الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده
وبعد .. فلقد حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الزنا وبينا قبحه وفساده وحذر العباد من الوقوع فيه, ولشناعته فإن الله تعالى لم ينه عن الوقوع فيه فحسب بل نهى عن القرب منه فقال عز وجل من قائل: ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ).
والزنا يعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل, وهو رجس وفاحشة مهلكة وجريمة موبقة تنفر منها الطبائع السليمة, وهو فساد لا تقف جرائمه عند حد ولاتنتهى آثاره ونتائجه إلى غاية, وهو ضلال في الدين وفساد في الأخلاق, وانتهاك للحرمات والأعراض واستهتار بالشرف والمروءة, وداعية للبغضاء والعداوة.
قال أحد العارفين:
الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة ويطأطى الرؤوس العالية, ويسود الوجوه البيض ويخرس الألسنة البليغة, ويهوى بأطول الناس أعناقا وأسماهم مقاما وأعرقهم عزا إلى هاوية من الذل والازدراء والحقارة ليس لها من قرار.
وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما اتسع, وهو لطخة سوداء, إذا لحقت أسرة غمرت كل صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سوادا حالكا, وهو العار الذي يطول عمره طويلا, فقاتله الله من ذنب وقاتل فاعليه.
وقال آخـر:
إن الزاني يحط نفسه من سماء الفضيلة إلى حضيض الرذيلة ويصبح بمكان من غضب الله ومقته, ويكون عند الخلق ممقوتا, وفى دنياه مهين الجانب عديم الشرف منحط الكرامة ساقط العدالة, تبعد عنه الخاصة من ذوى المروءة والكرامة والشرف مخافة أن يعد يهم ويلوثهم بجربه, ولا تقبل روايته ولا تسمع شهادته, ولا يرغب في مجاورته ولا مصادقته.
مفسدات الزنا
إن للزنا فساد للزاني والزانية, أما فساده للزانية فهي تفسد بهذا العمل حياتها وتخسر شرفها وشرف أهلها وتسيء إلى سمعتها وسمعة أهلها, وتفسد فراش زوجها إن كانت ذات زوج وربما أدخلت عليه أولادا من الزنا فتغش بها زوجها وينفق عليهم طوال حياته ويرثونه من بعد موته وينتسبون إليه وهم ليسوا بأولاده إلى غير ذلك مما تفسده المرأة بسبب وقوعها بهذه الفاحشة, وإن كانت المرأة الزانية غير متزوجة فبالإضافة إلى إنها تفسد بهذا العمل حياتها وتخسر شرفها وشرف أهلها وتسيء إلى سمعتها وسمعة أهلها فإنها بهذا العمل المشين قد صرفت أنظار راغبى الزواج عنها ولا يتقدم لخطبتها أحد يعرف حالتها حتى ولو كان مجرما قد عبث بها وأهدر شرفها وكرامتها لأنه يحتقرها ولا يرضاها زوجة له لما يعرفه عنها من الخيانة فتعيش المرأة بعد جريمة الزنا عيشة ذل وهوان, لا زوج يحصنها ولا عائل يعولها فتصبح محتقرة ذليلة بين أهلها وذويها إضافة أيضا إلى الجناية على سمعة أخواتها مما يقضى على مستقبلهن ويبعد عنهن راغبى الزواج بسبب جنايتها. وأما فساده للزاني فإنه بالزنا ينكلب ويتولع منه ويصبح كالكلب المسعور في تعلقه بالنساء وقد يكون سببا في ابتلاء إحدى محارمه بالوقوع بمثل هذه الفاحشة عقوبة من الله له فيهتك عرضه كما هتك هو أعراض الناس ويفتضح أمره ويسقط من أعين الناس ويقل احترام الناس له.
أضرار الزنا
إن للزنا أضرارا كثيرة فمنها :
1- ضياع النسل والجناية عليه , فالزاني والزانية لو أدركا ما قد يترتب على جريمتها التي تنقضي على الفور, لو أدركا ما قد يترتب عليها من الآثام والزور وغضب الله لهان عليهما أن يفنيا من الوجود ولا يرتكبا تلك الجريمة الشنعاء .
