تويت
3- باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
في هذا الباب يبن المصنف رحمه الله أن من حصل على كمال التوحيد إستحق الجنة بغير حساب
قال المصنف رحمه الله : وقول الله تعالى (( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين))
يصف الله تعالى إبراهيم عليه السلام بإنه كان "أمة" أي إمام وقدورة في الصبر على قومة يوم ألقوه في النار وإختبارة في ولده وفلذه كبده ومن صبر على هذا البلاء لابد أن يكون مستقنا بما له عند ربه تعالى و كان "قانتا" أي مداوما على الطاعات و كان "حنيفا" أي مائلا عن الشرك و أهله إلى الحق و أيضا "لم يك من المشركين" وهذه الآيه فيها تأكيد لما سبق و تـدل على بعده عن الشرك طول حياتة فهو إمـــام المـــوحـــدين وهذه هي الغاية في تحقيق التوحيد
قال المصنف رحمه الله : وقال (( والذين هم بربهم لا يشركون))
هذا وصف للمؤمنين السابقين إلى الجنان بأعظم شئ وهو أنهم بربهم لا يشركون وقال تعالى في تتمت هذه الأوصاف الآيه ((أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)) أي إلى الجنة
قال المصنف رحمة الله : عن حصين بن عبدالرحمن, قال : كنت عند سعيد بن جبير , فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة (( أي الشهاب الذي سقط على الأرض)) فقلت: أنا! (( أي حصين)) ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة (( قالها من اجل أن لا يقول الناس أنه كان يتعبد وهذا يدل على حرص الصحابة و إخلاصهم رضي الله عنهم)) ولكني لدغت. قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت (( أي طلبت الرقية )) قال فما حملك على ذلك؟ (( أي ما دليلك على جواز ذلك وهذا يدل على حرص السلف على العمل بالدليل)) قلت: حديث حدثناه الشعبي , قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب, أنه قال: ( لا رقية إلا من عين أو حمة) (( معنى الحمة أي سم العقرب وما شابهها)) قال قد أحسن من انتهى إلى ما سمع (( أي أخذ بما بلغة من العلم )) ولكن حدثنا ابن عباس, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرضت علي الأمم, فرأيت النبي ومعه الرهط (( معنى الرهط الجماعة دون العشرة)) والنبي ومعه الرجل و الرجلان, والنبي وليس معه أحد. إذ رفع لي سواد عظيم (( أي أشخاص كثيرين )) فظننت أنهم أمتي, فقيل لي: هذا موسى وقومه. ((وهذا يدل على كثرة اتباع موسى عليه السلاموفضله)) فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي : هذه امتك و معهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)), ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اؤلئك ((المقصود بالناس اي الصحابة)) فقال بعضهم: فلعلهم الذن صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام, فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء ((و هذا يدل على حرصهم على معرفة الخير والمنافسة على الأعمال الصالحة)) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه. فقال: ((هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)) ((معنى لا يستقون اي لا يطلبون الرقيا من احد بل يرقون انفسهم و يتوكلون على الله, معنى لا يكتوون اي لا يتداون بالكي لأنه مكروه, لا يتطيرون أي لا يتشاءمون وسيأتي تفصيل التشاؤم في الدروس القادمة إن شاء الله, وعلى ربهم يتوكلون وهذا يدل على قوة تعلقهم بالله في جميع امورهم)) فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله, ادعو الله أن يجعلني منهم, قال : (انت منهم) (وفي هذا دليل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم مؤيد بالوحي حيث اخبر بأن عكاشة من السبعون ألف)) ثم قام رجل اخر فقال: ادعو الله ان يجعلني منهم, فقال: ( سبقك بها عكاشة) ((وفي هذا دليل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يقل للرجل انت لست منهم لأنه يقال انه كان منافقا ولكن قال: سبقك بها عكاشة حتى لا يحرج الرجل ويؤلف قلبه))
تعليق