السلام عليكم ..
تلك القصة وجدتها بين أوراقي ، و أظن أن لها معي ما بين العام و النصف و بين العامين ..
و لأنها لا تصف شكوى نفسي ، أو حالة تخصني ، أو حتى حالة لي رؤية مختلفة لها ، فقد وجدتُ أنه من المناسب نشرها هاهنا ، لما تعودتُ أن ألقى من أعضاء المنابر من عميق الترحيب ، منذ كتبت أول موضوعاتي ، على الرغم من أنني لم أبدأ فيما نشدتُ إليه بعد ..
اقرأوا و ادلوا بآرائكم ..
كفر قاسم ..
صبرا و شاتيلا ..
و قانا ..
صبغت سيول الدم مرعانا ..
على الحدود الإسرائيلية الأردنية ، اجتمع شطر من كتيبة محتلة ..
- قائد المنطقة يأمرنا بفرض هدوءا تاما بالمنطقة .
ابدى أحدهم تعليقا مستخفا ، أو ربما كان سؤالا عن عجب :
- و من من الأهالي يمكنه أن يفتح فمه ؟
و عن قرب من صلفه تساءل آخر :
- ما السبب ؟
اتتهم الإجابة جميعا :
- لا يريد ما يحدوا توترا لنا ...
ثم تبلورت :
- من أجل ( سيناء ) .
فانطلق جزء منهم ، لا يوقفهم أحد ، بين الأهالي ، الكارهين لهم ، المستسلمين لبطشهم ، إذ ما عرفوا ، في ( كفر قاسم ) ، قريتهم الصغيرة الجميلة ، قتالا قط .
كنا توكلنا نعيش به ..
و السلم كل السلم كان دنيانا ..
نرمي بذورا كان الله فالقها ..
الخير منها نترقبه بدعانا ..
و إلى منزل مختار القرية تحرك ذلك الجزء ..
- اجمع هؤلاء الأهالي ، حظر تجول .
سألهم المختار مستنكرا :
- لماذا ؟
أجيب بشراسة :
- لا شأن لكَ ، اعلمهم فحسب .
رفض ، و ودّ لو يقوى على الجهر برفضه ، أزاء ذلك المعتدي الفاجر ، لكنه فقط قال ، عساه يلقي في قلوبهم الخسيسة شيئا :
- كيف لي و هم جمع شتيت ؟ ، كيف و الأسواق ملأى ، كل في شئونه ؟ ، كيف و كل ذي عمل قد استغرقه عمله ؟
قال الإسرائيلي ، لا يعتبر ، و كأنه لم يسمع :
- الساعة الآن الرابعة و النصف ، في الخامسة تخلو القرية .
ثم ذهب و من معه .
و مختار القرية في خوفه يمور ..
- نصف ساعة ؟ ، كيف لي أن ألـُمّهم جميعا ؟
حقا الرجل قد أعلم الناس ، ففر منهم من فر قابعا بداره ، مع علمه أن من بداره ليس بأكثر أمنا ممن هو خارجها .. و حقا خلت القرية ، بعض أنحائها .. لكنهم كانوا كثير ..
فمساءا ، و بينما الليل قد أزلّ سواده ، و خيم بالصمت على القرية ، عاد من الناس بعض لم يكن قد عاد منذ صبيحته ، أو علم .
كان يوما شاقا بالعمل ، الذي تعودوه ، ينظرون أن يخلدوا إلى راحة بعده ، ساكنين في بيوتهم البسيطة ، راضين قانعين ..
- ما هذا ؟
رأوا جنود الاحتلال في مجابهتهم ، طاغين بأسلحتهم ..
- ماذا تريدون ؟
سؤال كان الناس يبغون إجابته ، لكنها لم تأت ..
حتى القابعين تحت أكنتهم رغبوا في الإجابة ..
فمن خلال شقوق في بيوتهم أو فرج فيها كانوا يرقبون ..
رأوا الراكب يُنزَل عن دابته عنوة ..
و رأوا الناس يقسرون على الاصطفاف ..
و رأوا النيران الغاشمة تحصدهم حصدا ..
دفعة واحدة صمتت بعدها أنفاس عانقت الحياة ..
و قلوب نبضت فيما تلقاه ..
بعثوا لراحتهم ..
ساكنين ..
راضين ..
قانعين ..
قد أرادوها ، اتتهم ..
بمستقر خير من بيوت الطين ..
و تعالى صراخ فلسطين ..
لا صمت اللسان نهاه ..
