Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تعرف هذا الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تعرف هذا الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    كمشتكين بن دانشمند ..؟!
    ليس فنانًا مُنحرفًا .. ولا رياضيًا محترفًا ..ولا هو بطل لأحد أفلام المسلسلات الغربية .. أو المغامرات البوليسية !! كلا.. بل هو [بطل الانتصارات الأولى على الصليبيين].
    كمشتكين بن دانشمند .. اسم لامع في الأفق .. ونجم ساطع في سماء البطولة .. وقائد عسكري محنك.
    هو ليس عربيًا !!. فنصرة الدين ليست حكرًا على العرب - و إن كانوا هم أحق بها وأهلها - إن اختيار الله لنا حملُ دعوته، وتبليغ رسالته, ونصرة دينه, والذود عن شريعته تكريم و تفضل واصطفاء. وحين لا نكون أهلاً لهذا الفضلٌ وهذا التكريم، ولم ننهض بتكاليفه, فإن الله يستبدلنا بغيرنا, ويؤتي ملكه من يشاء, ويمنح فضله لقومٍ
    آخرين [وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] يقدرون الفضل قدره ] إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئا]
    كمشتكين بن دانشمند .. ليس أول مجد من أمجادنا نضيعه، ولا أول رمز من رموزنا نجهله!؟ لقد جهلنا أو تجاهلنا الشيء الكثير من تاريخنا وأمجادنا. والواقع شاهد على ذلك فأكثر شبابنا اليوم مشغول بتلقف الثقافات المستوردة الهابطة!! بدلاً من أمجـادنا الرفيعة العالية.
    ذكر بن الأثير وغيره شيئًا يسيرًا من
    أخبار القائد المسلم [كمشتكين بن دانشمند] لكن أكثر آثاره وأخباره حفظها لنا المؤرخون الغربيون عن غير قصد، وهم يؤرخون للحملات الصليبية [والحق ما شهدت به الأعداء!!]
    - والد كمشتكين هو [طايلو] التركماني, وإنما لقب [دانشمند] لأنه كان معلمًا لأبناء التركمان، وكانوا يسكنون بعض المناطق في [أذربيجان وأران] .
    ـ في عام 455 هـ قدم الجيش السلجوقي المسلم بقيادة [ألب أرسلان] إلى أذربيجان، وكان عازمًا على غـزو الروم والكرج. فالتحق به أمراء التركمان مع قبائلهم، ومن بين هؤلاء الأمراء الأمير [دانشمند]، فدلوا السلاجقة على طرق ومجاهل بلاد الكفار، وزادت مكانة الأمير عند السلطان [ألب أرسلان] لما رأى فيه من آثار العقل والشجاعة والحماسة للإسلام, فعقد له لواءً وكلفه بفتح بعض البلدان هناك وولاه على بعض المناطق، وكتب له بذلك. فظل الأمير [دانشمند] على ولايته يغزو الروم مجاهدًا في سبيل الله حتى توفي سنة 477 هـ فخلفه ابنه الأكبر [كمشتكين] الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للدولة الدانشمندية في بلاد الأناضول.
    فظل [كمشتكين] يواصل الفتوحات ففتح [قصطمونية وجانجري] وانتزع من البيزنطيين ميناء [سينوب] على البحر الأسود.

