الصيـام و مخـالفـة اهـل الكتــاب
الحمد لله .. والصلاة والسلام على الرسول .. وبعد :
فان معرفة اصول الدين ,وفهمها والتمسك بها واجب شرعى على كل مسلم مكلف , ومن الاصول اصلان يتعلقان بالتحذير من اتباع غير المسلمين , والتبشير بحفظ الدين !!
فالاصل الاول : اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم القاطع الاكيد بان امته ستتبع سنن الامم السابقة من اليهود والنصارى والفرس والروم وغيرهم شبرا بشر , وذراع بذراع .
والاصل الثانى : اخباره صلى الله عليه وسلم القاطع الاكيد بان الله تعالى تكفل بحفظ الدين , وانه لا تزال طائفة من المسلمين على الحق ظاهرين حتى تقوم الساعة , وان الامة لا تجتمع على ضلالة !!
وبهذا يتبين لنا ان مخالفة اليهود والنصارى فى العبادات و خصوصا الصوم مقصد عظيم من مقاصد الشريعة و تتلخص فيما يلى :
1- لا يتعمد المسلم ان يصوم قبل رمضان يوما او يومين على خلاف عادته فى الصوم :
لان هذا يؤدى الى بدعة الزيادة فى الصوم الفريضة كما فعل النصارى
* عن ابى هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يتقدمن احدكم رمضان بصوم يوم او يومين الا ان يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم ) ] اخرجه البخارى ومسلم[
2- دخول الشهر و خروجه يكون عن طريق الرؤية و ليس الحسابات الفلكية :
* عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( إنا امة امية لا نكتب ولا نحسب , الشهر هكذا و هكذا يعنى مرة تسعة وعشرين , ومرة ثلاثين] اخرجه البخارى ومسلم [
فوصف الامة الاسلامية بترك الكتاب والحساب الذى تفعله الامم الاخرى فى معرفة اوقات العبادات والاعياد وجعل ذلك بالرؤية حيث قال : ( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته )
لا بالكتاب والحساب كما يفعل الاعاجم من الروم والفرس والقبط والهند واهل الكتاب من اليهود والنصارى .
3- الحرص على السحور باى شىء من طعام او شراب :
* عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب : اكلة السحر ) ]اخرجه مسلم[
4- تعجيل الفطر , فلا يصلى المغرب الا بعد ان يفطر ولو على ماء :
* عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال هذا الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر , ان اليهود والنصارى يؤخرون ) اسناده صحيح
5- عدم مواصلة الصوم , لان هذا فعل النصارى :
* قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تواصلوا ) قالوا : انك تواصل ، قال ( لست كاحد منكم ، إنى اطعم واسقى ، او انى ابيت اطعم واسقى ) ]رواه البخارى [
والوصال هو : ان يصل صيام يوم بيوم او ايام قبله او بعده دون ان يفطر فى نهاية كل يوم عند غروب الشمس .
6- صيام التاسع والعاشر من محرم مخالفة لليهود :
* عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء , وامر بصيامه , قالوا : يا رسول الله , انه يوم تعظمه اليهود والنصارى , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فاذا كان العام المقبل – ان شاء الله – صمنا اليوم التاسع) قال : فلميأت العام المقبل ، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم) ]اخرجه مسلم [
وكان الصحابة ينبهون الى تحقيق مخالفة اهل الكتاب , فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( صوموا التاسع او العاشر , خالفوا اليهود )
اللهم تقبل منا صيامنا و قيامنا ودعاءنا وزكاتنا انك انت سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه
ولا تنسونا من صالح الدعاء
تعليق