بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الاخوة الاحباب الافاضل
اشهدكم اني احبكم في الله جميعا
اود ان اشترك بهذه القصة التي اسال الله ان يكون فيها العبرة وهي ليست مما خطت يمناي ولكن لي الشرف في ان انقلها ها هنا
هذه القصة فيها الكثير من الحقيقة أكثر من 80% طبعاً الأسماء كلها مستعارة وكذلك الاماكن لاسباب امنية
القصة تتحدث عن شاب مصري ذهب للبحث عن القسام في قطاع غزة
البداية
تخرج أحمد من كلية الإعلام من أحدى الجامعات المصرية
أحمد مصري حتى النخاع ... فهو من أبوين وجدين مصريين... ولكنه كان من عشاق فلسطين ومن حبه لفلسطين تعرف على القسام من خلال موقع القسام على الانترنت
قرأ أحمد كثيرا عن الشهداء وتأثر بهم كثيرا ...حتى وصل به الأمر أنه تعرف على جميع الشهداء وأصبح يحفظ أسمائهم عن ظهر قلب
وفي يوم جلس أحمد في شرفة منزله ليأخذ قسطا من الراحة وأخذ ينظر إلى الشوارع المزدحمة ويرقب الناس
لاحظ أحمد سرعة حركة الناس واستعجالهم وبدأ يفكر ما الذي يجعل هؤلاء يتحركون بهذه السرعة
أكيد أنه السعي وراء الرزق .. فالحياة في القاهرة صعبة.. والشباب فرصتهم في الحصول على مكان سكن وبناء أسرة أصبح حلما بعيد المنال … وربما لا يتحقق إلا بعد أن يمضي الشاب سنين طوال في العمل ليلا ونهارا حتى يحقق هذا الحلم .. ولكن حينها سيكون أفنى عمره لمجرد الحصول على سكن
الشباب يتطلعون اليوم للكسب السريع و بأية وسيلة .. فهم لا يريدون أن يضيعوا وقتهم في انتظار جواب القوى العاملة التي من الممكن أن تضعهم في مكان بعيدا عن تخصصهم
سرح أحمد في أفكاره وأخذ يفكر في مستقبله فلقد مل من الجلوس في البيت وانتظار سعي والده وأقاربه في واسطة للحصول على وظيفة محترمة
يعود أحمد مرة أخرى إلى الإنترنت ثم يقلب صفحات الموقع ويقرأ ما كان قد قرأه من قبل... شهداء القسام
الشيء الوحيد الذي لم يمل منه أحمد هو قراءة سيرة هؤلاء الشهداء فهو يرى فيهم الصحابة الذين لم يعاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم
فتح أحمد مذكرات حسن سلامة الموجودة في الموقع وأخذ يقرأها ثم أندمج في القراءة وحين وصل للفصل الذي يتحدث فيه الأسير حسن سلامة عن الحديث الذي دار بينه وبين الإستشهادي
وكيف رفض الإستشهادي تناول الطعام اشتياقا منه لتناوله في الجنة والرؤيا التي رآها قبل تنفيذه العملية بساعات... أجهش أحمد في البكاء لدرجة أن أخته سمعته من خارج الغرفة فأسرعت لتتبين الأمر
دخلت عليه وهي في حالة من الجزع خوفا على أخوها وتسأله ما الذي حدث
لم يجبها أحمد على سؤالها أو بالأحر لم يستطع أجابتها على أسئلتها وبدا كأنه لم يسمعها
لولا أنها قالت له لقد نودي لآذان المغرب.. حرام عليك الجلوس على النت كل هذا الوقت
قام أحمد ودون أن يتحدث مع أخته ولو بكلمة وذهب للوضوء للصلاة
وبدورها استغلت ابتعاده عن شاشة الجهاز لتقرأ ما الذي قرأه أخوها فأبكاه إلى هذه الدرجة
