Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خزانة الوالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خزانة الوالي

    خزانة الوالي

    في ايام السيطرة العثمانية على العراق ، وصل الى بغداد يوما وال عثماني لم تشهد له المدينة مثيلا في النهب والسلب وفرض الضرائب الظالمة على الناس ، الى ان ضج البغداديون من ظلمه وعسفه وقسوته .
    وفي يوم من الايام اجتمع عدد من وجهاء بغداد في دار احدهم ، وتناقشوا طويلا في امر هذه النازلة التي حلت بهم ، وكيف يتصرفون .
    وبعد مداولات واقتراحات كثيرة ، قرروا ان يكتبوا الى اولي الامر في اسطنبول ، يلتمسون منهم تخليصهم من هذا الوالي الظالم ، وفعلا كتبوا رسالة طويلة شرحوا فيها ما يعانون من عذاب وبلاء ، وتوسلوا الى رجال السلطان ان يضعوا حدا لهذا العذاب والبلاء ، وارسلوا هذه الرسالة مع شخص امين عاقل دفعوا له مبلغا طائلا من المال ليسافر الى اسطنبول ، ويسلم رسالتهم الى احد كبار رجال الدولة العلية ، وينفق ما يشاء من اموال لتحقيق هذه الغاية ، ووعدوه بالمزيد اذا تحقق املهم ونجح مسعاهم ونقل الوالي او سجن او تخلصوا منه باي طريقة كانت .
    ولكن ذلك الشخص الامين العاقل ، يبدو انه استثـقل السفر الى اسطنبول ، فالتمس مقابلة الوالي ، وقدم له رسالة الشكوى ضده ، وقبض منه مكافاة جزيلة ، واختفى عن الانظار .
    وبعد مضي ايام قليلة ، دعا الوالي وجهاء بغداد الى حفل عشاء في قصر الولاية ، وعندما جاء المدعوون الى القصر فوجئوا بانهم هم انفسهم الذين كانوا مجتمعين قبل ايام يخططون لعزل الوالي ، لا ينقصون واحدا ولا يزيدون ، فشكّوا في الامر ، ولكنهم استسلموا لقدرهم ، فما الذي يستطيعون فعله وهم في قصر ذلك الوالي العاتي ؟
    وانقضى العشاء وهم في اسوا حال من القلق والترقب ، وزاد في تشاؤمهم ، نظرات الوالي اليهم ومرحه غير المعهود ، وتلميحاته الخفية وهو يقول لهم انهم اوفى واصدق ناس عمل معهم وانه يعرف مدى حبهم له وتعلقهم به .
    وعندما انتهى العشاء ، نظر اليهم الوالي مليا، ثم قال لهم ـ بعد صمت طويل حطم اعصابهم ـ انه قد علم بانهم قد كتبوا رسالة يشكونه فيها الى السلطان وانهم قد بعثوا بها مع فلان ، وان ذلك الفلان قد احضر اليه الرسالة وسلمها له .
    حاول عدد منهم الانكار ، ولكن الوالي اخرج الرسالة من جيبه وقراها لهم وهم واجمون مطرقون ، قد ايقنوا بسوء العاقبة ، ولم ينطق احد منهم بحرف .
    وبعد ان قرأ الوالي الرسالة ، نظر اليهم طويلا ثم امرهم بان يتبعوه الى داخل القصر والحراس محيطون بهم فلم يشكوا انه سيامر بقتلهم عقوبة لهم ، فتبعوه وقد يئسوا من الحياة .
    وصل الوالي والحشد المرعوب الى قاعة كبيرة داخل القصر كان على بابها اقفال كثيرة يحمل مفاتيحها الوالي نفسه ، وبعد ان فتح الوالي تلك الغرفة ، دخل اليها واشار لهم بالدخول فدخلوا خائفين ….. كانت الغرفة كبيرة جدا ، ولم يكن فيها من الاثاث الا خزانة كبيرة هائلة الحجم امتدت من ارض الغرفة الى سقفها وبها عشرات الادراج المقفلة .
    نظر الوالي الى الخزانة وربت عليها بيده ، ثم استدار الى الواقفين معه وقال لهم : هل تعرفون ما هذه الخزانة وما قصتها ؟ فاجابوه انهم لا يعرفون ، فقال لهم : هذه الخزانة صنعتها في اسطنبول واحضرتها معي الى بغداد فارغة على ظهور الدواب ، ونصبتها في هذه الغرفة وقررت ان املاها بالاموال التي اجمعها منكم بالضرائب ، وقبل ايام كنت اتفقد الخزانة فوجدت انها على وشك الامتلاء ، فقررت ان اعفيكم من أي ضريبة حالما تمتلئ هذه الخزانة ، واكتفي بما جمعته منكم ، ولكنكم استعجلتم بشكايتي الى السلطان ، وعليه فقد قررت ان اعاقبكم ، ليس بالقتل ولا بالسجن كما تتصورون ، ولكن بطريقة اخرى : سارسل رسالتكم انا بنفسي الى اسطنبول وساسعى لايصالها الى السلطان شخصيا لكي ينقلني من بغداد ، وأعود الى اسطنبول بخزانتي المملوءة ، لكي يرسل اليكم السلطان بوالي جديد ، ياتي معه بخزانة جديدة ، وتبدؤا معه من جديد …. !!
    الدكتور اسامة الحاتم

