الجزء الثالث
فسددت الفاتورة وخرجنا ، فقال لي الرجل المليونير : يا شيخ أنا محتاج لكجداً جدا ، أرجوك ثم أرجوك ألا تتركني للحيرة والعذاب
فقلت له : أنا حاضر بالذيأقدر عليه بإذن الله ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
قال : يا شيخ .. أناارتحت لك كثيراً ، وقد انشرح صدري لجلوسي معك ... هيا لنجلس معاً في أي مكان أنتتختاره
فقلت له : أما الآن فلا أستطيع ، ولكن أعدك بإذن الله بأن سألتقي بكغداً صباحاً حيث أنني متعب من السفر ، ثم إن صاحبي ( خالد ) تركته وحيداً في الفندقنائماً .. وربما قد يكون الآن مشغول الذهن علي
فتمعر وجهه واعتراه الأسى .. فقال : حسناً حسنا ، إليك ( كرتي ) فيهِ أرقام هواتفي
فأخذت منه ( الكرت ) واتجهت للفندق وما هي إلا لحظات حتى مرني الرجل نفسه ، يقود سيارته الفخمة ، فوقفبجانبي وأنزل زجاج السيارة وقال : يا شيخ أعذرني .. أقسم بالله العظيم أنني أتشرفبركوبك بجانبي ، ولكن هذهِ السيارة جلبتها بالمال الحرام ، وكلها حرام في حرام ،ولا أريد أن أجلسك على مقعد حرام
فتركني وذهب لحال سبيله .. وعند وصوليللفندق وجدت صديقي خالد ، قد أستيقظ فأخبرته بالذي جرى بيني وبين ذلك الرجلالمليونير
فتعجب خالد جداً من أمر ذلك الرجل ، وعزمنا أن ندعوه على الفطور وأننحاول أن نسحب رجليه إلى عالم الخير والهداية والصلاح
وفي الساعة التاسعةصباحاً .. اتصلت بالرجل المليونير ودعوته على الفطور في الفندق الذي نحن مقيمينفيهِ ، فحظر وجلسنا معه ، وأخذ صديقي خالد يعضه وينصحه بكلام جميل وطيب ، يؤثر فيالصخر ... حتى تأثر ذلك الرجل تأثراً بالغاً قد بان عليه ، وقد رأيت دموعاً صادقةتلألأت في عيناه ، ثم انحدرت على خديه ، فرفع الرجل المليونير كفيه للسماء وأخذيقول : اللهم إني أستغفرك .. اللهم اغفرلي .. اللهم اغفرلي
فعرضت عليه أننزور بيت الله الحرام للعمرة ، وأخذت أحدثه عن فضل العُمرة وما لها من أثر نفسيوراحة للمعتمر
فقال الرجل : أعطوني فرصة للتفكير ، وسوف أقوم بالاتصال بكم قبلالساعة الواحدة ظهراً
ثم أنفض مجلسنا ، وفي تمام الساعة الثانية عشر أخذهاتف الغرفة يرن ، فرفعة خالد .. وكنت حيينها أقف أمامه ، فأشر لي أن هذا المتصليكون هو صاحبنا الذي ننتظر رده
فأخذ يتكلم معه حول العُمرة ، وسمعت خالد يشترطعلى الرجل أن لا يأخذ معه للعُمرة ولا درهماً واحداً
تعليق