التاريخ : 3 اكتوبر 2004
اسم الجريده : السراب
اسم الباب : أريد حلا
انا حسام.م.ط. من المنصورة وعادة لا احب ان أطلع أحد علي مشاكلي لذا لم افكر ابدا انني سأرسل مشكلتي يوما ما الي هذا الباب المسمي " أريد حلا " . لكنني اتخذت هذا القرار مؤخرا لسببين رئيسين ,الاول : انني ضقت ذرعا بتلك الكلمات واختنق كل من حولي من كثرة شكواي . والثاني : ان هذه الجريده لا يقرأها احد .
سأدخل في القصه مباشرة
كنت صغيرا في ذلك اليوم لكنني لم اكن سعيدا, والفكره كانت تكمن في الحذاء . نعم انه الحذاء . لا اريد ان اتذكر ذلك اليوم مجددا .
كنت عائدا من المدرسه مرهقا جدا وبقدمين متورمتين من اثر الحذاء الضيق والذي اجبرني ابي علي ارتدائه . في الحقيقه كان ابي فقيرا جدا وكان هذا الحذاء هو نفسه حذاؤه حينما كان صغيرا , ولان ابي يعلم امكانات ابويه الفقيرين فكان يحافظ علي كل ما يخصه حتي لا يثقل عليهم ولهذا بقي هذا الحذاء اللعين علي قيد الحياة الي ان تواراثته قدماي الكبيراتان . واضطررت بالطبع لارتداء هذا الحذاء الضيق والذي يسبب لي آلاما وآلام ,لكنه وللاسف لايوجد بديل .
يومها قلت لابي ويكل عنف : انا لا اريد ان ارتدي هذا الحذاء الضيق انه يؤلمني كما ان اغلب اصدقائي بالمدرسه يلبسون احذيه جميله يجرون بها ويمرحون فلماذا أجلس أنا مشلولا من أثر هذا الشئ الضيق . يا ابي اذا لم تكن لتعطيني حقوقي فلماذا انجبتني ؟ . انا اريد ان اكون مثل باقي اصدقائي ألبس ما أشاء وأأكل ما اشاء وامرح في حديقة لقصرا نملكه كما اشاء . لقد ظلمتني يا ابي . لقد ظلمتني .
رد ابي والفخر في عينيه : يا بني لقد رضيت بحال اهلي قبلك فلماذا لا ترضي بحالي انت الان, انني اوفر لك هذا الحذاء والذي لا يجده ملايين من البشر علي وجه الارض . انني اعمل ليل نهار لأوفر لك ولاخواتك الاكل والملبس . يا بني لقد انثني ظهري من العمل ولم اظلمك قط فقد وفرت لك كل ما تريد قدرما أستطيع . لا تنظر الي من هو اعلي منك وانظر الي الاقل واحمد الله علي نعمه . يابني انا اخاف ان تغرقك بحور التمني في عينيك .
رددت انا في غيظ و طفوله : لكنني كنت اريد ان أولد في بيوت الاثرياء انا لا اريد ان اعيش تلك المعيشه الضحله, لا اريدها . لماذا اجبرتموني؟ . انني ذكي ومتفوق واستحق اكثر من هذا .ان حذاءك الضيق يا أبي يذكرني بحياتنا البائسه . لكنني ساتحمل ولن انسي انكم ظلمتموني . وعندما سأكبر واعمل سأشتري حذاءا واسعا وسيكون أنيقاً وباهظ الثمن وسأريك ايها الاب الفقير البائس ..
رد ابي وكانه ينظر الي المستقبل : اذن لن تجد حذاءا يرضيك يوما ما يا بني.
------------------------------------------------------------
مرت الايام وها قد تخرجت وعملت وبلافخر حصلت علي اول راتب شهري يخصني وذهبت لاشتري حذاءا جميلا واسعا . لقد كان اليوم الذي لطالما حلمت به, كم كنت سعيدا .
يومها توجهت لأرقي محلات الاحذيه واخترت حذءا لم احلم ان ارتديه يوما ما .الحذاء كان خرافه لا بل اروع انه انيق ولامع وساحر .
دخلت المحل وسألت عن سعره . لكن لسوء الحظ راتبي لم يكن ليكفي لشراء هذا الحذاء . ولكنني لم أستسلم وقلت سأعود في الشهر القادم بضعف هذا المبلغ لشراء حذائي الحلم .
------------------------------------------------------------------------------
وجاء الشهر التالي, وذهبت لشراء ذلك الحذاء البديع لكنني وجدت حذاءا اخر لم يكن موجودا من قبل . ياه كم كنت مغفلا عندما فكرت في الحذاء القبيح الاول . هذا الحديث اكثر اناقه وسحرا وانسيابيه و لابد ان اشتريه .
ودخلت المحل متلهفا وسألت عن سعره ولكن سوء الحظ ظل يلازمني . قال لي صاحب المحل هذا الحذاء غالي جدا لحداثته وطلب مني شراء الحذاء الاول لان سعره اصبح مناسبا لي وقتها . لكني رفضت , وقلت لنفسي :الان انا اعمل لكي اشتري ما أريد وأنتقي ما أريد لا لأنتقي حسبما يريد الاخرون .
وعملت شهرا اخر, تعبت فيه وتحملت احذية ابي القديمه الضيقه تلك الثلاثون يوما الاخري .
وحصلت علي الراتب الثالث اخيرا وذهبت لاشتري حذائي الحديث متخيلا نفسي به ومتخيلا اصدقائي القدامي من الاطفال الاغبياء الذين كانوا يعايرونني باحذيتهم عندما يرون حذائي هذه المره . تخيلي يا سيدتي كم ستكون سعادتي,انها لن توصف ,اخيرا حلمي سيتحقق .كم ستكون غبطتي عندما اري الغيظ في اعين الجميع من حذائي هذا .
-----------------------------------------------------------
ها قد وصلت الي المحل الانيق مره اخري , لاحظي لقد بدأت أشبه الاثرياء بكثرة التردد علي ذلك المتجر الفخم .
لكني هذه المره ويالا الصدمه لم اجد الحذاء
دخلت في هروله لصاحب المحل والذي رد بكل هدوء لقد بيع حذائك لزبون اخر .
يااااااااه . أهكذا وبكل بساطه يتبخر الحلم .
هنا لاحظ صاحب المحل الحزن والاسي في عيني, فرد علي مسرعا: ان هناك احذية احدث واكثر اناقه وستكون ايطالية الصنع ستتوفر عندنا في الشهر القادم ووعدني بحذاء جميل منهم لاشتريه .
ياه الحمد لله اخيرا حذاءا ايطاليا لطالما قرات عن احذية ايطاليا حتي ان خريطة تلك الدوله تشبه الحذاء . ياه واضح ان الدنيا ستبتسم لي ,سأعمل شهرا اخر وأعود ولن أيأس وسأشتري حذائي الحلم هذا أكيد
ولكن اخاف من الحظ في المرات القادمه . انا خائف فكلمات ابي صدي في اذني .
أخاف سيدتي الا اجد حذائي الحلم .
فماذا تتوقعين .!!!؟
----------------------------------------------------------------------------------------------
تعليق