Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

براءة( قصة قصيرة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • براءة( قصة قصيرة )

    براءة( قصة قصيرة )
    في حب ، يحتضن الأب زوجته ، و هما يتأملان الصغيرة ، النائمة في براءة ، بينما احتوت بين ذراعيها دمية محشوة ، تكاد تقارب حجمها كبرا ، غافية في فراشها الصغير ، أسفل دثارها الزاهي اللون .

    و في هدوء ، و بعد أن طبعا قبلاتهما الحانية على جبين الصغيرة ، و أرسلا ما تبقى منها عبر الهواء ، غادرا الحجرة ، متمنين لها هنيء المنام ، و سعيد الأحلام .

    و أطفئت الأنوار ..

    و في خبث ، و بعينين شبه مغلقتين ، ترقبهما الطفلة ، و قد أوصدا الباب بعناية ، منصتة إلى خطواتهما ، التي أخذ وقعها يتباعد و يتباعد ، حتى احتواه الصمت المطبق .

    و في حذر ، تزيح الصغيرة الغطاء ، و تثب من فراشها ، من دون أن تنسى أن تدثر الدمية جيدا ً، كي لا تصاب بالبرد أثناء غيابها .

    و بخطى وئيدة تتحرك ، تتسلل حتى الشرفة المغلقة ، كم تمنت لو أنها استطالت قليلا ً، لكنها، و بمعاونة مقعدها الصغير ، شدت قامتها إلى أعلى ، حتى استطاعت الوصول إلى المقبض ، و بحذر تزحزح الباب ، لكن صريرا خافتا أبى إلا أن يصدر عن احتكاكه بالأرضية ، فتوقفت عن تحريكه ، و هي ترهف سمعها ، فلا تبلغه إلا دقات قلبها الخائف المرتجف .

    لم يسمع أحد ..

    تستكمل عملها البالغ الخطورة ، و أخيرا بدت لها فرجة ضيقة ، تكفي بالكاد لعبور جسدها الصغير .

    و عبرها تتسلل ، لتطأ بقدميها العاريتين الأرضية الباردة ، و لتهب عليها نسمات الليل الأكثر برودة ، لكنها لا تبالي ، بل و تتابع خطاها إلى الأمام .

    و بعينين جميلتين ، ترى صفحة سماء الليل الزرقاء ، و ترقب النجوم اللامعة المنثورة بها بلا نظام .

    و بيدين صغيرتين ، تستند إلى حاجز الشرفة ، الأمر الذي يعطيها فرصة أكبر للتأمل ، لكنها اليوم لم تكتف بذلك ، بل تعدته لمحاولة تسلق الإفريز ذاته .

    و بعد عدة محاولات تكاد تكون فاشلة لتسلقه ، و محاولات فاشلة للتشبث به ، و محاولات أكثر فشلا ً للإصرار على ذلك ، استطاعت الوصول إليه ، لتسحب جسدها إلى أعلى ، و تجلس على الحاجز ، بوجه تقابله الأنجم ، و ساقين أسفلهما الفراغ الممتد لأدوار ثلاثة ، لكنها لم تكن لتهتم بذلك ، إذ انصب اهتمامها على السماء وحدها ، و هي تحرك ساقيها في جذل .

    كم هذا شعور رائع ، و لا أحد يعلم كي يحول بينها و بينه ..

    و بعقل لا يعوقه لسانها ، الذي لم يعتد الحديث بعد ، فكرت :

    - يا للسماء الجميلة ، كم أتمنى أن أطير إليها .

    و بكف صغيرة تلوح في الهواء ، و كأنما تحتوي النجوم بين أناملها الرقيقة .

    و بعينين صافيتين استدارت ، لينعكس عليهما ضوء القمر المحاق ، و ابتسمت ، و هي تقول لنفسها :

    - أيها القمر ، كم أنت رائع .

    و بعقلها الصغير تتصور لون السماء الجميل و لون غرفتها الأبيض ، و القمر الرائع و مصباح غرفتها .

    و على ملامحها الصغيرة تلاشت الابتسامة ، و حل محلها الحزن ، و هي تنظر نحو المحاق قائلة له :

    - لكنك لست مستديرا ً، كما أحبك .

