لقد بدأت دائرة تأثيرات المقاومة العراقية على الأميركيين تتسع, وقد وصلت تردداتها هذه المرة إلى الداخل الأميركي, فلم تكتف بإثارة موضوع ضرورة انسحاب قوات الاحتلال الأميركية من العراق, وإنما سلطت الضوء على المشاكل التي يعاني منها الجيش الأميركي ومنها عدم قدرة أقوى بلد في العالم على تعبئة جنوده لدفعهم إلى قلب المعركة، بالإضافة إلى الانهيار النفسي الذي يعانون منه.
من المعروف أن الجيش الأميركي يعتمد أساسا على نظام التطوع منذ العام 1973، ويبدو أن هذا النظام لم يعد مجديا منذ الحرب على أفغانستان والعراق, إذ تفيد التقارير بأن الجيش يعاني قصوراً بنسبة 40% عن تحقيق هدفه من التجنيد.
من المعروف أن الجيش الأميركي يعتمد أساسا على نظام التطوع منذ العام 1973، ويبدو أن هذا النظام لم يعد مجديا منذ الحرب على أفغانستان والعراق, إذ تفيد التقارير بأن الجيش يعاني قصوراً بنسبة 40% عن تحقيق هدفه من التجنيد.
لقد أخفق الجيش في تلبية أهدافه الشهرية للتجنيد في كل من الشهور الأربعة الماضية، وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي أذاعت القوات الأميركية أن الحرس القومي الأميركي "الذي يشكل أكثر من ثلث الجنود الأميركيين في العراق" أخفق في تحقيق هدف التجنيد للشهر التاسع على التوالي.
وقد كان هذا تقليلاً من شأن اتجاه أضخم، إذ يظهر أن الحرس القومي التابع للجيش قد أخفق في بلوغ أهداف التجنيد في 17 شهراً من الأشهر الثمانية عشرة الماضية.
إن الهبوط في أعداد المجندين يبلغ أقصى قوته في مجتمع الأميركيين الأفارقة "الذين يشكلون نسبة 12% من السكان" وبين النساء أيضاً، وقد شكل الأميركيون الأفارقة قرابة ربع مجندي الجيش عام 2000، والآن هبطت أعدادهم إلى أقل من نسبة 14%. أما عدد النساء اللاتي جندهن الجيش فقد انخفض من نسبة 22% عام 2000 إلى نحو 17%، وتشكل النساء نحو 15% من مجموع القوات.
ويبدو أن عدة عوامل كانت وراء عدم القدرة على هذه التعبئة, نستنتج منها ما يلي:
1- حجم الخسائر المادية والبشرية الكبيرة في الجيش الأميركي في العراق (يمكنكم مراجعة موقع Iraq Coalition Casualties على الرابط التالي http://icasualties.org/oif/ وهو يعتمد في إحصائياته على مصادر أميركية رسمية وغير رسمية)، إضافة إلى الانقسام الحاصل في الولايات المتحدة سواء في صفوف القادة أو الرأي العام حول جدوى الحرب في العراق ومدى قوة المقاومة العراقية.
2- الهزيمة النفسية التي تنتشر بين المجندين الأميركيين بعد أن كانوا يظنون أن جيشهم يقوم بنزهة في بلدان العالم الثالث, وأن الأمر لا يعدو كونه تمرينا طالما تمرسوا عليه, وأن التكنولوجيا والقوة البرية والبحرية والجوية إلى جانبهم, وإذ بهم يتفاجؤون بأن إنسانا عاديا لا يرتدي سوى ثوب ممزق (دشداشة) ويحمل كلاشنكوف لا يتعدى ثمنه عشرات الدولارات قادر على قتل عدد من الجنود الأميركيين يكلف كل واحد منهم نحو 30 ألف دولار ما بين تجهيز وتسليح وتدريب وحماية, ما أدى إلى انتشار نوع من الصدمة فيهم وبالتالي تفشي الهزيمة النفسية بينهم.
3- عدم الإيمان بعدالة القضية, فهناك الكثير من الجنود لا يرون فيها حربا عادلة وقد خبروها في الفترة الأولى من خدمتهم، لذلك ما إن انتهى عقدهم حتى رفضوا العودة إلى الخدمة من جديد.
ويقول أحد الجنود في هذا الصدد ويدعى جوشوا كاي, من مواليد العام 1978 في ناحية غوتري بأوكلاهوما "أزور الطبيب وأعاني من اضطراب نفسي وأعاني من قلة النوم ليلا ومن كوابيس عديدة، وأحيانا من هلوسات تعيدني فورا إلى العراق، هذا لا يختفي أبدا. يحتاج الأمر مع الأسف إلى سنوات عديدة حتى تخرج أميركا من تنويمها المغناطيسي وحتى تظهر الحقيقة حول الأعمال الوحشية التي تحدث في العراق، أنا لست ضد الحرب بالمطلق.. أعتقد أن هناك حروبا عادلة لكن ليست هذه الحرب".
ليس التجنيد وحده المشكلة، إن القوات المسلحة تواجه مشكلات في الاحتفاظ بجنودها، إذ إن نحو 30% من المجندين الجدد يتركون الخدمة خلال ستة أشهر، وبعض هؤلاء يتركون الخدمة على الأقل بسبب الهوة الواسعة بين الخبرات اليومية للشباب قبل الانخراط وحياة المجند أثناء التدريب.
وتشير بعض التقارير إلى أن الجيش بدأ يخفض معاييره لأداء الجندي ويخفض بالمثل خسائره، وقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمر مذكرة عسكرية توجه القادة إلى عدم تسريح جنود بسبب ضعف لياقتهم البدنية أو أدائهم غير المرضي، أو بسبب الحمل أو الإدمان الكحولي أو تعاطي المخدرات.
