Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النهاية The End

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النهاية The End

    قام ستة من الشباب المتعطلين بارتكاب جريمة اغتصاب في حي المعادي الهاديء بمصر بطريقة وحشية، هزت ضمير الأمة من الأعماق، فيما عرفت فيما بعد بجريمة فتاة المعادي، وطالب فيها أحد الكتاب في مقالات عنيفة وقاسية بإعدام هؤلاء الذئاب، الذين اعتدوا على تلك الفتاة البريئة، متصديا لكل فلاسفة التبرير لهذه الجريمة البشعة، التي تدفع لشاب أن يمسك فتاة بريئة وتحت تهديد السلاح، وأمام خطيبها، ويعتدي عليها، ثم يتركها لزميله وزميله يتركها لآخر وهكذا.

    بدأت محاكمة الذئاب البشرية، وجاء تقرير الطب الشرعي مفاجأة مذهلة لا تفسير لها، فإن الفتاة رغم اعتداء ستة ذئاب بشرية عليها، فإنها ظلت عذراء.

    وحمدت الأمة ربها، أن صان الفتاة رغم وحشية هذه الذئاب!!

    وقد توجت هذه الحملة الإعلامية بصدور حكم بإعدام هؤلاء القتلة، وتم تنفيذ حكم الإعدام في بعض منهم، ونشرت صورهم في الصحف، وتصور البعض أن الحكم وتنفيذه سوف يكونان ردعا قويا لمن يفكر في الاعتداء على فتاة، ولكن بعد فترة من الزمن نسمع عن حوادث اغتصاب وحشية، وصلت إلى حد الاعتداء على أطفال لايتجاوز عمر الطفلة منهن سبع سنوات، وقد أرجى رئيس محكمة الجنايات سبب هذه الجرائم الوحشية، إلا سبب واحد فقط، وهو: الإدمان.

    يروي رئيس محكمة الجنايات بمصر هذه المأساة:

    قاعة المحمة مليئة بجمهور الحاضرين على غير العادة، وفي قفص الاتهام سيدة في الخمسين من عمرها، على وجهها قهر الدنيا، وبجوارها سيدة في الثلاثين من عمرها، وهي ابنتاها،وكل جمهور القاعة ضد السيدتين، فإن السيدة قد قتلت ابنها بمشاركة ابنتها، أي أن الأم والشقيقة قد قتلتا الولد، وسألها القاضي:

    - لماذا قتلت ابنك؟

    ولم ترد.

    ثم سأل القاضي ابنتها:

    - لماذا قتلت شقيقك؟

    - إذا أجابت أمي فسوف أجيب على السؤال.

    وحاول القاضي أن يكون عنيفا مع الأم حتى تستنير المحكمة، وتصدر حمكا عادلا في هذه القضية الغريبة، وفي نفس الوقت فإن المحامي العام يطالب بإعدام هذه السيدة وابنتها.

    - أنت متهمة بقتل ابنك مع سبق الاصرار والترصد.

    وسكتت الأم . . وواصل القاضي:

    - إن العقوبة هي الإعدام.

    ورفضت الأم الإجابة على أي سؤال . . كما رفضت ابنتها أيضا الإجابة على أي سؤال.

    واحتار القاضي . . ماذا يفعل في صمت هذه السيدة وابنتها؟.

    وفي حجرة المداولة، رفض القاضي رئيس المحكمة أن يصدر حكما مهما كانت عقوبته دون أن يسمع هذه الأم، وإلا كان ذلك إخلالا بالعدالة. قال القاضي لمعاونيه: إنني أشعر لحد كبير أن هذه المرأة إلى حد كبير فاضلة، وأن أسبابا قد دفعتها إلى ارتكاب هذه الجريمة، إذا كانت قد ارتكبت فعلا جريمة.

    وعاد إلى أوراق التحقيقات، ووجدها معترفة، سواء في تحقيقات الشرطة أو النيابة، أنها قتلت ابنها، عندما وجدت أنه يستحق الإعدام، وحفرت صحن دارها ودفنت الجثة في الدار بعد أن مزقتها بالسكين هي وابنتها.

    وأثناء قراءة رئيس المحكمة لهذه الأوراق، وجد أن الشرطة قد توصلت إلى الأم وابنتها عندما تحدثت طفلة في العاشرة من عمرها بأن جدتها وأمها قتلتا خالها وأبلغ الناس الشرطة بما سمعوه من الطفلة.

