بسم الله الرحمن الرحيم
تذكِرَةٌ في منهج السلف
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلامضل له ، ومن يضلل فلاهادي له .
وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد: فإن الله جل وعلا بعث نبيه محمداً r بالدين القويم المبني على أساس سليم متين وهو توحيده سبحانه ومنهاجه الذي ارتضاه لنا ، وهذا المنهج بينه الله تعالى في كتابه ونبيه r في سنته وناصره في الدعوة إليه واحتمال الأذى في تبليغه صحابته الكرام ، وما توفي رسول الله r حتى تركنا على منهاج واضح جلي ، صار عليه صحابته من بعده ، وتمسك به السائرون على نهجهم إلى عصرنا هذا . وإن الأمة الإسلامية مرت بظروف عصيبة انتشرت فيها الكثير من البدع والضلالات والانحرافات كادت تعصف بها ، وبقي المتمسكون بهذا المنهج داعين إليه مدافعين عنه، لأنهم يعلمون أنه طريق النجاة والسبيل الحق الذي يرضى الله تعالى عنه ورسوله r .
ومانعرضه اليوم في هذه الكراسة إنما هو بشارة في زمن غربة الإسلام لأهل العلم وطلابه ليزدادوا ثباتاً على المنهج الحق ويتبصروا طريقهم على ضوء الكتاب والسنة وعلم وعمل سلف الأمة .
من هم السلف ؟
قال الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100
عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : ( خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ r بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَالَ النَّبِيُّ r ( إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلَا يسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ ) رواه البخاري
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ
والسلف هم الصحابة رضوان الله عليهم
قال القلشاني : " السلف الصالح ، وهو الصدر الأول الراسخون في العلم ، المهتدون بهدي النبي r الحافظون لسنته ، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه r وانتخبهم لإقامة دينه ورضيهم أئمة الأمة وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده وأفرغوا أنفسهم في نصح الأمة ونفعها وبذلوا في مرضاة الله أنفسهم .
قال الأوزاعي: " اصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفَّ عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ماوسعهم "
قال ابن منظور: " والسلف أيضاً من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، ولهذا سمي الصدر الأول التابعين السلف الصالح " .
وبين شيخ الإسلام ابن تيمية وجوب اتباع منهج السلف بقوله: " ولاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لايكون إلاحقاً " .
فضل السلف الصالح
قال الله تعالى ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ….) آل عمران 110
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r : ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري ومسلم
وقال تعالى ]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(2)وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(3)ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [ الجمعة :4
تذكِرَةٌ في منهج السلف
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلامضل له ، ومن يضلل فلاهادي له .
وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد: فإن الله جل وعلا بعث نبيه محمداً r بالدين القويم المبني على أساس سليم متين وهو توحيده سبحانه ومنهاجه الذي ارتضاه لنا ، وهذا المنهج بينه الله تعالى في كتابه ونبيه r في سنته وناصره في الدعوة إليه واحتمال الأذى في تبليغه صحابته الكرام ، وما توفي رسول الله r حتى تركنا على منهاج واضح جلي ، صار عليه صحابته من بعده ، وتمسك به السائرون على نهجهم إلى عصرنا هذا . وإن الأمة الإسلامية مرت بظروف عصيبة انتشرت فيها الكثير من البدع والضلالات والانحرافات كادت تعصف بها ، وبقي المتمسكون بهذا المنهج داعين إليه مدافعين عنه، لأنهم يعلمون أنه طريق النجاة والسبيل الحق الذي يرضى الله تعالى عنه ورسوله r .
ومانعرضه اليوم في هذه الكراسة إنما هو بشارة في زمن غربة الإسلام لأهل العلم وطلابه ليزدادوا ثباتاً على المنهج الحق ويتبصروا طريقهم على ضوء الكتاب والسنة وعلم وعمل سلف الأمة .
من هم السلف ؟
قال الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100
عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : ( خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ r بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَالَ النَّبِيُّ r ( إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلَا يسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ ) رواه البخاري
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ
والسلف هم الصحابة رضوان الله عليهم
قال القلشاني : " السلف الصالح ، وهو الصدر الأول الراسخون في العلم ، المهتدون بهدي النبي r الحافظون لسنته ، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه r وانتخبهم لإقامة دينه ورضيهم أئمة الأمة وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده وأفرغوا أنفسهم في نصح الأمة ونفعها وبذلوا في مرضاة الله أنفسهم .
قال الأوزاعي: " اصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفَّ عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ماوسعهم "
قال ابن منظور: " والسلف أيضاً من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل، ولهذا سمي الصدر الأول التابعين السلف الصالح " .
وبين شيخ الإسلام ابن تيمية وجوب اتباع منهج السلف بقوله: " ولاعيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق ، فإن مذهب السلف لايكون إلاحقاً " .
فضل السلف الصالح
قال الله تعالى ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ….) آل عمران 110
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r : ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري ومسلم
وقال تعالى ]هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(2)وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(3)ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [ الجمعة :4
تعليق