عاد أحمد ودخل غرفته وفرش سجادة الصلاة وبدأ الصلاة في خشوع لم يتعوده من قبل .. بينما أخته تقرأ النص الموجود على الشاشة
أنهى أحمد صلاة المغرب وركعتي السنة ورفع يده إلى السماء يدعوا للمسلمين والمجاهدين ..ثم أنتبه أن أخته لازالت في الغرفة .. فلتفت إليها قائلا لو سمحت يا ريم أريد أن أبقى وحدي قليلا
فنظرت إليه وكانت الدموع تملأ عينها وقالت له هل هذا ما أبكاك
فقال لها : هل قراءتيه ؟
قالت : نعم وهو مؤثر حقا
إنهم أُناس من عالم آخر ..سبحان الله ما أقوى عزيمتهم
ثم استطردت قائلة.. ولكن قراءة مثل هذه القصص ليست جيدة بالنسبة لك ... فقد تسبب لك حالة من الكآبة والحزن ..الأفضل أن تدعو الله بأن يحنن قلوب المسلمين عليهم وأن يهبوا لنصرتهم
نظر إليها أحمد وقال : كل واحد في الأمة الإسلامية يقول قولك هذا .. وكل واحد يتكل على الأمة الإسلامية .. ونسي أن الأمة الإسلامية هي نحن ولا أحد سوانا.. فحين يفكر الجميع بهذه الطريقة كيف تصحوا الأمة الإسلامية وكل أبنائها يقولون متى تهب الأمة الإسلامية أليس هذا من عجائب الأمور ؟
قالت وهل الناس البسطاء بيدهم شيء ؟؟ أليست هذه وظيفة الحكام
قال أحمد متعجبا ساخرا ..حكام !
اتركيني يا أختي وحدي .. فأنا أريد أن اختلي بنفسي
قالت له الآن سيبدأ برنامج الأستاذ عمرو خالد … ألا تريد أن تشاهده ؟
قال حين يبدأ نادي علي .. أريد أن أرسل رسالة إلى صديق على الإيميل
مرت الأيام وأحمد بين النت وبين ما يراقبه في الحياة
وفي يوم جاء والده وقال له .. وجدت لك وظيفة في إحدى المجلات المشهورة فلقد توسط لي فلان عند رئيس التحرير ورضي أن يجربك
فرح احمد كثيرا بهذا الخبر فهذا ما كان يتمناه.. وظيفة صحفي
ذهب احمد إلى عنوان المجلة وقابل رئيس التحرير الذي استقبله بحفاوة و حدثه عن تشجيعه للشباب الطموح
وبين نصائح الخبير و السؤال عن الأقارب انقضى الحديث بينهما على أن يقوم احمد بإعداد تحقيق عن أحدى الممثلات المتهمات في احد القضايا
وبالفعل قام احمد بهذا العمل وقد أُعجب رئيس التحرير بأسلوبه في تناول الموضوع
وذات يوم قال أحمد لرئيس التحرير إن ما يحدث في فلسطين يشد العالم هذه الأيام وخصوصا العمليات التي يقوم بها الفلسطينيين من تفجير أنفسهم وسط اليهود .. فلماذا لا نكتب عنهم أو تسمح لي بتناول هذا الموضوع ؟
قال له رئيس التحرير إن هذا من تخصص الجرائد والمجلات المهتمة بالسياسة وأنت تعلم أن مجلتنا خفيفة .. وقراءها من نوعية معينة لا تستهويهم هذه المواضيع
قال أحمد أستطيع أن أتناول الموضوع بطريقة تجعله ملفتا للنظر فما يحدث في فلسطين على ألسنة الناس هذه الأيام
تحدث أحمد في الموضوع مع مسئوله في العمل وقد أبدى حماسة كبيرة في حديثه حتى قال له رئيس التحرير ما لم يكن ليتوقعه منه
فقد اقترح عليه رئيس التحرير أن يسافر إلى فلسطين ويقوم بعمل تحقيق صحفي هناك
لم يكن يتوقع رئيس التحرير استجابة احمد لهذا الأمر.. فلقد خُيل إليه أنه من أنصار العمل والكتابة عن بعد.. فالسفر إلى فلسطين شاق والمجلة لا توجد لديها إمكانيات تغطية مصاريف سفره .. خصوصا وهي ما تزال مجلة ناشئة