    ووجد رئيس المحكمة أن حل لغز هذه القضية يكمن في استدراج الطفلة، وخرج رئيس المحكمة وأعلن تأجيل القضية واستدعاء الطفلة لكي تدلي بشهاتها.

    حرص رئيس المحكمة أن يستمع للطفلة بعيدا عن قاعة المحكمة، بكل ما فيها من رهبة وخوف وضجيج، وقفص اتهام بداخله أمها . . وكانت الجلسة شبه سرية في غرفة المداولة، وأمر القاضي حاجب المحكمة أن يأتي للطفلة بكرسي تجلس عليه، وكوب من الشراب البارد، ثم بدأ يداعبها فترة غير قصيرة، تحدث معها عن المدرسة، واستطاع أن يستخرج من جسدها النحيل كل القلق والخوف، وأن يعيد بصعوبة الابتسامة إليها . . ثم بدأ يسألها عن خالها . .

    - لم أكن أحبه!!

    - لماذا؟

    - لأنه كان يضرب جدتي . . كان يريد مالا، ولم يكن مع جدتي مال

    - ماذا كانت تقول له جدتك؟

    - كانت تقول له أنت مؤمن . . كلما تشاجرت معه تقول له يا مؤمن

    - مؤمن؟!

    - نعم . . واحيانا تقول إن الإيمان سينهيك

    - الإيمان؟

    - نعم . . وكنت في دهشة . . فأنا أعلم من المدرسة أن الإيمان كله عظمة

    - يا ابنتي . . الإيمان أمر عظيم . . وجدتك كانت تقول له أنت مدمن . . وأن الإدمان سينهيك

    - صح . . وما معنى الإدمان؟

    - هذه قصة طويلة.

    وبدأت الطفلة تروي ليلة الجريمة . . بكلمات بسيطة ورعب شديد. .

    كانت الجدة والابنة والحفيدة في غرفة نوم واحدة، عندما دخل الخال، وحاول أن يوقظ الطفلة من النوم، فاستيقظت الأم والجدة، وذهبت الجدة مسرعة إلى المطبخ وجاءت بسكينة كبيرة، وغرستها في ظهر الخال، ثم أخرجتها، وغرستها مرة أخرى!!.

    وبكت الطفلة وهي تروي ما شاهدته لرئيس المحكمة، واكتفى القاضي بهذا القدر من الحديث مع الطفلة الصغيرة!!.

    - محكمة!!.

    ودخل رئيس المحكمة إلى القاعة بين وقوف كل من في القاعة، وجلس القاضي وهيئة المحكمة, فجلس الجميع، وأعلن القاضي أن الجلسة سرية. . لا أحد في القاعة إلا المتهمين والدفاع فقط، وخرج الجميع من القاعة.

    والتفت القاضي إلى الأم . .

    - لماذا الصمت؟

    ولم ترد. .

    فقال رئيس المحكمة:

    - أنا أحترم صمتك، ولكن الآن لسنا في حاجة لهذا الصمت، لم يعد أحد في بالقاعة. . والقضية عرفت خطوطها العريضة، ولا أريد منك المزيد ، وكل ما أريده أن تردي على سؤالي بكلمة واحدة، نعم أم لا، وهذا يكفيني . . ابنك . . ألم يكن مدمنا؟

    - نعم

    - حشيش؟

    - لا

    - هيروين

    - نعم

    - ألم يرهقك ماليا؟

    - نعم

    - حاول اغتصاب حفيدتك؟

    - نعم

    - وأثارك هذا . . فجئت بالسكين وقتلته

    - لا

    بهذه الإجابة، عادت الألغاز حول القضية، إلا أن رئيس المحكمة كان طويل النفس، وقد تسلطت عليه من البداية فكرة تقول: إن السيدة التي هي في قفص الاتهام ليست قاتلة، بل فاضلة، وظل يحاورها حتى عرف منها الحقيقية. . كل الحقيقية.

    مات زوجي وأنا في ريعان شبابي، فعشت لابنتي وابني، وكنت أضع في ابني الأمل والمستقبل، وأنه سوف يعينني في كبري، وكنت في حاجة إلى عائل للبيت، فأقمت منه عائلا دون مسئوليات العائل، فالأمر في البيت أمره، والمشورة مشورته، وكل دخلي ــ بلا مبالغة ــ له.