    و لكن سرعان ما عادت الابتسامة إلى ملامحها ، و هي تتابع :

    - سآتيك غدا ، و لتكن بدرا ً كما أحبك ، و إلا سأحزن ، اتفقنا ؟

    قالتها و هي ترفع ساقيها لأعلى و تستدير جهة الباب ، و تثب إلى الأرضية الباردة .

    و قبل أن ترحل ، لوَّحت له بكفها مودعة ، و خيل إليها أنه يبتسم ، و هي تردف :

    - إلى اللقاء .

    لحظات ، و تمد ساقها بين الفرجة الضيقة ، لكن مقعدها سقط أثر ارتطامها به ، محدثا ً جلبة عالية .

    و بأذنيها المرهفتين تسمع أصوات ما ، قادمة من خارج غرفتها .

    و بسرعة تنزلق عبر فرجة باب الشرفة ، متجاهلة إغلاقه ، فلا وقت لذلك .

    و بنفس السرعة تندس في فراشها الدافئ ، تحتضن دميتها ، و تتوارى خلف أغطيتها .

    صوت الباب ينفتح ..

    و تضاء الغرفة ، و تدخل الأم ، قائلة بصوتها الرقيق :

    - ما الذي حدث يا حبيبتي ؟ ، ما هذه الجلبة ؟

    و تجول الأم ببصرها في الغرفة ، فتسترعي انتباهها الشرفة المفتوحة ، فتقول :

    - إنه الهواء ، كان لابد لي من أن أحكم إغلاقها .

    و تتجه الأم لتوصد الباب ، ثم تلتفت نحو الصغيرة ، الغارقة في النعاس ، المحتضنة دميتها ، و تبتسم ، و هي تردف في حنان :

    - يا للبراءة .

    تقولها الأم ، قبل أن تطفئ الأنوار .. و تغادر الغرفة .

    **************
    محمد رشاد عبد الحكيم محمد
    Mr Professional

  • #2
    يا للبراءة
    ((اذكـر الـله يـذكـرك ))
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضى نفـسه
    وزنة عرشه ، ومــــــــــــــــداد كـلـــمـــــاتـــه
    ((اسـتـغـفر الـله ))
    قال الشافعي رحمه الله :
    أتهزأ بالدعاء وتزدريه : وما تدري بما فعل الدعاء
    سهام الليل لا تخطي ولـ : كن لها أمد وللأمد انقضاء

    وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا
    اذا لـــم يكن فوق الكرام كرام

    تعليق


    • #3
      ههههه
      هي براءه بس فيها شوية مكر .. يعني ممكن تقول حالة تعادل .. البراءه يلاشيها المكر ..
      قصة جميلة .. قصيرة جميع مميزات القصة القصيرة .
      وفي انتظار أخرى إن شاء الله ...
      بالتوفيق إن شاء الله
      اذكر الله
      my page

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ،
        قصة جميلة جداً ، لقد اعجبتني .. يا لبرائتها ..

        مشكور أخي محمد و بانتظار أحلى القصص منك ،

        تحياتي
        اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
        و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة
        .

        الجنة لا خطر ( مثيل ) لها ، هي و رب الكعبة
        نور يتلألأ
        و ريحانة تهتز
        و قصر مشيد ...




        تعليق


        • #5
          اخي الفاضل / Mr Por
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          قصة جميلة واحساس مرهف وصورة جعلتنى أعيش معها وهذا هو سر النجاح أرجو لك التوفيق وجزاك الله خيرا
          www.2d4u.com
          فريق افتر افكت العربي
          اثبت للأخرين إننا قادرين أن نطيح بأي يد تكتب كلمة إساءة من فضلك صوت معنا لإغلاق غرفة بالبالتوك تهاجم الرسول صلى الله عليه وسلم
          http://www.petitiononline.com/Steyr/petition.html

          شارك معنا أخي الكريم في تنشيط المنبر الأدبي

          تعليق


          • #6
            الأعضاء الكرام ..
            أشكر لكم جميعا هذا التقدير و أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم بي ..
            Mr Professional

            تعليق

            يعمل...
            X