Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفئران قادمة ( عبره في قصه )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفئران قادمة ( عبره في قصه )

    الفئران قادمة
    في إحدى الليالي الحرفة، وبينما كنت مستغرقا في نومي والكوابيس المفزعة تتوارد عليَ ، أحسست بشيء ما ناعم الملمس يتحرك في منطقة ما من جسدي .. كنت أحسبه حلما ، فتشقلبت ذات اليمين وذات الشمال ، وبعد حين أحسست بنهشة مؤلمة أقعدتني من نومي .. وأخذت أفتش ثيابي فسقط الفأر ولاذ فارا ( هوَه إنته يا حقير .. وفي المناطق المحرمة ؟! )..

    فهزت كرامتي جرأة ذلك الفأر وحركته السخيفة تلك .. وقمت فورا بإعلان حالة الطوارىء ، وضربت طوقا أمنيا على غرفتي ، فسددت جميع المنافذ ، وأخذت في البحث والتحري عن ذلك اللعين .. فكانت ليلة داحسيَة غبراويَة بذلت فيها مجهودا جبارا وخسائر كبيرة تمثلت في نثر محتويات الغرفة بحثا عن ذلك الفرعئلوص .. وعلى صوت تحطم المزهرية استيقظت أمي فجاءت تضرب الجدران غضبا .. وزاد غضبها حين رأت الغرفة مقلوبة رأسا على عقب ، وبدلا من أن تدق طبول الحرب وتشعل حماسي بحماسيات ( دير هكي... دير ها ..انخص ما تقولش لا ) .. أخذت تزمجر في وجهي، ( كل هذا من أجل فار ! ) فقلت : على رسلك يا اماه .. إنك لا تدرين ماذا فعل ابن الفاعلة !.. دعيني الآن أنتقم منه وبعد ذلك أحدثك بخبره .. وفي أثناء حديثي مع أمي أستغل الفأر حالة إنشقاق الصف ولاذ من بيننا فارا إلى حيث المطبخ ..

    وحين أردت أن أنقل المعركة إلى أرض المطبخ تدخلت أمي حفاظا على مصالحها المطبخيَة ، وحالت بيني وبين الفأر .. فعدت أجر أذيال الخيبة إلى منامي وأنا أنوي الشر بذلك الفأر وكل الفئران من حولي . فانبطحت على ظهري وأخذت أفكر في موقف أمي السلبي . كنت أظن أنها ستدعم موقفي المسلح ضد العدو المشترك .. فهي امي و انا ابنها فلدت كبدها و لنا تاريخ واحد حافل بالإنطعاجات والإنبعاجات ومصير واحد له مصارين .. كانت تلك لهجتي معها قبل معركة ( الفأر ) لكن للأسف ، تخلت عني أمي في أول مواجهة لي مع عدوي ( فإذا كانت أمي لم تناصرني في معركتي مع فأر ، فهل ستشد من أزري في معركتي مع من هو أكبر من الفأر ؟! ) ..

    آه تذكرت ! .. قبل أسبوع داهم أمي زقرللو ( صرصور ) وأعتلى هامتها .. فأخذت تنطنط وتصرخ وأنا في موقف المتفرج أضحك فحفظت لي ذلك الموقف .. لذلك تخلت عني في موقعة ( الفأر ) واحدة بواحدة والجايات أكثر .. ولو داهم أمي ( كلب الجيران المكلوب ) لغضضت الطرف وللزمت " الحياد ".


    كان عليَ أن أدافع عن مصيري ومصاريني .. وكان خطأي أنني لم أحفل بخطر أول فأر رأيته في جنان البيت ( مقدور عليه ! ) . كان الجدير بي أن اسحق رأس أول فأر دخل حماي ، وأعلق جثته على بوابة البيت عبرة لكل غاشم محتل ( وإذا فات الفوت ما ينفع الصوت ) . كنت بحاجة فعلا إلى ( نهشة ) تؤلمني وتحسسني بخطر الفئران ، وتجعلني أفكر بجدية في الخلاص من هذا الاستعمار .. حيث ضاق صدري بأعمال الفئران التخريبية . فلا اللصقة (الصمغ) تجدي نفعا ولا السم .. وكأني بالفأر حين يرى بقعة الصمغ أو يشم رائحة السم يهزأ بي ويقول : إلعب غيرها !..


    لذلك فكرت وقدرت وتفتقت عبقريتي المتكلسة ، فصنعت صندوقا يعمل بالكهرباء ، ثم ألقيت القبض على أحد الفئران وجعلته يمر من خلال فتحة الصندوق التي تشبه فتحة الجحر .. وحين تجاوز إلى الدائرة الكهربائية سقط صريعا .. ومن شدة فرحي بنجاح التجربة أدخلت يدي لإخراج الفأر ونسيت أن الدائرة الكهربائية لا زالت موصلة ، ولولا عناية الله تعالى لكان مصيري مثل مصير ذلك الفأر .. ولأصبحت ( قتيل الفئران ) ومثلا تتناقله وسائل الدعاية والإعلان ( و لفتح النار موضوع تعزية فلفلول ).. فحمدت الله على السلامة ، ولأن تلك التجربة خطيرة أخذت أبحث في وسيلة تخلصني من إرهاب الفئران ..