2- يتسبب الزنا في اختلاط الأنساب وإفساد الأخلاق ويفضى إلى فناء الأمة ويدعو إلى الشقاق والفساد ويسبب انتشار الأمراض المعصية التي لم تكن موجودة من قبل كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :" لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا " رواه ابن ماجه , وصدق صلى الله عليه وسلم
فقد انتشر في هذا الزمن بسبب كثرة الزنا الأمراض الكثيرة الخطيرة , عقوبة من الله تعالى لأهل هذه الفاحشة .
3- الزنا يعمى القلب ويطمس نوره , ويحقر النفس ويقمعها ويسقط كرامة الإنسان عند الله وعند خلقه , ويمحق بركة العمر , ويضعف في القلب تعظيم الله وخشيته .
أدلة تحريم الزنا
قال تعالى : (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ).
وقال تعالى : ( واللذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما 0 يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ).
وقال صلى الله عليه وسلم " لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن " متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا بإحدى ثلاث - وذكر منها الثيب الزاني " متق عليه . وقال عليه السلام والصلاة : "ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له ".
عقوبة الزنـا
عقوبة جماعية : فإنه لا يقتصر ضرر الزنا على الزناة فقط بل يتعدى إلى غيرهم , فينزل غضب الله على قوم كثر فيهم الزنا , ويكثر فيهم الموت أيضا , فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا ظهر الزنا والربا في قوم فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " . رواه الحاكم . وقال صحيح الإسناد . لذا يجب على جميع المسلمين محاربة الزنا والابتعاد عن أسبابه كالتبرج والسفور والاختلاط والغناء والمجلات الماجنة والأفلام والمسلسلات الهابطة الداعية إلى كل فاحشة ورزيلة .
عقوبة فردية : وهى إقامة الحد على الزاني والزانية إذا كانا محصنين وذلك بقتلهما رجما بالحجارة حتى يموتا لكي يجدا الألم في جميع أجزاء الجسم كما تلذذا بجسيدهما قال صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " , وإن كانا غير محصنين جلدا مائة جلدة بأعلى أنواع الجلد ردعا لهما عن المعاودة للاستمتاع بالحرام , إضافة إلى فضحهما بين الناس والتشهير بهما .
وإذا أفلت الزناة من عقوبة الدنيا ولم يتوبوا فلهم في الآخرة عذاب أليم فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي : انطلق .. فانطلقا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار , فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا فيها , وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هؤلاء ؟ قالا لي : هؤلاء هم الزناة والزوانى , وجاء في الحديث أيضا أن من زنى بامرأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة " ..وهذا فقط عذاب القبر أما في الآخرة فإن عذابهم شديد فهم يعذبون بوادي أثاما وهو واد من أودية جهنم الكبرى نعوذ بالله منه .
قال تعالى : (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق , ولا يزنون , ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ).
فالزاني يشارك المشرك والقاتل نفس العذاب والعياذ بالله ! فهل يليق بعاقل بعد ذلك أن يعرض نفسه لمثل هذا العذاب من أجل شهوة عابرة تذهب لذتها سريعا ويبقى عذابها طويلا ؟!
فيا من خان الأعراض وتعدى عليها وابتغى الفساد في الأرض إن الغيرة من شيم الرجال ومن أخلاق النبلاء ومن شعب الإيمان ومن مقتضيات إياك نعبد وإياك نستعين فأين الغيرة ممن يتعدى على أعراض الناس , ... كم أفسدت بين امرأة وزوجها وكم جعلت بنتا حبيسة الجدران في بيتها بعد أن ذبحت عفتها وضيعت شرفها وشرف أهلها وأسأت إلى سمعتها وسمعة أهلها أينك من الغيرة على محارم الله وأنت تنهكها ؟ وأين أنت من الغيرة على محارمك فالذي يتعدى على محارم الناس لا يغار على محارمه , لأنهن قد يبتلين بمن يتعدى عليهن عقوبة له , وكما قيل : " كما تدين تدان " .
