Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الهروب من الجزيرة المحترقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الهروب من الجزيرة المحترقة

    الهروب من الجزيرة المحترقة



    تَطيرُ كُلُّها

    فَما لَها ؟

    و يَصعَدُ الصُّراخُ يملأُ السَّماءَ والدُّخَانْ

    و مرَّ فوقَ عُشِّيَ الصغيرِ طائرانْ
    لأين يا صِحابُ تذهبونْ ؟

    مِن شِدّةِ الهولِ استمرّا يذْهَبانْ

    و زوجتي تغيَّبَتْ فما لها ؟ .. ما الذي أَخَّرَها ؟

    صغارُنا في العشِّ ساغِبُونْ

    طولَ النَّهارِ يَصْرُخونْ

    أَطْعَمْتُهُمْ كلَّ الذي تَعِبْتُ في اصْطيادِه

    ظَلَلْتُ جائعًا أحاولُ النِّسْيانْ
    و مرَّ طائرانْ

    ومرَّ طائرانِ آخرانْ

    صرخْتُ أين تذهبونْ ؟

    لم يلتفتْ أحدٌ إليّ

    و غامتِ السماءُ في عينيّ

    ( 2 )

    ذكرتُ والديّ

    كنتُ صغيرًا في شُجَيْرَةٍ , بَيْتي بها , قريبةْ

    كنتُ صغيرًا لمْ أَزَلْ أَجْهَلُ دُنْيَايَ الغريبةْ

    و والديَّ علَّمانِي أَنْ أطيرَ وَحْدي

    فَطِرْتُ كيْ أَبْحَثَ عنْ عُشٍّ و عنْ حبيبةْ

    لَدَى شُجَيْرَةٍ قريبةْ

    و حينَ كنتُ طائرًا وَحيدا

    مُغَرِّدًا لستُ حزينًا ، و كذا لستُ سعيدا

    و كلُّ ما حَوْليَ ألوانُ الرَّمادِ

    كلُّها ما بينَ أبيضٍ وأسودِ

    فاليومُ مثلُ الأمسِ مثلُ ما خُبِّئَ في الغَدِ

    لمحْتُها ، أحببْتُها ، هَوَيْتُ نَحْوَ غُصْنِها

    ظللْتُ طولَ الوقتِ في إقناعِها

    حكيْتُ قصَّتي مع العذابْ

    بكيْتُ نهْرًا خضَّرَ الدُّنيا وَأَنْبَتَ الصَّبَّارَ في التُّرابْ
    أُصِبْتُ باكْتئابْ

    وهي قريبةٌ بعيدةْ

    يا ويلَ قلبي مِن غرامِها السَّرابْ

    أوشكْتُ أنْ أطيرَ أَمْسَكَتْ يَدِي

    قبلتها فاستضحكت رأيت في ضحكتها نور غدي
    نَسِيتُ كلَّ ما مَضَى
    ( 3 )

    أُحِسُّ بالرِّضا

    رغمَ الذي أراه مِن مرارةِ الزَّمانْ

    و رغمَ ما فيه مِن الطُّغاة و الطَّغامِ و الطُّغْيانْ

    و رغمَ ما فيه مِن السَّوادِ و الظَّلامِ و الهوانْ

    حاولتُ أنْ أقودَ عُشَّنا ـ مُجاهدًا ـ نحوَ الأمانْ
    ونحوَ ما يُسعدُنا

    ونحوَ ما نَجْني به ثِمارَنا
    نحنُ و مَنْ يُحِبُّنا

    لكنْ سوادُ عالمي عكَّرَ صَفْوَ عالمي

    و انتشرَ السَّوَادُ في المَكانْ

    غُفرانَكَ اللَّهُمَّ فَلْتَأْخُذْ إليكَ كلَّ ظالمِ

    و لا تَدَعْ قُلوبَنا في الصَّبْرِ والهوانْ

    ننتظرُ القادمَ نحوَنا معَ الرَّبيعِ القادمِ

    لأنَّنا أعمارُنا قِصارْ

    نريدُ أنْ نَرَى سعادةً

    ولا نعيشَ في هوانِ هذا الوطنِ المُنهارْ
    فَلْتَأْتِ رحمةٌ لنا
    إنْ لمْ ...... إذَنْ فَلْيَأْتِنا الدَّمارْ

    في ذاتِ يومٍ كنتُ طائرًا مع الصِّحابْ

    نشْدو و يَتْبَعُنا السَّحابْ

    غَمامةٌ ... غَمامتانِ ، و السّرورُ في اقْترابْ

    نشْدو فيذْبُلُ العذابْ

    نشْدو فينمو الزّهرُ في الحدائقِ الخرابْ

    و فجْأةً هوى إليْنا طائرٌ .. نَسْرٌ ... و ربّما غرابْ

    ففرّقَ الشّمْلَ

    و سكبَ الغناءَ في التُّرابْ

    فنبتَ الصّبّارُ من جديدْ

    و عادَ كلُّ واحدٍ منَا بقلبِه الوحيدْ
    و بصديقٍ غائبٍ فارقَه يُفارقُ الوجودْ

    ( 4 )

