يحكى أنه في إحدى شوارع المدينة أو بالذات عندما يجمع السكان إلى دورهم، وينصرفوا إلى تدبير أمر راحتهم من يوم شاق هو يوم معاشهم المعتاد، كان هناك "مأساة" تنتصب – إسوة بكل الشوارع – للفئران (إذ لا يكاد يكون هناك شارع أو زقاق) إلا وفيه قط أو اكثر، يعتاشون على الفتك بالفئران، ولكن في ذلك الشارع كان هناك قط "أسطورة" لا نظير له في البطش، ولا قرين له في الفتك، لم يكن ذلك القط مشهوراً بكثرة ضحاياه فقط، ولا بالطريقة التي يفتك بها – رغم كونها بالغة الفرادة في الشدة والقسوة، لكنه يمتاز عن بقية القطط بـ"قفزة" جبارة، حتى يقال أن نهاية فقزته عند نهاية مدى بصره.
... فكم من فأر شاهد بنى جنسه وهم مضرجين في الدماء، في قفزة واحدة من قفزات ذلك القط الرهيب، فكان يفتك بالفئران واحداً تلو الأخر، وعندما تنتهي قفزته يعود أدارجه، ويلتقط صيده، أو يترك بعضه لأتباعه من القطط التي قهرها، فظلت تعيش على بقاياه، وما يجود به.
فرت مجموعات من فئران شارعه إلى الشوارع الأخرى بالرغم من وجود القطط فيها، " فالشر فيه ما تختار"، وكانت تتحرى أبعد شوارع المدينة عن مسقط رأسها، إذ لم يكن غريباً، أن يوسّع القط مدى قفزته ليدخل في حدود الشوارع الأخرى، رغم كونه مبدئياً مكتفياً بشارعه فقط، لكن مجموعة من الفئران لم تغادر، وظلت وفية للوطن، وتدبرت أمورها – رغم تزايد تناقض أعدادها – بين الجوع والخوف.
.. أستمر الأمر على منواله حتى سمعت الفئران بشائعات مترددة ومرتبكة عن أمر ما قد وقع للقط، فهو رغم كونه سليماً معافي، إلا أنه على غير عاداته المزمنة، لم يعد يلاصق الفئران كما كان، إذا يؤكد شهود عيان – من الفئران وغيرهم – أنهم شاهدوا القط يتغافل عن فئران مؤكد أنه شاهدها، ثم قيل أن بعض الفئران الصغيرة مرت أمامه مباشرة، ولم يحدث له شئ، بل يبدو وكأنه منع أتباعه كذلك عن ملاصقة تلك الفئران.
بعد ذلك بدأت كائنات ذلك "الزقاق أو الشارع" يتأكدون من تداول خبر عن توبة القط، ثم قيل أن القط "الرهيب" يستعد لتأدية مناسك الحج، وبعد ذلك قيل أنه ذهب فعلاً.. وتأكد الخبر يقيناً.. بما لا يدع مجالاً للشك، نعم لقد حج القط..!!!
الحياة هي نتيجة للسيطرة على الرعب، فالحي هو الذي يكون رعبه محدوداً لدرجة لا تمنعه من الحياة الطبيعية، لذلك لم تكن الفئران تعرف معنى الحياة، وعندما أحست بأ،ها يمكن أن تكتسب هذا المعنى، داخلها رعب أخر، من الحياة نفسها. لم تصدق بعض الفئران ذلك وأرجعيته للمؤامرة، والكيد والمكر الخفي، وقال بعضهم أن كل شئ جائز، وأن الله يغير القلوب، ويقلبها كيف شاء، لكن بعض الفئران كانت تتمسك بحرفية النصوص – كما يبدو – وقالت ان المخالب لم ترد في النصوص، وأن الله قادر على تبديلها لكنه لم يخبرنا بأ،ه سيبدلها، ولم نسمع بقط بُـدّلن مخالبه إلى أظافر، أو قط تائب. ورغم نصيحة العقلاء من الفئران للأخرين بضرورة الصبر، وأنتظار لعل في ما هو قادم جلاء الامور، وبيان للحقيقة والمستور... رغم هذه النصائح، أستمر الجدل على اشده بين الفئران... فبعض الفئران لم ترد أن تصدق، وبعضها الأخر لم يستطع، وبعضها قال أن صدّق.. لكنه لم يتقين؟ وعموماً فضّل الجميع الإنتظار...
بعد فترة قبل أن القط عاد من الحج، وان مظاهر الاستكمانة تبدو واضحة عليه، وأنه لا يكف عن التسبيح بمسبحته التي لا تفارقه منذ عودته، ووُصِف لباسه الناصع البياض الطويل المهيب، أما عمامته فكانت تكتمل إقناع كل من يشاهده بأنه قط أخر، ليس هو بحال ذلك القط "الرهيب"
... وقد أقام القط "الحاج" سرداقاً كبيراً للإحتفال، وإقامة الولائم للضيوف والمرحبين والمهنئين، وكذلك للمريدين الذين قدموا للإستئناس بفيوض البركة، والإشتمال على فوائد العرفان من القط "الحاج".