    كنت اتمناه ضابطا. . مهندسا. . طبيبا. . محاسبا. . وأقل شيء أن يكون مدرسا كوالده؛ لأن مهنة التدريس متعبة، وكانت السبب قي توقف قلب زوجي وهو صغير وترك لي الطفل والطفلة.

    وكبر ما كان بالأمس طفلا، واصبح صبيا فاشلا تماما في دراسته، وأصبح يدخن بشراهة عندما بلغ من العمر خمسة عشر عاما، وكان يطلب مني ثمن الدخان، وكنت أعطيه كل مايطلب، فلقد كان حبي له بلا حدود، وكم مرة أحاول أن أساعدة في استذكار دروسه، إلا أن هناك كراهيته للعلم والتعليم، حاولت أن أعلمه حرفة، فرفض تماما أن يتعلم أية حرفة، وطويت أحزاني بداخلي!!

    تزوجت أخته، وتركت لنا البيت، وعشت سنوات مع الفشل الذي هو ابني. . كبر الفشل في ابني ، او كبرابني على الفشل، وذات يوم دخلت حجرته الخاصة، ووجدته ــ بكل جرأة وقسوة ــ يعطي نفسه حقنة هيروين.

    وثرت عليه وصرخت!. . وركيت خوفا عليه؛ فلقد كنت أشاهد في التلفاز برنامجا عن نهاية الهيروين، فأحسست أن ابني سوف يموت. . أثنا رعبي، وأثناء خوفي، وأثناء صراخي. . خرج ابني المدمن وصفعني على وجهي. . نعم، صفع أمه. . فانتزع بيده، وفي لحظة واحدة كل سنوات الحب التي مضت، وحاولت أن أمزقه، ولكنه كان الأقوى والأقسى.

    لست أنت ابني، فالذي أمامي هو حيوان مفترس، الذي أمامي رجل فقد وعيه وعقله وكل قيمه، وعشت حزينة، فلقد ضاع الأمل الأخير فيه. . ثم حدث تطور جديد خطير، أصبح يأخذ ما معي من المال بالقوة.

    وأخذت أفكر كثيرا في أمر ابني الذي أدمن، والذي أفقده الإدمان عقله، هل أبلغ عنه الشرطة؟، هل أنتظر ربما أجد فرصة لأعيده إلى صوابه. . ماذا أفعل؟. . وأثناء هذا التفكير، دخل ابني وكنا في الثالثة صباحا، ةاتجه إلى غرفتي، وكان منظره بشعا يثير الغثيان، ثقيل اللسان، أصفر الوجه، اختفت نضارته، واختفى معها بريق عينيه، قال كلاما لا أفهمه، ولأول مرة أخاف من ابني،اقترب مني بلا وعي، مزق ثيابي. . حاول الاعتداء على أمه!!.

    تمكنت من الإفلات من يديه، وخرجت مذعورة من بيتي، وجريت في الشوارع حتى وصلت بيت ابنتي، أحمد الله أن أحدا لم يشاهدني بملابسي الممزقة، وطرقت باب بشدة، ففتح الباب لي زوجها:

    - ماذا حدث؟!.

    واسيقظت ابنتي، وبكت عندما شاهدت ملابسي ممزقة، وأنا في حالة غاية في السوء والتوتر، ورويت لهم رواية كاذبة صدقوها، قلت إن لصا جاء ليسرقني، ولما اعترضته مزق ثيابي، فردت ابنتي:

    - وأخي

    - لم يأت بعد

    وقاما بتهدئتي، وحاولت أن أنام ولكن كيف؟، لن أتمكن من وصف مشاعري في تلك الليلة،وما تلها من ليال طويلة.

    في الصباح خرج زوج ابنتي إلى عمله فرويت لابنتي ما حدث من أخيها، ورويت لها بكل صراحة، فطلبت مني الإقامة معها، عشت معها شهرا ، ثم طلبت منها أن أعود إلى بيتي فربما يكون ابني قد مات من حقنة هيروين،أو هاجر أو انتحر. . آسفة لقد كانت هذه كل أمنياتي لابني، وذهبنا إلى البيت، أنا وابنتي وابنتها، ووجدنا أن ابني قد باع الكثير من أثاث البيت.