    الحملة الصليبية الأولى
    وجاءت الحملة الصليبية الأولى, واستولت على مدينة [أنيقية] عاصمة سلطان سلاجقة الروم [ثلج أرسلان] وأنزلوا بالسلاجقة هزيمة أخرى غرب آسيا الصغرى بقيادة الأمير الصليبي [بوهيمند] النورماني. ثم تقدموا إلى أنطاكية وحاصروها حتى استولوا عليها سنة 491 هـ وأنزلوا الهزيمة بجيوش المسلمين التي قدمت لنجدة إنطاكية, وأضحى [بوهيمند] أميرًا على إنطاكية بتأييد وموافقة أمراء الصليبيين حيث كانت مكافأةً له على جهوده.
    ثم شرع [بوهيمند] في توسيع إمارته عن طريق العدوان على بلاد المسلمين المجاورة، فتقدم الصليبيون نحو [حلب] والتقوا بجيش السلاجقة المسلم بقيادة [رضوان تتش] .. فحلّت بالمسلمين هزيمة عظيمة استباح خلالها الصليبيون معسكر المسلمين وقتلوا عددًا كبيرًا منهم، وأسروا منهم قرابة الخمسمائة، منهم بعض الأمراء، ثم استولوا على [ كفر طاب]، و[برج الحاضر].
    وفي ظل هذه الهزائم المتلاحقة على المسلمين هب القائد المحنك [كمشتكين]
    لمجابهة هذا الخطر, حيث زحف بجيشه حتى حاصر [ملطيه] الخاضعة لـ[جبريل الأرمني]، وعندما شعر الأرمني بالخطر استنجد بالقائد الصليبي [بوهيمند] الذي كان قد استولى على إنطاكية. وفعلاً توجه [بوهيمند] لنجدة [جبريل الأرمني]. ولما بلغت المعلومات إلى القائد المسلم [كمشتكين] بهذا التحرك, أرسل جواسيسه لرصد تحركاتهم بدقة وتربص لهم في المكان المناسب.
    وصل [بوهيمند] على رأس قواته إلى قرب [ملطية] وبين التلال التي تفصل [ملطية] عن وادي [امتسو] - أحد الفروع العليا لنهر الفرات - كان قد كمن فيها [ كمشتكين] وجنوده الأبطال، فانقض عليهم في هجوم صاعق من أعالي التلال، وطوق قواته، وبعد قتال قصير انهارت قوات
    [ بوهيمند] وقتل معظم الصليبيين، ووقع [بوهيمند] وابن عمه [ريتشارد] وغيرهم من الفرسان في الأسر, وكان ذلك في شهر رمضان عام 493 هـ , ثم تقدم [كمشتكين] بعد هذه المعركة بجيشه رافعًا رؤوس القتلى من الصليبيين وحاصر [ملطية]. ويعتبر هذا النصر الذي حققه [كمشتكين] هو أول انتصار يحققه المسلمون على الصليبيين منذ وصول الحملة الصليبية الأولى عام 490 هـ .
    ولاشك أن هذا الانتصار رفع من الروح المعنوية لدى المسلمين بعد الهزائم المتلاحقة, مما أحدث قناعة بإمكانية إعادة الأمجاد وتحقيق انتصارات أخرى عليهم. إن أشد ما يضر بالأمم في مثل هذه الأزمان هو الوقوع في شباك الهزيمة النفسية.
    أما الصليبيون في الشرق الإسلامي، فقد شعروا بالخطر من نقص القوات البشرية، وحاجتهم إلى إمدادات عسكرية, فأرسلوا إلى أوروبا يستغيثون ويطلبون المدد.
    وضجت أوربا لنداء البابا [باسكال الثاني] الذي بعث برسالة إلى رجال الدين الفرنسيين، ونشر دعاته في أوروبا يأمرهم بالدعوة إلى حملة صليبية جديدة. وأعلن
    البابا غفران ذنوب كل من يشترك في الحملة الصليبية الجديدة [فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ].
    فعاد رجع صدى البابا بحملة صليبية ثانية بلغ قوامها ثلاثمائة ألف مقاتل.
    الحملة الصليبية الثانية:
    وجاءت الحملة الصليبية الثانية, وعلى الرغم من أن الهدف الرئيس لهذه الحملة هو الوصول إلى الأراضي المقدسة في الشام, إلا أنه وبعد ضغوط من غالبية الجيش توجهت الحملة إلى جبال [بنطس] في شمال شرق الأناضول لإطلاق سراح [بوهيمند] الذي كان مسجونًا هناك، وانتزاع بلاد الشام من [كمشتكين].
    فكيف استطاع [كمشتكين] مواجهة هذه الحملة ببضعة آلاف من رجاله: إنها الثقة بالله وبنصره للمؤمنين, وإعداد المستطاع من القوة, والدعاء, ثم الصبر
    والثبات [وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ] وما أحوج المسلمين اليوم وهم يواجهون حملات صليبية متتالية إلى تأمل التكتيك الذي قام به هذا القائد الفذ أمام هذا العدوان الوحشي على بلاد المسلمين.
    لما علم [كمشتكين] بتوجههم نحوه اتخذ خطة عسكرية عظيمة, فلم يُقْدِم على الاشتباك بهم مباشرة, بل أمر بإخلاء المدن
    والبلاد الواقعة على طريقهم، وإحراق المؤن والأقوات، وذلك حتى يحل التعب والإعياء والجوع بهم، ثم يتم استدراجهم إلى المناطق الوعرة والحصينة .. حتى إذا تعبوا انقض عليهم الأتراك المسلمون كالأسود.
    تقدم الصليبيون واستولوا على أنقرة وقتلوا كل من كان بها من المسلمين، ومضى الصليبيون في طريقهم فقاسوا من التعب والجوع ما قاسوا، وازدادت متاعبهم بسبب حرارة الصيف الشديدة في هضبة الأناضول. ثم توجهوا نحو الشمال الشرقي إلى [ قصطمونية] غير أن تحركهم إليها كان بطيئًا وقاسيًا إذ عمد الأتراك المسلمون إلى تدمير كل المحاصيل، إضافة إلى نفاد الماء عبر الصحراء، زاد على ذلك ما يجدون من الغارات تلو الغارات التي يشنها عليهم المسلمون.
    وحدث مرة أن خرجت فرقة من الصليبيين بهدف جمع حبوب الشعير والنباتات التي لم تنضج بعد والتفاح البري، فطوقهم المسلمون في حرش كبير، وأحرقوه
    عليهم وأبادوهم عن آخرهم, مما أجبر الجيش الصليبي على أن يمشي كتلة واحدة وهذا يضاعف من معاناته.
    وخارج أخرجه حب الطمع فرَّ من الموت وفي الموت وقع
    معركة ]مرسيفان] :
    وأرسل [كمشتكين] إلى بعض حكام المسلمين يطلب المدد, استعدادًا لملاقاة الصليبيين في معركة [مرسيفان] الشهيرة. ففي شهر شوال من عام 494 هـ جهز [كمشتكين] جيشه وأعد الكمائن للصليبيين، وبنى خطته في مهاجمة الصليبيين على أن تكون على شكل موجات من الفرسان الرماة الذين يأتون بسرعة شديدة إلى قرب الجيش الصليبي فيمطرونهم بسهامهم الماضية، ثم يعودون وتعقبهم موجة أخرى من مكان آخر, وهي خطة درج الأتراك المسلمون على استخدامها، ففرضوا بذلك أسلوبهم في القتال على الصليبيين. وكانت ألسنتهم تصيح بالتكبير مما زاد من رعب الصليبيين، وأوهن من عزائمهم .
    وانتهى اليوم الأول من معركة [مرسيفان] وقد صمد فيها الصليبيون رغم ما تكبدوه من خسائر, وفي اليوم الثاني من المعركة توجهت فرقة من جيش الصليبيين إلى قلعة في منطقة مجاورة لمرسيفان ونهبوا كل ما وجدوه، فنصب لهم المسلمون كمينًا واستردوا كل ما سلبوه وقتلوا المئات من عسكر الصليبيين.
    وفي اليوم الثالث من المعركة, قام رئيس أساقفة [ميلان] برفع الروح المعنوية المنهارة بين الصليبيين، فألقى موعظة على كل الجيش الصليبي وطالبهم أن يعترفوا بذنوبهم، وعرض عليهم ما زعم أنه أثر مقدس لأحد القديسين وطعام مقدس، وحرب مقدسة, وبعد سماع الموعظة انتظمت الحشود الصليبية في خمسة جيوش مقاتله. وأعد [كمشتكين] خطته بإحكام وتقدم بقواته واشتبك مع الصليبيين في قتال شديد، وما هو إلا أن قام قائم الظهير، وإذ بالجيش الصليبي ينحل عقده ينفرط نظامه, والمسلمون يحصدونهم بنبالهم وسيوفهم, حتى إذا جاء الغسق فروا إلى معسكرهم مهزومين، فطاردهم المسلمون وطوقوا المعسكر بكامله, وأغلقوا كل المنافذ أمام الصليبيين، فلم ينجُ من الحصار إلا الفرسان الذين هربوا من المعسكر قبل اكتمال التطويق. وتقدم المسلمون في داخل المعسكر الصليبي، فحصدوا المشاة, وغنموا كل ما في المعسكر من النساء والأطفال والأموال والمتاع. ولم يكتفِ القائد المسلم [كمشتكين] بهذا النصر بل هرع – ومعه بعض الفرسان – بمطاردة فلول الصليبيين فقتل ما يزيد على ثمانية من أمراء الصليبيين .