... وحدها الفئران ظلت في صيدتها، ومما زاد تلك الحيرة، وفود بعض من الفئران المهاجرة للتشاور مع فئران الداخل، في إمكانية الإعتماد على ما حدث، وطي صفحة الماضي، ونسيان الأمر، فشارع يحكمه قط تائب، خير من شارع يحكمه قط أضعف لم يتب بعد!!!
... فكم من فأر شاهد بنى جنسه وهم مضرجين في الدماء، في قفزة واحدة من قفزات ذلك القط الرهيب، فكان يفتك بالفئران واحداً تلو الأخر، وعندما تنتهي قفزته يعود أدارجه، ويلتقط صيده، أو يترك بعضه لأتباعه من القطط التي قهرها، فظلت تعيش على بقاياه، وما يجود به.
فرت مجموعات من فئران شارعه إلى الشوارع الأخرى بالرغم من وجود القطط فيها، " فالشر فيه ما تختار"، وكانت تتحرى أبعد شوارع المدينة عن مسقط رأسها، إذ لم يكن غريباً، أن يوسّع القط مدى قفزته ليدخل في حدود الشوارع الأخرى، رغم كونه مبدئياً مكتفياً بشارعه فقط، لكن مجموعة من الفئران لم تغادر، وظلت وفية للوطن، وتدبرت أمورها – رغم تزايد تناقض أعدادها – بين الجوع والخوف.
.. أستمر الأمر على منواله حتى سمعت الفئران بشائعات مترددة ومرتبكة عن أمر ما قد وقع للقط، فهو رغم كونه سليماً معافي، إلا أنه على غير عاداته المزمنة، لم يعد يلاصق الفئران كما كان، إذا يؤكد شهود عيان – من الفئران وغيرهم – أنهم شاهدوا القط يتغافل عن فئران مؤكد أنه شاهدها، ثم قيل أن بعض الفئران الصغيرة مرت أمامه مباشرة، ولم يحدث له شئ، بل يبدو وكأنه منع أتباعه كذلك عن ملاصقة تلك الفئران.
بعد ذلك بدأت كائنات ذلك "الزقاق أو الشارع" يتأكدون من تداول خبر عن توبة القط، ثم قيل أن القط "الرهيب" يستعد لتأدية مناسك الحج، وبعد ذلك قيل أنه ذهب فعلاً.. وتأكد الخبر يقيناً.. بما لا يدع مجالاً للشك، نعم لقد حج القط..!!!
الحياة هي نتيجة للسيطرة على الرعب، فالحي هو الذي يكون رعبه محدوداً لدرجة لا تمنعه من الحياة الطبيعية، لذلك لم تكن الفئران تعرف معنى الحياة، وعندما أحست بأ،ها يمكن أن تكتسب هذا المعنى، داخلها رعب أخر، من الحياة نفسها. لم تصدق بعض الفئران ذلك وأرجعيته للمؤامرة، والكيد والمكر الخفي، وقال بعضهم أن كل شئ جائز، وأن الله يغير القلوب، ويقلبها كيف شاء، لكن بعض الفئران كانت تتمسك بحرفية النصوص – كما يبدو – وقالت ان المخالب لم ترد في النصوص، وأن الله قادر على تبديلها لكنه لم يخبرنا بأ،ه سيبدلها، ولم نسمع بقط بُـدّلن مخالبه إلى أظافر، أو قط تائب. ورغم نصيحة العقلاء من الفئران للأخرين بضرورة الصبر، وأنتظار لعل في ما هو قادم جلاء الامور، وبيان للحقيقة والمستور... رغم هذه النصائح، أستمر الجدل على اشده بين الفئران... فبعض الفئران لم ترد أن تصدق، وبعضها الأخر لم يستطع، وبعضها قال أن صدّق.. لكنه لم يتقين؟ وعموماً فضّل الجميع الإنتظار...
بعد فترة قبل أن القط عاد من الحج، وان مظاهر الاستكمانة تبدو واضحة عليه، وأنه لا يكف عن التسبيح بمسبحته التي لا تفارقه منذ عودته، ووُصِف لباسه الناصع البياض الطويل المهيب، أما عمامته فكانت تكتمل إقناع كل من يشاهده بأنه قط أخر، ليس هو بحال ذلك القط "الرهيب"
... وقد أقام القط "الحاج" سرداقاً كبيراً للإحتفال، وإقامة الولائم للضيوف والمرحبين والمهنئين، وكذلك للمريدين الذين قدموا للإستئناس بفيوض البركة، والإشتمال على فوائد العرفان من القط "الحاج".
... وحدها الفئران ظلت في صيدتها، ومما زاد تلك الحيرة، وفود بعض من الفئران المهاجرة للتشاور مع فئران الداخل، في إمكانية الإعتماد على ما حدث، وطي صفحة الماضي، ونسيان الأمر، فشارع يحكمه قط تائب، خير من شارع يحكمه قط أضعف لم يتب بعد!!!
تعليق