ولكن أحمد الذي لم يكن ليحلم بهذا الأمر تمسك بالفكرة وتحمس لها كثيرا لدرجة أنه عرض على رئيس التحرير أن يساهم في مصاريف السفر والإقامة على نفقته الخاصة وبينه وبين نفسه اعتبر أن بدايته كصحفي مشهور ستبدأ من هناك
تتسارع الأحداث ويبدو أن حلم احمد أصبح قريبا من الحقيقة ... فلقد تم تحديد معاد سفره إلى غزة عن طريق معبر رفح الحدودي
وبين إصرار احمد و نصائح الأهل والأصدقاء بعدم الذهاب وجد احمد نفسه أخيرا في المعبر يتمم الاجرائات في الجانب المصري ويدخل إلى الجانب الفلسطيني الذي يشرف عليه اليهود
ولأول مرة في حياته يجد أحمد نفسه أمام اليهود وجها لوجه
الموظفين في المعبر من رجال ونساء كلهم من الجنود ويرتدون الملابس العسكرية ويحملون أسلحة أتوماتيكية
كأنه يدخل إلى قاعدة عسكرية وليس معبر حدودي
ولكن أحمد أخذ انطباع خاطئ عن اليهود في المعبر .. فلقد عامله الموظفون بكل لطف وأدب حتى بدا له أن اليهود يختلفون عن ما سمع عنهم وقرأ
خرج أحمد من مبنى المعبر الخاص باليهود وركب حافلة تقله أمتار معدودة لأنه لا يُسمح لأحد بالتنقل سيرا على الأقدام
خرجت الحافلة من المعبر و سارت به مسافة ثلاثين متر تقريبا ثم توقفت بالقرب من بوابة المعبر وكما يفعل المسافرون نزل أحمد من الحافلة واخذ معه حقيبته واتجه نحو موقف السيارات الذي ينادي على الركاب
في تلك اللحظة كان هناك شاب يقوم بتوصيل صديقا له مسافر نحو إحدى البلاد العربية مارا بمصر
ولا حظ الشاب حديث أحمد مع السائق وانتبه للكنته المصرية الواضحة
ويبدو أن السائق واحمد اختلفا على شيء .. فتدخل الشاب في الحوار وقال هل من مشكلة ؟
نظر إليه السائق وقال له : يريد أن يأخذ السيارة طلب مخصوص إلى خان يونس ويدفع عشرة جنيهات فقط
نظر الشاب إلى احمد وقال له هل لك أقارب في خان يونس قال أحمد لدي صديق يسكن هناك وهذا هو عنوانه
قال الشاب أنا من خانيونس ... يمكنني أن أوصلك معي إلى عنوانك
قال احمد أكون شاكرا لك ولكن كم ستأخذ مني
ضحك الشاب وقال له لا عليك لن نختلف على هذا
تقدم الشاب واحمد نحو السيارة ووضع حقيبته في الكرسي الخلفي ثم قال له هل أنت فلسطيني تسكن في مصر ؟؟
رد احمد لا بل مصري وجئت هنا لزيارة احد الأصدقاء وهو من خان يونس
نظر إليه الشاب وقال جميل أن يزور مصري صديقا له في غزة رغم صعوبة السفر
قال احمد انه صديق حميم تعرفت عليه منذ وقت طويل
ثم سأل احمد الشاب.. هل خان يونس بعيدة من هنا
قال الشاب لا بل قريبة جدا حوالي سبعة كيلو
احمد .. صحيح كم ستأخذ مني أجرة توصيل ؟
قال الشاب لن أأخذ منك شيئا فانا لست سائق تكسي
ركب الاثنان السيارة ثم تذكر احمد السائق وقال : هل رأيت ذلك السائق الذي لم يعجبه عشرة جنيهات في هذه المسافة
ضحك الشاب كثيرا من كلام احمد وقال: الأسعار هنا تختلف عن عندكم
فالعشرة جنيهات لا تساوي الكثير هنا
