Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

~*~*~ =_= *~ ... صحيح الأحاديث القدسية ... ~* =_= ~*~*~

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ~*~*~ =_= *~ ... صحيح الأحاديث القدسية ... ~* =_= ~*~*~

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .

    أما بعد . . .

    أحبائى فى الله كل عام وأنتم بخير .

    عندما يحيا المرء فى ضوء القرآن الكريم ، والسنة النبوية الصحيحة ، فإنه يحيا سعيداً ، فرحاً مسروراً .
    كيف لا ؟!! وهو مع الهداية الربانية ، والنصيحة النبوية !! لذا فقد طرأت فكرة قيمة من أحد الأخوة الأفاضل جزاه الله عنا خيرا ولما كانت الفكرة من الأهمية بمكان فرأيت أن أبدأ بطرحها عليكم عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها .

    أحبائى فى الله ...

    تحدثنا لغتنا العربية الجميلة فتقول لنا :

    التقديس : تنزيه الله عز وجل ، وهو التطهير ، ومنه الأرض المقدسة أى : المطهرة ، ومنه بيت المقدس
    ومنه القدس الذى يتطهر به .
    القدوس : الطاهر على وزن فعول من القدس
    والمقدس : المبارك .
    فالأحاديث القدسية طاهرة ومباركة ، لأنها من عند القدوس الذى تنزه عن العيوب .
    والأحاديث القدسية طاهرة ومباركة ، لأنها منزلة عن طريق الروح القدس ، جبريل عليه السلام .
    والأحاديث القدسية طاهرة ومباركة ، لأنه أُلهم بها يقظة أو مناماً خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم .
    هذا ما أخبرنا به العلماء الأوائل والمتأخرون عن معنى الأحاديث القدسية من حيث المصطلح فقالوا لنا :
    الحديث القدسى : ما يرويه صدر الرواة ، ومصدر الثقات - صلى الله عليه وسلم - تارة بواسطة جبريل - عليه السلام - وتارة بالوحى والإلهام أو المنام ، مفوضاً إليه التعبير بأى عبارة شاء ، من أنواع الكلام .
    وقيل هو الذى يرويه النبى صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل .
    وقد سمى بالحديث الإلهى ، أو الحديث الربانى .

    *****
    ولما رأيت بأن الأحاديث القدسية لها أهمية كبيرة ومكانة عظيمة عند العامة والخاصة فى مجتمعنا الإسلامى والكثير منا إخوانى الكرام لا يعرف الأحاديث القدسية إلا قليلا ، ولا يعرف منها صحيحها .
    فرأيت أن نرد فى هذا الموضوع ما يتيسر لنا تجميعه من الأحاديث القدسية من صحيح السنة ، أعاننا الله وإياكم على القيام بسنة نبيه خير قيام ، على أن نضيف كل يوم حديث قدسى مع الشرح ، ونسأل الله لنا ولكم القبول .

    فى إنتظــــــــــــــــــــــــــار مقترحاتكم
    أبواسلام.
    كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
    رابطة الجرافيك الدعوى


  • #2
    ----------------------------------------------
    التعديل الأخير تم بواسطة splash99; 22 / 10 / 2005, 03:29 PM.

    تعليق


    • #3
      رجاء يا اخواني لو فيه حاجه غلط ارجو تصحيحها
      جزاكم الله خيرا

      تعليق


      • #4
        اخواني في الله
        لا يمكن لأي اخ مسلم ان يأتي بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعد ان يتأكد من صحته
        هذا الأمر اصبح صعباً جداً
        هل تحب ان يقال عليك انك كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
        اتعرف ما جزاء من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
        إليك هذا الحديث (من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)
        كل اناء بما فيه ينضح
        إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

        تعليق


        • #5
          طيب يا جماعه لو فيه حاجه غير صحيحه
          في مشاركتي ياريت حد يصححها

          وقل ربي زدني علما

          تعليق


          • #6
            فكرة مفيدة يا أبو إسلام ..

            ..

