Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المتماهي ( البحث عن الذات ) قصيدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتماهي ( البحث عن الذات ) قصيدة

    المتماهي

    ( أبحث عن ذاتي )

    - 1 -

    أنتَ آخرُ حقل ٍ من القمحِ

    ماذا ستعطي أحبتَك السالكينَ دروبَ البعادْ

    أنتَ آخرُ حقلٍ من القمحِ بعدَ مواتِ الحقولِ

    و لكن . . . . . متى لك يوم الحصاد

    أنتَ ثاوٍ على أملِ الحاصدينَ

    تهبُّ على الروحِ ريحُ الرمادْ

    أنتَ تحلم بالبيدرِ المتمددِ سهلاً

    يقولُ لمنْ جاءَ أهلاً

    يرحِّبُ بالغرباءِ و يمنحُهمْ أوجهاً من ودادْ

    أنتَ تنتظرُ العائدينَ من الرحلةِ

    الليلُ أغنيةٌ في طريقِ القتادْ

    كم نسيرُ عليهِ حفاةً , و تنزفُ أرواحُنا

    نحنُ بالروحِ لا بالجسادْ

    أنتَ حقلٌ من القمحِ والجوعُ في الناسِ عادْ

    دعْ بلادَ الرمادِ و طرْ في البلادِ

    إنِ اسطعت , يا أنتَ ,

    أنتَ بدونِ بلادْ



    _ 2 _

    أنتَ عينٌ منَ الماءِ صافيةٌ , ترسمُ الأنجمَ العاليةْ

    رستِ الذكرياتُ بها ,

    أُتْرِعَتْ

    و بكتْ هولَ آلامِها القاسية

    أصبحتْ منزلاً في رُبى الله ,

    آمنة ٌ فيهِ أطيارُهُ الشادية

    سمعتْ صوتَ كلِّ الشداةِ العبورِ يغـنـُّـونَ للدمنةِ البالية

    أنتَ عينٌ منَ الماءِ ترسُمُني لو نظرتُ بها

    ذكرياتي بها راسية

    أيها العينُ هلْ تذكرينَ الفتى

    جاءَ يشكو حبيبتَه الغالية

    أيها العينُ هل تذكرينَ الفتى

    جاء يبكى لآلامِهِ العاتية

    تذكرينَ الفتى - جاءَ - نابتة ٌ فيهِ أغصانُ وردِ الغرامِ

    و صاعدة ٌ روحُهُ كطيورِ السما العالية

    قلتِ : ماذا أصاب الفتى ؟

    و بكيتِ لهُ

    و تمنيتِ أن ترحلي معهُ في الربا العالية

    أنتَ لو تستطيعينَ طيري

    و خلي بلادَ الهجير ِ

    لتصلـَىا بنيرانها الحامية



    - 3 -

    أنتَ مئذنةٌ في الظلامِ تنيرُ السبيلَ لسالِكِهِ المُدْلِج

    الظلامُ يحيطُ بها و هي صابرةٌ في انتظارِ الصباحِ الذي تَرْتَجِي

    و هسيسُ طيور ٍ صغارٍبها

    هي تفتحُ أفواهَهَا , و هي نائمةٌ تتثاءبُ

    سائلة ً هل يمرُّ مَداها الدجي

    و هي نائمة ٌ . . . . . تحلمُ . . . .

