بسم الله الرحمن الرحيم
(( لو أن الأرض لي وحدي وليس عليها سواي ))
لقد كانت الأعاصير تجوب الأرض الجدباء فتضرب ُ أقطارها وتعصف بحارها
فما شعر بخطرها إنسان ولا ذاق أضرارها ... !
لأنها كانت خالية من الإنسان ..
وكانت الأمطار تصب على الأرض الميتة فتنبت أزهارها وتحيى بها أشجارها
فما انتفع بحياتها إنسان ولا ذاق ثمارها ... !
لأنها كانت خالية من الإنسان ..
خطت البراكين عليها آثارها
و دمّرات الزلازل أحجارها
فما تضايق إنسان من تدميرها
أو حــاول إعــــمارها ...
لأنها كانت خالية من الإنسان
وبقيت الأرض على هذه الحال عمرا من الدهر
وهي خاوية من بني البشر .. !!
ترى كيف كانت الأرض قبلنا ؟
تخيل نفسك وحيدا على الأرض الخاوية ...
بماذا ستفكر حينها .. ؟
أين ستنام ؟
وماذا ستأكل ؟
و كيف تفسر الظواهر الطبيعية ..
وأنت لم تتعلم شيئا ً
ومن ذا سيعلمك ولا أحد سواك عليها ؟
كيف ستنظر إلى السحاب ؟ وإلى الشمس والقمر ؟
هل ستسجد لهم ؟
كيف ستنظر إلى الجبال ؟ والسهول والوديان ؟
هل ستستشعر الإ ختلاف في ألوانها وأشكالها ؟
هل ستعبد أكبرها ليحقق لك أحلامك ؟
كيف ستنظر إلى البحر ؟
هل ستحرك أصوات الرياح مشاعرك ؟
كيف سيكون شعورك لو خسف القمر ؟
وحجبت الشمس وكسفت ؟
وأنت وحدك ؟
ماذا ستفعل وبماذا ستفكر ؟
.
.
.
هل ستحلم بالمستقبل أو أنك لا تخشى المستقبل ؟
ومن ذا ينازعك عليه أو يزاحمك فيه !
ولماذا التنافس أصلا وهو شبيه الماضي ..
.
.
لو أني في تلك الحال
سأشعر بالحاجة إلى الإله قبل كل شيء
سأوجه قلبي إليه كلما تذكرته وسأحس بأنه يراني ,
سأحس بأنه من فوق السماء يتابعني
سأكون متجردا للحق ولا مكان لغير الحق ولن ينفعني غير الحق
ولماذا أختارالباطل وأنا وحدي ؟!!
إن الذين اختاروا الباطل اليوم لم يكونوا لوحدهم وإنما اختاروه
من أجل الاستمتاع به مع أقرانهم وأصدقائهم وأحبابهم!!
سأنظر إلى الأشياء معتقدا أنها تنظر إلي
فليس أحد يعلمني أويشرح لي الفرق بيني وبين الشجرة
أو الفرق بين الظل وبين الأعشاب !!
سأرافق ظلي في النهار وسأودعه في الليل
سأفرح به في الغد و سأستقبل النهار بكل فرح واشتياق
لمقابلة صديقي الوفي ( ظلي )
ولأني لا أدري ما الكلام فسأعتقد بأنه مثلي لا يدري ما الكلام
لذلك سأتحسسه , وسأمسه بيدي لأخبره أني معه ...
أين سأختبيء عن الأمطار ؟
سأركض ركضة بدائية إلى شجرة كبيرة
قد تكون ركضة معتوه أو ركضة من لا يجيد فن الركض
سأركض بوجل و ملامحي في حالة فزع من المطر
سأهرب من البرد لكن إلى أين ؟؟
سأحس بالبرد وقلة حيلتي
ولن يقيني البرد و لو جلست القرفصاء أو التصقت بجذع شجرة عظيمة ..
سأحتاج إلى أنثى لتخفف من فزعي حينئذ
نعم سأحتاج إليها لكن ليس على ثقافة السينما ولا على ثقافة التائهين من الشباب التافهين لأتلصص على هاتف أهلها في الليل أو اقتحم بريدها الإلكتروني .. لا لا أريد هذه الأشياء .. سأحتاج إلى الأنثى ليس من أجل أن تجهز لي غذائي ولباسي أو لتخدمني وأنا فقط أجلس على أريكتي كأني صنم لا يتحرك أو يهب لنجدتها من تلك الأطباق وتلك الأواني وذلك العمل المنزلي المرهق , لن تكون حاجتي لها من أجل أن أحس بأني أتميز عنها بذكورتي ..
لا ,, بل أريدها أن تتحدث معي فقد سئمت الصمت أريد أن أحسسها بمعنى الرجولة
أريد أن تعرف أن الأنثى وإن اختلفت عن الرجل في بنائها فإنها
لن تختلف في إكرامها وإجلالها وإكبارها ...
هكذا أحتاجها .. أريدها عظيمة لأكون عظيما وليكون نسلنا من العظماء ..
ياااه .
لقد استطردت في الحديث عن الأنثى وحق لي فالفطرة أن أبحث عن الشق الآخر ليكملني وأكمله ليساعدني وأساعده , وليستمر هذا العنصر البشري .. لعمارة الأرض , لكني لن أفكر فيها أبدا وأنا لم أشاهدها يوما فأنا على الأرض وحدي ... !
ولا أعتقد أن الغريزة الكاذبة ستجد طريقا إلي وأنا لم أشاهد الـ ( إل بي سي ) ومثيلاتها ... وحتى لو رأيت مشهدا لتلك القنوات الماجنة وأنا على الأرض بمفردي , فسأعلم رغم أن أحدا لم يخبرني بأنهم يعملون السيئات , سأعلم بأنهم يصنعون شيئا يخالف الطبيعة يخالف الحياء يخالف الكرامة ..
سأستحي من إلهي لأنه رآني وأنا أنظر إلى أولئك الماجنين إلى أولئك الأشرار ,, سأبحث عن مكان لأختبيء فيه من ربي !! ولكني كلما ذهبت إلى مكان شعرت بأنه يراني ومطلع علي , سأبحث عن حجر لأكسر تلك القناة الفاسقة .. و سأغير المنكر بالحجر .. لن يتهمني أحد بالتخلف والرجعية ولن أراعي شعور أحد
إذ ليس عندي أحد سوى ظلي وهو صديقي الوفي وساعدي الأيمن وسيساعدني على إعدام تلك القناة الفاسقة ...
سيرخي الليل سدوله لأنام فوق شجرة كبيرة أو تحتها أو في داخل الغار الذي إذا دخلت فيه فقدت نفسي وأحسست بأن بعضي ذهب مع ظلي إلى حيث لا أدري .. سوف أحس بأني روووح تتسامى إلى خالقها سأحس هناك بأني نفس تنبض لباريها
سأوجه وجهي للذي فطرني ووسأسلم وجهي لمن أسلمت له الأرض
وسأنام في رعاية الله ...
__________________
تعليق