ثم استطرد الشاب قائلا : عليك أن تبدل نقودك إلى نقود إسرائيلية حتى لا تتعب حين تحتاج شراء شيء
احمد .. إذا كنت تعرف محل صرافة جيد فدلني عليه وأكون شاكرا
قال الشاب هذه أول مرة تزور فيها القطاع أليس كذلك ؟
أحمد .. نعم
الشاب.. ما رأيك أن نمر على رفح في طريقنا وهناك تبدل نقودك في سوق العملة وبالمرة تشاهد رفح
احمد وقد ارتاح للشاب كثيرا ثم مازحه قائلا أرجو أن لا أبدأ زيارتي لغزة بعملية نصب
ضحك الشاب من مزحة احمد وقال : لا عليك هنا لا يوجد نصب والغريب له معاملة خاصة
قال احمد ما غريب إلا الشيطان
اقتربت السيارة من مفترق الطريق الذي يتجه يمينا إلى مدينة رفح أو قلعة الجنوب كما يحب أهلها أن يسموها
ظل احمد والشاب صامتين لبعض الوقت
وهنا نظر احمد إلى شريط تسجيل يخرج نصفه من مسجل السيارة فقام بإدخال الشريط إلى المسجل وأشعله
كان شريط مجاهدون وكانت الأنشودة التي سمعها أنشودة رغم الموت والمذابح والتشريد
أنتبه أحمد أن الشريط لحماس فقال للشاب ..هل هذه الأشرطة ممنوعة عندكم
الشاب.. لا … ومن سيمنعها ؟
أحمد .. السلطة… ألا تقوم بسجن رجال حماس ؟
الشاب .. يحدث هذا أحيانا ولكن ليس بسبب شريط طبعا
توقف الشاب بالسيارة أمام أحد محلات الصرافة وقال لأحمد هيا لكي تقوم بتبديل ما تريده
نزل احمد والشاب من السيارة ودخلا المحل وطرح الشاب على صاحب المحل السلام
فرد عليه الصراف وعليكم السلام.. كيف حالك يا علي
الشاب أو علي ... الحمد لله كله تمام
قال علي بكم يساوي سعر الجنيه اليوم
الصراف .. الجنيه = 1 شيكل بالضبط
علي .. صديقي لديه جنيهات يريد استبدالها
قال الصراف موجها حديثه لأحمد …كم معك ؟
احمد ..أريد أن استبدل مائتي جنيه ومائة دولار
قال الصراف هذا يساوي 646 شيكل
قال احمد حسنا تفضل هذه هي النقود
لم يكد احمد يكمل كلمته حتى قطعها إطلاق الرصاص
يتبع باذن الله تعالى
ايها الاخوة الاحباب الافاضل
اشهدكم اني احبكم في الله جميعا
اود ان اشترك بهذه القصة التي اسال الله ان يكون فيها العبرة وهي ليست مما خطت يمناي ولكن لي الشرف في ان انقلها ها هنا
هذه القصة فيها الكثير من الحقيقة أكثر من 80% طبعاً الأسماء كلها مستعارة وكذلك الاماكن لاسباب امنية
القصة تتحدث عن شاب مصري ذهب للبحث عن القسام في قطاع غزة
البداية
تخرج أحمد من كلية الإعلام من أحدى الجامعات المصرية
أحمد مصري حتى النخاع ... فهو من أبوين وجدين مصريين... ولكنه كان من عشاق فلسطين ومن حبه لفلسطين تعرف على القسام من خلال موقع القسام على الانترنت
قرأ أحمد كثيرا عن الشهداء وتأثر بهم كثيرا ...حتى وصل به الأمر أنه تعرف على جميع الشهداء وأصبح يحفظ أسمائهم عن ظهر قلب
وفي يوم جلس أحمد في شرفة منزله ليأخذ قسطا من الراحة وأخذ ينظر إلى الشوارع المزدحمة ويرقب الناس
لاحظ أحمد سرعة حركة الناس واستعجالهم وبدأ يفكر ما الذي يجعل هؤلاء يتحركون بهذه السرعة
