Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أتطلع لإمرأة نخله-قصيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أتطلع لإمرأة نخله-قصيد

    للشاعر : محيي الدين الفاتح محيي الدين
    و أنا طفل يحبو

    لا أذكر كنت أنا يوما طفلا يحبو

    لا أذكر كنت أنا شيئا

    بل قل شبحا

    يمشي , يكبو

    قد أذكر لي سنوات ست

    ولبضع شهور قد تربو

    أتفاعل فـــي

    كل الأشياء

    أتساءل عن

    معنى الأسماء

    والنفس الطفلة كم تشتطّ

    لـــمــا تصبو

    *******



    في يوم ما

    ازدحمت فيه الأشياء

    أدخلنا – أذكر في غرفه

    لا أعرف كنت لها إسما

    لكني أدركها وصفا

    كبرت جسما

    بهتت رسما

    عظمت جوفا

    بعدت سقفا

    وعلى أدراج خشبيه

    كنا نجلس صفا صفا

    والناظر جاء

    وتلا قائمة الأسماء

    وأشار لأفخرنا جسدا

    أن كن " ألفه "

    كان " الألفه "

    أتذكره

    إن جلس فمجلسه أوسع

    إن قام فقامته أرفع

    إن فهم فأطولنا إصبع

    ولذا فينا

    كان " الألفه "

    كم كان كثيرا لا يفهم

    لكن الناظر لا يرحم

    من منا خطّأه " الألفه "

    كنا نهديه

    قطع العملة و الحلوى

    لتقربنا

    منه زلفى



    **********

    مضت الأيام

    و مضت تتبعها الأعوام

    أرقاما خطتها الأقلام

    انفلتت بين أصابعنا

    وسياط الناظر تتبعنا

    " واللحم لكم , والعظم لنا "