    ارتقتِ اليومَ في بيدرٍ

    وحدَها فوقَهُ , . . . . . لا صقورَ تهدِّدُها

    و الزمانُ سجي

    و هي تملأُ أفواهَها بالغناءِ الشجي

    يا طيورَ المنارِ احلمي و ارتجي

    و المنارة سامعة ٌ صوتَها

    و هي تشدو بأحلامِها

    و المنارةُ نامتْ

    لعلَّ الغناءَ بحلمِ الصباحِ الجديدِ يجي



    - 4 -



    أنتَ غصنٌ بهِ تسكنُ الطيرُ آمنةً

    أنتَ دارُ الأمانْ

    تبتني فيك أعشاشَها و تبيضُ على أملٍ في الزمان

    و تزقُّ صغاراً زغابا

    تعلمها أن تطيرَ بكلِّ حنانْ

    و الزغيباتُ ترسل أصواتها مسعدات لقلب بكى واستكان

    هل تعلمْتَ كيفَ تطيرُ ؟

    لعلكَ في الريحِ تذهبُ نحو بلادِ السعادةِ

    تسقطُ في جنةٍ فوقَ كلِّ الجنانْ

    هل تعلمتَ منها الغناءَ الغريرَ

    لعلكَ تُسعِدُ بالشدوِ قلباً حزيناً بعيداً عن الأهلِ

    يسكنُ دارَ الهوانْ

    أنتَ غصنٌ من الخضرةِ , ابدأْ , إذا ما أردتَ الرحيلَ عن الأرضِ

    في أغنياتِكَ , نوِّرْ بها ظلماتِ الزمانْ

    أنتَ غصنٌ و تعلَمُ أنَّـكَ بعدَ قليل ٍ سيحرقُكَ الظالمونَ تصيرُ رماداً و بعضَ دخانْ

    فتعلَّمْ من الطيرِ عـلَّـكَ في الريحِ ترحلُ نحوَ بلادٍ أمانْ

    أو فغن ِ معَ الطيرِ توقظ ُ بعضَ النيام ِ , فلا يحرقُ الظالمونَ الغصونَ , و يمحو بكَ اللهُ ليلَ الهوانْ



    - 5 -

    أنتَ ذاكَ الغديرُ الذي كنتُ أغسلُ وجهي بهِ

    و أطهِّر روحي و قلبي الجريحَ , أرى صفحة الوجه في صفحة الماء

    ثم أمدَّ يدي لأقطف ثمرَ الطموح

    و أقدِّم خطوي إلى زمن في التباريح يغرقني فأبوح

    و أسافر في زمن الذكريات لأشهدَ عهد الجدودِ و أنعس في حجر أمي كطفل سعيدٍ أطير إلى العيد ثوبي جديدٌ و أجري و راء النجيماتِ , خلف الفراشات , خلف الطيور و خلف الغناء الصدوح

    أنتَ ذاك الغدير , عهود الخرير به لا تزال تنادي العطاش , تعالوا , و يذهب صوتك في جنح ريح ,

    أنتَ ذاك الغدير الذي يبكي طفولته و الشقاء الذي مر , يغسلني بالدموع و يمسح قلبي الجريح

    أيُهذا الغدير توقف قليلا و لا تسق هذي الرمال مياهك

    إنك تحرث في البحر

    إنك تحسب هذي الأفاعي ستعطيك شدوا

    و ليس لديهن غير الفحيح

    يا لقلبي الطليح

    أيهذا الغدير إذا ما استطعت دع ِ الأرضَ سر في البحار و خلـَّي بلاد الجروح

    ليس تَطْهُرُ روح امرئ ٍ لا ينوح لبلدته لو أراد لها الله قتل الذينَ يحبهم

    لا لا ينوح

    لا تكُ ذاك الضريح الذي تسكن الذكريات به لا تثير حميَّـته للأحبة نالهم الذل , لا تك ذاك الضريح