    ودنونـا ودنوا حتى إذا أمكن الضرب فمن شاء ضرب
    تركوا القلاع لنا إذ كرهوا غمرات الموت واختاروا الهرب

    وما كاد [كمشتكين] يستعيد شيئًا من أنفاسه إلا وجيوش أخرى للصليبيين بقيادة [وليم الثاني] تتقدم نحوه فحاصروا [قونية] لكن الحامية الإسلامية التي كانت تحرسها قاومت هذا الحصار ببسالة فتركها [وليم] وتوجه إلى [ هرقلة]. وعلم [كمشتكين] بذلك فأجد السير جنوبًا لمواجهته، وانضم إليه [ قلج أرسلان] بنفسه، وسار القائدان المسلمان بسرعة، فوصلا [هرقلة] قبل الصليبيين، وقاموا بتدمير مصادر المياه، فغورت الآبار الواقعة على امتداد الطريق، وبعد أن أرهق المسلمون الصليبيين بالعطش عدة أيام طوقوهم، وبعد معركة قصيرة الأمد انهزم الصليبيون هزيمة ساحقة, وفر الفرسان تاركين المشاة والنساء والأطفال.
    واشتد حنق الصليبيين، فعبرت قوات صليبية متحدة مضيق البسفور، وكانوا يدمرون كل ما يمرون عليه، وأخذوا طريقهم نحو مدينة [قونية]. ولما علمت الحامية الإسلامية هناك بتوجه الصليبيين إليهم بجيش كبير، قد لا يستطيعون مدافعته، قرروا إخلاء المدينة وحملوا معهم كل ما فيها من مواد غذائية، وجردوا بساتينها من الفواكه, حتى إذا أتى الصليبيون إليها لم يجدوا إلا القليل، ثم شرع الصليبيون يشقون طريقهم من [قونية] متجهين نحو [هرقلة]، وبدءوا يعانون صعوبات جمة، ويكابدون عقبات قاسية، فقد اشتد بهم العطش والجوع عبر الصحراء. وكان الفرسان المسلمون ينقضون عليهم من حين لآخر، ويطلقون سهامهم على قلب الجيش ويعودون أدراجهم، كما قتلوا كل الذين خرجوا من صفوفهم للبحث عن الحطب أو ضلوا الطريق.
    ولما وصل الصليبيون إلى مدينة [هرقلة] وجدوا سكانها قد أخلوها بكل ما فيها مثلما حدث في [قونية].
    وكان [كمشتكين] و[قلج أرسلان] يعرفان جيدًا متاعب الصليبيين، وما أصابهم من عطش شديد، فكمنا برجالهما داخل النباتات على ضفة النهر خلف مدينة هرقلة، وأصبح الصليبيون كالكلاب المسعورة من شدة العطش،
    فلما شاهدوا مياه النهر تلمع من وراء المدينة، حلّوا صفوفهم واندفعوا في صخب شديد يصرخون صوب النهر، وهم لا يعلمون أن مصارعهم تنتظرهم على ضفاف النهر.
    لزم المسلمون أماكنهم في سكون تام داخل النباتات الكثيفة على طول ضفة النهر، وبمجرد أن اقترب الصليبيون نحو الماء أمطرهم المسلمون وابلاً كثيفًا من السهام، وحملوا عليهم بقوة فلم يستطع الصليبيون الوقوف أمام الهجوم الكاسح لأبطال الإسلام، فاضطربوا وشدهوا من هول المفاجأة، فارتدوا على أعقابهم بلا نظام، وتقدمت بعض كتائب المسلمين خلف الصليبيين وقطعت عليهم خط الرجعة، وجرى تطويق الجيش الذي اختلط فرسانه بمشاته، وبعد قتال قصير في أراضٍ طينية سبخة ظفر المسلمون بأعدائهم وحصدوهم ومزقوهم شر ممزق، وشفوا صدورهم وصدور قوم مؤمنين, وغنموا كل ما كان يحمله العدو من خيول وأموال وأسلحة.

    وقد كان لهذه الانتصارات على هذه الحملات أثر كبير في خمود الحماسة للحروب الصليبية في أوروبا قرابة نصف قرن من الزمان والحمد لله رب العالمين.
    هذا شيء من تاريخ هذا البطل المسلم, وهذه حقبة لامعة من أمجادنا فهل درستها ووعتها الأجيال المسلمة اليوم. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

    إبراهيم بن صالح الدحيم

    تأملات مفكرة الإسلام

  • #2
    شكرا لهذه المعلومات الجميلة
    ابراهيم.س.خ

    تعليق


    • #3
      ربنا يبارك فيك حبيبي
      الموضوع قيم وجميل



      بأبي أنت وأمي يا رسول الله



      فدتك نجد و طيبة ومكة وأرض الأسراء


      اللهم احشرني مع نبيك يوم يكون اللقاء


      اجمل شئ في الحياة حينما تكتشف اناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة والبريق والنقاء قلوبهم مثل افئدة الطير
      اللهم اني احبهم فيك