ثم إني أسألك بالله , هل ترضى الزنا لأمك ؟ أو أن يتحدث معها أحد ويداعب مشاعرها ؟ فإن كنت ترضاه فأنت والعياذ بالله ديوث , وما أظنك ترضاه , وإن كنت لا ترضاه لأمك فإن الناس كذلك لا يرضونه لأمهاتهم , وإن كنت لا ترضاه لأختك أو ابنتك أو عمتك أو خالتك فالناس كذلك لا يرضونه لأخواتهم وبناتهم وعماتهم وخالاتهم , فهل عرضك حرام على الناس حلال لك أما ترحم أمك وأخواتك أن يصبن بمثل ما أصبت من محارم الناس , أما ترحم ابنتك وزوجتك أن يفعل بها مثل ما فعلت أنت ببنات الناس .
يا قاطعا سبل الرجال وهاتكا
سبل المودة عشت غير مكرم
من يزنى في قوم بألفي درهم
في أهله يزنى بغير الدرهم
إن الزنا دين إذا استقرضه
كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
لو كنت حرا من سلالة ماجد
ما كنت هاتكا لحرمة مسلم
وكم من اناس يزنون قيل لهم هذا حرام الا تخافون على اخواتكم على نسائكم على امهاتكم فقالو اننا لهم مراقبون ضننا منهم المساكين ان الزانيه تزني امام اعين اهلها ولكنهم لا يعلمون سرها ان كانت عند صديقتها او بيت احد اقاربها وما يكون عليها ومنها
وأنت أيتها المرأة يا من هتكت عرضك وعرض زوجك وأهلك بالزنا ومرغتيه في الوحل ونزلت به إلى الحضيض , وأفسدت حياتك وحياة أهلك وأسأت إلى سمعتك وسمعتهم من أجل شهوة عابرة أو عرض زائل من الدنيا , أما تخافين الله كيف طاوعتك نفسك على فعل هذه الفاحشة النكراء ! أين ذهب حياؤك ؟ أين ذهب عقلك ؟ هل فكرت بعذاب الله هل فكرت بعاقبة ذلك في الدنيا والآخرة ؟ هل فكرت في الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة ؟ هل فكرت في موقف أهلك وزوجك وأولادك وفضيحتهم بين الناس لو انكشف أمرك ؟ هل فكرت ماذا سيكون لهم بعد ذلك وكيف سيواجهون الناس وقد سودت وجوههم بجريمتك هذه ؟ إن موتك أو قتلك أهون عليهم بكثير من وقوعك بمثل هذه الفاحشة فاتقى الله وتوبي إليه وابتعدي عن هذا العمل المخزي قبل أن يفتضح أمرك أو أن تموتي وأنت مصرة على هذه الفاحشة القبيحة .
وأخيرا ..
اعلموا يا من ابتليتم بالزنا رجالا ونساء أن الله يراكم , احذروا أن تجعلوه أهون الناظرين إليكم وأحقر المطلعين عليكم وتجعلون هذه الشهوة الحيوانية وهذه اللذة الفانية تنسيكم عظمة مولاكم وإطلاعه عليكم , إنكم لا تستطيعون أن تفعلوا هذه الفاحشة القبيحة أمام أي إنسان حتى ولو كان طفلا صغيرا ولكنكم مع الأسف الشديد ترتكبونها أمام العلى الكبير جبار السماوات والأرض , فأين تعظيم الله فى قلوبكم ؟ أين صدق الإيمان ؟ أين الاستجابة للرحمن ؟ أما استشعرتم عظمة الجبار ؟ أما تخافون غضب القهار ؟.
وهل نسيتم الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط وزلته والحساب وشدته وهل نسيتم النار وما فيها من عذاب , إن أمامكم أهوالا عظيمة لا يعلمها إلا الله لا طاقة لكم فيها ولن تتحملوها , فلا تجعلوا هذه الشهوة الفانية تنسيكم مصيركم ومآلكم , ووالله إنكم لأضعف من أن تتحملوا شيئا من عذاب فلا تتمادوا في معصيته , ووالله إن شهوات الدنيا كلها لا تساوى ضمة من ضمات القبر فكيف بما بعده من العذاب , ولا خير والله في شهوة بعدها النار والدمار, فتوبوا إلى الله قبل أن لا تستطيعوا أن تتوبوا وقبل أن تندموا في وقت لا ينفع فيه الندم .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعا ممن يستمعون القول يتبعون أحسنه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد .. فلقد حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الزنا وبينا قبحه وفساده وحذر العباد من الوقوع فيه, ولشناعته فإن الله تعالى لم ينه عن الوقوع فيه فحسب بل نهى عن القرب منه فقال عز وجل من قائل: ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ).