  • #2
    مشكور على القصة القصيرة .. النهاية مؤسفة بحق !

    أتحفتنا بمشاركتك .. تحياتي .
    S<< " It's not about The World As It Is ,,, It's About The World As Your EYES SEE IT !... " <<S
    ... Sultan Alshehri...
    thepodsultan@hotmail.com

    تعليق


    • #3
      ليت لنا بمثل هذا الوالي القنوع بما اخذ

      ووالينا ادام الله والينا
      رأنا امة وسطى
      فما ابقى لنا دنيا
      وما ابقى لنا دينا
      كل اناء بما فيه ينضح
      إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

      تعليق


      • #4
        عندنا مقوله في مصر بنفس المعني

        بتقول ان الحرامي القديم شبعان فتركه أفضل من حرامي جديد عنده طموح
        وما فتىءَ الزمان يدورحتى
        مضى بالمجدِ قومٌ أخرونَ
        وأصبح لا يُرى في الركب قومي

        وقد عاشو أئمته سنينَ
        وآلمني وآلم كل حرٍ
        سؤال الدهر أين المسلمينَ ?

        اذا لم تجد ما تحب فحب ما تجد

        تعليق


        • #5
          وعندنا مثل في أيظا

          شيطان تعرفه أفظل وأحسن من شيطان لا تعرفه

          شكرا على القصة

          ..

          لا اله لا الله محمد رسول الله

          تعليق


          • #6
            شكرا عزيزي 3d dream
            اما عن النهاية المؤسفة فلا تهتم .. فهي حكاية كل يوم
            الدكتور اسامة الحاتم

            تعليق


            • #7
              سعدت بردك اخي ehabrashad
              هذا الوالي قنوع ؟! فعلا .. ربما كان قنوعا !! ونحن ظلمناه
              اما اضافتك الجميلة (( ووالينا ادام الله والينا .. رأنا امة وسطى .. فما ابقى لنا دنيا .. وما ابقى لنا دينا )) .. فهي رائعة بجد
              شكرا جزيلا
              الدكتور اسامة الحاتم

              تعليق


              • #8
                اهلا عزيزي downs_mass .. كيف حالك ؟ ان شاء الله بخير
                فعلا .. الامر كما تفضلت
                كفانا الله شر طموح ولاتنا .. امين
                الدكتور اسامة الحاتم

                تعليق


                • #9
                  شكرا جزيلا اخي ابو هاشم وحياك الله
                  الدكتور اسامة الحاتم

                  تعليق


                  • #10
                    عندنا مقوله في مصر بنفس المعني

                    بتقول ان الحرامي القديم شبعان فتركه أفضل من حرامي جديد عنده طموح
                    منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال
                    هذا المثل خاطى وساذج
                    والحرامى كل اما بيسرق
                    شهيته بتتفتح زيادة
                    !!!جميع الدروس المعمارية المجانية والغير المجانية والمشاريع المعمارية الكاملة !!!!

                    تعليق


                    • #11
                      اما عن النهاية المؤسفة فلا تهتم .. فهي حكاية كل يوم
                      ...............................

                      تعليق


                      • #12
                        منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال
                        صدقت يا أخى

                        تعليق


                        • #13
                          ربما كان الحق معك اخي العزيز youssef_23 ولكن لا تنسى ان سيدنا عمر ( رضي الله عنه ) كان يدفع لولاته ـ وهم من صفوة الخلق انذاك ـ رواتب ضخمة ، لا ليكفهم عن شر ـ حاشاهم ـ وانما ليرشد من بعده الى اهمية كف شرة النفس لدى الولاة والمسؤولين .. لعل وعسى !!
                          الدكتور اسامة الحاتم

                          تعليق


                          • #14
                            ان شاء الله اخي العزيز jessing ان شاء الله
                            الدكتور اسامة الحاتم

                            تعليق


                            • #15
                              شكرا اخي العزيز abukatada
                              الدكتور اسامة الحاتم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X