    وفي الثالثة صباحا عاد ــ كما عاد في المرة السابقة ــ ، عاد هذه المرة ليحاول الاعتداء الوحشي على الطفلة التي هي حفيدتي، حاولنا أن نخلصها من يديه فلم نتمكن، فذهبت مسرعة إلى المطبخ، وجئت بالسكين، وغرست السكين في ظهره فخرجت من حسده نافورة من الدماء، أحسست بهستيريا شديدة، ولا أدري كم مرة أخرجت السكين من جسده وطعنته بها حتآ مات.

    وأحسست أن العار قد مات، والفشل فد مات، والإدمان قد مات!!، ثم جلست بجوار الجثة أبكي من كان ابني. . سيدي القاضي. . صدقني! أنا القاتل و القتيل، صدقني! أنا الجروح والسكين، صدقني! لم أندم ولكني متهورة، فما تصورت أن تكون تلك النهاية. . تلك هي النهاية.

    جلست أنا وابنتي نفكر في أمر الجثة. . والفضيحة. . والحكومة، وكانت حفيدتي طوال الوقت نائمة، وترتعد خوفا، هي لم تكن نائمة بالمعنى الحقيقي للنوم، ولكنها أغمضت عينيها.

    وجاءت لابنتي فكرة. . نحن نسكن في الدور الأرضي من البيت، ويمكن إخفاء الجثة داخل المنزل، بعدها نشيع على الناس بأن الابن قد هاجر، أو ترك البيت وأقيم لدى ابنتي حتى الموت. . وفعلا، رفعنا البلاط من الأرض، وحفرنا قبرا له، وألقينا فيه الجثة وأعدنا كل شيء إلى ما كان عليه. . ولكن بعد شهر من ارتكابي الجريمة، جاءت الشرطة ووجدت الجثة، فالطفلة روت ما شاهدته للناس، والناس أبلغوا الشرطة.

    هذه هي روايتي!!.



    - محكمة.

    ودخل رئيس المحكمة، ووقف الحاضرون، وجلست هيئة المحكمة، وبدأ القاضي يتلو حيثيات الحكم. . (( ولهذ الأسباب حكمت المحكمة ببراءة المتهمة وابنتها)).

  • #2
    قصه معبره..
    جزاك الله خير

    تعليق


    • #3
      شكرا على القصة .. بالفعل قصة جميلة ..
      ربنا يوفقك .
      اذكر الله
      my page

      تعليق


      • #4
        ((((((( سيدي القاضي. . صدقني! أنا القاتل و القتيل، صدقني! أنا الجروح والسكين، صدقني! لم أندم ولكني متهورة، فما تصورت أن تكون تلك النهاية. . تلك هي النهاية.))))))))))))))

        مصر : مشاكل اجتماعيه بلا حدود
        ادمان المخدرات .
        2 مليون قضية طلاق .
        فجوه بين الاباء والابناء .

        لاحول ولا قوة الا بالله

        نحن قومنا اعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزه بدونه اذلنا الله
        وما فتىءَ الزمان يدورحتى
        مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
        وأصبح لا يُرى في الركب قومي

        وقد عاشو أئمته سنينَ
        وآلمني وآلم كل حرٍ
        سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

        اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

        تعليق


        • #5
          ((((((( سيدي القاضي. . صدقني! أنا القاتل و القتيل، صدقني! أنا الجروح والسكين، صدقني! لم أندم ولكني متهورة، فما تصورت أن تكون تلك النهاية. . تلك هي النهاية.))))))))))))))

          مصر : مشاكل اجتماعيه بلا حدود
          ادمان المخدرات .
          2 مليون قضية طلاق .
          فجوه بين الاباء والابناء .

          لاحول ولا قوة الا بالله

          نحن قومنا اعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزه بدونه اذلنا الله
          حسبى الله ونعم الوكيل
          !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

          تعليق


          • #6
            كانت حقيقه وجب الاعتراف بها

            لاصلاحها
            وما فتىءَ الزمان يدورحتى
            مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
            وأصبح لا يُرى في الركب قومي

            وقد عاشو أئمته سنينَ
            وآلمني وآلم كل حرٍ
            سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

            اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

            تعليق

            يعمل...
            X