      لك نصحي وما عليك جدالي ........وافة النصح ان يكون جدال

      دعوة لحفظ القرآن الكريم عن طريق المنتدى









      تعليق


      • #4
        تحيا ابو مازن ولك مني الفالف تحيه
        الصراحه احب قرائه التاريخ فبه تعود نفسي مما يجري لنا وما نحن فيه من خيانات وانكسرات وتهاون

        تعليق


        • #5
          جزاك الله أخى كل خير .
          وليس هذا وحده الغير معرف بل يوجد غيره الكثير من أبطال الإسلام وكان لهم تأثير كبير فى إنتشار الإسلام ولا يعلم أحد عنهم شيئاً .
          أبواسلام.
          كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
          رابطة الجرافيك الدعوى

          تعليق


          • #6
            طب ياريت مانيجى اللى عنده قصة بطل من أبطال الإٍسلام الغير معروفين يعرضها ليستفاد منها الجميع

            تعليق


            • #7
              رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه

              بسم الله الرحمن الرحيم

              أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه

              اسمه

              خالد بن زيد بن كليب من بني النجار .

              نال شرف نزول الرسول صلى الله عليه وسلم عنده بعد أن دخل المدينة مهاجرا إليها من مكة المكرمة.

              وقد كان الأنصار رضي الله عنهم عند دخول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة كل منهم يتمنى أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده, فكانوا يعترضون ناقته صلى الله عليه وسلم واحدا بعد آخر فيقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها مأمورة) فظلت ناقته صلى الله عليه وسلم تمضي به حتى بركت في ساحة أمام بيت أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

              فرح أبو أيوب بذلك فرحا شديدا فبادر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يرحب به ترحيبا تغمره شدة الفرح وحمل متاع النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يحمل كنوز الدنيا ومضى به إلى بيته.

              وكان منزله رضي الله عنه مكونا من طابقين فاختار الرسول الله عليه وسلم السفلي ليكون أقرب إلى أصحابه حيث يدخلون ويخرجون فيكون أيسر عليهم, ولكن أبا أيوب لم يستطع النوم فوق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينم ليلة إلى الصباح فجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو إليه ويطلب منه أن يصعد في الطابق العلوي فتهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: (هون عليك يا أبا أيوب, إنه أرفق بنا أن نكون في السفل; لكثرة من يغشانا من الناس).

              قال أبو أيوب: فامتثلت لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن كانت ليلة باردة فانكسرت لنا جرة وأريق ماؤها في الطابق العلوي, فقمت إلى الماء أنا وأم أيوب وليس لدينا إلا قطيفة كنا نتخذها لحافا,

              وجعلنا ننشف بها الماء خوفا من أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما كان الصباح غدوت على رسول الله صلى الله وسلم وقلت: بأبي أنت وأمي, إني أكره أن أكون فوقك, وأن تكون أسفل مني ثم قصصت عليه خبر الجرة فاستجاب لي وصعد إلى العلية ونزلت أنا وأم أيوب إلى السفل).

              أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من سبعة أشهر عند أبي أيوب حتى بني مسجده والحجرات التي أقيمت بجوار المسجد فانتقل إليها.

              كان أبو أيوب رقيق القلب يحب الرسول صلى الله عليه وسلم حبا شديدا وكان كريما يحب إطعام الطعام وكان له نخل يعمل فيه ويطعم منه أهله.

              كما كان أبو أيوب بطلا من أبطال الحروب فما كان يترك غزوة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا خرج فيها, وكذلك لم يترك معركة في عهد الفتوحات الإسلامية إلا شهدها, إلا أن يشغله عن معركةٍ معركةٌ أخرى.

              غزواته ووفاته

              فلم يتخلف رضي الله عنه عن غزوة غزاها المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد معاوية رضي الله عنه.

              وفي عهد معاوية جهز معاوية رضي الله عنه جيشا لفتح القسطنطينية بقيادة ابنه يزيد, وكان أبو أيوب آنذاك شيخا هرما قارب الثمانين عاما فخرج مع الجيش وركب البحر فمرض رضي الله عنه فلما جاء قائد الجيش يعوده سأله: يا أبا أيوب ألك حاجة؟ فطلب منه إن مات أن يحمله الجنود ويوغلوا في أرض العدو فيدفنونه عند أسوار القسطنطينية! وبالفعل مات رضي الله عنه عندئذ.

              وقد حدث ذلك فقد كروا على العدو مرة بعد أخرى حتى بلغوا أسوار القسطنطينية وهم يحملون أبا أيوب معهم, وهناك حفروا له قبرا ودفنوه فيه.

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة abukatada
                طب ياريت مانيجى اللى عنده قصة بطل من أبطال الإٍسلام الغير معروفين يعرضها ليستفاد منها الجميع
                فكرة
                الله المستعان
                أبواسلام.
                كثر المتساهلون فى الدين ، فظهر الملتزمون بصورة المتشددين ، فعلى الملتزمين إختيار الأسلوب الصحيح لتوصيل صحيح الدين لغيرهم باللطف واللين0
                رابطة الجرافيك الدعوى

                تعليق


                • #9
                  البراء بن مالك

                  البراء بن مالك



                  الله، والجنة

                  رضي الله عنه وأرضاه

                  ( قيـل فيه)

                  " كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك" رسول الله صلى الله عليه وسلم

                  " كان شجاعا قتل مائة مبارزة" ابن الجوزي

                  " لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين فانه مهلكة يقدم بهم!!" عمر بن الخطاب

                  " وصل المسلمون إلى حصن قد اغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك على ترس وقال ارفعوني برماحكم

                  فالقوني إليهم ففعلوا فادركوه وقتل منهم عشرة" محمد بن سيرين

                  -

                  لحظات من حياته

                  ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته

                  واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!! وقف البراء يوم اليمامة وجيوش

                  الاسلام تحت امرة خالد تتهيأ للنزال، وقف ينتظر مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين، قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف..

