Unconfigured Ad Widget

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معاناة زوج مخلوع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معاناة زوج مخلوع

    معاناة زوج مخلوع
    2006/02/09
    **سيد زيدان
    تطارد الشائعات الرجل المخلوع وتمنعه من خوض تجربة جديدة
    لقاء عابر جمعني بأحد الأزواج المخلوعين حديثاً، كانت تبدو على وجهه آثار رجولة راحلة، تعرفت عليه عن قرب، وعندما حكى لي قصته، كدت أصاب بفاجعة من هول وغرابة ما يحدث هذه الأيام، وحتى لا يكون الحديث مملا سأتركه يتحدث بنفسه، يقول: ثمانية أعوام كاملة قضيتها مع زوجتي كان حصاد هذه الأعوام طفلين، لم تكن حياتنا مستقرة، فقد عشت كرجل شرقي "سي السيد"، وتخيلت أنني "سبع البرومبة"، الرجولة بالنسبة لي صوت عالٍ و"نفخة كدابة"، واستعراض لعضلاتي الزوجية أمام الجميع، ونتيجة لكثرة المشاكل، تحول الحب إلى حرب والمشاعر الرقيقة إلى صراع دموي، وفي النهاية طلبت زوجتي الطلاق، لكنى لم أرغب، وكانت المفاجأة قرار "خلعي" عن طريق المحكمة.
    نادي المخلوعين
    ويبدو أن الأيام قررت الانتقام لها، فبعد أن كنت الزوج الدكتاتور المستبد، أصبحت "المخلوع"، دخلت نادي الرجال المطاردين بعلامات الاستفهام، وأصبحت سجينًا للإهانة التي لحقت بي من امرأة كانت يوماً زوجتي، واستطاعت أن تواجهني وأن تقول لي: "لا"، وأن تطلب الطلاق استناداً إلى حقها في "الخُلع"، لقد أصبحت الشائعات تطاردني أينما ذهبت: لماذا طلقت زوجتك؟ لعل العيب فيك، ربما الحياة معك لا تطاق، من تقبل أن تتزوج برجل مخلوع؟ ومن التي تضمن ألا يطلقها كما طلق من قبل؟ وهكذا حاصرتني الأسئلة وتراقصت في عيون الناس من حولي، وأصبحت ضحية ظروف أنا الذي كنت سببا فيها، إنني كرجل مخلوع أكثر الناس عذاباً، صراع نفسي كرجل شرقي مقيّد إلى جبال من المفاهيم والتقاليد غير المنطقية، تلك التي تغذي في روحي نيران الإحساس بالذل والمهانة لمجرد أن "امرأة" استخدمت حقها الشرعي وطلبت من المحكمة أن تحررها عن طريق "الخلع".
    لقد أصبحت منكسراً ومسكوناً بمشاعر الغضب، وكأنني فتاة بكر تعرضت لفضيحة أخلاقية، لقد هزت هذه المرأة وجودي كرجل، وقللت من هيبتي وسط الناس، و"مرمغت بكرامتي الأرض"، فبعد أن كنت الآمر الناهي، أصبحت المخلوع، نعم لقد ذقت مرارة التجربة، ويا لها من تجربة!.
    قرار الزواج ومرارة الفشل
    مع مرور الوقت قلت لنفسي ما المانع في أن أتزوج بأخرى فالفشل مرة لا يعني عدم تكرار التجربة، وكان قرار الزواج هو الخيار الوحيد أمامي إلا أننى كنت أخشى نظرة الناس وعواقبها، ورغم ذلك قررت خوض التجربة وليكن ما يكون. تقدمت لإحداهن، فتاة في العقد الثالث من عمرها، لم يسبق لها الزواج، وقد فضلت أن تكون كبيرة وناضجة حتى تقدر المسئولية وتستطيع أن تتفهم ظروفي الحياتية، بعد أكثر من لقاء ازدادت مساحة التعارف والصراحة بيننا، وكانت الكارثة فبعد أن عرفت أنني "مخلوع"، سقط الخبر على رأسها كالصاعقة، ولم تستطع أن تداري، قالت لي: "إنني لم أصبر طوال هذا العمر حتى أرتبط برجل مخلوع، فالرجل المخلوع نموذج غريب لا يمكن الاعتماد عليه في حياة زوجية جديدة"، قلت لها لا تحاسبيني على الماضي وتحرميني من حقي في الزواج مرة أخرى، لكنها لم تقتنع بكلامي.