            تعليق


            • #7
              انا بعد اخر حديث قررت التاكد قبل اى شىء
              لن تركع امه قائدها محمد(صلى الله عليه وسلم)

              بارودتى بيدى وبجعبتى كفنى ياامتى انتظرى فجرى ولا تهنى
              بعقيدتى اقوى ابقى على الزمن ...حصنى اذا عصف به موجة الفتن
              والصبر لى زاد فى شده المحن

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله كل خير إخوانى فى الله جميعاً وثبتنا وإياكم على الحق
                أخى الحبيب محمد يحى بارك الله فيك
                كانت فكرتى أن أقوم بطرح حديث صحيح يومياً مع شرحه وتكون الفائدة لها أكثر من بُعد أولها التيقن من صحة الحديث وثانيها الشرح المبسط الواضح للحديث ثالثها أن طرح حديث يومياً سيسهل على الجميع قراءته وشرحه والإستفادة منه عكس طرح مجموعة كبيرة من الأحاديث فيمل البعض من القراءة
                أما بخصوص صحة الأحاديث الواردة فسأقوم بمراجعتها بأمر الله ولكن أنت تعرف الوقت ضيق فى رمضان وخاصة على النت
                وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
                أبواسلام.
                كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                رابطة الجرافيك الدعوى

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا
                  يا ابو اسلام
                  في انتظار الموضوع

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا
                    يا ابو اسلام
                    في انتظار الموضوع



                    بأبي أنت وأمي يا رسول الله



                    فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


                    اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


                    اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
                    اللهم اني احبهم فيك

                    لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

                    دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      أعتذر عن التأخير إخوانى ولكنكم تعلمون رمضان والوقت فيه بارك الله فيكم
                      أما عن الموضوع الهدف منه هو تجميع كل ما نستطيع جمعه من الأحاديث القدسية الصحيحة بالشرح بأمر الله على أن يكون حديث واحد فقط يومياً حتى يتسنى للجميع قراءته وعدم الملل من كثرة الأحاديث أما عن مشاركة الأعضاء فبالطبع الموضوع مفتوح للجميع ولكن فقط للمحافظة على نظامه وعدم وضع أكثر من حديث فلنتابع مع بعض عبر الرسائل الخاصة عند إضافة أى حديث
                      وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
                      أبواسلام.
                      كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                      رابطة الجرافيك الدعوى

                      تعليق


                      • #12
                        (* 1 *)

                        عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )

                        تخريج الحديث

                        صحيح 8137 فى صحيح الجامع للألبانى

                        الحديث رواه البخاري و مسلم .

                        منزلة الحديث

                        هذا الحديث من أحاديث الرجاء العظيمة التي تحث المسلم على حسن الظن بالله جل وعلا ، والإكثار من ذكره ، وبيان قرب الله من عبده إذا تقرب إليه العبد بأنواع الطاعات .

                        غريب الحديث

                        ملأ : المَلأ أشراف الناس ورؤَساؤهم ومقَدَّموهم الذين يُرجَع الى قولهم ، والمقصود بهم في هذا الحديث الجماعة .

                        حسن الظن بالله

                        بدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال ، فبَيَّن جل وعلا أنه عند ظن عبده به ، أي أنه يعامله على حسب ظنه به ، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر ، فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ، وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى ، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة )
                        رواه الترمذي .

                        وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه ، وحسن الرجاء فيما عنده ، كما قال الأول :

                        وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع

                        وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .

                        وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : (*وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ *)
                        (آل عمران 154) .
                        وقال عن المنافقين والمشركين : (*الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ *)
                        ( الفتح 6) .

                        والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ، بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله "
                        أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه .

                        فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ; لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ، فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ، فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب , ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ، ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء ) رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح .

                        بين اليأس والغرور

                        ومما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ، ولذا فإن على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية : المحذور الأول هو اليأس والقنوط من رحمة الله ، والمحذور الثاني هو الأمن من مكر الله ، فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ، فإن هذا من السفه ومن أمن مكر الله ، وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل .
                        قال بعض السلف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " .

                        جزاء الذاكرين

                        ثم أتبع ذلك ببيان فضل الذكر وجزاء الذاكرين ، فذكر الله عز وجل أنه مع عبده حين يذكره ، وهذه المعية هي معية خاصة وهي معية الحفظ والتثبيت والتسديد كقوله سبحانه لموسى وهارون (*إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى*)
                        (طـه 46) .