                  وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها، كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!!

                  أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..

                  الســــيرة

                  هو ثاني أخوين عاشا في الله، وأعطيا رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا نما وأزهر مع الأيام.. أما أولهما فهو أنس بن مالك خادم رسول الله عليه السلام.

                  أخذته أمه أم سليم الى الرسول وعمره يوم ذاك عشر سنين وقالت:"يا رسول الله.. هذا أنس غلامك يخدمك، فادع الله له"..

                  فقبّله رسول الله بين عينيه ودعا له دعوة ظلت تحدو عمره الطويل نحو الخير والبركة.. دعا له لرسول فقال:

                  " اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له، وأدخله الجنة"..

                  فعاش تسعا وتسعين سنة، ورزق من البنين والحفدة كثيرين، كما أعطاه الله فيما أعطاه من رزق، بستانا رحبا ممرعا، كان يحمل الفاكهة في العام مرتين..!!

                  ( وثاني الأخوين، هو البراء بن مالك..عاش حياته العظيمة المقدامة، وشعاره:

                  " الله ، والجنة"..

                  ومن كان يراه، وهو يقاتل في سبيل الله، كان يرى عجبا يفوق العجب..

                  فلم يكن البراء حين يجاهد المشركين بسيفه ممن يبحثون عن النصر، وان يكن النصر آنئذ أجلّ غاية.. انما كان يبحث عن الشهادة..

                  كانت كل أمانيه، أن يموت شهيدا، ويقضي نحبه فوق أرض معركة مجيدة من معارك الاسلام والحق.. من أجل هذا، لم يتخلف عن

                  مشهد ولا غزوة.. وذات يوم ذهب أخوانه يعودونه، فقرأ وجوههم ثم قال:

                  " لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي..لا والله، لن يحرمني ربي الشهادة"..!!

                  ولقد صدّق الله ظنه فيه، فلم يمت البراء على فراشه، بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام..!!

                  ( ولقد كانت بطولة البراء يوم اليمامة خليقة به.. خليقة بالبطل الذي كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون قائدا أبدا، لأن جسارته

                  واقدامه، وبحثه عن الموت.. كل هذا يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة تشبه الهلاك..!!

                  وقف البراء يوم اليمامة وجيوش الإسلام تحت أمرة خالد تتهيأ للنزال، وقف يتلمظ مستبطئا تلك اللحظات التي تمرّ كأنها السنين،

                  قبل أن يصدر القائد أمره بالزحف.. وعيناه الثاقبتان تتحركان في سرعة ونفاذ فوق أرض المعركة كلها،

                  كأنهما تبحثان عن أصلح مكان لمصرع البطل..!! أجل فما كان يشغله في دنياه كلها غير هذه الغاية..

                  حصاد كثير يتساقط من المشركين دعاة الظلام والباطل بحدّ سيفه الماحق.. ثم ضربة تواتيه في نهاية المعركة من يد مشركة،

                  يميل على أثرها جسده إلى الأرض، على حين تأخذ روحه طريقها إلى الملأ الأعلى في عرس الشهداء، وأعياد المباركين..!!

                  ( ونادى خالد: الله أكبر، فانطلقت الصفوف المرصوصة إلى مقاديرها، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك..

                  وراح يجندل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه.. وهم يتساقطون كأوراق الخريف تحت وميض بأسه.. لم يكن جيش مسيلمة هزيلا،

                  ولا قليلا.. بل كان أخطر جيوش الردة جميعا.. وكان بأعداده، وعتاده، واستماتة مقاتليه، خطرا يفوق كل خطر..

                  ولقد أجابوا على هجوم المسلمين شيء من الجزع. وانطلق زعماؤهم وخطباؤهم يلقون من فوق صهوات جيادهم كلمات التثبيت

                  . ويذكرون بوعد الله.. وكان البراء بن مالك جميل الصوت عاليه.. وناداه القائد خالد تكلم يا براء..

                  فصاح البراء بكلمات تناهت في الجزالة، والدّلالة، القوة.. تلك هي:

                  " يا أهل المدينة..لا مدينة لكم اليوم..أنما هو الله والجنة"..

                  كلمات تدل على روح قائلها وتنبئ بخصاله. أجل..أنما هو الله، والجنة..!!

                  وفي هذا الموطن، لا ينبغي أن تدور الخواطر حول شيء آخر..

                  حتى المدينة، عاصمة الإسلام، والبلد الذي خلفوا فيه ديارهم ونساءهم وأولادهم، لا ينبغي أن يفكروا فيها، لأنهم إذا هزموا اليوم،

                  فلن تكون هناك مدينة.. وسرت كلمات البراء مثل.. مثل ماذا..؟

                  أن أي تشبيه سيكون ظلما لحقيقة أثرها وتأثيرها.. فلنقل: سرت كلمات البراء وكفى..

                  ومضى وقت وجيز عادت بعده المعركة الى نهجها الأول.. المسلمون يتقدمون، يسبقهم نصر مؤزر.

                  والمشركون يتساقطون في حضيض هزيمة منكرة..

                  والبراء هناك مع أخوانه يسيرون راية محمد صلى الله عليه وسلم إلى موعدها العظيم.. واندفع المشركون الى وراء هاربين

                  واحتموا بحديقة كبيرة دخلوها ولاذوا بها.. وبردت المعركة في دماء المسلمين، وبدا أن في الآمان تغير مصيرها بهذه الحيلة التي

                  لجأ اليها أتباع مسيلمة وجيشه.. وهنا علا البراء ربوة عالية وصاح:

                  " يا معشر المسلمين..احملوني وألقوني عليهم في الحديقة"..

                  ألم أقل لكم انه لا يبحث عن النصر بل عن الشهادة..!!

                  ولقد تصوّر في هذه الخطة خير ختام لحياته، وخير صورة لمماته..!!

                  فهو حين يقذف به إلى الحديقة، يفتح المسلمين بابها، وفي نفس الوقت كذلك تكون أبواب الجنة تأخذ زينتها

                  وتتفتح لاستقبال عرس جديد ومجيد..!!