    أنتَ ذاك الغدير الذي كنت أغسل وجهي به و أطهر روحي و قلبي الجريح

    كنت أسمع ذا فيه الغناء الذي يأخذ الروح بينَ الذرى والسفوح

    تولَّى زمان الغناء الغرير

    و بات على الأرض كذب المديح

    إن لله أمنيتي أن أعود إليه

    صحيحاً صحيحاً صحيحاً صحيحْ

    طاهر القلب والروحْ

    كم غسلتني الهموم و طَهَّرَتِ الروحَ دنيا الجروحْ





    - 6 -

    أنتَ ذاك الحصان الجموح الذي ينهب الأرض يقطع كل المسافات ثم يغيب

    ينزل الأرض بعد حلول الظلام ليبحث في الأرض عن أي قلب حبيب

    خائف يتلفت مثل امرئ طاردته الخلائق لا جرم منه

    مستفز من الأرض كالريح طول الزمان هبوب

    جامح لا يرى الزهر في العيد و العيد أدنى إليه من الذكريات التي في الغيوب

    هجر العالم القدسي قديما

    فهل ذاتَ يومٍ إلى خضرة العالم القُدُسِي يؤوب

    الغيوب مخبِّأة لك ليلا طويلا إذا لم تعد للأحبة ينتظرونك

    في عالم الخضرة

    الجأ لتشفى بهم من قديم اللغوب

    لو نزلت إلى الأرض حلَّت عليك الكآبة

    طر نحو عيد الخضار

    يناديك من أنتَ تحتاجه

    و يقول : تعالَ

    فما لكَ بعدي حبيب

    خضرة العالم القدسي إذا ما رجعت تضمك , أمُّك ,

    يا لحنان الزمان العجيب

    عد لهذا الزمان المنير و خل الظلام على الأرض

    فهي تحب الظلام و طر نحو عالمك المستحب فأنتَ غريب



    - 7 -

    أنتَ يا ذا أنا

    هاجَمَتْنا الرياحُ

    ابتلتنا الجراحُ

    و بدَّد جمعُ العِدَا شملَنا

    صرتُ وحدي ,

    وحيداً إذا ما رأتْـنِي المَرَايا رأتْـني امرأ ً فاقداً نصفَهُ

    يا لذاكَ العَنَا

    والبلادُ التي جَمَعَتْنَا قديماً هيَ الآنَ تُنْكِرُنَا ,

    يَلعَنُ اللهُ هـذِي البلاد التي تطردُ الصادقينَ فما نافعٌ عِنْدَها صِدْقـُـنَا

    انْطَلَقْتُ إلى الليلِ أخفىا بهِ

    انْطَلَقْتَ إلى جنةٍ في الهجيرِ

    فهلَّا رَجَعْـنَا إلى دارِنا

    و هلَّا اتَّـخَذْنا سويَّا طريقاً سويَّا يسيرُ بِنَا

    و هلَّا رَجَعْت إليَّ وصِرْتَ معي واحداً

    نسْلكُ الدَّرْبُ في الليلِ للهِ

    ربِّي ينيرُ السبيلَ لنا

    أنْتَ يا ذا أنا

    هل رَجَعْنا إلى دارِنا وَاحِداً

    و إذا ما أَرَدْتُ التَحَدُّثِ عَنْكَ أقولُ : - أنا -

    - أنا حقلٌ من القمحِ

    أعطي أحبتي السالكينَ دروبَ البعادِ الرضا و الهنا

    أنا عينٌ من الماءِ صافيةٌ عكستْ أنجمَ الليل ِ , تمنحُ أنوارَها الأعْيُنَا

    و تهبُّ على الروحِ أحلامُهَا

    مسحتْ عنْ قلوبِ الشُدَاةِ العنا

    أنا مئذنةٌ نورُها أخضرٌ في ليالي القُرَى

    تمنحُ السالكَ الشاطئَ الآمنا

    أنا غصنٌ و كمْ تسْـكُنُ الطيرُ فيهِ

    أما آن أن أسْـكُنا

    أنا ذاكَ الغديرُ الذي يرسلُ الأغنياتِ و يمنحُ كلَّ امرئ ٍ ضائع ٍ مَوْطِنَا

    أنا ذاكَ الحصانُ الجموحُ الذي ينْهب الأرض ينفِضُ عن روحِه الخوفَ و الموتَ يكْسِرُ كلَّ قيودِ الهوى و الضنى

