الى متى يبقى هذا العدد الكبير من اطفالنا العراقيين يعانون من ظلمنا وقسوتنا ووحشيتنا ؟
كلما نسيت ماساة طفل شاهدتها امامي في صالة عمليات الطوارئ طالعتني ماساة اخرى ، بحكم عملي كطبيب مخدر اقوم بتخديرهؤلاء الاطفال المظلومين قبل اجراء الجراحة لهم .
هذا طفل يتيم يعمل في الصناعة احضروه الى الصالة لبتر اصابعه المصابة اثناء العمل ، وهذا طفل تعرض لحادث فظيع فقد فيه ذراعه كلها اثناء عمله في احد معامل الراشي ، وامس توفيت طفلة دفعت حياتها ثمنا للهوها البرئ بحبل صنعت منه مرجوحة تتارجح عليها فالتف حول عنقها وكان سبب موتها .
هذه المشاهد المتفرقة ، تضاف الى المشهد اليومي الذي يعتصر قلبي كل صباح وكل مساء كلما مررت بشارع ارى فيه هؤلاء الاطفال البؤساء الذين نحن سبب انتزاعهم من مقاعد دراستهم واحضان امهاتهم ، لنلقي بهم الى ساحات الشقاء ، يكدحون في عمر الزهور لكسب قوتهم وقوت عوائلهم الفقيرة ، ولا يقول لي احد ان سبب شقاء هؤلاء الاطفال هو الشخص الفلاني لوحده ، ولتكن لدينا الشجاعة لمواجهة اخطائنا وعدم تعليقها على شماعة فلان او فلان ، فلو اننا قمنا بجهد ما لانتشال هؤلاء الاطفال المظلومين من وهدة شقائهم ، هل كان ذلك الشخص الفلاني يمنعنا ؟
كفاكم تجاهلا لماساة هؤلاء الاطفال واتقوا الله فيهم ، فان لم يكن في نفوسكم من الخير ما يجعلكم تسمعون هذا النداء ، فاني محدثكم بلغة اخرى ، دعوا مخافة الله والمشاعر الانسانية جانبا ، واجيبوني على هذين السؤالين :
ماذا تتوقعون ان يكون مستقبل هؤلاء الاطفال الذين كنا سبب ضياعهم ؟ ومن اين ياتي المجرمون الذين يهددون امنكم وحياتكم ؟
تعليق