أكيد أنه السعي وراء الرزق .. فالحياة في القاهرة صعبة.. والشباب فرصتهم في الحصول على مكان سكن وبناء أسرة أصبح حلما بعيد المنال … وربما لا يتحقق إلا بعد أن يمضي الشاب سنين طوال في العمل ليلا ونهارا حتى يحقق هذا الحلم .. ولكن حينها سيكون أفنى عمره لمجرد الحصول على سكن
الشباب يتطلعون اليوم للكسب السريع و بأية وسيلة .. فهم لا يريدون أن يضيعوا وقتهم في انتظار جواب القوى العاملة التي من الممكن أن تضعهم في مكان بعيدا عن تخصصهم
سرح أحمد في أفكاره وأخذ يفكر في مستقبله فلقد مل من الجلوس في البيت وانتظار سعي والده وأقاربه في واسطة للحصول على وظيفة محترمة
يعود أحمد مرة أخرى إلى الإنترنت ثم يقلب صفحات الموقع ويقرأ ما كان قد قرأه من قبل... شهداء القسام
الشيء الوحيد الذي لم يمل منه أحمد هو قراءة سيرة هؤلاء الشهداء فهو يرى فيهم الصحابة الذين لم يعاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم
فتح أحمد مذكرات حسن سلامة الموجودة في الموقع وأخذ يقرأها ثم أندمج في القراءة وحين وصل للفصل الذي يتحدث فيه الأسير حسن سلامة عن الحديث الذي دار بينه وبين الإستشهادي
وكيف رفض الإستشهادي تناول الطعام اشتياقا منه لتناوله في الجنة والرؤيا التي رآها قبل تنفيذه العملية بساعات... أجهش أحمد في البكاء لدرجة أن أخته سمعته من خارج الغرفة فأسرعت لتتبين الأمر
دخلت عليه وهي في حالة من الجزع خوفا على أخوها وتسأله ما الذي حدث
لم يجبها أحمد على سؤالها أو بالأحر لم يستطع أجابتها على أسئلتها وبدا كأنه لم يسمعها
لولا أنها قالت له لقد نودي لآذان المغرب.. حرام عليك الجلوس على النت كل هذا الوقت
قام أحمد ودون أن يتحدث مع أخته ولو بكلمة وذهب للوضوء للصلاة
وبدورها استغلت ابتعاده عن شاشة الجهاز لتقرأ ما الذي قرأه أخوها فأبكاه إلى هذه الدرجة
عاد أحمد ودخل غرفته وفرش سجادة الصلاة وبدأ الصلاة في خشوع لم يتعوده من قبل .. بينما أخته تقرأ النص الموجود على الشاشة
أنهى أحمد صلاة المغرب وركعتي السنة ورفع يده إلى السماء يدعوا للمسلمين والمجاهدين ..ثم أنتبه أن أخته لازالت في الغرفة .. فلتفت إليها قائلا لو سمحت يا ريم أريد أن أبقى وحدي قليلا
فنظرت إليه وكانت الدموع تملأ عينها وقالت له هل هذا ما أبكاك
فقال لها : هل قراءتيه ؟
قالت : نعم وهو مؤثر حقا
إنهم أُناس من عالم آخر ..سبحان الله ما أقوى عزيمتهم
ثم استطردت قائلة.. ولكن قراءة مثل هذه القصص ليست جيدة بالنسبة لك ... فقد تسبب لك حالة من الكآبة والحزن ..الأفضل أن تدعو الله بأن يحنن قلوب المسلمين عليهم وأن يهبوا لنصرتهم
نظر إليها أحمد وقال : كل واحد في الأمة الإسلامية يقول قولك هذا .. وكل واحد يتكل على الأمة الإسلامية .. ونسي أن الأمة الإسلامية هي نحن ولا أحد سوانا.. فحين يفكر الجميع بهذه الطريقة كيف تصحوا الأمة الإسلامية وكل أبنائها يقولون متى تهب الأمة الإسلامية أليس هذا من عجائب الأمور ؟
قالت وهل الناس البسطاء بيدهم شيء ؟؟ أليست هذه وظيفة الحكام
قال أحمد متعجبا ساخرا ..حكام !
اتركيني يا أختي وحدي .. فأنا أريد أن اختلي بنفسي
قالت له الآن سيبدأ برنامج الأستاذ عمرو خالد … ألا تريد أن تشاهده ؟
قال حين يبدأ نادي علي .. أريد أن أرسل رسالة إلى صديق على الإيميل
مرت الأيام وأحمد بين النت وبين ما يراقبه في الحياة
وفي يوم جاء والده وقال له .. وجدت لك وظيفة في إحدى المجلات المشهورة فلقد توسط لي فلان عند رئيس التحرير ورضي أن يجربك
فرح احمد كثيرا بهذا الخبر فهذا ما كان يتمناه.. وظيفة صحفي
ذهب احمد إلى عنوان المجلة وقابل رئيس التحرير الذي استقبله بحفاوة و حدثه عن تشجيعه للشباب الطموح
وبين نصائح الخبير و السؤال عن الأقارب انقضى الحديث بينهما على أن يقوم احمد بإعداد تحقيق عن أحدى الممثلات المتهمات في احد القضايا
وبالفعل قام احمد بهذا العمل وقد أُعجب رئيس التحرير بأسلوبه في تناول الموضوع
وذات يوم قال أحمد لرئيس التحرير إن ما يحدث في فلسطين يشد العالم هذه الأيام وخصوصا العمليات التي يقوم بها الفلسطينيين من تفجير أنفسهم وسط اليهود .. فلماذا لا نكتب عنهم أو تسمح لي بتناول هذا الموضوع ؟
قال له رئيس التحرير إن هذا من تخصص الجرائد والمجلات المهتمة بالسياسة وأنت تعلم أن مجلتنا خفيفة .. وقراءها من نوعية معينة لا تستهويهم هذه المواضيع
قال أحمد أستطيع أن أتناول الموضوع بطريقة تجعله ملفتا للنظر فما يحدث في فلسطين على ألسنة الناس هذه الأيام
تحدث أحمد في الموضوع مع مسئوله في العمل وقد أبدى حماسة كبيرة في حديثه حتى قال له رئيس التحرير ما لم يكن ليتوقعه منه
فقد اقترح عليه رئيس التحرير أن يسافر إلى فلسطين ويقوم بعمل تحقيق صحفي هناك
لم يكن يتوقع رئيس التحرير استجابة احمد لهذا الأمر.. فلقد خُيل إليه أنه من أنصار العمل والكتابة عن بعد.. فالسفر إلى فلسطين شاق والمجلة لا توجد لديها إمكانيات تغطية مصاريف سفره .. خصوصا وهي ما تزال مجلة ناشئة
ولكن أحمد الذي لم يكن ليحلم بهذا الأمر تمسك بالفكرة وتحمس لها كثيرا لدرجة أنه عرض على رئيس التحرير أن يساهم في مصاريف السفر والإقامة على نفقته الخاصة وبينه وبين نفسه اعتبر أن بدايته كصحفي مشهور ستبدأ من هناك
تتسارع الأحداث ويبدو أن حلم احمد أصبح قريبا من الحقيقة ... فلقد تم تحديد معاد سفره إلى غزة عن طريق معبر رفح الحدودي
وبين إصرار احمد و نصائح الأهل والأصدقاء بعدم الذهاب وجد احمد نفسه أخيرا في المعبر يتمم الاجرائات في الجانب المصري ويدخل إلى الجانب الفلسطيني الذي يشرف عليه اليهود
ولأول مرة في حياته يجد أحمد نفسه أمام اليهود وجها لوجه
الموظفين في المعبر من رجال ونساء كلهم من الجنود ويرتدون الملابس العسكرية ويحملون أسلحة أتوماتيكية
كأنه يدخل إلى قاعدة عسكرية وليس معبر حدودي
ولكن أحمد أخذ انطباع خاطئ عن اليهود في المعبر .. فلقد عامله الموظفون بكل لطف وأدب حتى بدا له أن اليهود يختلفون عن ما سمع عنهم وقرأ
خرج أحمد من مبنى المعبر الخاص باليهود وركب حافلة تقله أمتار معدودة لأنه لا يُسمح لأحد بالتنقل سيرا على الأقدام
خرجت الحافلة من المعبر و سارت به مسافة ثلاثين متر تقريبا ثم توقفت بالقرب من بوابة المعبر وكما يفعل المسافرون نزل أحمد من الحافلة واخذ معه حقيبته واتجه نحو موقف السيارات الذي ينادي على الركاب
في تلك اللحظة كان هناك شاب يقوم بتوصيل صديقا له مسافر نحو إحدى البلاد العربية مارا بمصر