والزنا يعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل, وهو رجس وفاحشة مهلكة وجريمة موبقة تنفر منها الطبائع السليمة, وهو فساد لا تقف جرائمه عند حد ولاتنتهى آثاره ونتائجه إلى غاية, وهو ضلال في الدين وفساد في الأخلاق, وانتهاك للحرمات والأعراض واستهتار بالشرف والمروءة, وداعية للبغضاء والعداوة.
قال أحد العارفين:
الزنا عاره يهدم البيوت الرفيعة ويطأطى الرؤوس العالية, ويسود الوجوه البيض ويخرس الألسنة البليغة, ويهوى بأطول الناس أعناقا وأسماهم مقاما وأعرقهم عزا إلى هاوية من الذل والازدراء والحقارة ليس لها من قرار.
وهو أقدر أنواع العار على نزع ثوب الجاه مهما اتسع, وهو لطخة سوداء, إذا لحقت أسرة غمرت كل صحائفها البيض وتركت العيون لا ترى منها إلا سوادا حالكا, وهو العار الذي يطول عمره طويلا, فقاتله الله من ذنب وقاتل فاعليه.
وقال آخـر:
إن الزاني يحط نفسه من سماء الفضيلة إلى حضيض الرذيلة ويصبح بمكان من غضب الله ومقته, ويكون عند الخلق ممقوتا, وفى دنياه مهين الجانب عديم الشرف منحط الكرامة ساقط العدالة, تبعد عنه الخاصة من ذوى المروءة والكرامة والشرف مخافة أن يعد يهم ويلوثهم بجربه, ولا تقبل روايته ولا تسمع شهادته, ولا يرغب في مجاورته ولا مصادقته.
مفسدات الزنا
إن للزنا فساد للزاني والزانية, أما فساده للزانية فهي تفسد بهذا العمل حياتها وتخسر شرفها وشرف أهلها وتسيء إلى سمعتها وسمعة أهلها, وتفسد فراش زوجها إن كانت ذات زوج وربما أدخلت عليه أولادا من الزنا فتغش بها زوجها وينفق عليهم طوال حياته ويرثونه من بعد موته وينتسبون إليه وهم ليسوا بأولاده إلى غير ذلك مما تفسده المرأة بسبب وقوعها بهذه الفاحشة, وإن كانت المرأة الزانية غير متزوجة فبالإضافة إلى إنها تفسد بهذا العمل حياتها وتخسر شرفها وشرف أهلها وتسيء إلى سمعتها وسمعة أهلها فإنها بهذا العمل المشين قد صرفت أنظار راغبى الزواج عنها ولا يتقدم لخطبتها أحد يعرف حالتها حتى ولو كان مجرما قد عبث بها وأهدر شرفها وكرامتها لأنه يحتقرها ولا يرضاها زوجة له لما يعرفه عنها من الخيانة فتعيش المرأة بعد جريمة الزنا عيشة ذل وهوان, لا زوج يحصنها ولا عائل يعولها فتصبح محتقرة ذليلة بين أهلها وذويها إضافة أيضا إلى الجناية على سمعة أخواتها مما يقضى على مستقبلهن ويبعد عنهن راغبى الزواج بسبب جنايتها. وأما فساده للزاني فإنه بالزنا ينكلب ويتولع منه ويصبح كالكلب المسعور في تعلقه بالنساء وقد يكون سببا في ابتلاء إحدى محارمه بالوقوع بمثل هذه الفاحشة عقوبة من الله له فيهتك عرضه كما هتك هو أعراض الناس ويفتضح أمره ويسقط من أعين الناس ويقل احترام الناس له.
أضرار الزنا
إن للزنا أضرارا كثيرة فمنها :
1- ضياع النسل والجناية عليه , فالزاني والزانية لو أدركا ما قد يترتب على جريمتها التي تنقضي على الفور, لو أدركا ما قد يترتب عليها من الآثام والزور وغضب الله لهان عليهما أن يفنيا من الوجود ولا يرتكبا تلك الجريمة الشنعاء .