    ومخاوفنا

    تكبر معنا



    **********

    السوط الهاوي

    في الأبدان

    ضربا

    رُعبا

    رَهَبا

    عُنفا

    الباعث في كل جنان

    هلعا

    وجعا

    فزعا

    خوفا

    و الصوت الداوي

    في الآذان

    شتما

    قذفا

    نسيتنا الرحمة لو ننسى

    يوما رقما

    أو نسقط في

    حين حرفا

    و المشهد دوما يتكرر

    و تكاد سهامي تتكسر

    لكأني أحرث إذ أبحر

    لا شط أمان

    لا مرفأ

    و جراحي

    كمصاب السكر

    لا تهدأ بالا لا تفتر

    لا توقف نزفا

    لا تشفى



    ***********



    و مضت تخرسنا الأجراس

    و تُكتِّم فينا الأنفاس

    و تُصادر منا الإحساس

    وتبعثرنا

    شيئا حائر

    للناظر منا يترائى

    وهْما في العين له الناظر

    في الفصل

    على الدرب

    وفي البيت

    يشقينا القول

    كمثل الصمت

    الصوت إذا يعلو

    فــالموت

    فانفضّ بداخلنا السامر

    وانحسرت آمال الآتي

    من وطأة آلام الحاضر



    ***********



    لكني ـــ أذكر ـــ في مره

    من خلف عيون الرقباء

    كنا ثله

    قادتها الحيرة ذات مساء

    للشاطئ في يوم ما

    إذ قامت

    في الضفه نـــخـــلة

    تـــتــــعـــالــــى

    رغم الأنـــــواء

    تــتــــراقــص

    في وجه الـمـاء

    فإذا من قلتنا قله

    ترمي الأحجار إلى أعلى

    نرمي حجرا

    تلقي ثمرا

    نرمي , تُلقي

    حجـــرا

    ثمـــــرا

    حجـــرا

    ثمـــــرا

    حجـــرا

    مقدار قساوتنا معطاء



    **********



    يا روعة هاتيك النخله

    كنا بحجارتنا ندنو

    كانت ترنو

    وبنا تحنو

    تهتز وما فتئت جذلى

    من ذاك الحين

    وأنا مفتون بالنخله

    و الحب لها

    وليوم الدين

    مطبوع

    في النفس الطفله



    **********



    مضت السنوات

    ولها في قلبي خطرات

    عندي صارت مثلا أعلى

    يجذبني الدرس اذا دارت

    القصة فيه عن نخله

    ويظل بقلبي يترنم

    الوحي الهاتف يا مريم

    ان هزي جذع النخله

    في أروع لحظة ميلاد

    دالت في الأرض لها دوله



    ***********



    و مضت أيام

    جفت صحف , رفعت أقلام

    فإذا أعوام الدرس

    المرة مقضيه

    و بدأنا نبحث ساعتها

    عن وهم يدعى الحريه

    كانت حلما

    راودني والنفس صبيه

    تتعشق أن تغدو يوما

    نفسا راضية مرضيه

    تتنسم أرج الحريه

    لكن , ارتجت خطواتي

    وارتدّت ذاتي في ذاتي

    في وجهي فرح حضري

    لكن في صدري من صغري

    أحزان حرّى بدويه

    وكدت أُساق إلى الإيمان

    أنّ الإنسان

    قد أوجد خلف القضبان

    والبعض على البعض السجان

    في سجن يبدو أبديا

    فالناظر موجود أبدا

    في كل زمان و مكان

    وتهيأ لي أنّ الدنيا

    تتهيأ أخرى للطوفان

    وأنا إذ أمشي أتعثر

    لكأنّي أحرث إذ أبحر

    لا شطّ أمـــان

    لا مرفأ

    وجراحي كمصاب السكر

    لا تهدأ بالا لا تفتر

    لا توقف نزفا

    لا تشفى



    ***********



    أعوام تغرب من عمري

    وأنــــا أكبر

    لأفتش عن

    ضلعي الأيسر

    وتظل جراحي مبتله

    تتعهد قلبي بالسقيا

    أتطلع

    لإمرأة نخله

    تحمل عني ثقل الدنيا

    تمنحني

    معنى أن أحيا

    أتطلع

    لإمرأة نخله

    لتُجنب أقدامي الزِّلة



    ***********



    وبذات مساء

    وبلا ميعاد

    كان الميلاد

    وتلاقينا

    ما طاب لنا من عرض الأرض

    تساقينا

    وتعارفنا

    وتدانينا

    وتآلفنا

    وتآخينا

    وتحالفنا

    لعيون الناس ترائينا

    لا يُعرف من

    يدنو عينا

    منا أو من يعلو جفنا

    وتشاركنا

    وتشابكنا

    كخطوط الطول

    إذا التفت بخطوط العرض

    ووضوء سنته اندست

    في جوف الفرض



    كانت قلبا

    وهوانا العِرق

    فكنت النبض



    كانت مُزنا

    وهوانا الغيث

    فكنت الأرض



    وأنا ظمآن

    جادتني حبا وحنان

    أروتني دفئا وأمان

    كانت نخله

    تتعالى فوق الأحزان

    وتُطل على قلبي حبلى

    بالأمل الغض الريان

    وتظل بأعماقي قِبله

    تدفعني نحو الإيمان

    كانت لحنا

    عبر الأزمان

    يأتي من غور التاريخ

    يستعلي فوق المريخ

    صارت تملؤني في صمتي

    وإذا حدّثْتُ أحِسُّ بها

    ترنيمة سعد في صوتي

    أتوسم فيها إكسيرا

    أبدا يحييني

    في موتي



    *********



    وبـذات مساء

    وبلا ميعاد أو وعـــــد

    إذ كان لقــاء

    و الشوق يشد من الأيدي

    فتوقف نبض السنوات

    في أقسى أطول لحظات

    تتساقط

    بعض الكلمات

    تنفرط كحبات العقد

    فكان وداعا

    دون دمــــوع

    كــــان بكاء

    لأفارق أجمل ما عندي

    وكان قضاء

    أن تمضي

    كي أبقى وحدي

    لكني

    باق في عهدي

    فهواها

    قد أضحى قيدي



    **********



    وبدت سنوات تلاقينا

    من قصر

    في عمر هلال

    لقليل

    لوح في الآفاق

    كظلال سحاب رحال

    كندى الأسحار

    على الأوراق

    يتلاشى

    عند الإشراق



    ************



    لكـــــــنّا

    رغم تفرقنا

    يجمعنا

    شئ في الأعماق

    نتلاقى

    دوما

    في استغراق

    في كل حكايا الأبطال

    نتلاقى

    مثل الأشواق

    تتسق بليل العشاق

    نتلاقى

    في كل سؤال

    يبدو

    بعيون الأطفال



    ***********



    ولئن ذهبت

    سأكون بها

    وكما قالت

    فبقلبي أبدا

    ما زالت

    ريحا للغيمة تدفعها

    حتى تمطر

    ريقا للوردة ترعاها

    حتى تزهر

    ماء للحنطة تسقيها

    حتى تثمر

    أمنـــــا

    للخائــــف

    و الـــمظلوم

    عـــونا

    للـــــــسائل

    والــــــــمحــــــروم

    ولئن ذهبت

    فلقد صارت

    عندي جرحا

    يوري قدحا

    يفتق صبحا

    لأكون بها

    ايقاعا فـــي كل غناء

    لو يمحو ليل الأحزان

    وخشوعا

    في كل دعاء

    يسعى لعلو الإيـــمان

    ترنيما

    في كل حُداء

    من أجل بقاء الإنسان

    من أجل نقاء الإنسان

    من أجل إخاء الإنسان



يعمل...
X