                  ( ولم ينتظر البراء أن يحمله قومه ويقذفوا به، فاعتلى هو الجدار، وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب، واقتحمته جيوش

                  الإسلام.. ولكن حلم البراء لم يتحقق، فلا سيوف المشركين اغتالته، ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه..

                  وصدق أبو بكر رضي الله عنه:

                  " احرص على الموت..توهب لك الحياة"..!!

                  صحيح أن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة، أثخنته ببضع وثمانين جراحة، حتى لقد ظل بعد

                  المعركة شهرا كاملا، يشرف خالد بن الوليد نفسه على تمريضه.. ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى..

                  بيد أن ذلك لا يحمل البراء على اليأس.. فغدا تجيء معركة، ومعركة، ومعركة.. ولقد تنبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه

                  مستجاب الدعوة.. فليس عليه الا أن يدعو ربه دائما أن يرزقه الشهادة، ثم عليه ألا يعجل، فلكل أجل كتاب..!!

                  ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة..

                  وينطلق مع جيوش الاسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام الى مصارعها.. هناك حيث تقوم امبراطوريتان خربتان فانيتان، الروم

                  والفرس، تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله، وتستعبدان عباده.. ويضرب البراء بسيفه، ومكان كل ضربة يقوم جدار شاهق في بناء

                  العالم الجديد الذي ينمو تحت راية الاسلام نموّا سريعا كالنهار المشرق..

                  ( وفي احدى حروب العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها.. فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل

                  محمأة بالنار، يلقونها من حصونهم، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكا..وكان البراء وأخوه العظيم أنس

                  بن مالك قد وكل اليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون..ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة، فتعلق بأنس ولم

                  يستطع أنس أن السلسلة ليخلص نفسه، اذ كانت تتوهج لهبا ونارا..وأبصر البراء المشهد فأسرع نحو أخيه الذي كانت السلسلة

                  المحمأة تصعد به على سطح جدار الحصن.. وقبض على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قصمها وقطعها.. ونجا

                  أنس وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما..!! لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي مسمّرا

                  محترقا..!! وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى بريء.. أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته..؟؟)

                  بلى آن..!!

                  وهاهي ذي موقعة تستر تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس ولتكون لـ البراء عيدا أي عيد..

                  (احتشد أهل الأهواز، والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين..وكتب امير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن أبي وقاص بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا..وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا، قائلا له في رسالته:

                  " اجعل امير الجند سهيل بن عديّ..وليكن معه البراء بن مالك"..

                  والتقى القادمون من الكوفة بالقادمين من البصرة ليواجهوا جيش الأهواز وجيش الفرس في معركة ضارية..

                  كان الاخوان العظيمان بين الحنود المؤمنين.. أنس بن مالك، والبراء بن مالك.. وبدأت الحرب بالمبارزة،

                  فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس.. ثم التحمت الجيوش، وراح القتلى يتساقطون من الفرقين كليهما في كثرة كاثرة..

                  واقترب بعض الصحابة من البراء، والقتال دائر، ونادوه قائلين:

                  " أتذكر يا براء قول الرسول عنك: ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبرّه، منهم البراء بن مالك..؟

                  يا براء أقسم على ربك، ليهزمهم وينصرنا"..

                  ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا:

                  " اللهم امنحنا أكتافهم..اللهم اهزمهم.. وانصرنا عليهم.. وألحقني اليوم بنبيّك"..

                  ألقى على جبين أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه.. نظرة طويلة، كأنه يودّعه..

                  و أنقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم..ونصروا نصرا مبينا.

                  ووسط شهداء المعركة، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة هانئة كضوء الفجر.. وتقبض يمناه على حثيّة من تراب مضمّخة

                  بدمه الطهور..

                  لقد بلغ المسافر داره..

                  وأنهى مع إخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم، ونودوا

                  (أن تلكم الجنة، أورثتموها بما كنتم تعملون)

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا.


                    عن أنس رضي الله عنه قال
                    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






                    تعليق


                    • #11
                      مصعب إبن عمير

                      كان أعطر أهل مكة...مصعب بن عمير






                      هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث.

                      غرّة فتيان قريش, وأوفاهم جمالا, وشبابا..

                      يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون:" كان أعطر أهل مكة"..

                      ولد في النعمة, وغذيّ بها, وشبّ تحت خمائلها.

                      ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به "مصعب بن عمير"..

                      ذلك الفتر الريّان, المدلل المنعّم, حديث حسان مكة, ولؤلؤة ندواتها ومجالسها, أيمكن أن يتحوّل الى أسطورة من أساطير

                      الايمان والفداء..؟

                      بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ "مصعب بن عمير", أو "مصعب الخير" كما كان لقبه بين المسلمين.

                      انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام وربّاهم "محمد" عليه الصلاة والسلام..

                      ولكن أي واحد كان..؟

                      ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا..

                      لقد سمع الفتى ذات يوم, ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم..

                      "محمد" الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد.

                      وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا همّ لها, ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه, كان فتى قريش

                      المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث.

                      ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه, زينة المجالس والندوات, تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها, ذلك أن

                      أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال "ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب..

                      ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه, يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في درا

                      "الأرقم بن أبي الأرقم" فلم يطل به التردد, ولا التلبث والانتظار, بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه

                      أشواقه ورؤاه...

                      هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن, ويصلي معهم لله العليّ القدير.

                      ولم يكد مصعب يأخذ مكانه, وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه, ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة,

                      حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..!

                      ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه, وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.

                      ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج, والفؤاد المتوثب, فكانت السكينة

                      العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنّه وعمره,

                      ومعه من التصميم ما يغيّر سير الزمان..!!!

                      كانت أم مصعب "خنّاس بنت مالك" تتمتع بقوة فذة في شخصيتها, وكانت تهاب الى حد الرهبة..