2- يتسبب الزنا في اختلاط الأنساب وإفساد الأخلاق ويفضى إلى فناء الأمة ويدعو إلى الشقاق والفساد ويسبب انتشار الأمراض المعصية التي لم تكن موجودة من قبل كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :" لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا " رواه ابن ماجه , وصدق صلى الله عليه وسلم
فقد انتشر في هذا الزمن بسبب كثرة الزنا الأمراض الكثيرة الخطيرة , عقوبة من الله تعالى لأهل هذه الفاحشة .
3- الزنا يعمى القلب ويطمس نوره , ويحقر النفس ويقمعها ويسقط كرامة الإنسان عند الله وعند خلقه , ويمحق بركة العمر , ويضعف في القلب تعظيم الله وخشيته .
أدلة تحريم الزنا
قال تعالى : (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ).
وقال تعالى : ( واللذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما 0 يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ).
وقال صلى الله عليه وسلم " لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن " متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا بإحدى ثلاث - وذكر منها الثيب الزاني " متق عليه . وقال عليه السلام والصلاة : "ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له ".
عقوبة الزنـا
عقوبة جماعية : فإنه لا يقتصر ضرر الزنا على الزناة فقط بل يتعدى إلى غيرهم , فينزل غضب الله على قوم كثر فيهم الزنا , ويكثر فيهم الموت أيضا , فعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا ظهر الزنا والربا في قوم فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله " . رواه الحاكم . وقال صحيح الإسناد . لذا يجب على جميع المسلمين محاربة الزنا والابتعاد عن أسبابه كالتبرج والسفور والاختلاط والغناء والمجلات الماجنة والأفلام والمسلسلات الهابطة الداعية إلى كل فاحشة ورزيلة .
عقوبة فردية : وهى إقامة الحد على الزاني والزانية إذا كانا محصنين وذلك بقتلهما رجما بالحجارة حتى يموتا لكي يجدا الألم في جميع أجزاء الجسم كما تلذذا بجسيدهما قال صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " , وإن كانا غير محصنين جلدا مائة جلدة بأعلى أنواع الجلد ردعا لهما عن المعاودة للاستمتاع بالحرام , إضافة إلى فضحهما بين الناس والتشهير بهما .
وإذا أفلت الزناة من عقوبة الدنيا ولم يتوبوا فلهم في الآخرة عذاب أليم فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي : انطلق .. فانطلقا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار , فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا فيها , وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هؤلاء ؟ قالا لي : هؤلاء هم الزناة والزوانى , وجاء في الحديث أيضا أن من زنى بامرأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة " ..وهذا فقط عذاب القبر أما في الآخرة فإن عذابهم شديد فهم يعذبون بوادي أثاما وهو واد من أودية جهنم الكبرى نعوذ بالله منه .
قال تعالى : (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق , ولا يزنون , ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ).
فالزاني يشارك المشرك والقاتل نفس العذاب والعياذ بالله ! فهل يليق بعاقل بعد ذلك أن يعرض نفسه لمثل هذا العذاب من أجل شهوة عابرة تذهب لذتها سريعا ويبقى عذابها طويلا ؟!
فيا من خان الأعراض وتعدى عليها وابتغى الفساد في الأرض إن الغيرة من شيم الرجال ومن أخلاق النبلاء ومن شعب الإيمان ومن مقتضيات إياك نعبد وإياك نستعين فأين الغيرة ممن يتعدى على أعراض الناس , ... كم أفسدت بين امرأة وزوجها وكم جعلت بنتا حبيسة الجدران في بيتها بعد أن ذبحت عفتها وضيعت شرفها وشرف أهلها وأسأت إلى سمعتها وسمعة أهلها أينك من الغيرة على محارم الله وأنت تنهكها ؟ وأين أنت من الغيرة على محارمك فالذي يتعدى على محارم الناس لا يغار على محارمه , لأنهن قد يبتلين بمن يتعدى عليهن عقوبة له , وكما قيل : " كما تدين تدان " .
