بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى انه في قديم الزمان وسالف العصر والاوان
كان هناك امبراطور عظيم الشأن كبير الهيبة . ذكر اسمه يوقع الرهبة في النفوس
وكان لدى هذا الامبراطور فيل كبير رباه منذ ان كان فلفولا صغيرا
وكان هذا الفيل بحكم الدلال كبير الجثة ضخم الجسم ثقيل الخطو ، وكان يسرح ويمرح في كل ارجاء العاصمة واينما شاء فهذا زرع يدوسه وهذا بيت يهدمه وتلك عربة يحطمها وربما داس طفلا او عجوزا لا تحتسب فهو على الارجح لم ينتبه لها
المهم
انه بمرور السنوات والايام وتكرار الحوادث والالام ضاق الناس ضرعا واخذوا يتململون في تذمرهم من تصرفات فيل الامبراطور
فقرر عقلاؤهم ان يشكلوا وفدا يزور القصر ويشرح للحاكم افعال فيله المحبوب
واتفقوا ان يقوم فلان بالتحدث نيابة عنهم وهو اعقلهم
ولما دخلوا على الامبراطور
بعد تقديم ايات التعظيم والاحترام
قال لهم السلطان خير ماذا هناك طبعا بنبرة الحكام القساة
قال له العاقل فلان نحن يا جلالة السلطان عظيم الشان جايين نحكي معك بخصوص الفيل
اعتدل السلطان في جلسته بحدة وقال بنبرة فيها استبداد
وماذا به الفيل وكان صوته حادا جافا
بهذه اللحظة نظر العاقل فلان الى الوفد من خلفه فاذا بهم يتساحبون واحدا تلو الاخر خارجين من وراء ظهره
فقال متداركا
يا سيدي ان فيلكم العظيم لا بد له من فيلة تؤنس وحدته وتفرج عنه ملله وكي يتوالدوا ويخلفولنا فيله صغار يكبورا مع الزمن ويصير لجلالتكم فيله مدلله بدل فيل وحيد
الى هنا وخرجت انا من قصر السلطان وتركت تلك البلاد
ولا ادري ما حدث بعدها
هذه قصة من نسج خيالي
فيها من الايحاء ما فيها ومن التورية ما فيها ومن الرمز ما فيها
ولكم انتم تقرير ما تفهمون من معانيها
محمد مصطفى
تعليق