    شاهدتُ مِن بعيدْ

    زوجانِ آخرانِ يهرُبانْ

    ومرَّ آخرانِ مُسْرِعانْ

    فأينَ يا تُرى حبيبتي ؟

    النارُ حَيْرَتي

    هل أتركُ الصغارَ يصْرُخونْ ؟

    أخافُ يا حبيبتي عليكِ ليسَ لي سواكِ

    أنتِ و الصِّغارُ لي الحياةُ ، أنتمْ نورَ العُيونْ

    أخافُ ، أين أنتِ ؟

    غِبْتِ طويلا ... كيفَ غِبْتِ ؟ .. أين غِبْتِ ؟

    و مرَّ طائرانْ
    صَرَخْتُ : أينَ تذهبانْ ؟
    و فجأةً رأيتُ زوجتي
    قادمةً مُغْبَرَّةَ الجَنَاحْ


    سألتُ : ما بكِ ....؟ احتضنتها

    أجابني النّواحْ

    سألتُ : ما جرى ؟ .. مَسَحْتُ دَمْعَها ...

    و مرَّ طائرانِ مُسْرعانْ

    قالتْ : " يحْترقُ العالمُ يا حبيبي ، لقدْ أتى الأوانْ "

    : أوانُ ماذا ؟ .. ما الذي قَصَدْتِ ؟

    : " أوانُ أنْ نرحلَ عنْ عالمِنا المُنْهارْ "

    صرخْتُ : و الصِّغارْ .... ؟!

    كأنّني أيقظْتُها على حقيقةٍ خطيرةْ

    تذكَّرَتْ بأنَّها لهؤلاءِ الزُّغْبِ أُمُّهُمْ

    و أنَّها لَهُمْ أسيرةْ

    و مرَّ طائرانْ

    ومرَّ طائرانِ آخرانْ

    و امتلأَ العَالَمُ بالدُّخانْ

    و طرْتُ كيْ أُشاهِدَ النّيرانْ

    وجدْتُها قريبةْ

    نظرْتُ للصِّغارِ و الحبيبةْ

    تَقْتَرِبُ النِّيرانْ

    نظرْتُ للصِّغارِ و الحبيبةْ

    و مرَّ طائرانْ

    و مرَّ طائرانِ آخرانْ

    أظنُّهُمْ آخرُ طيرِ هذه الجزيرةِ المنْكوبةْ

    و التفَّ واحدٌ و قالَ لي : " اهْرُبْ "

    نظرْتُ للصِّغارِ و الحبيبةْ
    لقدْ دَنَتْ إليهمُ النِّيرانْ

    و بدأَتْ تَدِبُّ في الأغْصانْ

    هَوَيْتُ و احْتَضَنْتُهمْ
    أنا بِهمْ
    سامح النجار = Promethis = iamsameh = القديس = أبو الحسين كلهم واحد

  • #2
    كلمات رائعة
    جميل جدا حقا جميل
    كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
    لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

    أخوكم
    .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

    تعليق


    • #3
      شكرا لك و جزيت خيرا
      سامح النجار = Promethis = iamsameh = القديس = أبو الحسين كلهم واحد

      تعليق


      • #4
        محاولات جميلة أخى سامح النجار - مفتقدينك

        أرجو الأستمرار على هذا المنوال

        حتى خروج محاولات قصصية أعلى وأفضل

        ولك جزيل الشكر
        سبحان الله وبحمده ............. سبحان الله العظيم

        تعليق


        • #5
          ما اجمل الكلمات

          رائعة جدا يا اخي
          بسم الله الرحمن الرحيم
          واذا قرأت القران جعلنا بينك وبين اللذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا
          صدق الله العظيم

          http://www.youtube.com/watch?v=Z1TOc...eature=related

          تعليق


          • #6
            ما شاء الله
            جميل
            م/ زاهد سالم

            تعليق


            • #7
              و الله الكلام حلو و موزون






              إذا لم أعد أدخل على المنتدى فهذا يعني أن النت انقطع عن منطقتي...


              تعليق


              • #8
                القصيدة دى بتعبر عن العراقيين.. بعد الاحتلال..

                تعليق


                • #9
                  راااااائعة جدا

                  ومؤثرة

                  ــــــــــ

                  جزاك الله خيرا

                  تعليق

                  يعمل...
                  X