وثمة مشكلات مع الهروب من الخدمة فقد اعترف البنتاغون بأن أكثر من 5500 جندي فروا من الخدمة منذ بداية حرب العراق، وعلى سبيل المقارنة فإن 1509 جنود فروا من الخدمة عام 1995، وقد أعلنت الحالات التي أصبحت علنية أنهم فعلوا ذلك لأنهم يعارضون الحرب.
وقد نقل عن خط هاتفي أقيم لمساعدة الجنود الذين يريدون ترك القوات المسلحة أن عدد المكالمات التي يتلقاها الآن هي ضعف عددها عام 2001، وقد رد هذا الخط الهاتفي الساخن على 33 ألف مكالمة في العام الماضي.
المصدر:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7...0CB5AAE992.htm
وقد كان هذا تقليلاً من شأن اتجاه أضخم، إذ يظهر أن الحرس القومي التابع للجيش قد أخفق في بلوغ أهداف التجنيد في 17 شهراً من الأشهر الثمانية عشرة الماضية.
إن الهبوط في أعداد المجندين يبلغ أقصى قوته في مجتمع الأميركيين الأفارقة "الذين يشكلون نسبة 12% من السكان" وبين النساء أيضاً، وقد شكل الأميركيون الأفارقة قرابة ربع مجندي الجيش عام 2000، والآن هبطت أعدادهم إلى أقل من نسبة 14%. أما عدد النساء اللاتي جندهن الجيش فقد انخفض من نسبة 22% عام 2000 إلى نحو 17%، وتشكل النساء نحو 15% من مجموع القوات.
ويبدو أن عدة عوامل كانت وراء عدم القدرة على هذه التعبئة, نستنتج منها ما يلي:
1- حجم الخسائر المادية والبشرية الكبيرة في الجيش الأميركي في العراق (يمكنكم مراجعة موقع Iraq Coalition Casualties على الرابط التالي http://icasualties.org/oif/ وهو يعتمد في إحصائياته على مصادر أميركية رسمية وغير رسمية)، إضافة إلى الانقسام الحاصل في الولايات المتحدة سواء في صفوف القادة أو الرأي العام حول جدوى الحرب في العراق ومدى قوة المقاومة العراقية.
2- الهزيمة النفسية التي تنتشر بين المجندين الأميركيين بعد أن كانوا يظنون أن جيشهم يقوم بنزهة في بلدان العالم الثالث, وأن الأمر لا يعدو كونه تمرينا طالما تمرسوا عليه, وأن التكنولوجيا والقوة البرية والبحرية والجوية إلى جانبهم, وإذ بهم يتفاجؤون بأن إنسانا عاديا لا يرتدي سوى ثوب ممزق (دشداشة) ويحمل كلاشنكوف لا يتعدى ثمنه عشرات الدولارات قادر على قتل عدد من الجنود الأميركيين يكلف كل واحد منهم نحو 30 ألف دولار ما بين تجهيز وتسليح وتدريب وحماية, ما أدى إلى انتشار نوع من الصدمة فيهم وبالتالي تفشي الهزيمة النفسية بينهم.
3- عدم الإيمان بعدالة القضية, فهناك الكثير من الجنود لا يرون فيها حربا عادلة وقد خبروها في الفترة الأولى من خدمتهم، لذلك ما إن انتهى عقدهم حتى رفضوا العودة إلى الخدمة من جديد.
ويقول أحد الجنود في هذا الصدد ويدعى جوشوا كاي, من مواليد العام 1978 في ناحية غوتري بأوكلاهوما "أزور الطبيب وأعاني من اضطراب نفسي وأعاني من قلة النوم ليلا ومن كوابيس عديدة، وأحيانا من هلوسات تعيدني فورا إلى العراق، هذا لا يختفي أبدا. يحتاج الأمر مع الأسف إلى سنوات عديدة حتى تخرج أميركا من تنويمها المغناطيسي وحتى تظهر الحقيقة حول الأعمال الوحشية التي تحدث في العراق، أنا لست ضد الحرب بالمطلق.. أعتقد أن هناك حروبا عادلة لكن ليست هذه الحرب".
ليس التجنيد وحده المشكلة، إن القوات المسلحة تواجه مشكلات في الاحتفاظ بجنودها، إذ إن نحو 30% من المجندين الجدد يتركون الخدمة خلال ستة أشهر، وبعض هؤلاء يتركون الخدمة على الأقل بسبب الهوة الواسعة بين الخبرات اليومية للشباب قبل الانخراط وحياة المجند أثناء التدريب.
وتشير بعض التقارير إلى أن الجيش بدأ يخفض معاييره لأداء الجندي ويخفض بالمثل خسائره، وقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمر مذكرة عسكرية توجه القادة إلى عدم تسريح جنود بسبب ضعف لياقتهم البدنية أو أدائهم غير المرضي، أو بسبب الحمل أو الإدمان الكحولي أو تعاطي المخدرات.
وثمة مشكلات مع الهروب من الخدمة فقد اعترف البنتاغون بأن أكثر من 5500 جندي فروا من الخدمة منذ بداية حرب العراق، وعلى سبيل المقارنة فإن 1509 جنود فروا من الخدمة عام 1995، وقد أعلنت الحالات التي أصبحت علنية أنهم فعلوا ذلك لأنهم يعارضون الحرب.
وقد نقل عن خط هاتفي أقيم لمساعدة الجنود الذين يريدون ترك القوات المسلحة أن عدد المكالمات التي يتلقاها الآن هي ضعف عددها عام 2001، وقد رد هذا الخط الهاتفي الساخن على 33 ألف مكالمة في العام الماضي.
المصدر:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7...0CB5AAE992.htm
تعليق