    رغم الإحباط الذي أصابني، وفقدان الثقة في نفسي وفي رجولتي، لم أفقد الأمل، فالنساء كثيرات، وبدأت رحلة البحث، هذه المرة كانت من إحدى القرى المجاورة لقريتنا التي تركتها ورحلت إلى القاهرة منذ سنوات، قبل أن أتقدم لخطبتها، قررت أن أحكي لها كل ظروفي، ونتيجة لصراحتي الشديدة، تعاطفت معي وزاد إعجابها بي، وقررت أن تجرب حظها معي، فحمدت الله وأحسست أن ثقتي في نفسي قد عادت، وأنني على وشك استرداد رجولتي، إلا أن المشكلة كانت في والدها الذي رفض أن يزوج ابنته لرجل خلعته امرأة، فالمسألة بالنسبة لهم صعبة، إذ كيف يزوج ابنته لرجل خلعته امرأة، فالعادات والتقاليد في الريف قبل العقل والمنطق، بل والشرع أحيانا، والرجل ما هو إلا كرامة، فإن ضاعت كرامته انتهى، وبناءً عليه لا أصلح زوجًا لابنته.
    خيال المآتة
    في هذه اللحظة سدت جميع الطرق في وجهي، واسودت الدنيا أمام عيني، فحتى الصراحة لم تفد. فماذا أفعل؟ قررت ألا أفكر في الزواج مرة أخرى، ويكفي ما حدث، والمؤمن لا يقع في جحر مرتين، وبعد أكثر من عام يعود هاجس الزواج ليطاردني مرة أخرى عن طريق صديق قرر أن يتولى خطوة الزواج هذه المرة، وبعد تفكير طويل قلت لنفسي لن أخسر أكثر مما خسرت، وجرى اللقاء في منزل صديقي، حيث رتبت زوجته اللقاء، التقينا وتعارفنا، وكان الانطباع الأول جيدًا وأحسست بقبول شديد، وانفرجت أساريري، وأحسست أنني أخيرا سأتزوج، ورحت أسرد في تفاصيل حياتي والظروف التي مررت بها، وكيف خلعتني زوجتي، ورغم رغبة صديقي في القفز على هذه الجزئية، فإنني قررت أن أقولها، فإن أخفيت اليوم كيف سأخفي غدا.
    انتهت الجلسة بعد أن تحدثت هي الأخرى عن نفسها، وودعتها على أمل اللقاء، وبعد أسبوع جاءني الرد بأنها رفضت والجميع من أسرتها إلى زميلاتها أيدوها في القرار.
    بعد هذه التجارب أحسست فعلا أنى فقدت رجولتي، وأنني منبوذ اجتماعيًّا، وتأكدت أن سكة الزواج في حياتي هي سكة الندامة، فقد فشلت ست محاولات للارتباط بفتيات وسيدات مطلقات وجميعهن رفضنني، فقط لأنني مخلوع.
    الأكثر من ذلك أنني لم أعرف من أين "ألاقيها" من الناس في الشارع، أم من أبنائي الذين أصابهم الإحباط، لقد اهتزت صورتي أمام أبنائي وبعد أن كنت المثال أمامهم، والنموذج القوي الذي لا يقهر، أصبحت "خيال المآتة" لا حول لي ولا قوة، وأدركت أن أبنائي أصابهم نوع من الاكتئاب يصعب علاجه، إلا باسترداد رجولتي، لقد أصبحوا أولاد المخلوع، والناس أصبحت تنظر لهم نظرة غريبة، وكأنهم أبناء مجرم.
    تعددت الأسباب