ولا حظ الشاب حديث أحمد مع السائق وانتبه للكنته المصرية الواضحة
ويبدو أن السائق واحمد اختلفا على شيء .. فتدخل الشاب في الحوار وقال هل من مشكلة ؟
نظر إليه السائق وقال له : يريد أن يأخذ السيارة طلب مخصوص إلى خان يونس ويدفع عشرة جنيهات فقط
نظر الشاب إلى احمد وقال له هل لك أقارب في خان يونس قال أحمد لدي صديق يسكن هناك وهذا هو عنوانه
قال الشاب أنا من خانيونس ... يمكنني أن أوصلك معي إلى عنوانك
قال احمد أكون شاكرا لك ولكن كم ستأخذ مني
ضحك الشاب وقال له لا عليك لن نختلف على هذا
تقدم الشاب واحمد نحو السيارة ووضع حقيبته في الكرسي الخلفي ثم قال له هل أنت فلسطيني تسكن في مصر ؟؟
رد احمد لا بل مصري وجئت هنا لزيارة احد الأصدقاء وهو من خان يونس
نظر إليه الشاب وقال جميل أن يزور مصري صديقا له في غزة رغم صعوبة السفر
قال احمد انه صديق حميم تعرفت عليه منذ وقت طويل
ثم سأل احمد الشاب.. هل خان يونس بعيدة من هنا
قال الشاب لا بل قريبة جدا حوالي سبعة كيلو
احمد .. صحيح كم ستأخذ مني أجرة توصيل ؟
قال الشاب لن أأخذ منك شيئا فانا لست سائق تكسي
ركب الاثنان السيارة ثم تذكر احمد السائق وقال : هل رأيت ذلك السائق الذي لم يعجبه عشرة جنيهات في هذه المسافة
ضحك الشاب كثيرا من كلام احمد وقال: الأسعار هنا تختلف عن عندكم
فالعشرة جنيهات لا تساوي الكثير هنا
ثم استطرد الشاب قائلا : عليك أن تبدل نقودك إلى نقود إسرائيلية حتى لا تتعب حين تحتاج شراء شيء
احمد .. إذا كنت تعرف محل صرافة جيد فدلني عليه وأكون شاكرا
قال الشاب هذه أول مرة تزور فيها القطاع أليس كذلك ؟
أحمد .. نعم
الشاب.. ما رأيك أن نمر على رفح في طريقنا وهناك تبدل نقودك في سوق العملة وبالمرة تشاهد رفح
احمد وقد ارتاح للشاب كثيرا ثم مازحه قائلا أرجو أن لا أبدأ زيارتي لغزة بعملية نصب
ضحك الشاب من مزحة احمد وقال : لا عليك هنا لا يوجد نصب والغريب له معاملة خاصة
قال احمد ما غريب إلا الشيطان
اقتربت السيارة من مفترق الطريق الذي يتجه يمينا إلى مدينة رفح أو قلعة الجنوب كما يحب أهلها أن يسموها
ظل احمد والشاب صامتين لبعض الوقت
وهنا نظر احمد إلى شريط تسجيل يخرج نصفه من مسجل السيارة فقام بإدخال الشريط إلى المسجل وأشعله
كان شريط مجاهدون وكانت الأنشودة التي سمعها أنشودة رغم الموت والمذابح والتشريد
أنتبه أحمد أن الشريط لحماس فقال للشاب ..هل هذه الأشرطة ممنوعة عندكم
الشاب.. لا … ومن سيمنعها ؟
أحمد .. السلطة… ألا تقوم بسجن رجال حماس ؟
الشاب .. يحدث هذا أحيانا ولكن ليس بسبب شريط طبعا
توقف الشاب بالسيارة أمام أحد محلات الصرافة وقال لأحمد هيا لكي تقوم بتبديل ما تريده
نزل احمد والشاب من السيارة ودخلا المحل وطرح الشاب على صاحب المحل السلام
فرد عليه الصراف وعليكم السلام.. كيف حالك يا علي
الشاب أو علي ... الحمد لله كله تمام
قال علي بكم يساوي سعر الجنيه اليوم
الصراف .. الجنيه = 1 شيكل بالضبط
علي .. صديقي لديه جنيهات يريد استبدالها
قال الصراف موجها حديثه لأحمد …كم معك ؟
احمد ..أريد أن استبدل مائتي جنيه ومائة دولار
قال الصراف هذا يساوي 646 شيكل
قال احمد حسنا تفضل هذه هي النقود
لم يكد احمد يكمل كلمته حتى قطعها إطلاق الرصاص
يتبع باذن الله تعالى
تعليق