تكلامنا في الدرس الماضي عن معنى التحريف في أسماء الله وصفاته, و نشرع بإذن الله تعالى بتكمله ما تبقى في إسماء الله وصفاته.
*معنى توحيد الأسماء و الصفات :هو الإيمان بما وصف وسمى الله تعالى به نفسة في كتابة و على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من غير:1- تحريف 2- ولاتعطيل 2-و لا تكييف 3-و لا تمثيل.
2- التعطيل :إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء و الصفات , سواء كان كليا أو جزئيا, وسواءكان ذلك يتحريف أو بجحود, هذا كله يسمى تعطيلا.
*مثال على النفي بالكليه:الجهمية لا يثبتون لله تعالى ذاتا و لا اسما و لا صفة هكذا يقول غلاتهم(1)
*مثال على النفي الجزئي: الأشاعرة و هؤلاء يثبتون لله سبع صفات و يسمونها صفات المعاني و هي العلم و القدرة و الإرادة و الحياة و السمع و البصر و الكلام و يأولون بقية الأسماء و الصفات(2)
و هذه الطوائف و غيرها من الطوائف التي تكلمت في أسماء الله وصفاته زعموا أنهم بإنكارهم للصفات ينزهون الله عن مشابهة المخلوقات وقد ضلوا ووصفوا الخالق جل وعلى بصفات النقص و العيب تعالى الله عما يزعمون سبحانة (3)
3- التكييف: ذكر كيفية الصفه
*مثال : إذا قال لك شخص صف لي سيارتك؟؟ فتقول سيارتي لونها كذا و شكلها كذا إلى آخره من الأوصاف
ونقول في صفات الله إنه لا يجوز تكييفها لأن الإنسان عاجز عن ذلك فلو قلت لك صف لي شكل الريح أو الملائكه أولي الثلاث أجنحة لعجزت عن وصفها و هذه مخلوقات الله فمن باب أولى أنك لا تستطيع أن تصف خالقها و الله تعالى يقول (( ليس كمثله شئ و هو السميع البصير)) و لذلك لما سئل الإمام مالك عن كيفية إستواء الله تعالى على عرشه قال: الإستواء غير مجهول ( أي من حيث اللغة و معنى الإستواء العلو و الارتفاع ) و الكيف غير معقول ( و كيفيت هذا الإستواء ليمكن أن يعقلها الإنسان ) و الإيمان به واجب (لأن الله أخبر به عن نفسه فوجب التصديق) و السؤال عنه بدعه ( لأن من هم أحرص منا على العلم ما سئلوا عنها و هم الصحابة رضوان الله عليهم).
4- التمثيل: هو ذكر مماثل للشئ أو هو الاتفاق بين شيئين من جميع الوجوه
مثال: تقول قلم زيد مثل قلم عمر أي أن القلمين متشابهين في جميع الصفات من طول ولون...آلخ
من الصفات
أما الله تبارك وتعالى فيقول (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) فقد وصف سبحانة نفسه بأنه له سمعا و بصرا و نفى أن يكون له مثيل في صفاته فمثلا, نؤمن بأن الله تبارك وتعالى له يد ولكن ليس كيد الإنسان و هو أعلم بكيفيتها و لا نمثل يده بأيدينا مثلا عند قوله (( و الأرض جميعا قبضته )) فهذا لايجوز بل نؤمن به من غير تمثيل
(1) و هم أتباع الجهم بن صفوان
(2) نسبة لأبي الحسن الأشعري و قد رجع إلى مذهب أهل السنة في آخر أدوار حياته رحمه الله و غفر له
(3) قال الأشاعرة نثبت ما دل عليه العقل وقد ضلوا ووصفوا الخالق جل وعلى بصفات النقص و العيب تعالى الله عما يزعمون سبحانة
تعليق