    إنني أتمنَّى لأحبابيَ الخيرَ لو أستطيعُ حَمَلْـتُهُمُو نحْوَ جَنَّةِ ربِّي

    و ربِّي يحبُّ الذي يتمنَّى , ذاكَ قلبٌ لهُ آمنا

    أنا أنتَ فهلَّا رَجَعْنا إلى بعضنا

    كي ترانا المرايا امرأ ً واحداً

    مثلما يَخْلُقُ اللهُ أحبَابَهُ

    كي نسيرَ إليهِ فنلحقَ ركباً إليهِ مَشَوْا قَبْلَنَا






    تمت

    22 / 5 / 1999


    ( القتاد = الشوك )

    ( الجساد = الأجساد )

    ( اسطعت = استطعت )

    ( أُتْرِعَتْ = امتلأت )

    ( تصلى = تحترق )

    ( المدلج = السائر في الظلمة )

    ( الدجي المظلم { صيغة مبالغة على وزن فَعِل } )

    ( يجي = يجيء )

    ( زغابا لم ينبت لها الريش بعد )

    ( الزغيبات الطيور التي لم ينبت لها الريش بعد )

    ( العنا = التعب )

    ( الطليح = المتعب )
    ظهري للحائط

  • #2
    قصيدة وكلمات جميلة

    هناك كلمة لا أعرف معناها المتماهي هل هي المتباهي أم لها معنى آخر؟

    قد تركت الكتابة في المنتدى الأدبي وها أنت تعود من جديد وأرجو أن لا تنقطع مرة أخرى :-)
    كل أقوالي وأفعالي وأعمالي أضعها بين أيديكم للنقد
    لا تقل بغير تفكير ، ولا تعمل بغير تدبير

    أخوكم
    .. .-. -. ...- ..-. -.. ..- ...- -.

    تعليق


    • #3
      شكرا لك على مرورك و على رأيك
      المتماهي هو ما يأخذ ماهية غيره عسى كلامي يكون مفهوما
      و لا أظن هناك أي قرب يجمع الكلمتين المتماهي و المتباهي
      شتان ما بينهما و أعتقد أن القصيدة ما دمت قد قرأتها
      فستفسر عنوانها على ما أظن إلا لو كان ما كتبته تباهيا
      لو وصلك من القصيدة هذا المعنى فهذا يدل على أحد شيئين
      الأول أني لم أستطع أن أوصل ما أريد للناس فهذا عيب في الكاتب
      الثاني أنك لم تستطع أن تصل إلا إلى هذا المعنى وهذا عيب في القارئ
      سعدت بمرورك و أنا لم أغب عن المنبر الأدبي فأنت رددت على مواضيع
      لي باسم Cross-road
      تمنياتي لك عزيزي العروسي بقراءات ممتعة و مفيدة
      ظهري للحائط

      تعليق


      • #4
        اخي العزيزي الحج سامح
        تلك ذات الصواري تبحر في فراغ النهاري و من آهات الحرمان و انين الحباري بت
        لا اعرف نفسي ولا يعرفني ذاتي.
        محبكم
        نون

        تعليق


        • #5
          أهلا بعم الحاج حبيبنا نون
          كيف أخبارك يا عم الحاج
          سعداء بمداخلتك الطيبة و الحمد لله أنك لا تزال تذكرني
          و سعيد أنك قصيدتي ! , لا أعرف أنالت استحسانك أم
          أوقعتك في الحيرة
          سعيد جدا بقراءة مشاركتك أخي الحبيب نون
          ظهري للحائط

          تعليق


          • #6
            و الله يا حج سامح لك و حشة كبيرة
            وكل حاجة تكتبها موضع احترام و تقدير
            محبكم
            نون

            تعليق


            • #7
              شكرا لك أخي نون
              ظهري للحائط

              تعليق

              يعمل...
              X