من مجلة كانت عندي في السودان
ولا أتذكر اسم الشاعر .
.
.
مرت ساعة ووالدتي لم تخرج !
أريد الرجوع إلى البيت .. أريد الدخول على الانترنت
اريد ان أطمئن على رصيدي هنا .. إلى أحبابي
إريد أن اشاهدكم أريد أن أشاهد إباعاتكم
لقد اشتقت إليكم وإلى حروفكم وإلى نزف أقلامكم .
.
.
حاولت مع بعض الأطفال أن يخبرها بأني على الباب أنتظرها
لكنه رفض بشدة , وباءت جميع محاولاتي لإغرائه بالفشل
عندها قال أحد السائقين أنا سوف أخبرها ..
ذهب ووقف أمام الباب .. اتصل بأحد الخادمات على أن تخبر أمي
لكنها أيضا لم تخبرها وبقيت نصف ساعة أخرى مع السائقين
لقد تعودت عليهم .. أحببتهم .. رأيت شيئا جديدا
رايت شيئا لم أكن لاراه وأنا على شاشتي هذه
رأيت الناس
رايت الناس
رأيت الناس
كان الوقت الذي أمضيته معهم مسلياً مسليا
وقد استلطفوني جدا واستلطفتهم أكثر
اريد الآن أن أغادر المنتدى
أريد العودة إليهم
لقد اشتقتهم
اين أمي ؟
إنها نائمه !
لا حفلة لديها اليوم
لعل ذلك يكون في زواجي إن شاء الله
<(( يظن بانه سيأخذ أمه لحفلة زواجه ! ولم لا ؟
.............................
فيصل سعد اللذيذ
تعليق