    تذكرت عدو الفأر اللدود ( القط ) وعمدت إلى توقيع معاهدة دفاع مشترك مع عدد منها ونشرتها بين معاقل الفئران ( بالرغم من انه بيننا ثأر و دم ابو دمعة المهدور ).. وكل أملي أن تقوم بعمليات تمشيط واسعة النطاق لتلك الأوكار .. فعهدي بالقط أنه لا تأخذه بالفأر لا رحمة ولا رأفة ، لكن شيئا من ذلك لم يحدث .. وكأن القطط والفئران قد وقََعت مع بعضها البعض معاهدة سلام ( مصالح مشتركة ) على رأسي وأنا الضحية ..

    فأصبحت أعاني من وصوصة الفئران ومواء القطط .. وقد حلَت بركة تكاثرها فغدا بيتي مركزا للحضانة . فكرت في أمر القطط وعدم تعرضها للفئران .. فتوصلت إلى أن القطط أحست أن وجودها في بيتي مرهون بوجود الفئران .. وما دام أن القطط تدسم شواربها بلحم الدجاج ولحم الخروف الوطني فلا داعي أن تقعد بالمرصاد لجحافل الفئران . وحين استفحل أمر القطط والفئران عقدت مؤتمر ( قمة طارئة ) مع أمي حضره اولاد اختي لمناقشة الوضع المتأزم .. فاستهللت الجلسة بالترحيب بأمي ومواقفها المشرفة حيالي وأشدت بشجاعة اولاد اختي ولقنتهم درسا في " الوطنية " . وذكرت لهم فكرة الصينيين في التخلص من الفئران ، وذلك حين غزت الفئران إحدى المقاطعات الصينية فأصدر حاكم تلك المقاطعة أمرا بأن على كل عروسين أن يحضرا قبل زفافهما فأرين وإلا فلن يتم عقد القران ، فكان أن تعاطف الصينيون مع العرسان وأخذوا في صيد الفئران وإهداءها للعرسان فكان كل عريس يأتي بصندوق مليئ بالفئران ، وبهذه الطريقة الصينية قضى الصينيون على الفئران ( هي ولا شك إرادة أمة حين تعقد العزم على التخلص من كل ما يكدر صفو حياتها ) .


    قلت للأولاد بعد أن أصدرت أمرا بطرد القطط : ما رأيكم يا حماة الدار أن يأتي كل واحد منكم برأس فأر ، وله بكل رأس دينار ، فألهب الدينار مشاعر أولاد اختي الوطنية ، وهبوا مسرعين بحثا عن الفئران واصطادوا عددا منها ، إلا أنهم بعد ذلك تخاذلوا وتشاغلوا بـ ( البلاء ستيشن ) ، فعادت الحال إلى ما هو عليها من السوء وأكثر ، وسلمت أمري للفئران تفعل بي ما تشاء ..

    إلا أنني وبعد حين رأيت أن أعداد الفئران أخذت في التناقص حتى جاء وقت لم أر فيه و لا فأر .. سألت مسئولة الأمن البيتي عن سبب انقراض الفئران ، فأخبرتني أن ( القندشة) هي التي قضت على الفئران . فعلمت أن الفرج جاء مع أول دفعة من قوات المارينز ( القنادش ) وهي عبارة عن فئران كبيرة الحجم يطلق عليها الناس اسم ( قندشة ) جاءت ضمن شحنات الشعير المستورد فعاثت في البيوت فسادا .. وكان من أمرها العجب ، فهي لا تبقي ولا تذر .. وقد تذمر الناس من أفعالها التخريبية ، حيث تعمد لأكل بيض الدجاج وصيصان الدجاج ، وتفقأ أعين صغار الأغنام وتقضم أثداء الأغنام ، وتجاوز الأمر في بعض الحالات لقضم أطراف الأطفال الصغار .. وقد رأيتها بأم عيني وهي تأكل البلاستيك ، حتى أن الكثيرين اشتكوا من احتراق اجهزتهم الكهربائية .

    ومن عجيب أمر هذه القندشة أنها تدخل في أضيق ثقب .. وهي سريعة العدو ، سريعة الانتشار ، وتجيد فن المراوغة بحيث يصعب صيدها . فكانت ( قندشة ) واحدة عن ألف ( قط ) .. ذهب عصر الفئران وجاء عصر ( القنادش ) وليس أمامي سوى الكفاح ، والحرية لا تأتي إلا بمقاومة كل محتل ، حتى وإن بدا لي هذا المحتل في صورة ( المخلص ) لي من استبداد الفئران ! .. ويبقى ( الوطن ) أغلى ما يملك الإنسان .. لأن من لا وطن له لا كرامة له .

    لم تكن من نسج الخيال ، بل هي حقيقة صورتها لكم كما هي .. وأملي أن ننظر إلى الصورة الأكبر في عالم اليوم .. صورة أكبر حجما وأشد خطرا .. وفي حكايتي معكم هذه الليلة دروس وعبر لمن يعتبر



    كان معكم د ـ فلفول و د ـ زسوبرانو
    __________
    منقول
    __________
    تحياتي
    ----------------------------------------------------
    يستغرق نقاش الاشياء التافهة وقتاً طويلاً , لاننا نعرف عنها أكثر مما نعرفه عن الاشياء الهامة
    اللهم اعز الاسلام والمسلمين
    --------------- -----------------

  • #2
    لا املك الا ان اقول ما اروعها من قصة
    شكرا
    ابراهيم.س.خ

    تعليق

    يعمل...
    X