                        وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان وتدبر الذاكر معانيه ، وأعظمه ذكر الله عند الأمر والنهي وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي .

                        جزاء القرب من الله

                        ثم بين سبحانه سعة فضله وعظيم كرمه وقربه من عبده ، وأن العبد كلما قرب من ربه جل وعلا ازداد الله منه قرباً ، وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه قريب من عبده فقال (* وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ *)
                        ( البقرة 186) .
                        وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء "
                        رواه مسلم .
                        ففي هذه الجمل الثلاث في هذا الحديث وهي قوله تعالى : ( وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .
                        ما يدل على هذا المعنى العظيم ، وهو أن عطاء الله وثوابه أكثر من عمل العبد وكدحه ، ولذلك فإنه يعطي العبد أكثر مما فعله من أجله ، فسبحانه ما أعظم كرمه وأجَلَّ إحسانه
                        أبواسلام.
                        كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                        رابطة الجرافيك الدعوى

                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خيرا اخي ابو اسلام
                          وعلي العموم انا سارسل ما عندي من الاحاديث
                          ان شاء الله لك
                          جزاك الله خيرا

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله خيرا يا أبو إسلام ..

                            ..

                            تعليق


                            • #15
                              (* 2 *)

                              عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار" ) .

                              تخريج الحديث

                              صحيح 4343 فى صحيح الجامع

                              الحديث أخرجه البخاري و مسلم .


                              معاني المفردات

                              السب : الشتم أو التقبيح والذم .

                              الدهر : الوقت والزمان .

                              يؤذيني : أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي .

                              وأنا الدَّهر : أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه .

                              ألفاظ للحديث

                              جاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ) .

                              ومنها رواية للإمام أحمد : ( لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني .

                              معنى الحديث

                              أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته ، فهو ظرف العمل ووعاؤه ، وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة ، وهو الحياة ، فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ، ولهذا امتن الله به على عباده فقال: (* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً *)[الفرقان : 62]
                              فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار ، ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل .

                              وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : " قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا " ، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم ، فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا فعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .

                              ومَثَلُ من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفتٍ بحق ، فجعل يقول : " لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا " ، ويكون ذلك من قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ لجهله أضاف الأمر إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم ، فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ، وطرف محايد لا له ولا عليه ، والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء .

                              إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ، فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله ، منقاد لأمره متذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه .

                              ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ، وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من ليس أهلاً للحرمان ، وكثيراً ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء والمعاصرين ، كقول بعضهم :

                              يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا

                              وقول المتنبي :

                              قبحا لوجـهك يـا زمان كـأنه وجه له من كل قبح برقع

                              وقال آخر :

                              إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر لأهل الفضل قد خانا

                              فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما مسبة الله ، أو الشرك به ، فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك ، فهو يسب الله تعالى .

                              ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية ، فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهر ويسبه صباح مساء ، هل سيغير ذلك من حاله ؟؟ هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها ؟؟ هل سيحصل ما كان يطمح إليه ؟؟ ، إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً ، ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهر والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً .

                              نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

                              وقد نهجوا الزمان بغير جرم ولو نطق الزمان بنا هجانا


                              هل الدهر من أسماء الله .... ؟؟

                              والدَّهر ليس من أسماء الله ، وذلك لأن أسماءه سبحانه كلها حسنى ، أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا يوجد في أسماء الله تعالى اسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى ، والدَّهرُ اسم جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .

                              ثم إن سياق الحديث أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه قال : ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) ، والليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام ؟! ولذلك يمتنع أن يكون الدَّهر اسماً لله جل وعلا .


                              الأذى والضرر

                              وقد ذكر الحديث أن في سب الدهر أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان بسماع القبيح أو مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك ، ولله المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى (*إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً *)
                              [الأحزاب : 57].
                              ونفى عن نفسه أن يضره شيء فقال تعالى : (*لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً *)[آل عمران : 176] .
                              وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني )
                              رواه مسلم .

                              وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
                              أسألكم الدعاء
                              أبواسلام.
                              كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                              رابطة الجرافيك الدعوى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X