    قد يكون كلام هذا الزوج المخلوع غريبا ومبالغا فيه، لكن لو طالعنا نتائج دراسة حديثة للدكتورة سهير كامل بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة، سنعرف أن كلامه صحيح بنسبة 100%، وليس فيه مبالغة، تقول الدراسة إن نسبة النساء الرافضات للزواج برجل مخلوع بلغت أكثر من 61%، بل إن نسبة كبيرة من النساء في المدن الكبرى لا تزال تعتقد أن الرجل يفقد اعتباره وربما جزءاً من رجولته، إذا لم يطلق هو زوجته بإرادته، فإذا خلعته المحكمة من الزوجة القديمة ظهر أن هناك صعوبات في أن تتقبل النساء الزواج برجل خلعته زوجته من قبل.
    وتقول الدراسة إن نسبة عالية وصلت 89% من النساء والفتيات والأهل ترفض الارتباط بزوج مخلوع حتى وإن كان من أبناء القرية، أما الذين يعيشون في المدن الكبرى، فهؤلاء يرفضون ربط مصير بناتهم بزوج تم خلعه من قبل، إضافة إلى أن مجموعة كبرى من النساء يرفضن الزواج بزوج مخلوع على أساس أنه فقد جزءاً كبيراً من شخصيته الاعتبارية.
    وفي قرية صغيرة في صعيد مصر "قرية طوخ المنيل" رفضت معظم النساء "المطلقات أو الفتيات" الزواج من أي رجل خلعته زوجته، ووصلت نسبة الرفض إلى 100%، كما جاء بالدراسة، وتنوعت الأسباب التي ادعتها العينة سبباً لهذا الرفض، ومنها عدم احتمال الحياة مع رجل مخلوع ونظرة المجتمع للرجل الذي رفضت امرأته العيش معه والتساؤل حول الأسباب التي جعلت زوجته ترفض العيش معه.
    الرجولة الضائعة
    وإذا كان هذا ما تقوله الدراسة فما رأي السيدات أنفسهن، سألت "هناء" (28 سنة - موظفة) هل تقبلين الزواج بـ"المخلوع"؟ أجابت بغضب شديد: كيف أرتبط برجل رفضت امرأته العيش معه، لا بد أن هناك أسباباً جعلت زوجته تترك له جنته وترفض العيش، فكيف تغامر أخرى وتخوض التجربة وهي مدركة لإمكانية الفشل.
    وتلتقط زميلتها "نرمين" طرف الحديث: هذا الرجل رضي بالعيش مع امرأة ترفضه ولا تقبله، وهذا يعني أنه "بارد" وعديم الإحساس فكيف يعيش مع امرأة لا تقبله ولا تريد أن تتطلع إلى وجهه؟ فأنا لو أمضيت حياتي كلها بدون زواج فلن أقبل بالزواج منه.
    وتؤكد السيدة راجية همام "40 سنة": لا يمكن أن أقبل بزواج ابنتي من هذا المخلوع، الذي أصبح سخرية للجميع، فلماذا ترك الأمور حتى تخلعه زوجته أمام المحاكم؟ كيف يقبل الحياة مع امرأة لا تريده مهما كانت الأسباب، فهو إما مستغل يتهاون في كرامته خوفاً على المال مثلاً، وهنا يصبح رجلا دنيء النفس، وإما أنه "إمعة" يترك زمام الأمور والمبادرات الحاسمة في حياته لغيره فهو ضعيف ومتخاذل ويستحق الخلع بالثلاثة، ولا أرضى به زوجاً لابنتي.. بعد أن سمعت وقرأت تحسرت على الرجولة الضائعة التي تم إهدارها باسم الخلع.
    كل اناء بما فيه ينضح
    إذا جائتك الضربات من اليمين ومن اليسار فاعلم انك من أهل الوسط

  • #2
    فعلا من الهم مايضحك

    إذا كان العيب فيه فمن المستحسن أن يعتزل

    تعليق

    يعمل...
    X