تلك القصة وجدتها بين أوراقي ، و أظن أن لها معي ما بين العام و النصف و بين العامين ..
و لأنها لا تصف شكوى نفسي ، أو حالة تخصني ، أو حتى حالة لي رؤية مختلفة لها ، فقد وجدتُ أنه من المناسب نشرها هاهنا ، لما تعودتُ أن ألقى من أعضاء المنابر من عميق الترحيب ، منذ كتبت أول موضوعاتي ، على الرغم من أنني لم أبدأ فيما نشدتُ إليه بعد ..
اقرأوا و ادلوا بآرائكم ..
الدم
كفر قاسم ..
صبرا و شاتيلا ..
و قانا ..
صبغت سيول الدم مرعانا ..
على الحدود الإسرائيلية الأردنية ، اجتمع شطر من كتيبة محتلة ..
- قائد المنطقة يأمرنا بفرض هدوءا تاما بالمنطقة .
ابدى أحدهم تعليقا مستخفا ، أو ربما كان سؤالا عن عجب :
- و من من الأهالي يمكنه أن يفتح فمه ؟
و عن قرب من صلفه تساءل آخر :
- ما السبب ؟
اتتهم الإجابة جميعا :
- لا يريد ما يحدوا توترا لنا ...
ثم تبلورت :
- من أجل ( سيناء ) .
فانطلق جزء منهم ، لا يوقفهم أحد ، بين الأهالي ، الكارهين لهم ، المستسلمين لبطشهم ، إذ ما عرفوا ، في ( كفر قاسم ) ، قريتهم الصغيرة الجميلة ، قتالا قط .
كنا توكلنا نعيش به ..
و السلم كل السلم كان دنيانا ..
نرمي بذورا كان الله فالقها ..
الخير منها نترقبه بدعانا ..
و إلى منزل مختار القرية تحرك ذلك الجزء ..
- اجمع هؤلاء الأهالي ، حظر تجول .
سألهم المختار مستنكرا :
- لماذا ؟
أجيب بشراسة :
- لا شأن لكَ ، اعلمهم فحسب .
رفض ، و ودّ لو يقوى على الجهر برفضه ، أزاء ذلك المعتدي الفاجر ، لكنه فقط قال ، عساه يلقي في قلوبهم الخسيسة شيئا :
- كيف لي و هم جمع شتيت ؟ ، كيف و الأسواق ملأى ، كل في شئونه ؟ ، كيف و كل ذي عمل قد استغرقه عمله ؟
قال الإسرائيلي ، لا يعتبر ، و كأنه لم يسمع :
- الساعة الآن الرابعة و النصف ، في الخامسة تخلو القرية .
ثم ذهب و من معه .
و مختار القرية في خوفه يمور ..
- نصف ساعة ؟ ، كيف لي أن ألـُمّهم جميعا ؟
حقا الرجل قد أعلم الناس ، ففر منهم من فر قابعا بداره ، مع علمه أن من بداره ليس بأكثر أمنا ممن هو خارجها .. و حقا خلت القرية ، بعض أنحائها .. لكنهم كانوا كثير ..
فمساءا ، و بينما الليل قد أزلّ سواده ، و خيم بالصمت على القرية ، عاد من الناس بعض لم يكن قد عاد منذ صبيحته ، أو علم .
كان يوما شاقا بالعمل ، الذي تعودوه ، ينظرون أن يخلدوا إلى راحة بعده ، ساكنين في بيوتهم البسيطة ، راضين قانعين ..
- ما هذا ؟
رأوا جنود الاحتلال في مجابهتهم ، طاغين بأسلحتهم ..
- ماذا تريدون ؟
سؤال كان الناس يبغون إجابته ، لكنها لم تأت ..
حتى القابعين تحت أكنتهم رغبوا في الإجابة ..
فمن خلال شقوق في بيوتهم أو فرج فيها كانوا يرقبون ..
رأوا الراكب يُنزَل عن دابته عنوة ..
و رأوا الناس يقسرون على الاصطفاف ..
و رأوا النيران الغاشمة تحصدهم حصدا ..
دفعة واحدة صمتت بعدها أنفاس عانقت الحياة ..
و قلوب نبضت فيما تلقاه ..
بعثوا لراحتهم ..
ساكنين ..
راضين ..
قانعين ..
قد أرادوها ، اتتهم ..
بمستقر خير من بيوت الطين ..
و تعالى صراخ فلسطين ..
لا صمت اللسان نهاه ..
( تمت بحمد الله سبحانه و تعالى )
محمد رشاد
تعليق