                      ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه.

                      فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها, استحالت هولا يقارعه ويصارعه, لاستخف به مصعب الى حين..

                      أما خصومة أمه, فهذا هو الهول الذي لا يطاق..!

                      ولقد فكر سريعا, وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا.

                      وظل يتردد على دار الأرقم, ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو قرير العين بايمانه, وبتفاديه غضب أمه

                      التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا..

                      ولكن مكة في تلك الأيام بالذات, لا يخفى فيها سر, فعيون قريش وآذانها على كل طريق, ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها

                      الناعمة اللاهبة, الواشية..

                      ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو سصلي كصلاة محمد صلى الله

                      عليه وسلم, فسابق ريح الصحراء وزوابعها, شاخصا الى أم مصعب, حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها...

                      ووقف مصعب أمام أمه, وعشيرته, وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته, القرآن الذي يغسل به

                      الرسول قلوبهم, ويملؤها به حكمة وشرفا, وعدلا وتقى.

                      وهمّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية, ولكن اليد التي امتدت كالسهم, ما لبثت أم استرخت وتنحّت أمام النور الذي زاد

                      وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام, وهدوءا يفرض الاقناع..

                      ولكن, اذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى, فان في مقدرتها أ، تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب

                      آخر..

                      وهكذا مضت به الى ركن قصي من أركان دارها, وحبسته فيه, وأحكمت عليه اغلاقه, وظل رهين محبسه ذاك, حتى خرج

                      بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة, فاحتال لنفسه حين سمع النبأ, وغافل أمه وحراسه, ومضى الى الحبشة

                      مهاجرا أوّابا..

                      ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين, ثم يعود معهم الى مكة, ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب

                      الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.

                      ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة, فان تجربة ايمانه تمارس تفوّقها في كل مكان وزمان, ولقد فرغ من اعداة

                      صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار, واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن

                      تقدّم قربانا لبارئها الأعلى, وخالقها العظيم..

                      خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله, فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم

                      وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيّا..

                      ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا, وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه, حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة,

                      وألقا وعطرا..

                      وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة, شاكرة محبة, وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة, وقال:

                      " لقد رأيت مصعبا هذا, وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه, ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله".!!

                      لقد منعته أمه حين يئست من ردّته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به

                      لعنتها, حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!!

                      ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرّة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل

                      من تستعين به على حبسه..

                      وانها لتعلم صدق عزمه اذا همّ وعزم, فودعته باكية, وودعها باكيا..

                      وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت

                      له وهي تخرجهمن بيتها: اذهب لشأنك, لم أعد لك أمّا. اقترب منها وقال:"يا أمّه اني لك ناصح, وعليك شفوق, فاشهدي

                      بأنه لا اله الا الله, وأن محمدا عبده ورسوله"...

                      أجابته غاضبة مهتاجة:" قسما بالثواقب, لا أدخل في دينك, فيزرى برأيي, ويضعف غقلي"..!!

                      وخرج مصعب من العنمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطّر, لا يرى الا

                      مرتديا أخشن الثياب, يأكل يوما, ويجوع أياماو ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة, والمتألقة بنور الله, كانت قد جعلت

                      منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...

                      وآنئذ, اختاره الرسول لأعظم مهمة في حينها: أن يكون سفيره الى المدينة, يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول عند

                      العقبة, ويدخل غيرهم في دين الله, ويعدّ المدينة ليوم الهجرة العظيم..

                      كان في أصحاب رسول الله يومئذ من هم أكبر منه سنّا وأكثر جاها, وأقرب من الرسول قرابة.. ولكن الرسول اختار

                      مصعب الخير, وهو يعلم أنه يكل اليه بأخطر قضايا الساعة, ويلقي بين يديه مصير الاسلام في المدينة التي ستكون دار

                      الهجرة, ومنطلق الدعوة والدعاة, والمبشرين والغزاة, بعد حين من الزمان قريب..

                      وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق, ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده

                      وترفعه واخلاصه, فدخلوا في دين الله أفواجا..

                      لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة, ولكنه ام

                      يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!!

                      وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة, كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم..

                      وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم "مصعب ابن عمير".

                      لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار..

                      فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها.ز عرف أنه داعية الى الله تعالى, ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى

                      الهدى, والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به, ليس عليه الا البلاغ..

                      هناك نهض في ضيافة "أسعد بم زرارة" يفشيان معا القبائل والبويت والمجالس, تاليا على الناس ما كان معه من كتاب

                      ربه, هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله (انما الله اله واحد)..

                      ولقد تعرّض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه, لولا فطنة عقله, وعظمة روحه..

                      ذات يوم فاجأه وهو يعظ الانس "أسيد بن خضير" سيد بني عبد الأشهل بالمدينة, فاجأه شاهرا حربتهو يتوهج غضبا

                      وحنقا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم.. ويدعوهم لهجر آلهتهم, ويحدثهم عن اله واحد لم يعرفوه من قبل, ولم

                      يألفوه من قبل..!

                      ان آلهتهم معهم رابضة في مجاثمهاو اذا حتاجها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيا اليها, فتكشف ضرّه وتلبي دعاءه...

                      هكذا يتصورون ويتوهمون..

                      أما اله محمد الذي يدعوهم اليه باسمه هذا السفير الوافد اليهم, فما أحد يعرف مكانه, ولا أحد يستطيع أن يراه..!!

                      وما ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي, وثورته المتحفزة,

                      حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا, متهللا..

                      وقف اسيد أمامه مهتاجا, وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة:

                      "ما جاء بكما الى حيّنا, تسهفان ضعفاءنا..؟ اعتزلانا, اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"..!!

                      وفي مثل هدوء البحر وقوته..

                      وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير مصعب الخير وتحرّك بالحديث الطيب لسانه فقال:

                      "أولا تجلس فتستمع..؟! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره".