ثم إني أسألك بالله , هل ترضى الزنا لأمك ؟ أو أن يتحدث معها أحد ويداعب مشاعرها ؟ فإن كنت ترضاه فأنت والعياذ بالله ديوث , وما أظنك ترضاه , وإن كنت لا ترضاه لأمك فإن الناس كذلك لا يرضونه لأمهاتهم , وإن كنت لا ترضاه لأختك أو ابنتك أو عمتك أو خالتك فالناس كذلك لا يرضونه لأخواتهم وبناتهم وعماتهم وخالاتهم , فهل عرضك حرام على الناس حلال لك أما ترحم أمك وأخواتك أن يصبن بمثل ما أصبت من محارم الناس , أما ترحم ابنتك وزوجتك أن يفعل بها مثل ما فعلت أنت ببنات الناس .
يا قاطعا سبل الرجال وهاتكا
سبل المودة عشت غير مكرم
من يزنى في قوم بألفي درهم
في أهله يزنى بغير الدرهم
إن الزنا دين إذا استقرضه
كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
لو كنت حرا من سلالة ماجد
ما كنت هاتكا لحرمة مسلم
وكم من اناس يزنون قيل لهم هذا حرام الا تخافون على اخواتكم على نسائكم على امهاتكم فقالو اننا لهم مراقبون ضننا منهم المساكين ان الزانيه تزني امام اعين اهلها ولكنهم لا يعلمون سرها ان كانت عند صديقتها او بيت احد اقاربها وما يكون عليها ومنها
وأنت أيتها المرأة يا من هتكت عرضك وعرض زوجك وأهلك بالزنا ومرغتيه في الوحل ونزلت به إلى الحضيض , وأفسدت حياتك وحياة أهلك وأسأت إلى سمعتك وسمعتهم من أجل شهوة عابرة أو عرض زائل من الدنيا , أما تخافين الله كيف طاوعتك نفسك على فعل هذه الفاحشة النكراء ! أين ذهب حياؤك ؟ أين ذهب عقلك ؟ هل فكرت بعذاب الله هل فكرت بعاقبة ذلك في الدنيا والآخرة ؟ هل فكرت في الفضيحة في الدنيا قبل الآخرة ؟ هل فكرت في موقف أهلك وزوجك وأولادك وفضيحتهم بين الناس لو انكشف أمرك ؟ هل فكرت ماذا سيكون لهم بعد ذلك وكيف سيواجهون الناس وقد سودت وجوههم بجريمتك هذه ؟ إن موتك أو قتلك أهون عليهم بكثير من وقوعك بمثل هذه الفاحشة فاتقى الله وتوبي إليه وابتعدي عن هذا العمل المخزي قبل أن يفتضح أمرك أو أن تموتي وأنت مصرة على هذه الفاحشة القبيحة .
وأخيرا ..
اعلموا يا من ابتليتم بالزنا رجالا ونساء أن الله يراكم , احذروا أن تجعلوه أهون الناظرين إليكم وأحقر المطلعين عليكم وتجعلون هذه الشهوة الحيوانية وهذه اللذة الفانية تنسيكم عظمة مولاكم وإطلاعه عليكم , إنكم لا تستطيعون أن تفعلوا هذه الفاحشة القبيحة أمام أي إنسان حتى ولو كان طفلا صغيرا ولكنكم مع الأسف الشديد ترتكبونها أمام العلى الكبير جبار السماوات والأرض , فأين تعظيم الله فى قلوبكم ؟ أين صدق الإيمان ؟ أين الاستجابة للرحمن ؟ أما استشعرتم عظمة الجبار ؟ أما تخافون غضب القهار ؟.
وهل نسيتم الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط وزلته والحساب وشدته وهل نسيتم النار وما فيها من عذاب , إن أمامكم أهوالا عظيمة لا يعلمها إلا الله لا طاقة لكم فيها ولن تتحملوها , فلا تجعلوا هذه الشهوة الفانية تنسيكم مصيركم ومآلكم , ووالله إنكم لأضعف من أن تتحملوا شيئا من عذاب فلا تتمادوا في معصيته , ووالله إن شهوات الدنيا كلها لا تساوى ضمة من ضمات القبر فكيف بما بعده من العذاب , ولا خير والله في شهوة بعدها النار والدمار, فتوبوا إلى الله قبل أن لا تستطيعوا أن تتوبوا وقبل أن تندموا في وقت لا ينفع فيه الندم .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا جميعا ممن يستمعون القول يتبعون أحسنه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعليق