الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
لو قدّر لأحدنا أن يسلك طريقاً فيه شوك، لعدل عن الشوك أو جاوزه أو قصر عنه.
ولو أن أحدنا خيّر بين طريقين: عسير ويسير، سهل وصعب، وكان اليسير على أحب وأرضى ما يكون، وكان العسير على أسوأ ما يكون، لسلك العاقل اللبيب سبل اليسر والسلامة، ولحاول الأحمق سلوك غير هذا السبيل..
بل لو حمل أحدنا إناءً حاراً لاتخذ له وقاية تقيه من حرارة هذا الإناء، ولعمل كل ما في وسعه لجلب السلامة له، ودفع المضرة عنه.
ولو قال قائل: لا حاجة للوقاية من حر الإناء.. لقلنا: هذا جنون وسفه، فلو طلب من أحدنا المشي على أرض ذات شوك لشمّر واجتهد في السير.
فلو تهاون في ذلك خسر آلة المشي، ولو وقف قصر دون حاجته، ولو لبس واقياً من حذاء ونحوه، بلغ غايته وما قصّر، ولجاوز الشوك، وما تأثر..
فتلك هي تقوى الله. نعم؛ تلك هي تقوى الله.
أيها المبارك: إنه نجيّك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، ومن أنت بعينه، ومن لا تخرج عن سلطانه، ومن لا ملك إلا ملكه ولا رادّ لفضله، ولا مانع لما أعطى، ومن لا معطي لما منع.. إنه لحقيق بأن تجعل بينك وبين عذابه وقاية وحرزاً، ولا وقاية ولا حرز خير من ترك ما حرّم وامتثال ما أمره، فتقوى الله بترك المحرمات، وفعل الطاعات، والتقوى الهرب من النار وأسباب دخولها، والعمل بأسباب دخول الجنة..
بل هي: الصراط المستقيم..
وهي: الإيمان والعمل الصالح..
وهي: العلم النافع والعمل الصالح..
وهي: العمل بالمأمور وترك المحظور..
وهي: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية..
وهي: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل..
وهي: ترك الذنوب أجمع..
بل وهي: أن يكون الله نصب عينيك..
خلّ الذنوب كبيرها *** وصغيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض *** والشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة *** إن الجبال من الحصى
أوصى المعصوم معاذ بن جبل فقال له: { اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن } [رواه الترمذي وأحمد].
ووصيته لرجل واحد وصية للأمة أجمع.. يقول الله عز وجل وهو أغنى الأغنياء عن الخلق.. موصياً وموجهاً للناس أجمع: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1].
وقد ورد الأمر بالتقوى في القرآن ( 79) مرة يأمر الله عباده باتباع أوامره واجتناب نواهيه.. ويأمرهم بالتقوى.. بل والله وإن الشجاعة كل الشجاعة في تقوى الله والطاعة..
اتق الله فتقوى الله ما *** جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً *** إنما من يتق الله البطل
إنها أهم من اللباس الحسي.. بل وهي خير لباس وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26]، وهي أكثر ما يدخل الناس الجنة.. وعندما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال : { تقوى الله وحسن الخلق } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
فيا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل..
امتنّ على العبد الضعيف بتوبة صادقة، وخشية لك يا رب، وتقوى.
فالمتقون في جنات وعيون.
وإن أهل التقوى هم وربي أهل الكرامة.
هم أهل السعادة الحقيقية في الدارين.
هم أهل العلم والخشية.
هم أهل المعية.. إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128]، معية توفيق وتسديد، ونصرة وتأييد وإعانة وحماية.
أهل التقوى هم أهل المكانة العالية عند الله عز وجل.. يقول عز وجل: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [البقرة:212].
وهم أهل الانتفاع بالذكرى والموعظة والقرآن الكريم.. قال جل وعز: الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة:2،1].
وهم أهل العلم النافع والعمل الصالح.. يقول تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ [البقرة:282]، فمن اتقى الله فتح على قلبه ولبّه فعلمه واستعمله في طاعته.
بل أهل التقوى هم أهل الجنة.. هم أهل النعيم المقيم والسعادة الأبدية.. يقول عز وجل: لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [آل عمران:15].
فهم أهل الدرجات، يحشرون إلى الرحمن وفداً، وتقرب لهم الجنة، ولهم الغرف المبنية يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، ولهم المقام الأمين ولهم مقعد صدق عند الله يحبهم الرحمن.. قال جل وعز: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة:7].
فهل حرصت أيها المبارك على ذلك
لو قدّر لأحدنا أن يسلك طريقاً فيه شوك، لعدل عن الشوك أو جاوزه أو قصر عنه.
ولو أن أحدنا خيّر بين طريقين: عسير ويسير، سهل وصعب، وكان اليسير على أحب وأرضى ما يكون، وكان العسير على أسوأ ما يكون، لسلك العاقل اللبيب سبل اليسر والسلامة، ولحاول الأحمق سلوك غير هذا السبيل..
بل لو حمل أحدنا إناءً حاراً لاتخذ له وقاية تقيه من حرارة هذا الإناء، ولعمل كل ما في وسعه لجلب السلامة له، ودفع المضرة عنه.
ولو قال قائل: لا حاجة للوقاية من حر الإناء.. لقلنا: هذا جنون وسفه، فلو طلب من أحدنا المشي على أرض ذات شوك لشمّر واجتهد في السير.
فلو تهاون في ذلك خسر آلة المشي، ولو وقف قصر دون حاجته، ولو لبس واقياً من حذاء ونحوه، بلغ غايته وما قصّر، ولجاوز الشوك، وما تأثر..
فتلك هي تقوى الله. نعم؛ تلك هي تقوى الله.
أيها المبارك: إنه نجيّك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، ومن أنت بعينه، ومن لا تخرج عن سلطانه، ومن لا ملك إلا ملكه ولا رادّ لفضله، ولا مانع لما أعطى، ومن لا معطي لما منع.. إنه لحقيق بأن تجعل بينك وبين عذابه وقاية وحرزاً، ولا وقاية ولا حرز خير من ترك ما حرّم وامتثال ما أمره، فتقوى الله بترك المحرمات، وفعل الطاعات، والتقوى الهرب من النار وأسباب دخولها، والعمل بأسباب دخول الجنة..
بل هي: الصراط المستقيم..
وهي: الإيمان والعمل الصالح..
وهي: العلم النافع والعمل الصالح..
وهي: العمل بالمأمور وترك المحظور..
وهي: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية..
وهي: الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل..
وهي: ترك الذنوب أجمع..
بل وهي: أن يكون الله نصب عينيك..
خلّ الذنوب كبيرها *** وصغيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض *** والشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة *** إن الجبال من الحصى
أوصى المعصوم معاذ بن جبل فقال له: { اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن } [رواه الترمذي وأحمد].
ووصيته لرجل واحد وصية للأمة أجمع.. يقول الله عز وجل وهو أغنى الأغنياء عن الخلق.. موصياً وموجهاً للناس أجمع: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1].
وقد ورد الأمر بالتقوى في القرآن ( 79) مرة يأمر الله عباده باتباع أوامره واجتناب نواهيه.. ويأمرهم بالتقوى.. بل والله وإن الشجاعة كل الشجاعة في تقوى الله والطاعة..
اتق الله فتقوى الله ما *** جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً *** إنما من يتق الله البطل
إنها أهم من اللباس الحسي.. بل وهي خير لباس وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26]، وهي أكثر ما يدخل الناس الجنة.. وعندما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال : { تقوى الله وحسن الخلق } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
فيا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل..
امتنّ على العبد الضعيف بتوبة صادقة، وخشية لك يا رب، وتقوى.
فالمتقون في جنات وعيون.
وإن أهل التقوى هم وربي أهل الكرامة.
هم أهل السعادة الحقيقية في الدارين.
هم أهل العلم والخشية.
هم أهل المعية.. إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128]، معية توفيق وتسديد، ونصرة وتأييد وإعانة وحماية.
أهل التقوى هم أهل المكانة العالية عند الله عز وجل.. يقول عز وجل: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [البقرة:212].
وهم أهل الانتفاع بالذكرى والموعظة والقرآن الكريم.. قال جل وعز: الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة:2،1].
وهم أهل العلم النافع والعمل الصالح.. يقول تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ [البقرة:282]، فمن اتقى الله فتح على قلبه ولبّه فعلمه واستعمله في طاعته.
بل أهل التقوى هم أهل الجنة.. هم أهل النعيم المقيم والسعادة الأبدية.. يقول عز وجل: لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [آل عمران:15].
فهم أهل الدرجات، يحشرون إلى الرحمن وفداً، وتقرب لهم الجنة، ولهم الغرف المبنية يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، ولهم المقام الأمين ولهم مقعد صدق عند الله يحبهم الرحمن.. قال جل وعز: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ [التوبة:7].
فهل حرصت أيها المبارك على ذلك
تعليق