                      الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!!

                      كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره, فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع, تركه

                      لاقتناعهو وان لم يقتنع ترك مصعب حيّهم وعشيرتهم, وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارّ ولا مضارّ..

                      هنالك أجابه أسيد قائلا: أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي..

                      ولم يكد مصعب يقرأ القرآن, ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام, حتى أخذت أسارير أسيد

                      تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم, وتكتسي بجماله..!!

                      ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا:

                      "ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين"..؟؟

                      وأجابوه بتهليلة رجّت الأرض رجّا, ثم قال له مصعب:

                      "يطهر ثوبه وبدنه, ويشهد أن لا اله الا الله".

                      فعاب أسيد عنهم غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه, ووقف يعلن أن لا اله الا الله, وأن محمدا رسول

                      الله..

                      وسرى الخبر كالضوء.. وجاء سعد بن معاذ فأصغى لمصعب واقتنع, وأسلم ثم تلاه سعد بن عبادة, وتمت باسلامهم

                      النعمة, وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: اذا كان أسيد بن حضير, وسعد ابن معاذ, وسعد بن عبادة قد

                      أسلموا, ففيم تخلفنا..؟ هيا الى مصعب, فلنؤمن معه, فانهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه..!!

                      لقد نجح أول سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم نجاحا منقطع النظير.. نجاه\حا هو له أهل, وبه جدير..

                      وتمضي الأيام والأعوام, ويهاجر الرسول وصحبه الى المدينة, وتتلمظ قريش بأحقادها.. وتعدّ عدّة باطلها, لتواصل

                      مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين.. وتقوم غزوة بدر, قيتلقون فيها درسا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون الى الثأر,و

                      تجيء غزوة أحد.. ويعبئ المسلمون أنفسهم, ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم وسط صفوفهم يتفرّس الوجوه المؤمنة

                      ليختار من بينها من يحمل الراية.. ويدعو مصعب الخير, فيتقدم ويحمل اللواء..

                      وتشب المعركة الرهيبة, ويحتدم القتال, ويخالف الرماة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام, ويغادرون موقعهم في أعلى

                      الجبل بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين, لكن عملهم هذا, سرعان ما يحوّل نصر المسلمين الى هزيمة.. ويفاجأ

                      المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل, وتعمل فيهم على حين غرّة, السيوف الظامئة المجنونة..

                      حين رأوا الفوضى والذعر في صفوف المسلمين, ركزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالوه..

                      وأدرك مصعب بن عمير الخطر الغادر, فرفع اللواء عاليا, وأطلق تكبيرة كالزئير, ومضى يجول ويتواثب.. وكل همه أن

                      يلفت نظر الأعداء اليه ويشغلهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه, وجرّد من ذاته جيشا بأسره.. أجل, ذهب

                      مصعب يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..

                      يد تحمل الراية في تقديس..

                      ويد تضرب بالسيف في عنفزان..

                      ولكن الأعداء يتكاثرون عليه, يريدون أن يعبروا فوق جثته الى حيث يلقون الرسول..

                      لندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الخاتم في حياة مصعب العظيم..!!

                      يقول ابن سعد: أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري, عن أبيه قال:

                      [حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب, فأقبل ابن قميئة وهو فارس, فضربه على يده

                      اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..

                      وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه, فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمّه بعضديه الى صدره وهو يقول:

                      وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل..

                      ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه وأندق الرمح, ووقع مصعب, وسقط اللواء].

                      وقع مصعب.. وسقط اللواء..!!

                      وقع حلية الشهادة, وكوكب الشهداء..!!

                      وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والايمان..

                      كان يظن أنه اذا سقط, فسيصبح طريق القتلة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاليا من المدافعين والحماة..

                      ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله عليه الصلاة والسلام من فرط حبه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة

                      سيف تقتلع منه ذراعا

                      (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)

                      هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها, ويكملها, ويجعلها, قرآنا يتلى..

                      وبعد انتهاء المعركة المريرة, وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا, وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه

                      الزكية..

                      لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء, فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!

                      أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبلأن يطمئن على نجاة رسول الله, وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع

                      عنه..!!

                      لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!

                      وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..

                      وعند جثمان مصعب, سالت دموع وفيّة غزيرة..

                      يقوا خبّاب بن الأرت:

                      [هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله, نبتغي وجه الله, فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى, ولم

                      يأكل من أجره في دنياه شيئا, منهم مصعب بن عمير, قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة.. فكنا اذا

                      وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه, واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"

                      اجعلوها مما يلي رأسه, واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..]..

                      وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة, وتمثيل المشركين

                      بجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام, وأوجع فؤاده..

                      وعلى الرغم م امتاتء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق

                      والطهر والنور..

                      على الرغم من كل هذا, فقد وقف على جثمان أول سفرائه, يودعه وينعاه..

                      أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:

                      (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)

                      ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقاللقد رأيتك بمكة, وما بها أرق حلة, ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنتذا

                      شعث الرأس في بردة"..؟!

                      وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:

                      "ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".

                      ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:

                      "أيها الناس زوروهم,وأتوهم, وسلموا عليهم, فوالذي نفسي بيده, لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة, الا ردوا عليه

                      السلام"..

                      --

                      السلام عليك يا مصعب..

                      السلام عليكم يا معشر الشهداء..

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

                      تعليق


                      • #12
                        شكر الله لك أخي محمد.


                        عن أنس رضي الله عنه قال
                        : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)






                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خيرا.

                          قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون ويجلس الناس إليهم . قال : ( من جلس للناس جلس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ؛ لأنهم أحيوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ).

                          وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ؛ لأنهم شانوا بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فبترهم الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) . مختصر الاستغاثة 1/175


                          تعليق


                          • #14
                            بارك الله فيكم إخوانى وجزاكم خيرا

                            تعليق


                            • #15
                              صارت ثخينة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X