بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أخوتي طلاب و طالبات العلم, ياله من شرف عظيم أن نكون من طلاب العلم الذين يبذلوا الجهد في تحصيل أعظم العلوم على وجه الأرض و ألا وهو التوحيد.
لايخفى عليكم أن طلب العلم فيه مشقة, كيف لا و هو الطريق لأغلى أمنية يتمناه كل مسلم بعد رضى الله وهي الجنة نسأل الله أن يبلغنا الفردوس الأعلى إنه على كل شيئ قدير.
فأوصيكم ونفسي المقصره بالجد في طلب العلم و أن يعين بعضنا بعضا على الخير نسأل الله التوفيق و السداد.
شرحنا في الدرس الثاني قسما واحدا من أقسام التوحيد و هو توحيد الربوبية و عرفنا معنى توحيد الربوبية و أن هذا القسم لم ينكرة إلا فئه قليلة من الناس و ذكرناهم في الدرس السابق و لله الحمد والمنة.
أما اليوم فنحن بصدد التحدث عن القسم الثاني من توحيد المعرفة و الإثبات و هو توحيد الأسماء و الصفات و الذي ضل فيه كثير من الطوائف المنتسبة للإسلام, ما بين معطل و محرف و مشبه و مكييف.
معنى توحيد الأسماء و الصفات : هو الإيمان بما وصف وسمى الله تعالى به نفسة في كتابة أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من غير:1- تحريف 2- ولاتعطيل 2-و لا تكييف 3-و لا تمثيل.
أمثله:
1- التحريف: هو تغيير معنى النص أو لفظه
فمثلا : أهل السنة والجماعة مجمعون على أن معنى قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى)) أن الله تعالى يصف نفسه بأنه مستو على عرشه أي علا على عرشه علوا يليق بجلاله و لكن الأشاعرة يقولون في معنى قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى)): أن الرحمن على العرش (استولى) وهذا لاشك أنه تحريف لمعنى الآيه و الدليل:
أ- أنك لو فتشت في معاجم اللغة العربية قبل تغير السان العربي عن معنى استوى فإنك لن تجد أن معنها استولى(1).
ب- لو سلمنا أن معنى استوى هو استولى لكنا نقر بوجود منازع لله تعالى في ملكه وإلا فما حاجة المولى تبارك وتعالى إلى الإستيلاء على العرش و هو ملكه وحدة والله لا منازع له في ملكه.
ج- و أيضا فإن الاستيلاء معناه السيطرة و الله عزوجل مهيمن على جميع خلقه فلماذا خص العرش بالسيطرة و الهيمنة فقط
و هذا يدل على بطلان ما قالوه فأين عقول هؤلاء المغفلين هدانا الله و إياهم.
و في هذا القدر كفاية حتى لا يمل القارئ من الدرس و يفهم ما كتبناه جيدا و سنكمل في الدرس المقبل إن شاء الله
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) هنا تنبيه هام " ربما يقول بعضهم لو نظرة في كتاب مختار الصحاح و جدت أن استوى تأتي بمعناها استولى " أقول كما قال لي شيخي أبو عبدالرحمن حفظه الله : لاحظ قد أشرت إلى معاجم اللغة العربية قبل تغير لسان العرب و ذلك لقرب زمان كتابتها من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لما كانة اللغة العربية هي المتداولة بين الناس و قبل تغر لسان العرب و أيضا قبل أن تتغير العقائد عند الناس و في زمان الرازي صاحب كتاب مختار الصحاح كانت العقائد قد تغيرت عند بعض الناس إلا من رحم الله و كان من بينهم الرازي فلذلك تجده أضاف كلمة استولى كمعنى من معاني استوى بما يناسب عقيدته و الله المستعان.
تعليق